بيت النَّص
على الميلين تتمشّى شجيرات النعس
ذبول يُقعدني
لا وجه لي
لا خطىً لعابر
ولا لأقدام الأمام…
أطفال الأحلام رسلٌ،
لا يكبرون
يتحضّرون لارتجاع تاريخ اليوم
أجنّة تلوذ بمشائم الغد
ماء رؤوسهم أرجوان
درب المساء
معطف ضوء شحيح
قنديل يرشح وراء
ينفخُ وجوهاً
تواريخَ
وأسماء
وجهي شارد كانفكاك الغيم
يقود نجمَه إلى كوخ الجيران
سطح مدبب... مبلّل بانسكاب الضوء
بخطوٍ مسافر من عيني إلى عين مضاءة في كوخ القمر
صبيّة تطفىء نوم الغجَر
تلفّ جسمها بضباب يديها
تحضن ضوءه النحيف
تلمّ نواياها
تنوّرة لونٍ أصفرَ برتقاليٍّ بنيٍّ مذهّب "مُخَصْوَر مُشنْشَل"
تسقط عن زغب ساقيها
كورد لم يبقِهِ وراءَه نسيمٌ
ولا حفيف
دروب المساء
يموج نسيم أزرق فوق زند الصيف
رصيف يوازي رصيف
يترافقان كنحن قبل الأوان
يتواصلان عن بعد
عبّر تطبيق "App" عطر الليل
يبيت فَراش السرّ هناك
في ورد العناق
ليصحو رفيفاً مُسْمَرّاً على زنود النساء
درب المساء
يخفي البحر
يلقيه وراء ارتحال رغبات الضياء
أغرق بشهوة التحليق
غمْرٌ رقيق
نوارسٌ تبيت دون منازل
صيحات تعلو
كمغازل
تلولب أذن السماء
كأوّل الحبّ
كآخر احتمالات النداء
درب المساء
أمانٍ عجوز تتلو أوُلى احتضانات العتمة- لشرائط أحلامها
سنابل ملأى تنحني كبيّارات مثقلة
بالظلم،
والليمون
طريق المساء،
كفيف يصلّي
يشكر رائحة الرغيف
بصره مصلوب
كبلاد تجوع وتعرى
في العلن… والخفاء
سجّادته وعود حاكم بأمره
مسبحته زيتون العيون
"شبشولها" زيت قهرٍ كهل
كليلٍ قصيرُه طويلٌ، كظلّ الجلّاد
يفتح كفّه كنذر
يطير عن وجعه فرح الشِّعر
كالعطر…
عفاف إبراهيم
سوريا