الحبة السوداء أو حبة البركةمحتويات المقال
- مقدمة
- الموطن والزراعة
- المواد الفعالة
- ما قيل عنها قديماً
- الحبة السوداء والأبحاث العلمية
- استخدامات وفوائد الحبة السوداء
استخدام الحبة السوداء قديم جداً بحسب العلماء فقد عثر على الحبة السوداء في قبر توت عنخ آمون، والحبة السوداء من النباتات التي استحوذت على اهتمام الناس، ولم يحدث أن اهتم الناس لنبات طبي مثلما فعلت الحبة السوداء
، فالكثير من الناس يعتقدون أن الحبة السوداء شفاء لكل داء مصداقاً لقول رسول الله صلى الله علية وسلم في صحيح البخاري: ” إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السأم”، لكن أيضاً فأن هناك الكثير من الجدل بخصوص الحبة السوداء حتى وصل الأمر ببعضهم إلى القول أن الحبة السوداء المتعارف عليها ليست هي الحبة السوداء التي يقصدها الرسول صلى الله علية وسلم، لذلك فأن من الناس من أنكر فوائدها كلية، وآخرون أيقنوا أن في الحبة السوداء شفاء لبعض الأمراض.. وبين هذا وذاك يقدم الدكتور سليم الأغبري في قادم هذه الأسطر على موقع العلاج الحديث عن الحبة السوداء وما قيل عنها وفوائدها واخر الأبحاث العلمية حولها.
الاسم: الحبة السوداء (بالإنجليزية: Black Cumin) تُعرف بأسماء كثيرة غير هذا الاسم وأشهرها عند المسلمين عامة (حبة البركة)، وتسمى أحياناً بالكمون الاسود والقزحة والشونيز وشونياز وبالكالونجي الاسود والكراويا السوداء.
الاسم العلمي: Nigella sativa
وصف النبات
عشبة حولية تعلو 30 سم، لها ساق منتصبة متفرعة وأوراق دقيقة عميقة القطع وأزهار زرقاء إلى رمادية وقرون وبذور مسننة، وتحتوي ثمرة النبات على كبسولة بداخلها بذور بيضاء ثلاثية الأبعاد والتي سرعان ما تتحول إلي اللون الأسود عند تعرضها للهواء، وتجمع البذور عندما تنضج.
الجزء الطبي المستخدم: البذور هي الجزء الطبي المستخدم في الغالب.
الموطن والزراعة
موطنها غربي آسيا، وتزرع في كثير من أنحاء آسيا ومنطقة البحر المتوسط لبذورها وكنبتة حدائق.
المواد الفعالة
تحتوي البذور على (40%) من الزيت الثابت، واحد من الصابونينات (الميلانتين)، وحوالي (1.4%) من الزيت الطيار، وزيت حبة البركة يحتوي على العديد من الأحماض الدهنية الأساسية، كما تحتوي حبة البركة على مادة (النيجيلون Nigellone) وهي أحد مضادات الأكسدة الطبيعية وكذلك (الجلوتاثيون)، وأيضاً تحتوي بذور حبة البركة على حمض (الأرجينين).
ما قيل عنها قديماً:
– أورد دستورديرس الطبيب الإغريقي (طبيب يوناني شهير عاش في القرن الأول الميلادي) أن بذور الحبة السوداء تؤخذ لعلاج الصداع والنزلة الأنفية وألم الأسنان والديدان المعدية، كما تؤخذ بكميات كبيرة كمدر للبول وللحض على الحيض وزيادة درّ الحليب.
– وقال عنها ابن سينا صاحب القانون: “والشونيز (حبة البركة) حريف مقطع للبلغم جلاء ويحلل الريح والنفخ وتنقيته بالغة ويوضع مع الخل على البثور اللبنية ويحل الاورام البلغمية والصلبة ومع الخل على القروح البلغمية والجرب المتقرح، وينفع من الزكام وخصوصآ مسحوقآ ومجعولآ في صرة كتان، يطلى على جبهة من به صداع، وإذا نقع في الخل ليلة ثم سحق وأعطي للمريض يستنشقه نفع من الأوجاع المزمنة في الرأس، ولقتل الديدان ولو طلاء على السرة، ويدر الطمث إذا استعمل أياماً ويسقى بالعسل والماء الحار للحصاة في المثانة والكلى”.
– وجاء في تذكرة داود عن حبة البركة: “استعمال حبة البركة كل صباح مطبوخة بالزبيب يحمر البشرة ويصفيها ورماده يقطع البواسير طلاء وإن طبخ بزيت الزيتون وقطر الزيت في الاذن شفى من الزكام أو دهن به مقدم الرأس منع انحدار النزلات ومع الحنظل والشيح يخرج طفيليات البطن طلاء على السرّة وهو ترياق السموم حتى أن دخانه يطرد الهوام”.
الحبة السوداء والأبحاث العلمية
– نُشرت عشرات الأبحاث في الدوريات العلمية المختلفة عن فوائد استخدام حبة البركة، والتي تؤكد على الفوائد العديدة التي ذكرها القدماء عن هذا النبات، ويأتي معظم هذه الأبحاث من أوروبا وتحديدًا النمسا وألمانيا، والتي تأتي في مقدمة الدول الداعية لإحياء طب الأعشاب كطب بديل، وهكذا ظهرت حبة البركة في مستحضرات طبية متنوعة بين أقراص وكبسولات وأشربة وزيوت في العديد من الدول الأوربية، وكذلك الولايات المتحدة، هذا بالإضافة إلى بلدان العالم العربي والإسلامي.
– عكف العلماء منذ زمن على معرفة كيفية عمل الحبة السوداء وخاصة دورها في عملية التئام الجروح، والذي استدعى معرفة مكونات البذور، والتي وُجِد أنها تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والبروتينيات النباتية، بالإضافة إلى بعض الأحماض الدهنية غير المتشبعة.
– الجدير بالذكر أن زيت حبة البركة يحتوي على العديد من الأحماض الدهنية الأساسية والمهمة لصحة الجلد والشعر والأغشية المخاطية، وكذلك عملية ضبط مستوى الدم وإنتاج الهرمونات بالجسم وغيرها من الوظائف الحيوية المهمة.
– تحتوي حبة البركة على مادة (النيجيلون Nigellone)، وهي مادة بلّورية تم استخلاصها لأول مرة في عام 1929م، واستخدمت منذ ذلك الحين باعتبارها المادة الفعالة الموجودة بالنبات، وتعتبر هذه المادة أحد مضادات الأكسدة الطبيعية التي تلعب دوراً أساسيًّا في حماية الجسم ضد مخاطر ما يسمي بالشوارد الحرة (Free radicals)، كما اشارت العديد من الأبحاث التي نشرت مؤخراً.
– من الدراسات العلمية على الحبة السوداء تجربة أجريت على الفئران، وأشارت إلى فائدة الحبة السوداء في تخفيف أعراض الحساسية عند الفئران، وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة (Annals of Allergy) عام 1993م.
– وكانت هناك دراسة أخرى عام 1993م. نشرتها مجلة (International Journal of Pharmacology) وأشارت إلى قدرة خلاصة الحبة السوداء على خفض سكر الدم عند الأرانب.
– ونشرت أكثر من دراسة علمية في مجلات معترف بها عالميا حول فائدة خلاصة الحبة السوداء في قتل عدد من الجراثيم في أطباق المختبر، أو في حيوانات التجربة، وهناك ما يشير إلى أن للحبة السوداء خصائص مضادة للسرطان، ومقوية للجهاز المناعي الذي يدافع عن الجسم ضد الجراثيم والفيروسات وغيرها.
– ومن الأبحاث العربية دراسة قام بها الدكتور أحمد القاضي والدكتور أسامة قنديل في الولايات المتحدة، والتي أظهرت أن تناول جرام واحد من الحبة السوداء مرتين يوميا قد ينشط الجهاز المناعي، وأيضاً الدراسة التي قامت بها الباحثة ريما أنس مصطفى الزرقا في جامعة (كينغ) في لندن، ونالت بهذا البحث شهادة الماجستير، وقد أجريت تلك التجارب على الحبة السوداء تحت إشراف أساتذة بريطانيين وفي مخابر جامعة لندن، وقد أثبتت تلك الدراسة وجود خواص مضادة للجراثيم في زيت الحبة السوداء الطيار على عدد من الجراثيم، كما أجريت دراسات لمعرفة الخواص المضادة للالتهاب (Anti Inflammatory) في المادة الفعالة في الحبة السوداء والتي تدعى (الثيموكينون).
استخدامات وفوائد الحبة السوداء
– على غرار كثير من أعشاب التوابل التي تستخدم في الطهي فأن بذور الحبة السوداء تفيد الجهاز الهضمي وتلطف ألم المعدة وتشنجاتها وتخفف الريح وانتفاخ البطن والمغص، كما أن البذور مطهرة.
– مقوية ومنبهة وطاردة للبلغم ولمقاومة شدة البرد في الشتاء القارص وزيادة المناعة ضد نوبات البرد والربو.
– تزيد من قوة الباه بعد اليأس، وإدمان شربها يدر البول والطمث واللبن، وزيتها يهدأ الأعصاب المتوترة، ويفيد للسعال العصبي والنزلات الصدرية، وينبه الهضم ويدر اللعاب ويطرد الرياح والنفخ ويدر البول والطمث.
– مفيدة ضد أزمات الربو والسعال الديكي، كما استعملت حبة البركة في علاج أمراض المرارة والكبد.
– يجب هنا أن نورد نصيحة وتنبية الدكتور جابر سالم الأستاذ في جامعة الملك سعود بالرياض حيث يُشير إلى إن زيت الحبة السوداء الموجود بالأسواق السعودية ليس له قيمة علاجية تذكر، وإن التجار والمصنعين لهذا الزيت يقومون بتحميص الحبة السوداء، ثم يكبسون البذور، فيحصلون على الزيت الثابت، ونسبة بسيطة جداً من الزيت الطيار، وذلك لأن الزيت الطيار يتبخر عند تحميص البذور.
يمكننا تلخيص فوائد و استخدامات الحبة السوداء:
– حبة البركة تساعد على الاحتفاظ بحرارة الجسم الطبيعية.
– تساعد حبة البركة على إدرار اللبن.
– حبة البركة لها تأثير محفز على جهاز المناعة.
– حبة البركة غذاء صحي ومهم ومفيد للطفل والمرأة وكبير السن نظراً لاحتوائها على مواد غذائية متنوعة.
أخيراً..
في الأخير نصيحة قيمة لمن يريد البدء في استخدام الحبة السوداء ومفاد هذه النصيحة أنه عند استخدامها فيفضل ألا تطحن إلا عند الاستعمال لأنها إذا سحقت وتركت ولو لعدة ساعات قبل استعمالها فإن المادة الفعالة تتطاير منها لأنها عبارة عن زيت طيار، لكن إذا سحقت الحبة السوداء ثم مزجت مع عسل مزجاً جيداً وحفظت في علبة قاتمة اللون ومحكمة الغلق فإنها تحتفظ بفائدتها.