لماذا تتوهج العقارب تحت الضوء فوق البنفسجي؟ تتفوق بعض الحيوانات على غيرها كما تعلم. خذ العقارب على سبيل المثال: تستطيع هذه المفصليات اللاسعة النجاة في أقسى البيئات في العالم، إذ تستطيع العيش أكثر بمعدل 25 مرةً من الصراصير، وتتكاثر منتجةً صغارًا أحياء (حتى إن بعض الأنواع لا تحتاج إلى ذكر لتتكاثر!)، ويمكنها العيش 48 ساعةً دون أكسجين، وتأكل تقريبًا أي شيء تستطيع إخضاعه -حتى العقارب الأخرى- وفوق هذا تتوهج العقارب بلون أخضر تحت الضوء فوق البنفسجي.
ما يزال سبب قيامها بهذا لغزًا، لكنه يسهّل دراستها كثيرًا؛ فكل ما على دارس العقارب فعله لإيجادها هو الخروج ليلًا إلى الصحراء حاملًا مصدرًا للضوء فوق البنفسجي ومشاهدة هذه الكائنات تتوهج مثل أشجار عيد الميلاد.
كيميائيًا، لا يوجد تفسير مؤكد بالضبط لماذا تتوهج العقارب ، ولكننا نعلم أنها مادة قوية؛ فعند حفظ العقارب في الكحول يتوهج الكحول نفسه، وبشكل لا يصدق تتوهج أحافير العقارب أيضًا تحت الضوء فوق البنفسجي بعد مئات ملايين السنين!
وعاء مليء بالعقارب تحت الضوء فوق البنفسجي
توجد المواد الكيميائية التي تجعل العقارب تتوهج في الطبقة الخارجية أو الكيوتكل من الهيكل الخارجي للعقارب (وهي التي يسميها العلماء الطبقة الشفافة). تطرح العقارب هذا الغلاف الخارجي كل فترة عندما ينمو جسدها، ثم تشكّل طبقةً شفافةً جديدةْ طريةً تتصلب فيما بعد مشكلةً درعْا.
ما نعلمه هو أن المواد الكيميائية المسؤولة عن توهج العقارب تتموضع في الطبقة الشفافة؛
إذ لاحظ العلماء أن الطبقة الشفافة لا تتوهج تحت الضوء فوق البنفسجي حتى يتصلب الدرع الخارجي الطري بالكامل.
هذا كله غريب جدًا. فلماذا يتطور حيوان ليتوهج تحت الضوء فوق البنفسجي؟
يفسر العلماء هذه الظاهرة بمجموعة من الاحتمالات المختلفة كأن يساعد توهج العقارب على إيجاد بعضها في الظلام، أو أن يحميها من ضوء الشمس، أو أن يربك فرائسها حتى.
تقترح دراسة جديدة في عام 2011 أن العقارب تستخدم هيكلها الخارجي لاكتشاف الضوء فوق البنفسجي؛ لأنها غالبًا تريد تجنبه؛ فالعقارب تصيد ليلًا بعد كل شيء، وسيجد العقرب دائمًا أظلم مكان للتسكع خلال النهار أو تحت ضوء القمر.
وفقًا لدراسة أخرى، يبدو أن العقارب تستعمل كل جسدها كعيون عملاقة تبحث عن الضوء فوق البنفسجي، وإن أحست بأنها تتوهج، تسرع للاختباء في مكان أظلم.