الفنان رافع نجم ...
" حاولت أن اقدم كوميديا هادفة ونظيفة وهذا ما يؤكده قلة انتاجي.
... ننتج أعمالنا بالسلف الشخصية ونقوم بردها بعد العرض "
حاوره / الصالحين الرفروفي
أحب الفن وشغف منذ أن كان صغيراً يصطحبه والده إلى دور العرض لمشاهدة الافلام السينمائية ... كان يقلد كثيرا من الشخصيات التي يشاهدها أمام زملائه في المدرسة عندما ظهر الفنان "فهد بلان" أعجب بشخصيته وغنى أغانيه .بعض الاصدقاء بنادي التحدي شاهدوا لديه هذه الموهبة فأصروا عليه بضرورة الألتحاق بالفرق الموسيقية وقد أصبح مطرباً بها ، التحق بالدورة الثانية بالمسرح الشعبي ببغازي حيث تلقى دورة في مجال الالقاء والتمثيل على يد الاستاذ عمر الحريري ١٩٦٨مسيحي ، وفي عام ١٩٦٩ مسحي ألتحق بالمسرح الوطني حيث بدأ تشكيله في ذلك الوقت وكان من بين الاوائل الذين ألتحقوا بالمسرح مع الفنانين .. رجب اسماعيل ، إبراهيم الخمسي ، علي الزليطني ..
عمل مع المسرح الوطني عدة أعمال في بداياته فكان أولها مسمار جحا "السلطان الحائر" إلى أن حضر الفنان السيد راضي وأقام دورة تدريبية في التمثيل والالقاء للمسرح الوطني وقد وجهه هذا الفنان المعروف إلى ضرورة اتجاهه للكوميديا فعمل مسرحية السيدة العجوز - والقاعدة - المعتقل - السؤال - المركب ، إلي أن بدأ الاتجاه للكوميديا الاجتماعية فقدم مسرحية "المعجزة" ، تستور يا شيخ عبدالستار ..، في سنة ١٩٧٩مسيحي.
تعاون مع المسرح الشعبي في مسرحية (قهوة الرايق) ، إخراج الفنان فرج الربع ، عائلة عصرية ، عيد ميلاد سعيد ، الحارس ، طاجين ، ليلة صيف ، الجلهام ، خيرية العصبية، الدوة فيها دوه ، فليسقط شكسبير ، إنه الفنان الكوميدي رافع نجم الذي كان لنا معه هذا الحوار :
- مارأيك في ما يقدم من أعمال كوميدية ؟
كان الألتحام بين الفنان المسرحي والجمهور لتقديم أعمال كوميدية لها مضمون وتعتمد على كوميديا الموقف وليس على اللفظ فقط والآن ما تقدم للأسف في بعض المسرحيات هو كوميديا اللفظ قطعة من الشارع تجسد على المسرح وهكذا عكس دور المسرح مع احترامي وتقديري لجهود كل العاملين في المسرح في المجال الكوميدي إلا أن الفنان الكوميدي قليل ونادر وما نشاهده هو (منولوجات ومنكتين وإسفاف) وهذا راجع إلى الجري وراء إضحاك الناس بأي وسيلة أنا حاولت جاهدا مع زملائي أن اقدم كوميديا هادفة ونظيفة وهذا ما يؤكده قلة إنتاجي "شاهدوا أعمالي وحاسبوني" ابحث عن الكوميديا الهادفة أنا مشهور ولايضيف لي الاسفاف شهرة.
- انت نائب المدير بالمسرح الشعبي ببنغازي ما رأيك في عمل الفرق المسرحية ؟
الفرق الفنية مهمة وهي تعطي الزخم الفني وتخلق التنافس والفرق كثيرة ومتعددة ..هناك الفرق الحقيقية والتي لها مقرها ونشاطها وهي عريقة ... أما فرق الحقائب فهي كارثة .. أن تكون في مدينة بنغازي سبعة عشرة فرقة كل فرقة لها شخص واحد وهو المدير والإداري والفني والفنان ... فهذا لايمكن تصديقه وتخيله كل ما تحتاجه بنغازي ٥ فرق وهي العاملة الآن ولها كوادرها الفنية أنا نائب مدير المسرح الشعبي ننتج أعمالنا بالسلف الشخصية ونقوم بردها بعد العرض وفي هذا كفاية ولذلك يكون الإنتاج هزيلاً لأننا نحصر إنتاج العمل وفق هذه القيمة لابد للفرق أن تحترف المسرح ... الاحتراف شرط أساسي لجدية العمل والقانون يضع الكيفية التي تكون عليها هذه الفرق لابد من الصرف والدعم الشخصي لهذه الفرق لتؤدي دورها. نحن كفرقة متفائلون ومسرورون بصيانة المسرح الشعبي ونأمل أن يجهز بشكل جيد وسريع وأن لا يتعطل حيث أنه مكان لقاء الفنانين في مدينة بنغازي ولديه حركة مستمرة.
- أنت المعروف في المجال الفني مارأيك في ما يقدم في التلفزيون ؟
برامج التلفزيون للأسف الشديد ورغم التسهيلات التي تقدم الآن إلا أنه وخلال سنتين لم تقدم إلا بعض الأعمال الدرامية الجيدة محلياً ولكي نستغل هذا التشجيع يجب أن نرتقي بمستوى النص والسيناريو والإخراج وأن نواكب التقنية ونعمل على أختيار الكلمة المحلية المفهومة حتى نستطيع تقديهما خارج الحدود لابد من استغلال الشكل الجمالي في طبيعتنا الساحرة وتقديها بشكل سياحي يحيه الآخر ويأتي إليه، لدينا القدرات العالية في هذا المجال ولكن لم تتح لهم الفرصة الفنانين الليبيين اشتغلوا مع العرب وتفوقوا على كثير منهم ولكن بكل آسف الآن يستخدم الفنان الليبي "كعامل سُخرة" في الإنتاج الخاص ولاتعطى له حقوقه وأجرته أقل من لائحة الاذاعة العقيمة القديمة ... لابد من إيقاف الذين أتيحت لهم الفرصة ولم يقدموا إلا زيادة في الإسفاف والعمل الردئ ... لماذا توقع العقود ويعمل مجموعة معروفة بالاسم فقط؟ هذا لايشجع الفنان الحقيقي للعمل الجاد والجيد .. أعطوا الفنان حقه وحاسبوه إن قصّر.
- ما الجديد في المنوعات الرمضانية ؟!
لم تتطور المنوعات في ليبيا منذ ٣٥ سنة من أيام يوسف الغرياني إسماعيل العجيلي عملت مع التلفزيون مبكراً وكان لي السبق في تقديم مسلسل كوميدي بالصورة السريعة من حسن الصغير سنة ١٩٧١ ما يهمنا هو تقديم دراما ليبية متميزة من جميع النواحي الفنية وهذا بكل أسف مازلنا نفتقده .. أسلوب المنوعات رخيص ومهين للفنان ... منوعاتنا ألوان زاهية وشكل جذاب ولكن ما نقدمه مسخ للمنوعات وللدراما الليبية السهل والرخيص أين الفن ؟ أطلعوا إقرءوا .. أدخلوا أعماق الدراما شاهدوا ... إحتكوا بالاخرين حتى تصنعوا عملاً جيداً .. المنوعات ليست رقصة وتهكم على بعض المفردات والملابس القديمة ... أين لجان المشاهدة للعمل الفني !!! هل تعطى أجازة على أبواب شهر رمضان ؟
- ما مدى مساهمة النشاط المدرسي في تقديم المواهب؟
من أهم محطات حياتي الفنية وأنا فخور بها لأنها أنتجت أثنى عشر مهرجاناً أقلها يفوق المهرجان الوطني العاشر للفنون المسرحية وبمشاركة فنانين مسرحيين بمدينة بنغازي من أمثال فرج الربع ، علي الجهاني، فرج الطيرة ، مجموعة أبوشعالة وكثيرون ، كان ثمرتها الفنانين المبدعين الذين يحركون الحركة المسرحية والفنية الان من أمثال خالد الشيخي ، خالد الفاضلي، محمد الصادق، اسامة السحاتي، والكاتب المبدع علي الفلاح، وكثيرون وكنا نعّول على هذا النشاط في اكتشاف المواهب في هذه المدينة حيث لايوجد معهد للتمثيل وقد توقف الآن هذا الزخم في مدارسنا للأسف بالرغم من وجود كثير من المواهب في كل المدارس في المجالات الفنية المختلفة ... أما آن الأوان لأمانة التعليم أن تهتم بالجانب التربوي في خلق الإنسان الليبي النموذج ؟
- ما مدى الاستفادة من المؤسسات الفنية؟
الأستفادة كبيرة .. عندما نؤهل هذه الكوادر وتجمع بين العلم والتجربة .. ولكن نحن في مدينة بنغازي نعاني نقصاً في هذه المؤسسات والمعاهد الفنية .. هل تعلم أن مدينة بنغازي رائدة الحركة المسرحية في ليبيا لايوجد بها معهد تمثيل واحد والممثل في مدينة بنغازي يأتي إما عن طريق النشاط أو عن طريق الموهبة لينظم تحت لائحة عضو فرقة مسرحية .. وهذه لها عيوبها حتى أن الكل يمكن أن يخرج فنان .
- الاعمال المشتركة كيف نستفيد منها ؟!
لو تم التركيز عليها هي إحدى الطرق للوصول بالفنان الليبي للوطن العربي كما عملت بعض الاقطار العبية الفضائيات سوق يحتاج إلى خلق نجم.
- ما هي مشاركاتك العربية ؟!
"المفسدون في الأرض" مع نخبة من الفنانين العرب شاهده الكثيرون واعتزوا به .. وأتمنى أن تتاح لنا الفرصة في مشاركات أخرى وأن ننتج من هذا الزخم الدرامي بعض الأعمال التي تساهم في تطور الدراما الليبية التلفزيونية.
لصحيفة "أويا" التحية ولكم بالمشهد الفني كل التقدير.