الشوا (أسرة ـ)
تعد أسرة الشوا من أهم الأسر الموسيقية في مدينة حلب، وقد أنجبت العديد من العازفين والمطربين الذين احتل كل واحد منهم مكانة مرموقة في مجال فنه. وتبدأ سيرة هذه الأسرة مع الموسيقى بالموسيقي أنطوان الكبير الذي كان يعزف على آلة الكمان[ر] الصغيرة والكمان الأكبر حجماً والمسماة Viole d’amour ذات السبعة أوتار، وأنطوان الشوا أول الموسيقيين الحلبيين الذين عزفوا على هذه الآلة، وعزف عليها في حضرة إبراهيم باشا في حلب، الذي حرر سورية من الحكم التركي، ليحكمها في المدة ما بين عامي 1831 و1840.
ثم جاء الياس الشوا، وهو ابن شقيق أنطوان الكبير، وكان الياس عازفاً بارعاً على القانون، وكان يتردد على أبي الهدى في الأستانة، وتعلم منه الموشحات وطريقة إنشادها. وكان الياس يرأس تختاً شرقياً[ر. الفرقة الموسيقية] يعزف في الحفلات الكبيرة بحلب وكان التخت يضم ولديه عبود الذي كان يعزف على العود ويغني، وهو من كبار مطربي حلب، وأنطوان الذي أجاد العزف على الكمان، وهو أول من أدخل الكمان إلى مصر عامة، وإلى فرقة أم كلثوم خاصة.
أنجب أنطوان بن إلياس ولدين، الأول فاضل الذي كان عازفاً بارعاً على الكمان، وسامي الذي كان أهم أفراد أسرة الشوا على الإطلاق. وهو ابن أخت عازف الكمان توفيق الصباغ[ر].
ولد سامي الشوا في حي الهزازة بحلب عام 1889، وتولى والده رعايته، واهتم بتعليمه الموسيقى منذ طفولته. ولما كانت العائلة تتنقل بين سورية ولبنان ومصر، فقد اكتسب سامي خبرة كبيرة في العزف على الكمان نتيجة احتكاكه بالعازفين الأوربيين الذين كانوا يعملون في تلك الأقطار العربية، فاستطاع بسرعة إتقان العزف على الكمان، ليصير من أبرع العازفين عليها، وكان لا ينافسه في ذلك إلا خاله توفيق الصباغ. وخاض الاثنان الكثير من المساجلات الموسيقية على مسارح سورية ولبنان ومصر، ويعد سامي من أبرع العازفين الذين يتقنون الارتجال على الكمان وحمل بجدارة لقب أمير الكمان.
وفي مصر، عزف سامي الشوا ضمن أكبر الفرق الموسيقية، منها الفرقة الموسيقية لكوكب الشرق أم كلثوم، وأنشأ وقاد فرقة موسيقية في معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية بالقاهرة في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين، وكان من بين أعضائها أمين المهدي (على العود)، ومحمد عبد الوهاب[ر] (على العود)، وعبد الحميد القصابي (على القانون)، ومحمد العقاد[ر] الكبير (على القانون)، وشقيقه فاضل الشوا (على الكمان).
وشارك سامي الشوا في مؤتمر الموسيقى العربية الذي انعقد عام 1932 في القاهرة، وكان له أثر فعال فيه، إذ كان عضواً في لجنة المقامات والإيقاع والتأليف التي كان يرأسها رؤوف يكتابك، وكان من بين أعضائها جميل عويس[ر] وعلي الدرويش[ر] من سورية. وقبل ذلك، كان سامي الشوا قد اختير عضواً في اللجنة التي تألفت في معهد فؤاد الأول عام 1930، وناقشت موضوع السلم الموسيقي العربي، والتي اتخذت قراراً باعتماد السلم الموسيقي المعدل، وكان في اللجنة إلى جانب سامي الشوا كل من مصطفى رضا وصفر علي ومحمد العقاد وإدوار فارس ونجيب النحاس ومصطفى العقاد وأميل عريان ومحمود زكي.
زار سامي الشوا العديد من الدول الأوربية، وأحيا الكثير من الحفلات فيها. ففي أواخر الثلاثينات من القرن العشرين زار إيطاليا، والتقى الموسيقي مجدي العقيلي[ر] الذي كان يعمل في القسم الموسيقي في إذاعة باري العربية. وفي عام 1930 زار لندن، وأحيا على مسارحها حفلة على كمانه. وفي عام 1931 زار العاصمة الألمانية برلين، برفقة حسن باشا نشأت من مصر وزار فيها المعهد الموسيقي الرسمي، وعزف أمام أساتذة المعهد الذين أُعجبوا به، وسجل له المعهد عدة أسطوانات. وزار أيضاً باريس حيث احتفى به كونسرفاتوار باريس بحضور رابو رئيس الكونسرفاتوار، وشولمان سكرتير المعهد، كما زار أميركا الشمالية.
لم يكن سامي الشوا مجرد عازف على آلة الكمان، بل خاض أيضاً غمار البحث الموسيقي، ووضع العديد من المؤلفات منها كتاب (القواعد الفنية للموسيقى الشرقية والغربية)، وكتاب آخر جمع فيه مقامات وإيقاعات بعض الموشحات والأدوار الشائعة في زمانه، كما ألف الكثير من المقطوعات الموسيقية.
توفي سامي الشوا عام 1965 في القاهرة بعد رحلة طويلة مع الموسيقى زادت على نصف قرن.
أحمد بوبس
تعد أسرة الشوا من أهم الأسر الموسيقية في مدينة حلب، وقد أنجبت العديد من العازفين والمطربين الذين احتل كل واحد منهم مكانة مرموقة في مجال فنه. وتبدأ سيرة هذه الأسرة مع الموسيقى بالموسيقي أنطوان الكبير الذي كان يعزف على آلة الكمان[ر] الصغيرة والكمان الأكبر حجماً والمسماة Viole d’amour ذات السبعة أوتار، وأنطوان الشوا أول الموسيقيين الحلبيين الذين عزفوا على هذه الآلة، وعزف عليها في حضرة إبراهيم باشا في حلب، الذي حرر سورية من الحكم التركي، ليحكمها في المدة ما بين عامي 1831 و1840.
ثم جاء الياس الشوا، وهو ابن شقيق أنطوان الكبير، وكان الياس عازفاً بارعاً على القانون، وكان يتردد على أبي الهدى في الأستانة، وتعلم منه الموشحات وطريقة إنشادها. وكان الياس يرأس تختاً شرقياً[ر. الفرقة الموسيقية] يعزف في الحفلات الكبيرة بحلب وكان التخت يضم ولديه عبود الذي كان يعزف على العود ويغني، وهو من كبار مطربي حلب، وأنطوان الذي أجاد العزف على الكمان، وهو أول من أدخل الكمان إلى مصر عامة، وإلى فرقة أم كلثوم خاصة.
أنجب أنطوان بن إلياس ولدين، الأول فاضل الذي كان عازفاً بارعاً على الكمان، وسامي الذي كان أهم أفراد أسرة الشوا على الإطلاق. وهو ابن أخت عازف الكمان توفيق الصباغ[ر].
ولد سامي الشوا في حي الهزازة بحلب عام 1889، وتولى والده رعايته، واهتم بتعليمه الموسيقى منذ طفولته. ولما كانت العائلة تتنقل بين سورية ولبنان ومصر، فقد اكتسب سامي خبرة كبيرة في العزف على الكمان نتيجة احتكاكه بالعازفين الأوربيين الذين كانوا يعملون في تلك الأقطار العربية، فاستطاع بسرعة إتقان العزف على الكمان، ليصير من أبرع العازفين عليها، وكان لا ينافسه في ذلك إلا خاله توفيق الصباغ. وخاض الاثنان الكثير من المساجلات الموسيقية على مسارح سورية ولبنان ومصر، ويعد سامي من أبرع العازفين الذين يتقنون الارتجال على الكمان وحمل بجدارة لقب أمير الكمان.
وفي مصر، عزف سامي الشوا ضمن أكبر الفرق الموسيقية، منها الفرقة الموسيقية لكوكب الشرق أم كلثوم، وأنشأ وقاد فرقة موسيقية في معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية بالقاهرة في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين، وكان من بين أعضائها أمين المهدي (على العود)، ومحمد عبد الوهاب[ر] (على العود)، وعبد الحميد القصابي (على القانون)، ومحمد العقاد[ر] الكبير (على القانون)، وشقيقه فاضل الشوا (على الكمان).
وشارك سامي الشوا في مؤتمر الموسيقى العربية الذي انعقد عام 1932 في القاهرة، وكان له أثر فعال فيه، إذ كان عضواً في لجنة المقامات والإيقاع والتأليف التي كان يرأسها رؤوف يكتابك، وكان من بين أعضائها جميل عويس[ر] وعلي الدرويش[ر] من سورية. وقبل ذلك، كان سامي الشوا قد اختير عضواً في اللجنة التي تألفت في معهد فؤاد الأول عام 1930، وناقشت موضوع السلم الموسيقي العربي، والتي اتخذت قراراً باعتماد السلم الموسيقي المعدل، وكان في اللجنة إلى جانب سامي الشوا كل من مصطفى رضا وصفر علي ومحمد العقاد وإدوار فارس ونجيب النحاس ومصطفى العقاد وأميل عريان ومحمود زكي.
زار سامي الشوا العديد من الدول الأوربية، وأحيا الكثير من الحفلات فيها. ففي أواخر الثلاثينات من القرن العشرين زار إيطاليا، والتقى الموسيقي مجدي العقيلي[ر] الذي كان يعمل في القسم الموسيقي في إذاعة باري العربية. وفي عام 1930 زار لندن، وأحيا على مسارحها حفلة على كمانه. وفي عام 1931 زار العاصمة الألمانية برلين، برفقة حسن باشا نشأت من مصر وزار فيها المعهد الموسيقي الرسمي، وعزف أمام أساتذة المعهد الذين أُعجبوا به، وسجل له المعهد عدة أسطوانات. وزار أيضاً باريس حيث احتفى به كونسرفاتوار باريس بحضور رابو رئيس الكونسرفاتوار، وشولمان سكرتير المعهد، كما زار أميركا الشمالية.
لم يكن سامي الشوا مجرد عازف على آلة الكمان، بل خاض أيضاً غمار البحث الموسيقي، ووضع العديد من المؤلفات منها كتاب (القواعد الفنية للموسيقى الشرقية والغربية)، وكتاب آخر جمع فيه مقامات وإيقاعات بعض الموشحات والأدوار الشائعة في زمانه، كما ألف الكثير من المقطوعات الموسيقية.
توفي سامي الشوا عام 1965 في القاهرة بعد رحلة طويلة مع الموسيقى زادت على نصف قرن.
أحمد بوبس