Fareed Zaffour
8 يوليو 2019 ·
تمت المشاركة مع العامة
عبد الرحمن مهنا
8 يوليو 2019 ·
عائشة عجم ذات الـ 85 "تخربش" لوحات مدهشة
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||| ||||||||||
\ كتب إبراهيم حميدي عشية معرضها الأول في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق وعلى الصفحة الإولى من جريدة الحياة والتي تصدر من لندن ,, ونشر في نفس يوم إفتتاح معرضها :
. .................................................. ..........................................
عائشة عجم ذات الـ 85 "تخربش" لوحات مدهشة : بيكاسو وغيره مثل أولادي ... غاليين على قلبي !
إبراهيم حميدي | منذ 16 فبراير 2001 / 00:00
> ...أخيراً تفتقت موهبة عائشة عجم مهنا بعد 85 عاماً! كان عليها ان تنتظر تربية أولادها الأربعة وتعليمهم فنياً، ورحيل زوجها، وشفاءها من مرض عضال بعد تجرعها دواء ساماً. تجرأت قبل أشهر وأمسكت بأقلام التلوين البسطية "كي أخربش على ورقات صغيرة، وألوّنها بذوق".
عندما جاءت الى منزل ابنها الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا في دمشق "بعد عيد الكبير الاضحى الماضي طلبت بعض الاوراق والالوان من حفيدتي". هي نفسها تفاجأت، ولم تكن تعرف أن "الله سيفتحها" بوجهها وسترسم لوحات مشهورة لتعرض 45 منها لشهر كامل في المركز الثقافي الفرنسي. "سأطير بالطيارة معهم الى باريز".
تملك قدراً من الشجاعة حين تقرر "احتراف" الرسم، هي الآتية من بيئة محافظة، بل تقول "الرسم مو حرام بالاسلام". فنها هو "الفن البدائي"، وإطار لوحاتها جميعاً هو الفطرة -الغريزة، وذاكرتها الطفولة و"تفاصيل القصص التي رواها والدي عن عنترة بن شداد، والزير سالم، وابي زيد الهلالي، وألف ليلة وليلة"، لأنها لم تكن تتمكن من حضور "أمسيات الحكواتي فذلك ممنوع علـى النسوان". لكنها تنطلق دائماً في رسومها من بعض التفاصيل التي تتذكرها عفويا: "رسمت لوحة لعنترة بشاربين معقوفين وطويلين وقد جلس على كل طرف نسر كبير. عنترة يحمل سيفاً معقوفاً من كثرة الذين قتلهم لشجاعته"...لذلك "أنا عنتورة مثله"!
لدى الوصول الى منزل ابنها، كانت جهزت نفسها. لفّت المنديل الحلبي الأبيض حول وجهها الفاتح المجمل بالحناء. همتها عالية، لكن سمعها ضعيف، فتعانده بابتسامتها المستمرة وبشاشة وجهها. لم تحاول في حديثها الى "الحياة" البحث عن صيغة اكاديمية لرسومها، بل أمسكت بقلم وراحت تخط على ورقة ما طاب لها، ولونت ببطء شديد. تقول :"أحب كل الالوان وأرسم بها كلها، لكن الزهر هو المفضل عندي".
تكره أم محمد التي ولدت في حلب العام 1916 "الكتابة لأن يدي ثقيلة" بخلاف علاقتها بالرسم إذ ان "يدي خفيفة مثل الريشة". وهي تجد صعوبة في رسم أي لوحة تقع أمامها لذلك "اعيش على الذاكرة، أغمض عيني وأنقل من أعماق عقلي الى الورق".
هذه "الخربشة" على حد وصفها جعلت منها رسامة مشهورة، اذ ان "كثيرين من الناس والجرائد وأهل الصحافة حكوا عنّي"، لكنها ترفض ان تحكي عن نفسها "لئلا يقال انني شايفة حالي، خلّي الناس يحكوا عني. هم يقولون إنني مهمة ومشهورة".
لقبتها إحدى الصحف بـ"مدام بيكاسو"، وزين أحد النقاد مقالته عنها بقول لبيكاسو :"كلما ذهبت في الزمن ذهبت في الالتباس" الذي اعتبره مانيه انه "الممر السحري الى العبقرية". لكن أم محمد لا تعرف من هم هؤلاء، تكتفي بالقول :"كلهم مثل أولادي، غاليين على قلبي". وتزيد :"الله يخليهم لأهلهم".
.................................................. .................................................. ...
\ الصور : عائشة عجم مهنا . 1916 - 2006
في حضرة الأبداع وفي الحيز الخاص بها في متحفي
بمخيم اليرموك الذي دمره الظلام . دمشق . سورية .