بما أن أشكال الحياة الاصطناعية أصبحت أكثر تعقيدًا، نقترح قائمة بسيطة من المعايير لتحديد ما إذا كانت الكائنات الحية البيولوجية الاصطناعية والروبوتات التي تملك الذكاء الاصطناعي كائنات حية أم لا. يتحرك الباحثون من جامعة Case Western Reserve University لصنع روبوتات بذكاء عاطفي خارق، ويطورون ذكاء اصطناعيًا (AI) لصنع روبوتات الجيل القادم المتخصصة والقادرة على قراءة المشاعر البشرية آنيًا.
ما هي الخطوة القادمة في روبوتات الذكاء الاصطناعي؟ وإذا تمكنا من تطوير حياة بيولوجية محاكاة فهل سنورثها صفة المخلوقات الحية؟ وهل سنمنحها الهوية البشرية؟
إن تطوير الحواسيب الحيوية القادرة على استخدام سلاسل الأحماض النووية لإجراء حسابات متوازية سريعة والروبوتات الشبيهة بالبشر ذات الذكاء الاصطناعي -مثل روبوت صوفيا- هي مساعٍ تكنولوجية مثيرة تتطلب من العلماء وضع تعريف للحياة. وفي الحقيقة فقد منحت بعض الدول كالمملكة العربية السعودية جنسيتها لروبوت صوفيا.
في الوقت نفسه، تمثل التقنيات المبتكرة في البيولوجيا الاصطناعية تحديات جديدة للحياة كما هي اليوم. ويطور العلماء الآن كائنات تدمج الحروف الاصطناعية للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA لتوسّع النيوكليوتيدات الأربعة التقليدية إلى أبجدية بستة أو ثمانية نيوكليوتيدات.
كيف يجب علينا اعتبار الحالة التي تكون عليها البكتيريا المصممة بشيفرة DNA الاصطناعية الموسعة؟
لقد تم بحث ومناقشة التعريف الدقيق للحياة البيولوجية خلال مئات السنين دون نتيجة واضحة. ولكن المساعي الحثيثة لوضع تعريف للحياة البيولوجية ليس شأنًا أكاديميًا فحسب، فبإمكان المرء الزعم أن التعاريف وُضعت لتخبرنا فقط بمعاني الكلمات في لغاتنا بدلًا من إخبارنا بطبيعة العالم.
وفيما يتعلق بتعريف الشخصية الحية، هناك بالطبع تداعيات قانونية وأخلاقية إضافية يجب مراعاتها وهي خارج نطاق هذا المقال، ومع ذلك فإن واجباتنا الأخلاقية تعتمد إلى حد كبير على كيفية تعريفنا للحياة.
كيف كان تعريف الكائنات الحية تاريخيًا؟
يعتمد التعريف الدقيق للحياة تاريخيًا على الميزات الفريدة لجميع الكائنات الحية المعروفة. وعلى سبيل المثال يجب على الكائنات الحية وفقًا لمفاهيم الحياة الحالية أن:
يمكن للكائنات المنتجة من نيوكليوتيدات اصطناعية وروبوتات معتمدة على الذكاء الاصطناعي ألا تحقق جميع هذه المعايير.
ومن أجل أن يولد الانتقاء الطبيعي مثل هذا التنوع في الكائنات الحية على الأرض يلزم حياة وموت كل كائن بمفرده وذلك لضمان نجاة الأنواع في المستقبل. ولهذا نقترح تعريفًا بسيطًا ولكنه متحدٍّ للحياة: الحياة هي خاصية كل كائن لديه أي شيفرة وراثية تسمح له بالتكاثر والانتقاء الطبيعي والفناء الفردي.
في التعريف الذي قدمناه، تحقق الكائنات التي تستخدم نيوكليوتيدات DNA الصنعية معاييرنا للحياة. ويؤكد هذا التعريف على الحاجة لحماية غموض مستقبل أشكال الحياة. إذ لا يمكن الإحاطة يقينيًا بالعشوائية التي تتميز بها الطفرات قبل التكيفية، والجينومات الناجية، والأنماط الظاهرية لأنواعنا في المستقبل، كما لا يمكن معرفة الأنواع التي ستحل مكاننا (إن وجدت).
إن تعريفنا للحياة هو أشمل من التعريف الذي قدمته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا؛ والذي يعرف الحياة على أنها نظام كيميائي مكتفٍ ذاتيًا وقابل للتطور الدارويني.
ولكن روبوتات الذكاء الاصطناعي لا تتناسب مع تعريفنا؛ لأن الكائنات البشرية يمكن أن تتحكم في جميع جوانب وظائف الحاسوب، وبالتالي ليس هناك شك أو غموض فيما يتعلق بروبوتات الذكاء الاصطناعي.
إلا أنه يمكن برمجة الروبوتات البشرية المستندة للذكاء الاصطناعي لكي تكرر نفسها، وحتى يمكن أن تبرمَج لكي تموت (تنتهي). ولكن الروبوتات لا تدرك الطفرات أو تشارك في أي عملية انتقاء طبيعي وبالتالي لا تتناسب هذه الروبوتات مع معاييرنا ككائن حي.
في تعريفنا المذكور مسبقًا، يمكن أن تحقق الكائنات ذات نيوكليوتيدات DNA الصنعية معاييرنا كأحياء. ولكن من المهم إدراك أنه على الرغم من أن تطوير أشكال الحياة الصنعية يشكل مساع مثيرة تكنولوجيًا، فإن الخطر الكامن في أنها قد تدمر جميع أشكال الحياة الموجودة على الأرض من خلال عدم القدرة على التنبؤ بالانتقاء الطبيعي قد يدفع هذه المشاريع باتجاه الحدود الأخلاقية.
ونؤكد نحن ككائنات حية -وفي الخصوص ككائنات بشرية نعي بشريتنا وطاقاتنا وملزمين بالتمييز بين الصواب والخطأ- أنه يجب علينا الاعتراف بهذا الحد بين الحياة والجماد. ونعتقد أن التعريف الذي قدمناه يخلق حدًا واضحًا حول جميع الكائنات الحية ما يسمح لنا بتقدير الحالة الحية للكائنات الصنعية وروبوتات الذكاء الاصطناعي.
ما هي الخطوة القادمة في روبوتات الذكاء الاصطناعي؟ وإذا تمكنا من تطوير حياة بيولوجية محاكاة فهل سنورثها صفة المخلوقات الحية؟ وهل سنمنحها الهوية البشرية؟
إن تطوير الحواسيب الحيوية القادرة على استخدام سلاسل الأحماض النووية لإجراء حسابات متوازية سريعة والروبوتات الشبيهة بالبشر ذات الذكاء الاصطناعي -مثل روبوت صوفيا- هي مساعٍ تكنولوجية مثيرة تتطلب من العلماء وضع تعريف للحياة. وفي الحقيقة فقد منحت بعض الدول كالمملكة العربية السعودية جنسيتها لروبوت صوفيا.
في الوقت نفسه، تمثل التقنيات المبتكرة في البيولوجيا الاصطناعية تحديات جديدة للحياة كما هي اليوم. ويطور العلماء الآن كائنات تدمج الحروف الاصطناعية للحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA لتوسّع النيوكليوتيدات الأربعة التقليدية إلى أبجدية بستة أو ثمانية نيوكليوتيدات.
كيف يجب علينا اعتبار الحالة التي تكون عليها البكتيريا المصممة بشيفرة DNA الاصطناعية الموسعة؟
لقد تم بحث ومناقشة التعريف الدقيق للحياة البيولوجية خلال مئات السنين دون نتيجة واضحة. ولكن المساعي الحثيثة لوضع تعريف للحياة البيولوجية ليس شأنًا أكاديميًا فحسب، فبإمكان المرء الزعم أن التعاريف وُضعت لتخبرنا فقط بمعاني الكلمات في لغاتنا بدلًا من إخبارنا بطبيعة العالم.
وفيما يتعلق بتعريف الشخصية الحية، هناك بالطبع تداعيات قانونية وأخلاقية إضافية يجب مراعاتها وهي خارج نطاق هذا المقال، ومع ذلك فإن واجباتنا الأخلاقية تعتمد إلى حد كبير على كيفية تعريفنا للحياة.
كيف كان تعريف الكائنات الحية تاريخيًا؟
يعتمد التعريف الدقيق للحياة تاريخيًا على الميزات الفريدة لجميع الكائنات الحية المعروفة. وعلى سبيل المثال يجب على الكائنات الحية وفقًا لمفاهيم الحياة الحالية أن:
- تمتلك مجموعة بيولوجية جينية من التعليمات (بالنسبة للبشر تكون هذه المجموعة موجودة في الحمض النووي الريبوزي RNA والحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA) والتي تشفر وتنظم خصائصها الوظيفية.
- مكونة من وحدات فردية يطلق عليها الخلايا تكون محاطة بالغشاء البلازمي الذي يحتوي على الكيانات البيولوجية ويستقلبها كالأحماض النووية والبروتينات والسكريات والدهون.
- قابلة للتأقلم أو الإصابة بالطفرات من أجل تغيير أنماطها الظاهرية والاستجابة للعوامل البيئية التي يمكن أن تعدل من أنماطها الوراثية أو الظاهرية.
- الخضوع للتوازن الاستقلابي (وهو النمو المنتظم الذي يستجيب للبيئات الداخلية والخارجية في شكل يتأثر بالشروط البيئية الخارجية).
- تتكاثر لإنتاج كائنات جديدة ذات أعمار محدودة.
يمكن للكائنات المنتجة من نيوكليوتيدات اصطناعية وروبوتات معتمدة على الذكاء الاصطناعي ألا تحقق جميع هذه المعايير.
ومن أجل أن يولد الانتقاء الطبيعي مثل هذا التنوع في الكائنات الحية على الأرض يلزم حياة وموت كل كائن بمفرده وذلك لضمان نجاة الأنواع في المستقبل. ولهذا نقترح تعريفًا بسيطًا ولكنه متحدٍّ للحياة: الحياة هي خاصية كل كائن لديه أي شيفرة وراثية تسمح له بالتكاثر والانتقاء الطبيعي والفناء الفردي.
في التعريف الذي قدمناه، تحقق الكائنات التي تستخدم نيوكليوتيدات DNA الصنعية معاييرنا للحياة. ويؤكد هذا التعريف على الحاجة لحماية غموض مستقبل أشكال الحياة. إذ لا يمكن الإحاطة يقينيًا بالعشوائية التي تتميز بها الطفرات قبل التكيفية، والجينومات الناجية، والأنماط الظاهرية لأنواعنا في المستقبل، كما لا يمكن معرفة الأنواع التي ستحل مكاننا (إن وجدت).
إن تعريفنا للحياة هو أشمل من التعريف الذي قدمته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا؛ والذي يعرف الحياة على أنها نظام كيميائي مكتفٍ ذاتيًا وقابل للتطور الدارويني.
ولكن روبوتات الذكاء الاصطناعي لا تتناسب مع تعريفنا؛ لأن الكائنات البشرية يمكن أن تتحكم في جميع جوانب وظائف الحاسوب، وبالتالي ليس هناك شك أو غموض فيما يتعلق بروبوتات الذكاء الاصطناعي.
إلا أنه يمكن برمجة الروبوتات البشرية المستندة للذكاء الاصطناعي لكي تكرر نفسها، وحتى يمكن أن تبرمَج لكي تموت (تنتهي). ولكن الروبوتات لا تدرك الطفرات أو تشارك في أي عملية انتقاء طبيعي وبالتالي لا تتناسب هذه الروبوتات مع معاييرنا ككائن حي.
في تعريفنا المذكور مسبقًا، يمكن أن تحقق الكائنات ذات نيوكليوتيدات DNA الصنعية معاييرنا كأحياء. ولكن من المهم إدراك أنه على الرغم من أن تطوير أشكال الحياة الصنعية يشكل مساع مثيرة تكنولوجيًا، فإن الخطر الكامن في أنها قد تدمر جميع أشكال الحياة الموجودة على الأرض من خلال عدم القدرة على التنبؤ بالانتقاء الطبيعي قد يدفع هذه المشاريع باتجاه الحدود الأخلاقية.
ونؤكد نحن ككائنات حية -وفي الخصوص ككائنات بشرية نعي بشريتنا وطاقاتنا وملزمين بالتمييز بين الصواب والخطأ- أنه يجب علينا الاعتراف بهذا الحد بين الحياة والجماد. ونعتقد أن التعريف الذي قدمناه يخلق حدًا واضحًا حول جميع الكائنات الحية ما يسمح لنا بتقدير الحالة الحية للكائنات الصنعية وروبوتات الذكاء الاصطناعي.