رَحَلْتَ وَلَمْ تَقْضِ اللُّبَانَةَ مِن جُمْلِ
وكانَ سِفَاهًا صَرْمُ ذي الوُدِّ والوَصْلِ
وما ذاك مِن صَرْمٍ بَدَا لِي ولا قِلًى
ولكنْ مُلِمَّاتٌ عَرَضْنَ مِن الشُّغْلِ
وخَطْبٌ يُعَدِّي ذا الهَوَى عن صَدِيقِهِ
وَيَمْنَعُ مِن بَعْضِ الصَّبَابَةِ ذا العَقْلِ
وَرَكْبٍ يُرِيدونَ الرُّقَادَ بَعَثْتُهُمْ
على لاحِبٍ يَعْلُو الأَحِزَّةِ كالسَّحْلِ
فَقَامُوا نَشَاوَى يَلْمَسُونَ ثِيَابَهُمْ
يَشِيمُونَ أَبْرَاقَ المَشَقَّةِ مِن أَجْلِي
وَقُمْتُ إلى حَرْفٍ كَأَنَّ قُتُودَها
إذا دُقَّ أَعْنَاقُ المَطِيِّ على فَحْلِ
شَدِيدَةِ دَرْءِ المَنْكِبَينِ جُلالَةٍ
وَثِيقَةِ وَصْلِ الدَّفِّ مَفْرُوشَةِ الرِّجْلِ
ومَاءٍ كَلَونٍ البَوْلِ قَدْ عَادَ آجِنًا
قِلِيلٍ به الأصواتُ في كَلإٍ مَحْلِ
لَقِيتُ عليه الذِّئْبُ يَعْوِي كأَنَّهُ
خَلِيعٌ خلا مِن كلِّ مَالٍ ومِن أَهْلِ
فقلتُ له يا ذِئْبُ هَلْ لك في أَخٍ
يُوَاسِي بلا أُثْرَى عليكَ ولا بُخْلِ
فقال هَدَاكَ اللهُ إِنَّك إِنَّما
دَعَوتَ لِمَا لَمْ يَأْتِهِ سَبْعٌ قَبْلِي
فَلَسْتُ بِآتِيهِ ولا أَسْتَطِيعُهُ
وَلاكِ اسْقِنِي إِنْ كانَ مَاؤُك ذا فَضْلِ
فَقَلْتُ عليكَ الحوضَ إِنِّي تَرَكْتُهُ
وفي صَفْوِهِ فَضْلُ القَلُوصِ مِن السَّجْلِ
فَطَرَّبَ يَسْتَعْوِي ذِئَابًا كَثِيرَةً
وَعَدَّيْتُ كُلٌّ مِن هَوَاهُ على شُغْلِ