شخصيات مؤثرة
كيف لقي راسبوتين حتفه؟
ديسمبر عام 1916 أغتيل الراهب الروسي غريغوري راسبوتين على يد نبلاء روس كانوا يتوقون لإنهاء تأثيره على الأسرة المالكة في روسيا.
فما هي الحكاية؟
ولد راسبوتين في 21 يناير 1869 في قرية بوكروفسكوي في سيبيريا بروسيا لعائلة من المزارعين البسطاء فنشأ مزارعا قبل أن يبعث به والده لدير ليتحول إلى الرهبنة.
ومنذ أواخر القرن التاسع عشر قام برحلة في أنحاء روسيا حظي خلالها بإعجاب الكثيرين من الذين التقوا به بفضل ما تمتع به من ذكاء كبير فضلا عن أنه كان مفوها.
ومنذ عام 1905 بدأت علاقته بالقصر الملكي في موسكو، ليبدأ اسمه في الارتباط بـ "فضائح" كبيرة.
وكانت الإمبراطورة أليكساندرا زوجة الإمبراطور نيقولا الثاني تؤمن أن لديه قدرات خارقة على الشفاء ساعدت ابنها ولي العهد أليكسي الذي كان يعاني مرض "الهيموفيبيا" الذي يمنع تجلط الدم.
وتباينت آراء الروس حوله في حياته ما بين "الرجل المقدس" وحتى "الثعبان" وكان الوصف الأخير قد أطلقه عليه رئيس الوزراء الإصلاحي في ذلك الوقت بيوتر ستولبين.
حقائق عن روسيا
وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 كانت هناك حالة هستيرية بشأن "قوى الظلام حول العرش".
وكان مؤيدو التحالف مع فرنسا، الذين يتطلعون لهزيمة ألمانيا عسكريا، يرون أن راسبوتين يسيء للسياسة الخارجية الروسية. وكان راسبوتين قد قال لصحفي إيطالي في أوائل عام 1914:" بإرادة الرب لن تكون هناك حرب."
اللحظات الأخيرة
ومازال الغموض يحيط باللحظات الأخيرة لراسبوتين.
لماذا ذهب إلى قصر الأمير فليكس يوسوبوف في سان بطرسبرغ؟
وفقا للشخصين اللذين قاما بالاغتيال وهما الأمير يوسوبوف وعضو البرلمان فلاديمير بوريشكفيتش فإن يوسوبوف استدعاه للقصر بزعم أن زوجته إيرينا تريد لقاءه، والحقيقة أن إيرينا كانت في ضيعة زوجها في القرم.
وزعم يوسوبوف أنه أطعم راسبوتين حلوى مسمومة ولكنه لم يمت.وبعد فشل السم فتح يوسوبوف عليه النار ولكنه لم يمت أيضا فأطلق عليه بوريشكفيتش النار حتى سقط قتيلا.
الغريب في هذه القصة أن من يعرف راسبوتين يعلم أنه كان يتجنب الحلوى ويرى أنها تؤذي قدراته الخاصة.
ويقول حرس القصر الذين تم استجوابهم إنهم سمعوا طلقات رصاص متتابعة.
وقال طبيب التشريح إن سبب الوفاة رصاصة في البطن أدت لنزيف حاد.
وتقول بعض الروايات إن خمسة من الأرستقراطيين شاركوا في اغتياله بقيادة يوسوبوف وهناك من يعتقد أن عددا أكبر شارك في العملية.
وتقول رواية أخرى إن المتآمرين اضطروا لإغراقه في ماء الجليد، ولكن تشريح الجثة أفاد أن راسبوتين كان قد مات فعلا عندما تم إغراق جثته.
ووفقا لابنته ماريا فإن وزير الداخلية الروسي حينئذ أليكسندر بروتوبوف حذر راسبوتين من أن هناك مؤامرة لاغتياله وطالبه بالعزلة لبعض الوقت.وتقول رواية أخرى إن يوسوبوف استدعاه للقاء حلفاء الإمبراطورة التي كانت تسعى لإعلان الطوارئ والسعي للسلام.
نبوءاته
وبعد الثورة البلشفية تم نفي يوسوبوف لباريس حيث عاش حتى سن الثمانين.
وتم اعتقال بوريشكفيتش في بيتروغراد عام 1918 ثم أطلق سراحه وقد توفى متأثرا بمرض التيفود عام 1920 خلال الحرب الأهلية الروسية.
وجعل العنف والفوضى اللذان واكبا الثورة البلشفية كلمات راسبوتين بمثابة نبوءة:" بدوني سيتحول كل شيء إلى فوضى."
كما توقع مقتله في رسالة لنيقولا الثاني :" إذا فعلها النبلاء فإن الملكية ستسقط."
وقد أعدم الثوار الشيوعيون العائلة المالكة في عام 1918