مقدمة
يرتبط رفع مستوى المعيشة لأبناء الدول العربية ارتباطا وثيقا مع استخدام الاساليب التكنولوجية في كل ما يتعلق بمشاكل الحياة اليومية . وهذا يستدعى زيادة التوسع في التعليم والنشر الفنى باللغة العربية .
ويتطلب التقدم التكنولوجي الحالى في العالم العربي العديد من الكتب والمنشورات التي تتناول الموضوعات الهندسية والفنية والصناعية المختلفة . والواقع أنه لم ينشر حتى الآن . سوى عدد قليل من الكتب والمنشورات باللغة العربية ، بينما يوجد العديد منها باللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية . ومن أهم اسباب ذلك قلة المعاجم التكنولوجية الملائمة التي تصل بين هذه اللغات وبين اللغة العربية .
وتتجه الدول العربية في الوقت الحالى الى استخدام اللغة العربية في تعليم الموضوعات التكنولوجية على نطاق واسع . ومن المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستتم فى القريب العاجل بمجرد توافر المراجع التكنولوجية باللغة العربية . لذلك فانه من الضرورى حاليا الشروع فورا في ايجاد الوسائل السريعة والفعالة العملية للترجمة ، والتي تتطلب بالتالى توافر المعاجم التكنولوجية
وفى هذا العصر ، الذى يمكن أن نسميه « عصر الضغط على الأزرار الكهربائية » ، يبدو من الضروري أن يلم جميع الفنيين ببعض المبادىء الأساسية فى الكهرباء ، واستخداماتها ، والتحكم فيها . ولا يمكن تحقيق المعرفة الواسعة والصحيحة لأساسيات الهندسة الكهربائية دون وجود معجم يغطي كافة المصطلحات الكهربائية العامة وهذا المعجم قد أعد ليكون مصدرا للمعلومات التي تهم الممارس، وطالب الهندسة ، والفنيين
بصفة عامة ، وليكون مرجعا لترجمة المصطلحات الشائعة المستخدمة في مجالات الهندسة الكهربائية الى اللغة العربية. وهو يغطى غالبية الموضوعات الأساسية في هذه المجالات . ويستهدف المعجم تقديم شرح موجز وواضح للمصطلحات ، وذلك بتعريف كل مصطلح منها في كلمات بسيطة باللغة العربية تعطى المعنى الدقيق لها ، بحيث يمكن أن يتفهمها حتى أولئك الذين تصادفهم هذه المصطلحات لأول مرة . ولاعطاء توضيح أوفى وأوفر فقد زود المعجم بالأشكال
والرسومات كلما أمكن ذلك ويغطى المعجم المصطلحات المتغلقة بالقوانين الأساسية في الهندسة الكهربائية ، والوحدات والدوائر المغنطيسية والكهربائية ، وهندسة التيار المستمر والتيار المتردد ، والآلات الكهربائيـ والمحولات ، ونقل القدرة الكهربائية وتوزيعها ، وبعض مصطلحات الالكترونيات وشبه الموصلات ، ة
والتوزيع بالجهد العالى والجهد المنخفض ، والتشغيل الأوتوماتى ، والتحكم ، والقياسات ، وأجهزة
القياس والاختبار الكهربائية ، الخ . كما يحتوى المعجم على العديد من المصطلحات التي ترتبط بصناعة وانشاء المعدات والاجهزة الكهربائية . وهذه المصطلحات يستعان غالبا في شرحها بالرسومات التوضيحية .
ومن الرسومات والأشكال الواردة بالمعجم ، على سبيل المثال ، كيفية توصيل المحركات ) الموتورات ( والأجهزة المختلفة ، وكيفية تكوين الخطوط الهوائية والكبلات الأرضية ، والمصابيح المتوهجة ( ذات الفتيلة ) ، والمصابيح الفلورسنت ، ومحطات القدرة الكهربائية ، والمحطات الفرعية ، ومنظمات الجهد الأوتوماتيكية ، وعدادات الطاقة الكهربائية، والآلات المتزامنة ، الخ . وتتميز هذه الرسومات والأشكال بسهولتها ووضوحها ، وهى لازمة لتفهم المصطلحات والتعبيرات التي يشتمل عليها المعجم.
ويمثل هذا المعجم مجهودا مثمرا ، ويمكن الاستفادة منه في اتجاهين : أولهما كمعجم ميسر ، وثانيهما كمرجع سريع لمعرفة معانى المصطلحات الكهربائية . ان هذه المعاجم تفيد في تطوير الكتابة التكنولوجية باللغة العربية ، وبالتالى فانها تيسر وتوسع نطاق النشر بهذه اللغة فى المجالات الفنية المختلفة. وهذا بدوره يساعد المهندسين والفنيين عــ و توسع متابعة التطورات التكنولوجية الحديثة .
وأنتهز هذه الفرصة لأعبر عن تقديرى العميق لزميلى المهندس أحمد مختار شافعي على ما بذله من جهد صادق فى اعداد و تصنيف هذا المعجم .
دكتور مهندس
محمد فہیم صقر استاذ الهندسة الكهربائية كلية الهندسة ، جامعة القاهرة
تمهید
ومع المعاجم التخصصية سمة مميزة من سمات هذا العصر الحديث. فلقد ولى زمن « المعجم الشامل » الذى يحيط بكل شاردة وواردة ، ويرضى كل باحث مدقق. فمع ازدياد العلوم عمقا واتساعا ، ثم تشعبا وتفرعا ، استعمال المصطلح الواحد فى أكثر من علم بعينه ، بحيث أصبح له في كل منها معنى خاص به لا يقارب معناه فى العلوم الأخرى، نجد أن تصنيف معجم موسوعی شامل انما هو ضرب من التحدى المعجز . فمثل هذا المعجم الشامل - ان أمكن تصور صدوره فى عصرنا هذا - لابد أن يكون من الضخامة بحيث تنوء به العصبة أولو القوة من المصنفين والمؤلفين، علاوة على العنت الذي لابد وأن يرهق مستعمليه من طلاب العلم والمعرفة. ذلك أن تعدد معانى المصطلح الواحد ، وفقا للعلوم التخصصية المختلفة ، يتطلب سوق تعريف مستقل لكل معنى منها ، على أن يأخذ هذا التعريف فى الاعتبار ما للمعنى من متشابهات وظلال تتفاوت على حسب درجة الدقة وعمق الاستيعاب . وقد يكون للمصطلح الواحد في لغة من اللغات أكثر من مصطلح يقابله في لغة أخرى . وعلى ذلك فان مستعمل المعجم سيجد نفسه فى خضم من المصطلحات المتعددة المتباينة لا يعرف أيها الأدق والأصوب ، ولا يدرى أيها يختار من بينها .
***
لذلك فقد استقر الرأى - بعد دراسة متأنية فاحصة - على خطة اصدار هذه السلسلة من المعاجم التخصصية . وتقوم هذه الخطة في جوهرها على الآتى :
١ - أن يحتوى كل معجم منها على حوالى ۱۲۰۰ مصطلح تمثل الكلم الأساسي في مجموعة متكاملة من العلوم التطبيقية والتكنولوجية ، أو فى علم واحد اذا اقتضى الأمر ، بحسب شمول كل علم منها واتساع نطاقه
٢ - أن تكون هذه المصطلحات باللغات العربية ، والانجليزية، والفرنسية ، والألمانية . ولقد وقع الاختيار على اللغات الأجنبية الثلاث بعد استقصاء دقيق لمتطلبات الأمة العربية ، واستعراض شامل لبرامج التعليم والتدريب والتصنيع في دولها
٣ - تقسيم المعجم أربعة أقسام :
فالقسم المرجع ، مرتب بالترتيب الأبجدى الانجليزي، وترقم مصطلحاته ترقيما متسلسلا، ويرافق كل مصطلح انجليزى مقابلاته باللغات الفرنسية ، والألمانية ، والعربية . والقسمان الثاني والثالث مرتبان - على التوالى - بالترتيب الأبجدى الفرنسي ، والترتيب الأبجدى الألماني . ويحمل كل مصطلح فيهما نفس الرقم المعطى له في القسم الانجليزي * أما القسم الرابع ( وهو الأساسى ) ، فمرتب بالترتيب الأبجدى العربي . وكل مصطلح عربى وارد فيه يحمل نفس الرقم المعطى له في القسم الإنجليزي ، ويقابله المصطلح المقابل له باللغات الأجنبية الثلاث ، علاوة على تعريفه تعريفا موجزا باللغة العربية ، حسب العلم التخصصي الذي يستعمل فيه . ولقد رأينا أن ندرج الأشكال التوضيحية والرسوم التخطيطية فى هذا القسم . فهى خير عون لتفهم معانى المصطلحات، وخاصة فى المجالات التكنولوجية التي قد يغني فيها الرسم الواحد عن الشرح المسهب والتعريف المطول . ولم ندخر وسعا فى تزويد المعجم بعدد كاف من هذه الأشكال ، توخينا اختيارها بعناية ، لتجلو ما قد يدق من معنى أو يغمض من مدلول ونعتقد أن هذا الأسلوب يربط ربطا مرنا بين أقسام المعجم بعضها ببعض . فأيا كانت لغة المصطلح الذي تبحث عنه - العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية – فستجد مقابلاته باللغات الثلاث الأخرى ، كما ستجد تعريفه باللغة العربية .
***
لمن نسوق هذه المعاجم ؟ ولأى الفئات والقطاعات نهدى هذا المجهود المتواضع ؟ ان العلوم التكنولوجية التي تتضمنها هذه السلسلة من المعاجم يشترك في دراستها أبناؤنا طلبة كليات الهندسة والمعاهد العليا الفنية . والبعض منهم يدرسها بلغة أجنبية . فهو أجدر أن يعرف معناها ومدلولها بلغته العربية . والبعض الآخريدرسها باللغة العربية فهو في حاجة لأن يعرف معناها باللغات الأجنبية الحية اذا أراد أن يصل بينه وبين أصول هذه العلوم في أمهات الكتب والمراجع ، واذا كان صادق الوعد فى أن تكون دراساته الجامعية أو المعهدية بدءا لحياة خصبة مثمرة يتزود فيها بسلاح العلم ما تجدد العلم وتطور . كذلك فان هذه المعاجم يمكن أن تكون بمثابة عون لذاكرة المهندسين المشتغلين في شتى المجالات الصناعية والانتاجية ، عند استشارتهم للكتب والمراجع ، أو قراءتهم للمنشورات والدوريات الحديثة ، أو دراستهم لتقارير المشروعات والخطط الجديدة أما القطاع العريض من الملاحظين والفنيين، فهو القطاع الذي أردنا أن نهتم به كذلك اهتماما جذريا أصيلا . وهذه السلسلة من المعاجم التخصصية ركن أساسي في المكتبة التكنولوجية الموجهة اليهم بصفة خاصة ، لكى يقوم هذا القطاع الحيوى بدوره الايجابي في بناء صرح الصناعة المكين، على أساس من المعرفة والخبرة المستمدة من الدراسة المتعمقة والفهم الواعي لأصول العلوم المطبقة فى الصناعة والانتاج .
***
ولقد تفضل أستاذى وزميلى دكتور محمد فهيم صقر فأشار في مقدمته الشاملة الى مجالات هذا المعجم وموضوعاته . وانني انتهز هذه الفرصة لأقدم لسيادته وافر الشكر على ماقدمه من عون خالص ومشورة صادقة . كما أود أن أشيد بالجهد الرائع الذي بذله زميلى المهندس أحمد مختار شافعي في تصنيف مصطلحات هذا المعجم ووضع تعاريفها باللغة العربية ، وهو جهد أفضل أن أتركه لتقدير القارىء الكريم. كذلك يسعدني أن أشكر زميلى المهندس محمد عبد المجيد نصار على ماحمله عنى من عبء ثقيل في أثناء المراحل النهائية من اعداد المعجم. وختاما ، فانني أحيى باخلاص السادة القائمين على النشر في كل من مؤسسة الأهرام بالقاهرة ودار النشر بلايبزج edition leipzig ، فلولا ايمانهم العميق بالحاجة الملحة إلى هذه المعاجم لما أتيحت لها فرصة الظهور والنشر .
أنور محمود عبد الواحد
يرتبط رفع مستوى المعيشة لأبناء الدول العربية ارتباطا وثيقا مع استخدام الاساليب التكنولوجية في كل ما يتعلق بمشاكل الحياة اليومية . وهذا يستدعى زيادة التوسع في التعليم والنشر الفنى باللغة العربية .
ويتطلب التقدم التكنولوجي الحالى في العالم العربي العديد من الكتب والمنشورات التي تتناول الموضوعات الهندسية والفنية والصناعية المختلفة . والواقع أنه لم ينشر حتى الآن . سوى عدد قليل من الكتب والمنشورات باللغة العربية ، بينما يوجد العديد منها باللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية . ومن أهم اسباب ذلك قلة المعاجم التكنولوجية الملائمة التي تصل بين هذه اللغات وبين اللغة العربية .
وتتجه الدول العربية في الوقت الحالى الى استخدام اللغة العربية في تعليم الموضوعات التكنولوجية على نطاق واسع . ومن المؤكد أن مثل هذه الخطوة ستتم فى القريب العاجل بمجرد توافر المراجع التكنولوجية باللغة العربية . لذلك فانه من الضرورى حاليا الشروع فورا في ايجاد الوسائل السريعة والفعالة العملية للترجمة ، والتي تتطلب بالتالى توافر المعاجم التكنولوجية
وفى هذا العصر ، الذى يمكن أن نسميه « عصر الضغط على الأزرار الكهربائية » ، يبدو من الضروري أن يلم جميع الفنيين ببعض المبادىء الأساسية فى الكهرباء ، واستخداماتها ، والتحكم فيها . ولا يمكن تحقيق المعرفة الواسعة والصحيحة لأساسيات الهندسة الكهربائية دون وجود معجم يغطي كافة المصطلحات الكهربائية العامة وهذا المعجم قد أعد ليكون مصدرا للمعلومات التي تهم الممارس، وطالب الهندسة ، والفنيين
بصفة عامة ، وليكون مرجعا لترجمة المصطلحات الشائعة المستخدمة في مجالات الهندسة الكهربائية الى اللغة العربية. وهو يغطى غالبية الموضوعات الأساسية في هذه المجالات . ويستهدف المعجم تقديم شرح موجز وواضح للمصطلحات ، وذلك بتعريف كل مصطلح منها في كلمات بسيطة باللغة العربية تعطى المعنى الدقيق لها ، بحيث يمكن أن يتفهمها حتى أولئك الذين تصادفهم هذه المصطلحات لأول مرة . ولاعطاء توضيح أوفى وأوفر فقد زود المعجم بالأشكال
والرسومات كلما أمكن ذلك ويغطى المعجم المصطلحات المتغلقة بالقوانين الأساسية في الهندسة الكهربائية ، والوحدات والدوائر المغنطيسية والكهربائية ، وهندسة التيار المستمر والتيار المتردد ، والآلات الكهربائيـ والمحولات ، ونقل القدرة الكهربائية وتوزيعها ، وبعض مصطلحات الالكترونيات وشبه الموصلات ، ة
والتوزيع بالجهد العالى والجهد المنخفض ، والتشغيل الأوتوماتى ، والتحكم ، والقياسات ، وأجهزة
القياس والاختبار الكهربائية ، الخ . كما يحتوى المعجم على العديد من المصطلحات التي ترتبط بصناعة وانشاء المعدات والاجهزة الكهربائية . وهذه المصطلحات يستعان غالبا في شرحها بالرسومات التوضيحية .
ومن الرسومات والأشكال الواردة بالمعجم ، على سبيل المثال ، كيفية توصيل المحركات ) الموتورات ( والأجهزة المختلفة ، وكيفية تكوين الخطوط الهوائية والكبلات الأرضية ، والمصابيح المتوهجة ( ذات الفتيلة ) ، والمصابيح الفلورسنت ، ومحطات القدرة الكهربائية ، والمحطات الفرعية ، ومنظمات الجهد الأوتوماتيكية ، وعدادات الطاقة الكهربائية، والآلات المتزامنة ، الخ . وتتميز هذه الرسومات والأشكال بسهولتها ووضوحها ، وهى لازمة لتفهم المصطلحات والتعبيرات التي يشتمل عليها المعجم.
ويمثل هذا المعجم مجهودا مثمرا ، ويمكن الاستفادة منه في اتجاهين : أولهما كمعجم ميسر ، وثانيهما كمرجع سريع لمعرفة معانى المصطلحات الكهربائية . ان هذه المعاجم تفيد في تطوير الكتابة التكنولوجية باللغة العربية ، وبالتالى فانها تيسر وتوسع نطاق النشر بهذه اللغة فى المجالات الفنية المختلفة. وهذا بدوره يساعد المهندسين والفنيين عــ و توسع متابعة التطورات التكنولوجية الحديثة .
وأنتهز هذه الفرصة لأعبر عن تقديرى العميق لزميلى المهندس أحمد مختار شافعي على ما بذله من جهد صادق فى اعداد و تصنيف هذا المعجم .
دكتور مهندس
محمد فہیم صقر استاذ الهندسة الكهربائية كلية الهندسة ، جامعة القاهرة
تمهید
ومع المعاجم التخصصية سمة مميزة من سمات هذا العصر الحديث. فلقد ولى زمن « المعجم الشامل » الذى يحيط بكل شاردة وواردة ، ويرضى كل باحث مدقق. فمع ازدياد العلوم عمقا واتساعا ، ثم تشعبا وتفرعا ، استعمال المصطلح الواحد فى أكثر من علم بعينه ، بحيث أصبح له في كل منها معنى خاص به لا يقارب معناه فى العلوم الأخرى، نجد أن تصنيف معجم موسوعی شامل انما هو ضرب من التحدى المعجز . فمثل هذا المعجم الشامل - ان أمكن تصور صدوره فى عصرنا هذا - لابد أن يكون من الضخامة بحيث تنوء به العصبة أولو القوة من المصنفين والمؤلفين، علاوة على العنت الذي لابد وأن يرهق مستعمليه من طلاب العلم والمعرفة. ذلك أن تعدد معانى المصطلح الواحد ، وفقا للعلوم التخصصية المختلفة ، يتطلب سوق تعريف مستقل لكل معنى منها ، على أن يأخذ هذا التعريف فى الاعتبار ما للمعنى من متشابهات وظلال تتفاوت على حسب درجة الدقة وعمق الاستيعاب . وقد يكون للمصطلح الواحد في لغة من اللغات أكثر من مصطلح يقابله في لغة أخرى . وعلى ذلك فان مستعمل المعجم سيجد نفسه فى خضم من المصطلحات المتعددة المتباينة لا يعرف أيها الأدق والأصوب ، ولا يدرى أيها يختار من بينها .
***
لذلك فقد استقر الرأى - بعد دراسة متأنية فاحصة - على خطة اصدار هذه السلسلة من المعاجم التخصصية . وتقوم هذه الخطة في جوهرها على الآتى :
١ - أن يحتوى كل معجم منها على حوالى ۱۲۰۰ مصطلح تمثل الكلم الأساسي في مجموعة متكاملة من العلوم التطبيقية والتكنولوجية ، أو فى علم واحد اذا اقتضى الأمر ، بحسب شمول كل علم منها واتساع نطاقه
٢ - أن تكون هذه المصطلحات باللغات العربية ، والانجليزية، والفرنسية ، والألمانية . ولقد وقع الاختيار على اللغات الأجنبية الثلاث بعد استقصاء دقيق لمتطلبات الأمة العربية ، واستعراض شامل لبرامج التعليم والتدريب والتصنيع في دولها
٣ - تقسيم المعجم أربعة أقسام :
فالقسم المرجع ، مرتب بالترتيب الأبجدى الانجليزي، وترقم مصطلحاته ترقيما متسلسلا، ويرافق كل مصطلح انجليزى مقابلاته باللغات الفرنسية ، والألمانية ، والعربية . والقسمان الثاني والثالث مرتبان - على التوالى - بالترتيب الأبجدى الفرنسي ، والترتيب الأبجدى الألماني . ويحمل كل مصطلح فيهما نفس الرقم المعطى له في القسم الانجليزي * أما القسم الرابع ( وهو الأساسى ) ، فمرتب بالترتيب الأبجدى العربي . وكل مصطلح عربى وارد فيه يحمل نفس الرقم المعطى له في القسم الإنجليزي ، ويقابله المصطلح المقابل له باللغات الأجنبية الثلاث ، علاوة على تعريفه تعريفا موجزا باللغة العربية ، حسب العلم التخصصي الذي يستعمل فيه . ولقد رأينا أن ندرج الأشكال التوضيحية والرسوم التخطيطية فى هذا القسم . فهى خير عون لتفهم معانى المصطلحات، وخاصة فى المجالات التكنولوجية التي قد يغني فيها الرسم الواحد عن الشرح المسهب والتعريف المطول . ولم ندخر وسعا فى تزويد المعجم بعدد كاف من هذه الأشكال ، توخينا اختيارها بعناية ، لتجلو ما قد يدق من معنى أو يغمض من مدلول ونعتقد أن هذا الأسلوب يربط ربطا مرنا بين أقسام المعجم بعضها ببعض . فأيا كانت لغة المصطلح الذي تبحث عنه - العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية – فستجد مقابلاته باللغات الثلاث الأخرى ، كما ستجد تعريفه باللغة العربية .
***
لمن نسوق هذه المعاجم ؟ ولأى الفئات والقطاعات نهدى هذا المجهود المتواضع ؟ ان العلوم التكنولوجية التي تتضمنها هذه السلسلة من المعاجم يشترك في دراستها أبناؤنا طلبة كليات الهندسة والمعاهد العليا الفنية . والبعض منهم يدرسها بلغة أجنبية . فهو أجدر أن يعرف معناها ومدلولها بلغته العربية . والبعض الآخريدرسها باللغة العربية فهو في حاجة لأن يعرف معناها باللغات الأجنبية الحية اذا أراد أن يصل بينه وبين أصول هذه العلوم في أمهات الكتب والمراجع ، واذا كان صادق الوعد فى أن تكون دراساته الجامعية أو المعهدية بدءا لحياة خصبة مثمرة يتزود فيها بسلاح العلم ما تجدد العلم وتطور . كذلك فان هذه المعاجم يمكن أن تكون بمثابة عون لذاكرة المهندسين المشتغلين في شتى المجالات الصناعية والانتاجية ، عند استشارتهم للكتب والمراجع ، أو قراءتهم للمنشورات والدوريات الحديثة ، أو دراستهم لتقارير المشروعات والخطط الجديدة أما القطاع العريض من الملاحظين والفنيين، فهو القطاع الذي أردنا أن نهتم به كذلك اهتماما جذريا أصيلا . وهذه السلسلة من المعاجم التخصصية ركن أساسي في المكتبة التكنولوجية الموجهة اليهم بصفة خاصة ، لكى يقوم هذا القطاع الحيوى بدوره الايجابي في بناء صرح الصناعة المكين، على أساس من المعرفة والخبرة المستمدة من الدراسة المتعمقة والفهم الواعي لأصول العلوم المطبقة فى الصناعة والانتاج .
***
ولقد تفضل أستاذى وزميلى دكتور محمد فهيم صقر فأشار في مقدمته الشاملة الى مجالات هذا المعجم وموضوعاته . وانني انتهز هذه الفرصة لأقدم لسيادته وافر الشكر على ماقدمه من عون خالص ومشورة صادقة . كما أود أن أشيد بالجهد الرائع الذي بذله زميلى المهندس أحمد مختار شافعي في تصنيف مصطلحات هذا المعجم ووضع تعاريفها باللغة العربية ، وهو جهد أفضل أن أتركه لتقدير القارىء الكريم. كذلك يسعدني أن أشكر زميلى المهندس محمد عبد المجيد نصار على ماحمله عنى من عبء ثقيل في أثناء المراحل النهائية من اعداد المعجم. وختاما ، فانني أحيى باخلاص السادة القائمين على النشر في كل من مؤسسة الأهرام بالقاهرة ودار النشر بلايبزج edition leipzig ، فلولا ايمانهم العميق بالحاجة الملحة إلى هذه المعاجم لما أتيحت لها فرصة الظهور والنشر .
أنور محمود عبد الواحد
تعليق