مكتبات (هندسه)
Libraries engineering - Ingénierie des Bibliothèques
المكتبات (هندسة ـ)
المكتبة هي بناء يحتوي على مجموعة من المواد المكتوبة أو المطبوعة أو السمعية والبصرية أو الرقمية، مصنَّفة ومحفوظة بحيث يمكن مراجعتها أو مطالعتها في أماكن مخصصة لذلك.
العصور القديمة: بدأت المكتبات في العصور القديمة منشآت مُلحقة بالقصور والمعابد لحفظ المعاهدات والتشريعات. ففي بلاد الرافدين كانت مكتبة لكش في العراق (3200ق.م)، ومكتبة نيبور (2100ق.م)، ومكتبة نينوى أقدم المكتبات التي اعتمدت تصنيف الكتب ضمن قاعات متخصصة. وفي سورية: مكتبة إيبلا في تل مرديخ، ومكتبة ماري في تل الحريري (2000ق.م) حيث الألواح موزعة على قاعات تابعة للقصر الملكي، ومكتبة القصر الملكي في أغاريت (1800ق.م)؛ وكانت تتألف من عدة قاعات محيطة بساحة سماوية. وفي مصر القديمة استُعمل ورق البردي للكتابة، وكانت أقدم المكتبات مكتبة طيبة التي أسسها رعمسيس الثاني (1200ق.م)، وُضِعت فيها اللفائف ضمن جرار، ورُتبت على حسب موضوعاتها، وتعدّ مكتبة الإسكندرية التي أسسها بطلميوس[ر] من أضخم مكتبات العصورالقديمة في المشرق العربي.
العصور الإسلامية: بدأت المكتبات تتوضع في دور خاصة بها وتتوزع فعاليتها على قاعات متنوعة الوظيفة، منها لعرض المخطوطات، وللمطالعة، ومنها للنسخ والتجليد، وأخرى مخازن للكتب، وكان بيت الحكمة في قصر الحضراء في دمشق في مطلع العهد الأموي من أقدم هذه المكتبات، كما يشار إلى المكتبات الآتية:
- بيت الحكمة في بغداد، أنشأها الخليفة المنصور (135هـ).
- دارالعلم ببغداد (382هـ) حيث بلغ عدد كتبها أكثر من عشرة آلاف كتاب مفهرسة ومصنّفة ضمن قاعات متخصصة.
- دار الحكمة في مصر، أسست سنة (395هـ) ضمن بناء كبير ملحق بقصر الخلافة.
- مكتبة الأزهر، وهي من أضخم المكتبات في البلدان الإسلامية.
- مكتبة قرطبة، أنُشئت في منتصف القرن الرابع الهجري، وتبعها العديد من المكتبات في الأندلس.
- دار العلم في طرابلس بلبنان: وقد أُنشئت في القرن الخامس الهجري ضمن بناء واسع ضمّ نحـو 3 ملايين مجلد موزعة على قاعات متخصصة، كما احتوت قاعات للمطالعة و للحلقات الدراسية وغرفاً للنسخ والتجليد والترجمة.
العصور الوسطى في أوربا: وجدت المكتبات في الأديرة والمؤسسات الدينية خاصة، وانتشرت في العديد من المدن الأوربية. حُفظت الكتب فيها ضمن خزائن خاصة في قاعات ضيقة وطويلة ذات نوافذ عادة ماتكون مستطيلة ومرتفعة؛ الهدف منها الحماية من السرقة ومن التلف.
عصر النهضة: بعد اختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر، انتشرت الكتب وشُيِّدت في العديد من المدن الأوربية المكتبات الكبيرة التابعة للمراكز الدينية والأديرة والجامعات والقصور، خاصة في القرن التاسع عشر، ولازدياد القطاعات المهتمة بالثقافة والعلم فقد فتحت هذه المكتبات أبوابها لكل راغب حيث يستطيع الرجوع إلى الكتب ومطالعتها ضمن قاعات خاصة بذلك.
تصنيف المكتبات ووظائفها في العصر الحاضر
يمكن تصنيف أبنية المكتبات library buildings من حيث حجمها أو من حيث نوعية مُرتاديها أو المؤسسات التي تخدمها.
هنالك المكتبات الوطنية والمكتبات العامة التي تخدم شرائح متنوعة من المرتادين من حيث الثقافة أوالعمر، والمكتبات الجامعية أو الأكاديمية، والمكتبات التي تخدم مؤسسات عامة أو خاصة، تعليمية أو دينية أو نقابية أو سياسية (أحزاب أو جمعيات) وتساعد على تحقيق أهداف المؤسسات التابعة لها. ومن ثم فإن وظائف المكتبات وأقسامها وأشكالها وشروط تصميمها تتنوع بتنوع أهداف إنشائها.
كانت المكتبة مجرد مخازن للمخطوطات والكتب ضمن قاعات قليلة النور والهواء حيث تتوزع الكتب على جدران هذه القاعات أو على رفوف ضمنها موزعة حول ممرات ضيقة بحيث تنحصر مراجعتها بالنخبة أو الخاصة، أُلحقت بهذه المكتبات قاعات للنسخ والترجمة وصيانة الكتب وتجليدها.
أضيفت إليها فيما بعد قاعات للمطالعة بحيث تسمح لجمهور أوسع مراجعة الكتب اعتماداً على فهارس متوضعة ضمن القاعات أو في أبهاء خاصة تسمح باختيار المراجع المطلوبة بحيث يتم إعارة الكتب إلى القراء لمراجعتها ضمن قاعات المكتبة أو خارجها.
مع تطور المعلوماتية تحولت هذه الفهارس حديثاً إلى فهارس إلكترونية، كما دخلت النسخ الرقمية المخزَّنة ضمن المكتبات الحديثة؛ لتنافس النسخ المطبوعة بحيث تتم مراجعة الكتب والوثائق بوساطة تجهيزات إلكترونية ضمن المكتبة أو حتى خارجها بوساطة شبكات المعلوماتية، مما ساعد على اختصار المساحات المخصصة لتخزين الكتب وقاعات المطالعة، ورفع من سعتها، وسهَّل إمكانية مراجعة المعلومات المخزنة ضمنها.
أقسام المكتبة وشروط تصميمها وتجهيزاتها
1- تضم المكتبات الحديثة الأقسام الرئيسة الآتية:
- مخازن الكتب والوثائق موزعة على قاعات متخصصة.
- قاعات المطالعة والفهارس مع خدمات الإعارة، وتحتوي في بعض الأحيان على رفوف للكتب بحيث تعمل مكتبةً مفتوحة.
- قاعات خاصة بالمخطوطات أو الوثائق أو الدوريات أو غيرها من المواد التي تتناسب مع الهدف من المكتبة.
- خدمات التصنيف والفهرسة والتزويد والصيانة، إضافة إلى الخدمات الإدارية والتقنيّة.
- يمكن أن يخصص ضمن المكتبة أقسام للباحثين خاصة في المكتبات الجامعية.
- أُضيفت إليها حديثاً أقسام للتخزين والمراجعة الإلكترونية، إضافة إلى أقسام تحتوي على مواد سمعية وبصرية من تسجيلات وأفلام وغيرها..
- غالباً ما أُلحقت بالمكتبات الحديثة خدمات ثقافية متنوعة (قاعات عرض، قاعات محاضرات...).
2- يتوجب لدى تصميم أبنية المكتبات مراعاة الشروط الآتية:
- اختيار الموقع المناسب ضمن المدينة بحيث تخدم على نحو جيد المواقع المصممة من أجلها والسعي إلى إحاطة المبنى بإطار طبيعي مريح من حدائق ومتنزهات.
- إختيار تصميم مرن يسمح بتطوير استعمالات المكتبة مستقبلاً.
- توفير التوزيع الوظيفي الأفضل للأقسام المختلفة والحركة البسيطة بينها وضمنها، والاستغلال الجيد للمساحات خاصة في قاعات المطالعة ومستودعات الكتب.
- اختيار جملة إنشائية أمينة، ومناسبة من حيث الأبعاد تسمح بالاستغلال الأمثل للقاعات ومخازن الكتب.
- لحظ احتياجات الحماية والأمان (أمان المنشأة - الحماية من التلف - الحماية من السرقة...).
- حماية مستودعات الكتب من مسببات التلف؛ وذلك باختيار مواقع أمينة لها في الأقبية أو الأقسام العلوية للمبنى محمية جيداً من الرطوبة والحرارة والحريق...
- دراسة التوجه المناسب لقاعات المطالعة لتلافي أشعة الشمس المباشرة، وتوفير الإنارة والتهوية الطبيعية قدر المستطاع.
- توفير العزل والامتصاص الصوتي الجيد والحماية من الضجيج في القاعات بالابتعاد ما أمكن عن مصادر الضجيج كالطرقات والساحات والمواقع الصاخبة.
3- أهم تجهيزات المكتبة:
- خزائن حفظ الكتب؛ وهي رفوف تُصَّنف عليها الكتب على جانب أو جانبين وتتوزع ضمن مخازن الكتب أو ضمن قاعات المطالعة.
- خزائن حفظ الكتب الثمينة أو المخطوطات القديمة وعرضها ضمن قاعات خاصة.
- مناضد مطالعة الكتب مع المقاعد موزعة ضمن قاعات المطالعة.
- خزن الفهارس، وهي دروج صُنِّفت ضمنها فهارس الكتب.
- تجهيزات إلكترونية لمراجعة الفهارس.
- تجهيزات الإعارة الداخلية أو الخارجية، وتتوزع مع خزن الفهارس ضمن أبهاء تمهيدية.
- تجهيزات للمراقبة (الأبواب و«كاميرات« للمراقبة)، وتتوزع عند المداخل وضمن القاعات.
- تجهيزات مناسبة للتحكم بالحرارة والرطوبة داخل البناء.
لمحة عن أهم المكتبات الحديثة في العالم:
1- مكتبة الأسد الوطنية (دمشق) 1984: أُنشئت المكتبة في موقع مهم في دمشق مطلّ على ساحة الأمويين؛ لتكون مكتبة وطنية مفتوحة للعامة، وصممها المهندس البولوني جان جاك ماينز. المساحة الإجمالية للمبنى 22000 م2، موزعة على طابق أرضي وستة طوابق إضافة إلى طابقين تحت الأرض، يحتوي الطابق الأرضي على المداخل وأقسام الاستقبال والإدارة إضافة لقاعة محاضرات رئيسة، أما الطوابق الأربعة فتضم قاعات المطالعة والمخطوطات والدوريات والمواد الموسيقية والأفلام، وتوجد مخازن الكتب والمطبوعات في الطوابق العليا (الخامس والسادس)، وتوجد في الأقبية الخدمات الإدارية والتقنية وأقسام الاستلام والفهرسة والتبادل والإهداء والصيانة وغيرها من خدمات المكتبة.
يعتمد المبنى بمعظمه على الإنارة الاصطناعية خاصة في مستودعات الكتب التي درست على شكل كتل صماء، زُودت واجهات الطوابق المخصصة للقاعات كافة بالكاسرات الشاقولية.
2- مكتبة فرنسا في باريس 1989 للمعماري ريتشارد ماير Richard Meier: مكتبة ضخمة مؤلفة من كتلة مستطيلة بارتفاع عشرة طوابق مغطاة بسقف يتم من خلاله التحكم بالإنارة الطبيعية والتهوية، توجد قاعات المطالعة على الواجهة الشمالية الشرقية المُطلة على نهر السين والمدروسة بحيث يتم من خلالها التحكم بالمعطيات البيئية، تعددت القاعات وتنوعت بحسب الاختصاصات والأعمار، يتصل بالمبنى برج مرتفع للمكاتب توجد ضمنه الخدمات الإدارية.
3- مكتبة غرانفيلد في بريطانيا (1993) للمعماري نورمان فوستر Norman Foster: بناء مربع الشكل يتكون من ثلاثة طوابق، يغطي المبنى أربعة قبوات يتم من خلالها التحكم بالانارة والتهوية، كما تحتوي على فراغ مركزي يتسع محيطه في الطوابق العلوية.
اعتمد نظام تخزين الكتب على الرفوف المفتوحة الموجودة في قاعات المطالعة.
4- مكتبة فونيكس المركزية في أريزونا (1995) للمعماري ويل برودر Will Bruder بالتعاون مع آخرين: مبنى مستطيل الشكل يتكون من خمسة طوابق، التصميم مرن يتيح الانسجام مع المتغيرات التي قد تفرضها التطورات المستقبلية لمفاهيم المكتبات. الواجهات زجاجية تسمح التحكم بالمعطيات البيئية الصحراوية من خلال كاسرات خاصة.
5- مكتبة الإسكندرية الحديثة (2002) للمكتب المعماري النرويجي شنوهيتا Snøhetta: بناء على شكل دائرة قطرها 160 متراً مطلة على البحر، توجد صالات المطالعة بشكل متدرج، وتتسع لنحو 2000 قارىء، تقع خلفها مخازن الكتب، يغطي البناء خاصة قاعات المطالعة سقف مائل باتجاه الشمال يتم التحكم من خلاله بالعديد من المعطيات البيئية كالإنارة والتشميس والتهوية.
بول شنيارة
Libraries engineering - Ingénierie des Bibliothèques
المكتبات (هندسة ـ)
المكتبة هي بناء يحتوي على مجموعة من المواد المكتوبة أو المطبوعة أو السمعية والبصرية أو الرقمية، مصنَّفة ومحفوظة بحيث يمكن مراجعتها أو مطالعتها في أماكن مخصصة لذلك.
العصور القديمة: بدأت المكتبات في العصور القديمة منشآت مُلحقة بالقصور والمعابد لحفظ المعاهدات والتشريعات. ففي بلاد الرافدين كانت مكتبة لكش في العراق (3200ق.م)، ومكتبة نيبور (2100ق.م)، ومكتبة نينوى أقدم المكتبات التي اعتمدت تصنيف الكتب ضمن قاعات متخصصة. وفي سورية: مكتبة إيبلا في تل مرديخ، ومكتبة ماري في تل الحريري (2000ق.م) حيث الألواح موزعة على قاعات تابعة للقصر الملكي، ومكتبة القصر الملكي في أغاريت (1800ق.م)؛ وكانت تتألف من عدة قاعات محيطة بساحة سماوية. وفي مصر القديمة استُعمل ورق البردي للكتابة، وكانت أقدم المكتبات مكتبة طيبة التي أسسها رعمسيس الثاني (1200ق.م)، وُضِعت فيها اللفائف ضمن جرار، ورُتبت على حسب موضوعاتها، وتعدّ مكتبة الإسكندرية التي أسسها بطلميوس[ر] من أضخم مكتبات العصورالقديمة في المشرق العربي.
العصور الإسلامية: بدأت المكتبات تتوضع في دور خاصة بها وتتوزع فعاليتها على قاعات متنوعة الوظيفة، منها لعرض المخطوطات، وللمطالعة، ومنها للنسخ والتجليد، وأخرى مخازن للكتب، وكان بيت الحكمة في قصر الحضراء في دمشق في مطلع العهد الأموي من أقدم هذه المكتبات، كما يشار إلى المكتبات الآتية:
- بيت الحكمة في بغداد، أنشأها الخليفة المنصور (135هـ).
- دارالعلم ببغداد (382هـ) حيث بلغ عدد كتبها أكثر من عشرة آلاف كتاب مفهرسة ومصنّفة ضمن قاعات متخصصة.
- دار الحكمة في مصر، أسست سنة (395هـ) ضمن بناء كبير ملحق بقصر الخلافة.
- مكتبة الأزهر، وهي من أضخم المكتبات في البلدان الإسلامية.
- مكتبة قرطبة، أنُشئت في منتصف القرن الرابع الهجري، وتبعها العديد من المكتبات في الأندلس.
- دار العلم في طرابلس بلبنان: وقد أُنشئت في القرن الخامس الهجري ضمن بناء واسع ضمّ نحـو 3 ملايين مجلد موزعة على قاعات متخصصة، كما احتوت قاعات للمطالعة و للحلقات الدراسية وغرفاً للنسخ والتجليد والترجمة.
العصور الوسطى في أوربا: وجدت المكتبات في الأديرة والمؤسسات الدينية خاصة، وانتشرت في العديد من المدن الأوربية. حُفظت الكتب فيها ضمن خزائن خاصة في قاعات ضيقة وطويلة ذات نوافذ عادة ماتكون مستطيلة ومرتفعة؛ الهدف منها الحماية من السرقة ومن التلف.
عصر النهضة: بعد اختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر، انتشرت الكتب وشُيِّدت في العديد من المدن الأوربية المكتبات الكبيرة التابعة للمراكز الدينية والأديرة والجامعات والقصور، خاصة في القرن التاسع عشر، ولازدياد القطاعات المهتمة بالثقافة والعلم فقد فتحت هذه المكتبات أبوابها لكل راغب حيث يستطيع الرجوع إلى الكتب ومطالعتها ضمن قاعات خاصة بذلك.
تصنيف المكتبات ووظائفها في العصر الحاضر
يمكن تصنيف أبنية المكتبات library buildings من حيث حجمها أو من حيث نوعية مُرتاديها أو المؤسسات التي تخدمها.
هنالك المكتبات الوطنية والمكتبات العامة التي تخدم شرائح متنوعة من المرتادين من حيث الثقافة أوالعمر، والمكتبات الجامعية أو الأكاديمية، والمكتبات التي تخدم مؤسسات عامة أو خاصة، تعليمية أو دينية أو نقابية أو سياسية (أحزاب أو جمعيات) وتساعد على تحقيق أهداف المؤسسات التابعة لها. ومن ثم فإن وظائف المكتبات وأقسامها وأشكالها وشروط تصميمها تتنوع بتنوع أهداف إنشائها.
كانت المكتبة مجرد مخازن للمخطوطات والكتب ضمن قاعات قليلة النور والهواء حيث تتوزع الكتب على جدران هذه القاعات أو على رفوف ضمنها موزعة حول ممرات ضيقة بحيث تنحصر مراجعتها بالنخبة أو الخاصة، أُلحقت بهذه المكتبات قاعات للنسخ والترجمة وصيانة الكتب وتجليدها.
أضيفت إليها فيما بعد قاعات للمطالعة بحيث تسمح لجمهور أوسع مراجعة الكتب اعتماداً على فهارس متوضعة ضمن القاعات أو في أبهاء خاصة تسمح باختيار المراجع المطلوبة بحيث يتم إعارة الكتب إلى القراء لمراجعتها ضمن قاعات المكتبة أو خارجها.
مع تطور المعلوماتية تحولت هذه الفهارس حديثاً إلى فهارس إلكترونية، كما دخلت النسخ الرقمية المخزَّنة ضمن المكتبات الحديثة؛ لتنافس النسخ المطبوعة بحيث تتم مراجعة الكتب والوثائق بوساطة تجهيزات إلكترونية ضمن المكتبة أو حتى خارجها بوساطة شبكات المعلوماتية، مما ساعد على اختصار المساحات المخصصة لتخزين الكتب وقاعات المطالعة، ورفع من سعتها، وسهَّل إمكانية مراجعة المعلومات المخزنة ضمنها.
أقسام المكتبة وشروط تصميمها وتجهيزاتها
1- تضم المكتبات الحديثة الأقسام الرئيسة الآتية:
- مخازن الكتب والوثائق موزعة على قاعات متخصصة.
- قاعات المطالعة والفهارس مع خدمات الإعارة، وتحتوي في بعض الأحيان على رفوف للكتب بحيث تعمل مكتبةً مفتوحة.
- قاعات خاصة بالمخطوطات أو الوثائق أو الدوريات أو غيرها من المواد التي تتناسب مع الهدف من المكتبة.
- خدمات التصنيف والفهرسة والتزويد والصيانة، إضافة إلى الخدمات الإدارية والتقنيّة.
- يمكن أن يخصص ضمن المكتبة أقسام للباحثين خاصة في المكتبات الجامعية.
- أُضيفت إليها حديثاً أقسام للتخزين والمراجعة الإلكترونية، إضافة إلى أقسام تحتوي على مواد سمعية وبصرية من تسجيلات وأفلام وغيرها..
- غالباً ما أُلحقت بالمكتبات الحديثة خدمات ثقافية متنوعة (قاعات عرض، قاعات محاضرات...).
2- يتوجب لدى تصميم أبنية المكتبات مراعاة الشروط الآتية:
- اختيار الموقع المناسب ضمن المدينة بحيث تخدم على نحو جيد المواقع المصممة من أجلها والسعي إلى إحاطة المبنى بإطار طبيعي مريح من حدائق ومتنزهات.
- إختيار تصميم مرن يسمح بتطوير استعمالات المكتبة مستقبلاً.
- توفير التوزيع الوظيفي الأفضل للأقسام المختلفة والحركة البسيطة بينها وضمنها، والاستغلال الجيد للمساحات خاصة في قاعات المطالعة ومستودعات الكتب.
- اختيار جملة إنشائية أمينة، ومناسبة من حيث الأبعاد تسمح بالاستغلال الأمثل للقاعات ومخازن الكتب.
- لحظ احتياجات الحماية والأمان (أمان المنشأة - الحماية من التلف - الحماية من السرقة...).
- حماية مستودعات الكتب من مسببات التلف؛ وذلك باختيار مواقع أمينة لها في الأقبية أو الأقسام العلوية للمبنى محمية جيداً من الرطوبة والحرارة والحريق...
- دراسة التوجه المناسب لقاعات المطالعة لتلافي أشعة الشمس المباشرة، وتوفير الإنارة والتهوية الطبيعية قدر المستطاع.
- توفير العزل والامتصاص الصوتي الجيد والحماية من الضجيج في القاعات بالابتعاد ما أمكن عن مصادر الضجيج كالطرقات والساحات والمواقع الصاخبة.
3- أهم تجهيزات المكتبة:
المدخل الرئيسي لمكتبة الأسد في دمشق |
مكتبة الأسد من الداخل |
- خزائن حفظ الكتب الثمينة أو المخطوطات القديمة وعرضها ضمن قاعات خاصة.
- مناضد مطالعة الكتب مع المقاعد موزعة ضمن قاعات المطالعة.
- خزن الفهارس، وهي دروج صُنِّفت ضمنها فهارس الكتب.
- تجهيزات إلكترونية لمراجعة الفهارس.
- تجهيزات الإعارة الداخلية أو الخارجية، وتتوزع مع خزن الفهارس ضمن أبهاء تمهيدية.
- تجهيزات للمراقبة (الأبواب و«كاميرات« للمراقبة)، وتتوزع عند المداخل وضمن القاعات.
- تجهيزات مناسبة للتحكم بالحرارة والرطوبة داخل البناء.
لمحة عن أهم المكتبات الحديثة في العالم:
1- مكتبة الأسد الوطنية (دمشق) 1984: أُنشئت المكتبة في موقع مهم في دمشق مطلّ على ساحة الأمويين؛ لتكون مكتبة وطنية مفتوحة للعامة، وصممها المهندس البولوني جان جاك ماينز. المساحة الإجمالية للمبنى 22000 م2، موزعة على طابق أرضي وستة طوابق إضافة إلى طابقين تحت الأرض، يحتوي الطابق الأرضي على المداخل وأقسام الاستقبال والإدارة إضافة لقاعة محاضرات رئيسة، أما الطوابق الأربعة فتضم قاعات المطالعة والمخطوطات والدوريات والمواد الموسيقية والأفلام، وتوجد مخازن الكتب والمطبوعات في الطوابق العليا (الخامس والسادس)، وتوجد في الأقبية الخدمات الإدارية والتقنية وأقسام الاستلام والفهرسة والتبادل والإهداء والصيانة وغيرها من خدمات المكتبة.
يعتمد المبنى بمعظمه على الإنارة الاصطناعية خاصة في مستودعات الكتب التي درست على شكل كتل صماء، زُودت واجهات الطوابق المخصصة للقاعات كافة بالكاسرات الشاقولية.
2- مكتبة فرنسا في باريس 1989 للمعماري ريتشارد ماير Richard Meier: مكتبة ضخمة مؤلفة من كتلة مستطيلة بارتفاع عشرة طوابق مغطاة بسقف يتم من خلاله التحكم بالإنارة الطبيعية والتهوية، توجد قاعات المطالعة على الواجهة الشمالية الشرقية المُطلة على نهر السين والمدروسة بحيث يتم من خلالها التحكم بالمعطيات البيئية، تعددت القاعات وتنوعت بحسب الاختصاصات والأعمار، يتصل بالمبنى برج مرتفع للمكاتب توجد ضمنه الخدمات الإدارية.
مكتبة فونيكس المركزية من الداخل |
اعتمد نظام تخزين الكتب على الرفوف المفتوحة الموجودة في قاعات المطالعة.
4- مكتبة فونيكس المركزية في أريزونا (1995) للمعماري ويل برودر Will Bruder بالتعاون مع آخرين: مبنى مستطيل الشكل يتكون من خمسة طوابق، التصميم مرن يتيح الانسجام مع المتغيرات التي قد تفرضها التطورات المستقبلية لمفاهيم المكتبات. الواجهات زجاجية تسمح التحكم بالمعطيات البيئية الصحراوية من خلال كاسرات خاصة.
5- مكتبة الإسكندرية الحديثة (2002) للمكتب المعماري النرويجي شنوهيتا Snøhetta: بناء على شكل دائرة قطرها 160 متراً مطلة على البحر، توجد صالات المطالعة بشكل متدرج، وتتسع لنحو 2000 قارىء، تقع خلفها مخازن الكتب، يغطي البناء خاصة قاعات المطالعة سقف مائل باتجاه الشمال يتم التحكم من خلاله بالعديد من المعطيات البيئية كالإنارة والتشميس والتهوية.
منظر عام لمكتبة الإسكندرية الحديثة | الفراغ الداخلي لقاعات المطالعة في مكتبة الإسكندرية |