مسرح
بقلم / محمود البوسيفي
كنت من الذين يقولون إننا لا نملك في ليبيا جمهوراً للمسرح ، وأن من يؤم المسرح في مواسمه المتباعدة هم من جمهور الكورة الذين يتعالى صفيرهم وصراخهم على ما يجري فوق الخشبة .. وكنت أدرك ـ أو أزعم أنني أدرك ـ سبب ذلك العوز الذى تعانيه الحركة المسرحية بإيقاعها السلحفائى وذلك نتيجة القطيعة الطويلة للمسرح مع الحراك العام للمجتمع ..
ولاحظت أثناء عروض الفرق العربية في طرابلس مثلاً وكانت مجانية في معظم الحالات أن الجمهور يحمل ملامح مدرجات الكرة ، حيث تنتقل عدوى الصفير والصياح بين الصفوف ، فيتحول المسرح إلى ميدان تصادر فيه الفوضى مجريات العرض من جهود الكاتب والمخرج والممثل وفني الإضاءة والصوت والديكور والملابس ... إلخ .. إلخ ..
أيام طرابلس المسرحية التي اختتمت اشتعالاتها المدهشة مساء أمس الأربعاء ، هدمت قناعتي الصغيرة بالضبط كما تنهار قلاع الرمل التي يقيمها الأطفال على شواطئ لا يكف الموج عن مغازلتها .. بالضبط كما تسقط الأوهام القديمة .. وأوراق التقاويم .. وهكذا تابعتُ بغبطة الازدحام اليومي من شرائح عمرية مختلفة وانهمام شبه عام بالحضور ، الذى تمظهر بشكل احتفالي لافت يؤكد احترام هذا الفن الجميل ..
سيكون مهماً بلا رقيب ملاحقة كل هؤلاء بالمعالجات النقدية المنهجية الخالية من الانطباعية المفخخة دائماً بحسن النوايا ، التي تسمح بإغفال ما تستوجب الإشارة إليه والاهتمام به من تقويم ومتابعة .. وهي معالجات ينبغى تدعيم هياكلها بقواعد العلم واشتراطات صياغة التقدم ، وذلك بالإنفاق على الكليات والمعاهد المتخصصة وإعادة الاعتبار للمسرح المدرسي ، ودفع الفرق الأهلية بالدعم المادي والمعنوي إلى تنظيم مواسم ثابتة توفر مناخاً للأنتقاء للمهرجانات الوطنية والمشاركات الخارجية ..
لابد لنا أن نصل إلى معاملة فرق المسرح كفرق كرة القدم .. والفرق الوطنية باعتبارها المنتخب .
بقلم / محمود البوسيفي
كنت من الذين يقولون إننا لا نملك في ليبيا جمهوراً للمسرح ، وأن من يؤم المسرح في مواسمه المتباعدة هم من جمهور الكورة الذين يتعالى صفيرهم وصراخهم على ما يجري فوق الخشبة .. وكنت أدرك ـ أو أزعم أنني أدرك ـ سبب ذلك العوز الذى تعانيه الحركة المسرحية بإيقاعها السلحفائى وذلك نتيجة القطيعة الطويلة للمسرح مع الحراك العام للمجتمع ..
ولاحظت أثناء عروض الفرق العربية في طرابلس مثلاً وكانت مجانية في معظم الحالات أن الجمهور يحمل ملامح مدرجات الكرة ، حيث تنتقل عدوى الصفير والصياح بين الصفوف ، فيتحول المسرح إلى ميدان تصادر فيه الفوضى مجريات العرض من جهود الكاتب والمخرج والممثل وفني الإضاءة والصوت والديكور والملابس ... إلخ .. إلخ ..
أيام طرابلس المسرحية التي اختتمت اشتعالاتها المدهشة مساء أمس الأربعاء ، هدمت قناعتي الصغيرة بالضبط كما تنهار قلاع الرمل التي يقيمها الأطفال على شواطئ لا يكف الموج عن مغازلتها .. بالضبط كما تسقط الأوهام القديمة .. وأوراق التقاويم .. وهكذا تابعتُ بغبطة الازدحام اليومي من شرائح عمرية مختلفة وانهمام شبه عام بالحضور ، الذى تمظهر بشكل احتفالي لافت يؤكد احترام هذا الفن الجميل ..
سيكون مهماً بلا رقيب ملاحقة كل هؤلاء بالمعالجات النقدية المنهجية الخالية من الانطباعية المفخخة دائماً بحسن النوايا ، التي تسمح بإغفال ما تستوجب الإشارة إليه والاهتمام به من تقويم ومتابعة .. وهي معالجات ينبغى تدعيم هياكلها بقواعد العلم واشتراطات صياغة التقدم ، وذلك بالإنفاق على الكليات والمعاهد المتخصصة وإعادة الاعتبار للمسرح المدرسي ، ودفع الفرق الأهلية بالدعم المادي والمعنوي إلى تنظيم مواسم ثابتة توفر مناخاً للأنتقاء للمهرجانات الوطنية والمشاركات الخارجية ..
لابد لنا أن نصل إلى معاملة فرق المسرح كفرق كرة القدم .. والفرق الوطنية باعتبارها المنتخب .