آمال صالح
والأنا التي كانت حزينة...
بقلم د. آمال صالح
حين عرفت أنك مثل شجرة
تحنو على أوراقها
والقمر يزداد بريقا
كلما اقتربت منه نجمة
الصبح يعلن إفلاس الليل
بكل ظنونه السوداء
الصبح يأتي لكل الوجوه
المشرقة بالمحبة
يتلو حنينه في ثنايا الوجد الغائب
فتغدو أوصال البرد في حلة من الضياء
أنتقي لك زهرة من أذن الشمس
على شكل أغنية
فيروز ربما ونغمة لم تعرفها من قبل
هي كل ما أملكه من زهر في أوصال الشتاء الباردة
هي اندلاع الشمس
من كوة قطب ضاع بين أدراج الرياح العاتية
هي نجمة ظلت تسطع في لاوعي قلبينا
قبل أن تولد المشاعر
وقبل أن يكون للحب تعريف وعنوان
كيف لشريان عشق أن يولد من عتمة اللاشيء
ويخرج مثل انبهار قارىء مبتدىء بقصيدة خارج المألوف
الورد فيها ومسك الحروف
تأتي لتعيد الفرح لذلك المساء الحزين...
في ذلك المساء حين اكتمل القمر...
مددت يدي للحلم...
عانقته طويلا
من حروفي خرجت ضحكات الأطفال
وأبصرت عيونا رمادية
رسمت غيوما بيضاء
برغم السماء الملبدة بتجهم القلوب...
برغم أصداء أضواء المدينة...
هناك طريق قادني منه أبي ذات عهد
وذات دعاء لأمي
هناك شجرة تحنو على أوراقها
هناك ظلال وقمر
هناك شمس ونجوم
ونهار يسطع بين أحجار المدينة
تسكنها ضحكات الأطفال
والأنا التي كانت حزينة