كتب: نوري عبد الدائم أبو عيسى.ليبيا:مئة عام من المسرح هكذا تكلم المسرحيون 1908 - 2008

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب: نوري عبد الدائم أبو عيسى.ليبيا:مئة عام من المسرح هكذا تكلم المسرحيون 1908 - 2008






    ليبيا: مئة عام من المسرح "هكذا تكلم المسرحيون" 1908 - 2008 - إعداد: نوري عبد الدائم أبو عيسى

    ردمك 9789959256430
    إعداد: نوري عبد الدائم أبو عيسى
    عدد الصفحات 828
    سنة النشر 2013
    دار النشر وزارة الثقافة والمجتمع المدني - ليبيا
    غلاف الكتاب مجلد

    على الرغم من أن المسرح في ليبيا قد بدأ متأخراً زمنيا، لكنه مثل الدور الحقيقي المنوط بالمسرح بكل جدارة، فظهر عملاقا في جميع مشاربه بالحرية والنضال من أجل الانعتاق من العبودية.. مناديا بالحرية والمبادي الانسانية والتشبث بالاخلاق والقيم ومحاربة الظلم والفساد.. شهدت على ذلك المراحل التي مر بها المسرح الليبي منذ نشأته عام 1908م ولغاية اليوم.
    "ليبيا.. مئة عام من المسرح" توثيق لما كتب من قراءات نقدية ومساهمات، مما نشر في الصحف والمجلات الليبية، واحتفاء بمئوية المسرح الليبي,
    وما من شك أن المكتبة الليبية تفتقر إلى دراسات تعنى بالمسرح، وهذا الجزء بداية، لعلها تسد فراغا، على أمل أن يتبعه جزء آخر لاستكمال المشوار الطويل في رصد كل ما كتب ودون، وساهمت به أقلام الكتاب والنقاد المسرحيين.

  • #2
    ليبيا: مئة عام من المسرح "هكذا تكلم المسرحيون" 1908 - 2008 - إعداد: نوري عبد الدائم أبو عيسى

    Recently viewed products
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	--1908-2008--4718-p.png 
مشاهدات:	8 
الحجم:	864.8 كيلوبايت 
الهوية:	131313

    تعليق


    • #3
      جديدة باسم “الهيئة العامة للمسرح والفنون الشعبية والموسيقى”.
      متفرقات:
      ـ يوجد في (ج.ع.ل) معهد للتمثيل بطرابلس وهو معهد “جمل الدين الميلادي” تخرج منه عدد من الشباب المسرحي.
      ـ سافر الكثير من المهتمين بالمسرح في دورات تدريبية ودراسية إلى الخارج في مجالات المسرح المختلفة.
      ـ في مجال الاحتراف بدأت فرقة (حمدي) في طرابلس مزاولة نشاطها وهناك فكرة لتكوين فرقة أخرى في بنغازي.
      “محمد عبدالهادي” الرجل الذي بدأ المسيرة
      ـ هو محمد محمد عبدالهادي مؤسس المسرح في (ج.ع.ل).
      ـ ولد في مدينة درنة سنة ١٨٩٨ وفي سنة ١٩١٨م أرغمته ايطاليا على العمل معها كعامل أفران ثم عاد إلى وطنه عام ١٩٢٠م.
      ـ سنة ١٩٢٢م زار لبنان ويبدو أنه تشرب هواية المسرح هناك، فبدأ يعيش كالعاشق للمسرح وانصرف لاهثاً وراء لعبة المسرح حتى جذبته الهواية إلى الاسكندرية.
      ـ في بداية عام ١٩٢٦م عاد إلى طبرق يبحث عن لقمة العيش ففتح مخبزاً وفي أواخر نفس السنة قدم أول عمل مسرحي له (آه لو كنت ملكاً) مثله معه “مفتاح بوغرارة” و “حمدي طاطاناكي”.
      ـ ذهب إلى درنة واستقر بها في سنة ١٩٢٧م وبدأ مع مجموعة من الأصدقاء في سنة ١٩٣٠م في تكوين أول فرقة مسرحية قدمت أول أعمالها سنة ١٩٣١م وهي مسرحية (خليفة الصياد) وعام ١٩٣٤م قدمت مسرحية (نكبة البرامكة) وتوالت بعد ذلك العروض المسرحية لهذه الفرقة.
      ـ في سنة ١٩٤٨م اشتد عليه المرض ولم يعد قادراً على الوقوف على الخشبة، وفي سنة ١٩٥٢م وافته المنية بمدينة درنة حيث دفن هناك.
      الفنان “رجب البكوش” والمشوار الطويل
      ـ يعتبر الفنان “رجب البكوش” من الذين عاصروا الحركة المسرحية في (ج.ع.ل).
      ـ فكر جدياً في تكوين فرقة مسرحية، وقدم باكورة أعماله المسرحية “الشيخ إبراهيم” وكان ممن حضروا العرض السفاح “غرسياني”.
      ـ بعد ذلك كون فرقة مسرحية اسماها “فرقة التمثيل” استمرت عامين ثم انتهت فذهب وزاول نشاطه برابطة الشباب وهي مؤسسة شبابية وانتهت هذه الرابطة لظروف خارجة عن إرادة الشباب.
      ـ كون فرقة أسماها “فرقة هواة التمثيل” استمرت سنوات ثم انقسمت إلى قسمين هما:
      المسرح الشعبي وفرقة الشباب.
      ـ كان يقوم بتأليف وإخراج الكثير من المسرحيات منها “كوخ الشحادين” و”ذكرى الاستعمار” و”المدينة في أشواك”.
      ـ آخر نشاط له كان في فرقة “أصدقاء المدينة” التي انتهت أيضاً حيث قدم بعض المسرحيات الفوديميك، والتي كان قدمها في السابق.
      ـ يستحق هذا الفنان والذين عملوا مثله في صمت وبعيداً عن الأضواء كل التقدير في عيد المعلم.
      “عبدالفتاح الوسيع” خبرة وكفاءة
      الفنان العربي الليبي عبدالفتاح الوسيع من الفنانين المسرحيين الذين يشهد لهم بالخبرة والكفاءة في مجال المسرح فهو مخرج قدير وممثل مارس الهواية منذ سنوات وثقافته المسرحية تؤهله لأن يكون في مقدمة المتحدثين عن المسرح العربي الليبي وخاصة في الفترة الأخيرة.
      وحديث عبدالفتاح الوسيع يبقى حديثاً شيقاً وممتعاً ومتشبعاً أيضاً فهو يتحدث بنظرة مستقبل المسرح في بلادنا ، ولانستغرب أن كان إلى حديثه مشوباً بصور تشاؤمية لكن صور الأمل والتفاؤل تبقى أكثر بروزاً.
      يقول الفنان الوسيع:
      ربما اختلف المسرح العربي الليبي عن غيره من المسارح “لاسيما المسرح العربي”.. في أنه لم يحظ بتأثير الدارسين في الخارج لهذا الفن الوافد تطويراً وتهذيباً، ووضعاً لأسس علمية راسخة، وتقاليد مسرحية معروفة (جورج أبيض، يوسف وهبي في مصر ـ مارون نقاش في لبنان) ذلك أن العهود الاستعمارية التي رنت على البلاد “الأتراك، الإيطاليون، الانجليز” لم تعطه الفرصة الكافية للتعلم والدراسة والبحث في كل المجالات فما بالك بمجال الفن الذي كان يعتبره “الاستعمار” خطراً على وجوده بل انه وصل به الامر – كما روى ذلك المعاصرون – انه كان يحجب الاعمال المسرحية ويطارد المسرحيين .
      لقد ظهرت محاولات خلال ( الثلاثينيات ) وما بعدها في مجال المسرح ولكنها لا ترتقى إلى المستوى العلمي المنشود ويمكن وصفها بأنها مجرد اجتهادات مشكورة من أناس اتصفوا – كم يروى عنهم – بخصائص معينة منها :
      1- ذيوع أسمائهم في المدن طرابلس بنغازي درنة من أنهم محدثون لبقون ذوو بديهة حاضرة وحسن فنى مرهف ..
      2- شعورهم الوطني المتأجج الذي كان دائما يشدهم ويحثهم للتصدى للاستعمار مشاركين الشعب نقمته عليه فغلب علي تلك الاعمال التي قدمت في هذه الفترة التصاقها وتأكيدها بابراز الشخصية العربية المتميزة والمآثر التاريخية الاسلامية وتعميق ضرورة التمسك باللغة العربية ( شجرة الدر – في درنة ) .
      ومع مطلع الخمسينيات ومع انتعاش الحركة الثقافية في البلاد ظهرت مجموعات من الشباب تبشر وتدعو لايجاد مسرح يعنى بمشاكل الشعب وتاريخه وتطرح آراءها وكانت تحاول أن تبعد قدر الامكان عن ( الارتجال ) الذي كان سائدا إلى حد كبير وبدأت تلك المجموعات في شكل منتديات ثقافية أو فرق مسرحية تعمل بجد وتضحية منقطعتي النظير كما ظهرت محاولات في مجال الكتابة للمسرح أما بشكل جماعي أو بشكل فردي وكانت عمليات الاخراج أيضا أما أن تتم بشكل جماعي ” وهو الغالب ” أو بشكل فردي وكانت الاعمال في مجموعها تقترب من نوع ” العرض الشامل ” إن صح التعبير حيث يقدم مع المسرحية في نفس الليلة بعض الاغاني و” المونولوجات ” …الخ ومع بداية الاحتكاك بمصر وبعض البلاد العربية الاخرى التي قطعت شوطا في مجال المسرح بدأت تظهر الاعمال المسرحية العربية وتخرج في المدن باجتهادات وابداعات عفوية ..
      ولتعطش الشباب للمعرفة الحقة بهذا الفن كانت هناك محاولات لاستجلاب بعض الخبرات العربية “وإن لم يحسن اختيارها ” للقيام بالتوجيه والارشاد وإن كان لتلك الخبرات فضل فهو أنها زادت من تماسك الشباب والتفافهم حول بعضهم ذلك أنه لم تكن ” تلك الخبرات ” في المستوى المطلوب من حيث الرسوخ والخبرة والثقافة .
      ومع أواخر الستينيات بدأت الدولة في الالتفات قليلا نحو المسرح وشؤونه فقدمت المساعدات البسيطة ورخصت لعدد من الفرق وأنشأت بعض الادارات المتخصصة ثم أنشأت فرقا حكومية في كل من طرابلس ومصراته وبنغازي ودرنه وأخيراً اجدابيا وأقيم أول مهرجان وطني مسرحي عام1972 م ثم ظهرت بوادر الاهتمام والرغبة الصادقة بين العاملين في المسرح وظهرت مسرحيات جيدة الاخراج والتمثيل بعدها كان انشاء هيئة المسرح التي علقت عليها اوطار كبار ولكنها لا تزال تعاني من كثير من النواقص وقلة الامكانات أنني أرى أنه إذا أريد للمسرح أن يقف على قدميه ويحقق الغاية من وجوده فلابد من أن ينظر إليه نظرة جادة نظرة تحمله للاندفاع بقوة نحو الافضل دائما ولا يمكن للمسرح أن يحقق شيئاً ” بالمسكنات ” التي نعالجه بها الآن بل الواجب أن يكون العلاج جذريا بانشاء المعاهد المتخصصة على غرار معهد جمال الدين في كل أنحاء الجمهورية (فروع) بارسال البعثات للخارج بحفز الكتاب ودفعهم للانتاج والعطاء بانشاء دور العرض الجيدة بتوفير الامكانات الفنية بخلق جو التنافس الشريف بين الفرق ” حكومية وأهلية ” وأنني لأتمنى أن تبرز لحيز الوجود فكرة على مستوى الجمهورية منتخبة من عناصر ممتازة من كافة الفرق تعسكر في مكان ما وتجري تجاربها ثم تقدم عروضها داخل وخارج الجمهورية وهي التي يجب أن تمثلنا حينئذ في المهرجانات العربية والدولية .
      ان الحديث طويل حول المسرح ومتشعب وأرجو أن تتاح لي فرصة أخرى للكتابة بشيء من التركيز والتمحيص في مختلف الشؤون .

      تعليق


      • #4
        ليبيا مائة عام من المسرح "1908- 2008"أوهكذا تكلم المسرحيون- نوري عبد الدائم أبوعيسى

        ليبيا مائة عام من المسرح " 1908_ 2008 " أوهكذا تكلم المسرحيون
        أعداد: نوري عبدالدائم أبوعيسى


        الجزء الأول

        الإهداء

        إلى ..
        أبي و أمي
        غفر الله لهما وشملهما برعايته ولطفه، وأسكنهما فسيح جناته ..
        إلى ...
        أسرتي الصغيرة جداً ..
        إلى ولدي " محمد "
        دام قرة العين ..
        ودامت له الأوقات الطيبة .

        المعد

        مقدمة

        ترجع فكرة تجميع وتصنيف ما كتب من قراءات نقدية مسرحية للكاتب الصحفي الصديق " أحمد الفيتوري " عندما أشار باختيار بعض المقالات النقدية وإعادة قراءتها وتجميعها في كتاب منذ أكثر من عشر سنوات ..
        استيقظت هذه الفكرة وكبرت أثناء اشرافي على المشهد الفني بصحيفة " أويا " التي رأس تحريرها الكاتب الصحفي " محمود البوسيفي " وفتح ملف " مئوية المسرح الليبي .. 1908-2008 م " اعتماداً على مجهودات الكاتب والباحث المسرحي " البوصيري عبدالله " والراحل " المهدي بوقرين " فيما بعد.. ً حيث تمت دعوة كل المهتمين بالشان المسرحي " كتّاب ، مخرجين ، ممثلين، ... " للمساهمة في إثراء هذا الملف إضافة إلى تبني الزملاء بالصحيفة عديد الحوارات والتحقيقات والمتابعات ، وإعادة نشر ما تيسر من مساهمات مسرحية في عديد الصحف والمجلات ..أثناء تبويب " الكتاب "تعاملت مع ما أتيح لي من مواد مسرحية في ذات الوقت حاولت تغطية مالم يتاح نشره في ذلك الوقت من بعض الإصدارت وترحيل بعض المواد إلى " الجزء الثاني " من الكتاب الذي سأحاول فيه تغطية عديد الجوانب المهمة والملحة التي لم أتمكن من إيفائها حقها في هذا الإصدار ..
        ولأن المكتبة الليبية تفتقر الى دراسات تعنى بالشأن المسرحي الليبي ورصده ، فما توفر منها لم تف حق مسيرة مائة عام من المسرح ، رغم مساهمات العديد من الكتّاب والنقاد والمسرحيين أمثال " المرحوم بشير عريبي ، المرحوم سليمان كشلاف ، البوصيري عبدالله ، أحمد بللو ، أحمد عزيز ، عبدالحميد المجراب ،الراحل محمد الزوي ، الراحل المهدي بوقرين ، سعيد المزوغي ، منصور بوشناف ، عبدالله هويدي ،ناصر الدعيسي ، علي يوسف رشدان ، د. عبدالله مليطان ..... وأخرون " إلا أن العديد من هذه المساهمات ما تزال الى الأن متناثرة في العديد من الصحف والمجلات الليبية ولم تجمع الى الأن لتأخذ طريقها نحو النشر .
        ربما خروج هذا الإصدار" ليبيا ... مائة عام من المسرح أو هكذا تكلم المسرحيون " يساهم في تغطية جزئية صغيرة من مساحة كبيرة ..

        نوري عبدالدائم أبوعيسى
        جنزور / قامارا
        16/ 11 / 2009 م

        تعليق


        • #5

          الباب الأول ...
          تأريخ ... بدايات .... ريادة

          " هذا الباب يعني بالشان التأريخي يشمل هذا الحوارات والدراسات وتراجم بعض الشخصيات "
          المعد

          ماذا لو ..
          بقلم / كامل عراب

          ماذا لو تنادى ممثلو المسرح الأقدمون من الجنسين الذين هجروه لسبب أو لآخر فاختاروا نصاً ملائماً يجسدونه على خشبة المسرح فيما يشبه المهرجان الوطني ألا يكون ذلك لافتاً وممثلاً لظاهرة لعدة أيام تحرك هذا الركود المسرحي وتبعث حرارة لدى جمهور المسرح وتجدد ذكريات هؤلاء الممثلين وتبعث فيهم روح الشغف بالمسرح من جديد أعتقد أن ذلك ممكن ولا بأس من أن يحتفل هذه الأيام سرد لذكريات ومواقف ومفارقات مرت بالممثلين القدماء عندما كانوا يملأون الخشبة بحضورهم ألا يبعث ذلك روحاً من التواصل بين الأجيال وينشط ذاكرة هذا الجمهور الذي اعتاد أن يراهم وهم في طفرة الشباب وعنفوان العطاء والحماس هذه فكرة أضعها بين يدي المهتمين لعلها تجد صدى ولعلها أيضاً تكون إشارة تفتح نافذة على جزء من تاريخ المسرح هذا التاريخ الذي يحفل به الآن الملف الفني في صحيفة أويا الغراء في الاحتفال بمئوية المسرح أتصور أن ذلك ممكن.

          تعليق


          • #6
            أول الغيث ..وطن
            بقلم / البوصيري عبد الله
            كان لإعلان الدستور ( المشروطية ) أعظم وقع في نفوس الشعوب العربية والإسلامية الواقعة تحت السيطرة العثمانية ، واستقبلته استقبالا بهيجا يليق بعشقها إلى الحريات ، وميلها الغريزي إلى التعبير عن حاجاتها الإنسانية العظيمة كحرية الاعتقاد والتفكير والاضطلاع والتصريح بما يحس به تجاه الدولة والحاكم ، فكانت سانحة مقدسة تفجرت فيها الانفعالات العاطفية بقوة مدهشة ، فجلجل الخطباء بأكثر الخطب حماسة ، وشدا الشعراء بأعظم القصائد، كان بحق مهرجانا جمع بين أجمل الكلم واسمى الصور، وأنبل العواطف حتى قالت إحدى الصحف : إن الخطب والقصائد التي قيلت في هذه المناسبة ( لو جمعت لملأت مجلدات كثيرة) . ولا عجب في ذلك ، فإنه يعد أعظم حدث على مستوى الحياة الديمقراطية في تاريخ الدولة العثمانية ومستعمراتها.
            وفي سنة إعلان دستور الحريات هذه تعرف مجتمعنا على المسرح بمفهومه العلمي الدقيق ، وفي إحدى تلك الصحف نعثر على أول إشارة لهذا المسرح.
            * أول الغيث... وطن :
            كانت الحرية في الواقع ، هي الغيمة المباركة التي جاءتنا بهذا الغيث ، وكان أول الغيث مسرحية بعنوان ( وطن ) .
            فلا غرابة إذن في أن يكون العرض المسرحي الأول في مستوى الأحداث السياسية ؛ لذا كان في مظهره الخارجي أقرب إلى الاحتفال الرسمي منه إلى العرض المسرحي المعتاد ، فاكتظت القاعة بالشخصيات السياسية ، والدبلوماسية ، وقناصل الدولة ، وضباط الجيش .. كان كل شيء يوحي بأن مهرجانا على مستوى عال في صفته الرسمية يوشك أن يبدأ.
            وتنقل لنا صحيفة ( الترقي) في عددها الصادر بتاريخ 15 من شهر رمضان لسنة 1326 هـ الموافق 11 أكتوبر سنة 1908م. مظاهر هذا الاحتفال ، وبنفس اللغة التقريرية الصحفية التي تنقل بها الاحتفالات الرسمية مما يدل على سيطرة الروح الرسمية على مشاعر الجمهور ، فتقول الصحيفة :
            ( ... فما وافت الساعة الثالثة حتى غصت قاعة التمثيل بالحضار من بينهم قناصل الدول وكبار المأمورين وكثير من العائلات من أعيان النزلاء. )
            ثم تستطرد الصحيفة قائلة :
            ( وعندما رفع الستار تقدم "اليوزباشي خيري أفندي " وتلا خطبة تاريخية حماسية ) تنقل لنا الصحيفة أهم فقراتها التي ( أثبت فيها الخطيب ما للعثمانيين من الفخر .. وما تقلبت فيه من الأدوار وأبان بالخصوص الدور الاستبدادي الأخير وكيف تضافر شبان العثمانيين على قطع تلك السلسلة الاستبدادية واستعادة دم الحياة في جسم الدولة العلية بإعادة الدستور وإعلان الحرية .إلخ(1)
            ولم يكن هذا المظهر الرسمي ( برولوج) للحفل المسرحي وإنما كان حدثا مسيطرا وطاغيا على مشروع العرض المسرحي في حد ذاته حتى تميز العرض المسرحي ببرود إذا ما قورن بالأحداث الجانبية ، لما لها من صفة رسمية واضحة ، وخاصة في الفقرة الأخيرة التي أعقبت نهاية عرض المسرحية ، إذ ارتفع الستار عن مؤسسي الحرية ( مدحت باشا ) وشريكه مؤلف الرواية ( كمال بك ) محمولين على الأعناق وقد قرأ منأوبة تأبين المذكورين من طرف الأديب الكاتب ( حلمى بك ) كما ساهم الممثلون في قراءة التأبين منأوبة أيضا.(2).
            ويبدو أن المشهد كان بالغ التأثير إلى حد تخيل فيه محرر المقال ( ان أرواح المرحومين ترفرف على ) الحاضرين . وبعد ذلك جاء دور القصائد والأشعار حيث ( قرأت قصيدة مصورة للحالة الاستبدادية وبينت ) كيف أزيلت من نظم " حلمى بك" المومي وهكذا تواصل الحفل إلى ما بعد السادسة ليلا وانفض الجميع والكل يلهج بالثناء على حضرات الممثلين).
            والواقع أن هذا المشهد الاحتفإلي المواكب للعرض المسرحي ليس جديدا على المسرح العربي ، سواء في مظهره أو في مضمونه ؛ فمن ناحية المظهر كانت النظرة دائما تتجه صوب فكرة ان عرض المسرحية مناسبة لا مندوحة من استهلالها بمهرجان خطابي يعبر فيه المتكلمون عما يجيش في صدورهم تجاه مؤسس العرض ، وأحيانا يعبر فيه مؤسس العرض خطابيا عما يجيش في صدره تجاه جمهوره ، أو تجاه بعض الشرائح المنتقاة ، هكذا شاهدنا ( النقاش ) و( القباني) وصنوع ، كلهم استهلوا حفلاتهم الجنينية الأولى بالخطاب قبل التشخيص .
            أما من ناحية المعني، والشكل أيضا ، فقد تشابه هذا الحدث مع ما فعله (سلامة حجازي) عند وفاة ( مصطفي كامل ) في 8 من شهر فبراير سنة 1908م. فعندما ( اكتظ المسرح بالجمهور ورفعت الستارة عن منظر مجلل بالسواد ، وفي صدره صورة الزعيم الراحل وقف سلامة وأنشد القصيدة بصوته الرخيم )(3) فهل هذا التشابه كان محض المصادفة وحدها ، أم أنه دليل اطلاع ومتابعة لما يحدث في الأراضي العربية المجأورة ؟
            * العرض الثاني :
            إن هذا العرض الذي تم في مساء يوم الاثنين الموافق 10 من شهر رمضان سنة 1326هـ ، إنما هو العرض الثاني لمسرحية ( وطن) فمتى .. وكيف تم عرض هذه المسرحية لأول مرة ..؟
            إن المصادر التي بين أيدينا لا تقدم لنا الإجابة ، ولم نعثر في صفحاتها عما يمكن أن يجعلنا نثبت به تاريخ العرض الأول لهذه المسرحية ، ولكن يبدو أن العرض الأول كان عرضا خاصا ، وعلى سبيل التجريب أو ما يسمى في لغة المسرح ( بالتجارب النهائية) (la repetation jenrale) أو أنها عرضت في حدود ضيقة في مثل هذه الحالات ، وإلا ما هي الدوافع التي أعطت للعرض الثاني هذه الصفة الرسمية التي أشرنا إليها في سياق الحديث ؟.
            وعلى أية حال توجد أخبار على الصحف المحلية تشير إلى تقديم عدة عروض لنفس المسرحية ، ففي صحيفة ( طرابلس الغرب) الصادرة بتاريخ 13 ذى القعدة لسنة 1326 هـ نقرأ خبرا يفيد تقديم هذه المسرحية على شرف قائد الطراد الدانمركي القائم مقام شولتز . الذي زار طرابلس . خلال شهر تشرين الثاني 1908م. حيث أدبت لشرفه مأدبة حافلة ليلة الثلاثاء في دائرة القوماندان مثلت لجنابه رواية وطن (4).
            إن هذا العرض جاء بعد شهرين كاملين (5) من تقديم العرض الثاني الذي اشرنا إليه . مما يدل على أن مسرحية ( وطن) كانت ماثلة دوما في أذهان ممثليها . وأن الفرقة كانت أبدا على أهبة الاستعداد لتقديم مسرحيتها هذه في أي مكان ، وفي كل المناسبات .

            تعليق


            • #7
              **ملخص المسرحية :
              تلخص لنا صحيفة ( الترقي) التي نقلت لنا وقائع الحفل المسرحي هذه المسرحية بقولها : إن هذه الرواية تمثل حب الوطن تمثيلا صحيحا . وتشخص ما للعثمانيين من الحماسة والمزايا والأخلاق الحسنة ، كما أنها تدل أن لا حياة ، ولا لذة إلا بسلامة الوطن والدفاع عنه (6).
              إن هذه السطور القليلة لا تشبع نهمنا إلى المعرفة ، خاصة أنها تركز اهتمامها على المضمون وحده دون التلميح إلى البناء الدرامي ، أو الإشارة إلى الأحداث التي بنى عليها الفعل المسرحي ، كأن كاتب المقال يرغب في إحالتنا عنوة إلى النص الأصلى للمسرحية المعنية ، وليس أمامنا إلا أن نستجيب لما أراد لنعوض ما ضنّ به علينا ، ونعطي للقارئ فكرة شاملة عن أول مسرحية يقدمها مسرحنا الليبي.
              ( إسلام بك ) ضابط تركي شاب ، ينتمي إلى أسرة برجوازية صغيرة ، ولكنه يحمل أفكارا مستنيرة تقدس الوطن ، وتعشق الحرية ، يتعرف (إسلام بك ) على فتاة تركية جميلة المحيا ، نبيلة المشاعر ، وتنتمي إلى نفس الطبقة الاجتماعية ، تلتقى أفكار إسلام بك مع أفكار فتاته ( زكية خانم) فتعمق وحدة الانتماء والأفكار قصة حبهما ، ويهيم أحدهما بالآخر . فجأة تعلن ( روسيا ) الحرب على بلادهما ، وتجتاح جيوش (القيصر) الأراضي التركية ، وتحتل إمارات ( الدانوب ) وتحاصر مدينة ( سلسترا)(7) وهنا يقع إسلام بك في حيرة ، ويرتبك عقله ، ويصير عاجزا عن العمل والتفكير ، هل يستجيب إلى قلبه الذي يهيم عشقا وحبا بفتاته الجميلة ( زكية)؟.
              إن للوطن عشاقا كثيرين أما ( زكية) الجميلة فلها عشيق واحد .. إنه هو ..( إسلام بك)
              وتتصاعد الأحداث على الجبهة ، وتتحصل ( تركيا) على حلفاء يساعدونها على اجتياز محنتها و( إسلام بك) الذي يدعي الوطنية ، ويتشدق بالحرية مازال سجين تردده ، وأفكاره ، الغامضة . وفي لحظة صدق يقف( إسلام بك ) أمام ذاته وجها لوجه فتتبين له الحقيقة السامية على ان الوطن هو العشيق الحقيقي الذي يختزل كل أنواع العشق ، وهنا يقرر أن يذهب إلى موقع المعركة ، ويقف مخاطبا في جنوده الذين يكنون له حبا عميقا ، وينظرون إليه نظرة تقدير وإجلال على ما عرف عنه من وطنية ، فيقول.
              إن الذي يحبني لا يفارقني.
              وهكذا يتبعه العديد من الضباط والجنود الأتراك. وتصل صرخته إلى أذن عشيقته ( زكية ) فيزداد حبها له ، وتعلو معنوياتها بعلو مواقفه .
              وفي موقع المعركة يلاحظ ( إسلام بك ) جنوده الأتراك وزملاءه الضباط وهم يدافعون في بسالة وشجاعة عن قلعة ( سلسترا) ويواجهون الجيوش القيصرية بتصميم أسطورى على النصر غير ان أكثر هؤلاء الجنود حماسة كان شابا جميل الصورة ، حلو السمات ، كان يتبع ( إسلام بك ) في كل مواقعه ، ويخوض بحماسة كل المعارك التي قادها . وفي إحدى المعارك يصاب ( إسلام بك ) بجراح خطيرة يظل على إثرها فاقد الوعي، طريح الفراش .
              وتنتصر (تركيا) وحلفاؤها ، وتعود الجيوش القيصرية تجر أذيال الخيبة والهزيمة ، غير أن ( إسلام بك ) لم يشهد هذا المشهد المثير للعواطف الوطنية ، فلقد طال مرضه ، مما استدعى بقاءه خارج الجبهة ، وشيئا فشيئا يتماثل للشفاء ، وعندما التفت حوله وجد ذلك الشاب الجميل بجانب فراشه ، يقوم على خدمته ، ويخفف من آلامه .. وبعد حوار قصير ومركز يدور بين الطرفين تتبين الحقيقة الجميلة لـ ( إسلام بك) ألا وهي أن الجندي الوسيم الباسل ما هو في حقيقة الأمر سوى عشيقته ( زكية خانم) التي كانت متنكرة في ثياب الجند .. لقد تبعته لأنها تحبه ، وتنتهي المسرحية بزواج الطرفين.

              تعليق


              • #8
                **مؤلف المسرحية :
                هذه هي مسرحية ( وطن .. أو سلسترا التي ألفها ، كما تقول الصحيفة (كمال بك) الشهير ولكن من هو ( كمال بك الشهير ) هذا الذي حمل الممثلون صورته على الأعناق ؟
                إنه الأديب والمسرحي التركي والشاعر الغنائي الكبير ( محمد نامق كمال ) الشهير ب ( نامق كمال ) ولد سنة 1840 م. وهي الفترة القلقة في حياة الإمبراطورية العثمانية ، وشاء القدر ان تلعب هذه الشخصية دورا بارزا في الحياة الأدبية والسياسية أيضا. إذ ساعدت قصائده الغنائية على انتشار الفكرة الوطنية ، ولم يكتف بذلك بل تزعم الانقلاب واعتبر تعينه ( باشكاتبا) من أهم الشروط التي طرحها مدحت باشا على ( السلطان عبد الحميد ) الذي نكث بعهده فيما بعد.
                ويعتبر نامق كمال من أبرز رجالات الأدب التركي خلال القرن التاسع عشر، وعلى يديه توطدت دعائم المدرسة الأدبية الحديثة التي أسسها أستاذه الأديب ( شناسي) الذي يعد زعيم المدرسة الأدبية الحديثة في ( تركيا) .. وترى دائرة المعارف الإسلامية أن نامق كمال .. ( كان فنانا عظيما ، ومجاهدا جلدا وكاتبا مكثرا ووطنيا كبيرا ). وتقول دائرة المعارف الإسلامية إن الفن عنده (كان وسيلة لإحداث نهضة أدبية في البلاد ، فأمد الثورة الثقافية والسياسية في تركيا بذخر من مقالاته السياسية ومسرحياته ، وقصصه وأشعاره الوطنية ومصنفاته التاريخية ومباحثه النقدية ، بل ورسائله الخاصة ، ومن ثم كان له أعمق الأثر في هذا السبيل.(8)
                ثم أسس نامق كمال جريدة ( وطن) وهذا في حد ذاته يعد حدثا سياسيا خطيرا ، إذ نادت هذه الصحيفة بالدستور وبحق المواطن في الحكم وبالمحافظة على سنن الدين الإسلامي مما أغضب السلطات ، فأصدرت (فرمانها ) بنفيه إلى فرنسا وفي سنة 1888 م. مات الشاعر التركي العظيم في سجن ( ماغوسة) .
                وتنظر القوى الوطنية التركية إلى نامق كمال على أنه المؤسس الحقيقي لحركة الحريات ، وأنه الأب الشرعي للدستور الذي صدر سنة 1908 م. ومن ناحية ثانية فلقد عنى ( نامق كمال ) بالمسرح عناية فائقة ، شأنه في ذلك شأن أستاذه ( شناسي ) فألف العديد من المسرحيات الوطنية منها : ( كلنهام ) وعاكف بك و( زواللي جوجوق) بالإضافة إلى مسرحيته الشهيرة ( وطن ) أو سلسترا.(9)
                * ولكن .. من هو المخرج؟
                فإذا كان ( نامق كمال ) هو مؤلف أول مسرحية تقدم على خشبة المسرح الليبي ، فمن هو المخرج الذي استطاع ان يجسد هذه المسرحية ، ويحوّل أحداثها إلى فعل وحركة فوق خشبة المسرح ؟.
                إن صعوبة الإجابة لا تأتي من كوننا لم نعثر بعد على إشارة صريحة تحدد اسم المخرج ، ولكنها تأتي أصلا من عدم وضوح مفهوم الإخراج ، ومهمة المخرج في مسرحنا العربي عموما خلال بدايات هذا القرن ، وإن كلمة (الإخراج) لم تكن قد دخلت القاموس المسرحي العربي بعد . وكان يشار إليه بمدرب الممثلين ، وهي مهمة كان يقوم بها المؤلف، أو مدير الفرقة ، وأحيانا يقوم بها الممثل الأول كما كان يفعل ( القباني ) و ( النقاش ) و(القرداحي) بل وسلامة حجازي الذي اعتاد على اختيار النصوص وتوزيع الأدوار والاحتفاظ لنفسه بالدور الرئيس فيها . وكان مدرب التمثيل مضطرا في كثير من الأحيان للقيام بمهمة التلقين لتساعده في إعطاء الإشارات التي توجه الممثل وتملي عليه بعض الأفعال كأن ينتقل من موقع إلى آخر ، أو تطلب منه رفع الصوت ، وغير ذلك من الإشارات التي يأتي بها الملقن من داخل وكر أو كوشة التلقين ، أو من خلف الستارة أحيانا. ولم يظهر الإخراج المسرحي في مسرحنا العربي بمعناه العلمي الدقيق إلا مع ظهور الفنان المبدع ( عزيز عيد ) الذي وسع من اختصاصات مدرب التمثيل إلى ان أصبح مؤلفا للعرض المسرحي .
                لذا فإننا نعتقد أن مؤسس الفرقة والقائم بأعمالها هو نفسه مخرج مسرحية ( وطن ..) .. وفي هذا المجال تشير الصحف إلى شخص محمد قدري المحامي.
                في صحيفة ( الترقي ) الصادرة بتاريخ 30 من شهر شعبان سنة 1326هـ. نعثر على خبر يفيد أن ( حضرة الفاضل الغيور ) محمد قدري أفندي المحامي ) قد أوقف تجارب على مسرحية من تأليفه لأنها ( تستدعي زمنا لاستكمال معداتها ) وعليه فقد رأت الهيئة القائمة بهذا العمل المفيد أن لا تضيع الزمن في الانتظار فاختارت أن تمثل رواية ( وطن) تأليف ( كمال بك) الشهير وقررت الشروع في ذلك وأجرت الترتيبات الأولية لتنفيذ عزمها في العشر الأوائل من شهر رمضان المعظم (10)
                وفي عدد آخر من صحيفة ( الترقي) تشكر الجريدة شباب الفرقة المسرحية على توزيع واردات الرواية على الفقراء والمحتاجين ، بل إنها تخص بالشكر ( أهم العوامل فيها ) محمد قدري المحامي (11) .
                أما صحيفة طرابلس الغرب فإنها تستعير اسم جريدته الناطقة باللغة التركية عند الإشارة إلى الفرقة التي قدمت مسرحية ( وطن ..) وهذا كله يضع أمامنا أدلة كافية على بروز دور ( محمد قدري المحامي) وعلى مكانته داخل هذه الفرقة وهي مكانة تؤهله لأن يتولى مهمة الإخراج ، أو تدريب الممثلين حسب مصطلح ذلك الزمان

                تعليق


                • #9

                  * * * ( محمد قدري ) المحامي من عائلة جزائرية الأصل:
                  هاجرت إلى ( ليبيا) فرارا من الاستعمار الفرنسي ، واستوطنت مدينة طرابلس ، وفيها ولد محمد قدرى المحامي ، وتلقى تعلميه الأول في المدارس الراشيدية ثم سافر إلى ( اسطانبول ) لدراسة الحقوق هناك ، وفي تركيا التقى محمد قدري بالثقافة التركية عن قرب ، وقد كانت هذه الثقافة تجنى آنذاك ثمار الفكر التي غرستها التيارات الأدبية الحديثة والداعية إلى التقدم والتحرر يتزعمها الكاتب والأديب ( شناسي). وزميلاه ( ضياء باشا ) و ( نامق كمال ) ولابد ان محمد قدرى قد شاهد الحركة المسرحية التي بدأت تفرض وجودها على الحياة التركية من جراء اتصال المثقفين الأتراك بالأدب الأوروبي ، وبداية حركة الترجمة عن اللغات الأوروبية ، بل إننا نميل إلى الظن ان محمد قدرى قد شاهد مسرحية ( وطن ) تعرض على احد المسارح التركية حيث كان لهذه المسرحية شهرة واسعة لما تحتويه من بعض الصفات الرومانسية مقرونة ببعض الأفكار الطليعية والتحررية التي كانت تستهوي الشباب التركى .

                  ومن ناحية ثانية نلاحظ تقاربا كبيرا في حياة ( نامق كمال) وحياة محمد قدرى ، وربما كان دخول محمد قدرى إلى مجال المسارح والصحافة واهتمامه بالسياسة دليلا واضحا ، لا يقبل النقض ، على مدى تأثر محمد قدرى بشخصية نامق كمال ، ومدى سيطرة هذه الشخصية الفذة على نفسيته وثقافته ، بل وعلى مواقف محمد قدرى عموما. اننى أراه تأثيرا حادا يوصله بشخصية أستاذه الروحي، فتتوحد المواقف والأفعال بتوحيد الأفكار والآراء وإذا كان الأديب ( نامق كمال ) قد أسس جريدته ( وطن) ليدافع من خلالها عن الحريات العامة ، فان محمد قدرى قد حذا حذو أستاذه فأسس هو الآخر بعد عودته من استانبول جريدة ناطقة باللغة التركية ، اسماها( تعميم حريت)(12) دافع فيها عن القضايا الدينية والوطنية ، ونوه من خلالها مرارا على النوايا الخطيرة والخبيثة التي تكنها الحكومة الايطالية تجاه البلاد الليبية وكما كان لـ ( نامق كمال ) دور سياسي وتحريضى ، فان لـ (محمد قدرى ) مواقفه السياسية التي أكدها بانتسابه إلى حزب (الاتحاد والترقي ) الذي كانت له فروع وإدارات نشطة في كل من ( طرابلس) و (بنغازي ) بل ان محمد قدرى ارتقى بمواقفه السياسية خطوة أكثر ايجابية نوهت إليها الصحف المعاصرة له ، وباركت خطواته النبيلة في قيامه بحملات التبرع للفقراء والمحرومين .
                  ويأبى التلميذ إلا ان يكون كأستاذه فيلجأ للمسرح فيؤسس فرقة مسرحية ويخرج لها ، بل ويكتب مسرحية عن ( محاكمة المستبدين ) وعندما كثرت مشاغله واهتماماته هجر الصحافة ، وترك الكتابة الصحفية ليعطى كل اهتمامه للجيل الجديد حيث عين مديرا لمكتب الفنون والصنائع ، وربما اختار هذا المنصب لأنه لا يحتاج منه ان يبذل نشاطا ذهنيا مركزا ، كما هو الحال في العمل الصحفي ،ولكنه لم يستطع أن يتخلى عن حبه للمسرح ، فاستمر في كتابة الأعمال المسرحية ، مواصلا تجاربه مع طلاب مكتب الفنون والصنايع وذِلك - استنادا إلى ما قراناه في الصحف من إعلانات عن تقديم وعروض مسرحية داخل مكتب الفنون والصنائع في عهد إدارة محمد قدرى المحامى.
                  وتبلغ درجة التماثل بين الرجلين أدق صورها في النهاية التي أل إليها كل منهما ، فكما نفي ( نامق كمال ) إلى فرنسا ، لمواقفه السياسية والثقافية ، فان محمد قدرى قد فضل المنفي الاختياري بهروبه خارج البلاد عندما داهمته القوات الايطالية ، فاختار الغربة ولكن في وطن أستاذه الروحى العظيم ( نامق كمال).

                  تعليق


                  • #10
                    **** المصادر والمراجع
                    1- حب الوطن : الترقي – العدد الصادر بتاريخ 15/رمضان /1326هـ
                    2- نفس المصدر السابق.
                    3- الدكتور فؤاد رشيد. تاريخ المسرح العربي سلسلة كتب للجميع العدد 49 فبراير 1960 م. الصفحة 31.
                    4- طرابلس الغرب العدد 1265 – السينة 38 الصادر بتاريخ 13 – ذي القعدة 1326 هـ الموافق 24 تشرين الثاني سنة 1324 مالية .
                    5- كانت صحيفة طرابلس الغرب – تصدر مرتين في الأسبوع ، يوم الاثنين والخميس . ولم تكن الصحيفة تشير إلى يوم الصدور بل تكتفي بالإشارة إلى التاريخ فقط . ونتوقع أن صدور العدد المشار إليه يوافق يوم الخميس لأنه ضم أخبار يوم الثلاثاء . وهذا يعني أن تاريخ العرض الثالث لمسرحية وطن – يصادف يوم الثلاثاء الموافق 11 ذي القعدة لسنة 1326 هجرية .
                    6- مقالة حب الوطن صحيفة الترقي .. مصدر سابق.
                    7- انظر في هذا الخصوص كتاب تاريخ الدولة العلية العثمانية تأليف الأستاذ محمد فريد بك المحامي – مصدر سابق - .
                    8- دائرة المعارف الإسلامية – سلسلة كتاب الشعب – المجلد – مادة الأتراك – صفحة 163: 167 دار الشعب – القاهرة .
                    وانظر أيضا – جوجي زيدان في كتابه ، تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر – الجزء الثاني مادة محمد نامق كمال بك – صفحة 115- منشورات دار مكتبة الحياة – بيروت ، بلا – ت
                    9- نجم ، محمد يوسف: المسرحية في الأدب العربي الحديث – دار الثقافة بيروت – لبنان . الطبعة الثالثة 1980 ص . 64.
                    10- مقالة ( التشخيص ) جريدة ( الترقي) الصادرة بتاريخ 30 / شعبان / 1326 هـ الموافق 13 – أيلول – 1908 صفحة 3.
                    11- مقالة ( استفدنا ) جريدة ( الترقي ) العدد 37 الصادر بتاريخ 7-صفر – 1327 هـ صفحة 3 العمود الأيسر.
                    12- صحيفة ( تعميم حريت ) تأسست سنة 1908 وكانت ناطقة باللغة التركية . لمزيد من التفاصيل حول هذه الصحيفة انظر كتاب الاستاذ . على مصطفي المصراتي . صحافة ليبيا في نصف قرن.

                    تعليق


                    • #11
                      *المسرح الليبي .. مسرح النضال والمتعة الفكرية والبصرية
                      بقلم / المهدي أبو قرين


                      في عيد المسرح يحق لنا أن نحتفل ونزهو بما أنجزه الفكر الليبي من أعمال فنية كبيرة في مجال المسرح من أجل الوطن والمواطنين فلقد مثل المسرح في ليبيا دوره الحقيقي المنوط به بكل جدارة وتقدير كأستاذ ومعلم للشعوب وإن بدأ المسرح في ليبيا متأخراً نسبياً عن لبنان وسوريا ومصر إلا أنه ظهر في ليبيا عملاقاً في جميع مشاربه بالحرية والنضال من أجل الانعتاق من العبودية أياً كان نوعها منادياً بالحرية والمبادئ الإنسانية والتشبث بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة الشريفة ومحاربة الظلم والضلالة والفساد أينما كان شهدت على ذلك المراحل التي مر بها المسرح منذ نشأته عام ١٩٠٨ م وحتى الأن فلقد بدأ المسرح الليبي بمسرحية (شهيد الحرية) عام ١٩٠٨ م التي ألفها وأخرجها للمسرح بعناصر وطنية المرحوم محمد قدري المحامي وهي بداية واثقة ومبشرة ببزوغ فجر ومولد جديد في البلاد اسمه (فن المسرح) فكشف عن وجهه المشرق الوضاء ومن حيث النص فإن (شهيد الحرية) اسم له معناه ودلالاته في نفوس الليبيين فالحرية لديهم أغلى من كل غال وأثمن من كل ثمين لأنهم جربوا الظلم والقهر والاستبعاد من حكم الأتراك لهم.
                      وبعد الأتراك جاء الطليان مدججين بالسلاح وطوقوا البلاد من حدودها الشمالية على طول الساحل الليبي ودكت بوارجه مدن الساحل كان ذلك عام ١٩١١ م ومات من مات وبقيت الذكريات حيث احتلت إيطاليا كل من طبرق شرقاً إلى أبي كماش غرباً وانتقلت المقاومة الشعبية إلى الدواخل أما الذين بقوا في المدن الساحلية فقد كان لهم طريق آخر في المقاومة وذلك بالكلمة الطيبة وتحريض الأهالي على عدم التعامل مع المستعمر ومد يد العون للمجاهدين الأبطال فكان الشعر بنوعيه والمسرح هما الأداة من خلالهما كان التعليم وكان توعية الناس بدورهم في هذه الفترة العصيبة.
                      ظهرت أول مسرحية في عهد الاستعمار الإيطالي عام ١٩٢٦ م في مدينتي طبرق وبنغازي ففي طبرق كانت مسرحية (خليفة الصياد) التي ألفها وأخرجها المرحوم محمد عبدالهادي أما في مدينة بنغازي فكانت فرقة (الشاطئ) التي أسسها المرحوم رجب البكوش وقدمت مسرحية (رعاة الغنم) .
                      كان الإقبال على المسرح كبيراً فنشطت حركة التأليف والإخراج وبالمقابل العروض المسرحية إلا أن المستعمر الإيطالي كان لهذه الحركة الجديدة في البلاد بالمرصاد فكان يؤول كل كلمة تلقى على خشبة المسرح ويصدح الجمهور بالتهليل والتكبير لها فيقوم بقفل المسرح ومقر الفرقة وحبس أفرادها وفي عام ١٩٣١ م رجع الفنان المرحوم محمد عبدالهادي إلى مسقط رأسه درنة وأسس فرقة مسرحية فيها قدمت من تأليفه وإخراجه مسرحية (خليفة الصياد) ومسرحية (هارون الرشيد).
                      كانت الفرقتان (هواة التمثيل) و(الشاطئ) تلاحقهما السلطة الإيطالية في كل عرض ولذلك كانتا بين ظهور واختفاء حتى عام ١٩٣٦ م حيث عزم محمد عبدالهادي على القيام برحلة فنية إلى مدن الساحل الغربي فوصل بفرقته مدينة طرابلس وقدم فيها عروضاً مسرحية نالت رضا الجميع مما دفع بالشباب في مدينة طرابلس بالاحتذاء حذو فرقة هواة التمثيل فكونوا فرقة اسموها فرقة (خريجي مكتب الفنون والصنائع) وكان من أبرز عناصرها الدكتور مصطفى العجيلي ومحمد حمدي وأسندت رئاسة الفرقة للشاعر أحمد قنابة وقدمت الفرقة عدة عروض مسرحية منها مسرحية (عبدالرحمن الناصر).
                      ابتدع الفنانون المسرحيون فكرة للهروب من مصادرة العمل قبل عرضه وهي أن تسمى المسرحية باسم اجتماعي أو عاطفي ومثال ذلك مسرحية (عبدالرحمن الناصر) التي قدمت تحت عنوان (غرام الملوك) كغطاء يحميها من مصادرة النص من قبل السلطات الإيطالية ذلك لأن النصوص التي كانت تقدم وقتها هي نصوص قومية ووطنية حتى وإن كانت على صورة اجتماعية وكان الجمهور واعياً ومدركاً لهذا النهج فكان النظارة أثناء العرض لا يستعمون إلى الحوار وحسب بل كانوا يتابعون حركة الممثل فالكلمة والحوار مكملان للقصد الذي يضعه الكاتب أو المخرج ولما لم يستطع المستمعر السيطرة على الفرق الوطنية حاول مكراً وخداعاً أن ينشئ فرقاً مسرحية تابعة للسلطة لتنشر مفاهيمه أو على الأقل تبعد الجماهير عن المفاهيم الوطنية والقومية فكون فرقة (المكابي) بطرابلس بعناصر يهودية وفي بنغازي فرقة (الغال) وفي الوقت الذي فشلت فيه فرقة (المكابي) حيث قدمت مسرحية واحدة نجحت فرقة (الغال) في خداع من انشؤوها حيث كان المشرف على هذه الفرقة هو الفنان إبراهيم سالم بن عامر الذي كان يستقطب بعض الشعراء لإلقاء بعض الأشعار الوطنية تلهب الحماس في نهاية العرض.
                      توقفت الحركة المسرحية في جميع ربوع ليبيا إبان الحرب العالمية الثانية ولم يظهر أي نشاط مسرحي حتى ١٩٤٣ م حيث بدأ هواة التمثيل يتنادون لتكوين الفرق المسرحية فأعاد الفنان محمد عبدالهادي نشاطه وكذلك الفنان رجب البكوش وآخرون أما فرقة (الفنون والصنائع) فبعضهم انضم إلى نادي العمال والبعض الآخر كون فرقاً أخر.
                      لقد شهدت فترة الأربعينيات حركة مسرحية نشطة من الفرق المحلية ومن الفرق الزائرة فقد زارت طرابلس فرقة (هواة التمثيل) وعرضت مسرحياتها بطرابلس والزاوية وأشادت بعض الصحف بما قدمت الفرقة من أعمال وخاصة المؤلف والمخرج الفنان محمد عبدالهادي.
                      وفي العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين أقول بأن هذه الفترة هي المؤسس الحقيقي للحركة المسرحية في ليبيا لأنها صقلت بالمكابدة والإصرار على العمل رغم أنف السلطة الحاكمة التي كانت تنكل بالفرق المسرحية التي تشتم في أعمالها رائحة التحريض على الثورة أو حتى الإشارة إلى سوء الإدارة أو الأداء الوظيفي للدولة ورؤساء المصالح أو حتى للإشارة إلى سوء إحدى الدول الاستعمارية والأمثلة على ذلك كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.
                      كان المسرح في هذين العقدين وطنياً وقومياً ألهبت مشاعره حرب فلسطين والاعتداء الثلاثي على مصر وحرب الجزائر وسير الحكم في ركاب الاستعمار هذه الأحداث مع أحداث المجتمع الليبي الذي كان يرزح تحت خط الفقر بينما نشأت طبقة ثرية مرفهة وضعف التعليم وكثر الفساد من رشوة ومحسوبية وخمور ومجون كل ذلك أعطى العاملين في المسرح من كاتب ومخرج وممثل أن يبدع ويتألق فلاقى المسرح التشجيع الشعبي وامتلأت المسارح ليالي العروض بالمشاهدين لينهلوا من فيض الإبداع ما يدفعهم للتطلع إلى يوم ينعمون فيه بالحرية يوم تنهار فيه الطبقية والبرجوازية والسلطة الحاكمة فكان المسرح في عقدي الخمسينيات والستينيات هو الأستاذ والمعد والموحد لقوى الشعب بل هو الرابطة الوحيدة التي جمعت الشعب الليبي على كلمة واحدة هي الحرية والمساواة فكان الشعب في الموعد حين انبلج فجر الفاتح من سبتمبر حيث خرج عن بكرة أبيه يؤيد ويناصر الثورة والثوار لم يتوقف المسرحيون عند هذا بل خرجوا يباركون الثورة ليس بالهتاف فقط بل بالعمل الجاد حيث عرضت الفرق المسرحية مسرحيات بالمناسبة تتفق وعظمة الحدث وجلال الموقف فاستقبلها الشعب بالتهليل والتكبير.
                      وبدأت الثورة مسيرتها وأنشأت دائرة خاصة بالمسرح تكاثفت جهودها مع جهود المسرحيين فاستجلبت هذه الدائرة خبراء متخصصين في المسرح وكونت منهم فريق عمل لمتابعة الحركة المسرحية في جميع أنحاء ليبيا لغرض الرفع من مستوى الأداء بأسس علمية ثم كان للمهرجان المسرحي الوطني الأول في شهر الفاتح (سبتمبر) عام ١٩٧١ م وكان حافلاً بكل الإبداعات من جميع أنحاء ليبيا وقد كان مهرجان المسرح الأول دافعاً قوياً لبذل الجهود والاجتهاد فتألق كتاب ومخرجون وممثلون وفنانو مناظر وملابس وتنكر وعندما جاء موعد المهرجان الثاني للمسرح جاء ومعه التألق والإبداع البشري برسوخ قدم المسرح في هذا البلد المعطاء فأرسي المسرح الليبي في العقد السابع من القرن الماضي دعائمه الحقيقية حيث ملك جميع العاملين به أدواته وأنشأت الهيئة العامة للمسرح في منتصف السبعينيات تقريباً إنجازاً عظيماً لصالح المسرح وإن شابت بعض الإجراءات الشوائب.
                      بعد حل الهيئة العامة للمسرح وضم المسرح إلى الإدارة العامة للثقافة خفت جذوة المسرح إلا قليلاً وتأخر عقد المهرجان المسرحي الوطني فالمهرجان العاشر كان في عام ٢٠٠٧ م في مدينة بنغازي ورغم وجود بعض العروض المتميزة في هذه الدورة (العاشرة) إلا أن بعض الفرق كانت في حاجة إلى دعم أدبي وفني ومادي أيضاً.

                      تعليق


                      • #12
                        المسرح الليبي في مئة عام ......
                        " كانت النوادي الأدبية والرياضية والفرق المسرحية التابعة لها والصحافة أيضاً هي المنابر التي ساهمت في توعية الجماهير "

                        بقلم / المهدي ابوقرين

                        باستيلاء الإنجليز على السلطة في ليبيا في أربعينيات القرن الماضي كثرت في البلاد مجالس اللهو العامة والخاصة التي تقدم فيها الخمور المستوردة والمصنعة محلياً من العنب ومن أشجار النخيل المسمى " باللاقبي " حيث يقطع رأس النخلة بتجريدها من جل جريدها ويحفر في قمة رأس النخلة حوض .. تخرج عصارة حلوة المذاق في الحوض تتجمع هذه العصارة وتجمع في عبار وهو وعاء يشبه القلة في الشكل .. إلا أنه أكبر منها بأربعة وخمسة أمثالها ، يعلق العبار من الصباح حتى المساء فإذا شرب في نفس الليلة أو في الصباح الباكر كان حلوا وطيب النكهة والمذاق، أما إذا شرب ظهراً أو ما بعده كان حامضاً وصار مسكراً ، إذ أن هذا السائل سريع التخمر بالحرارة .. وقد تخصص اليهود والمالطيون في بيع هذا النوع من الخمور ويتهافت عليه كثير من الشباب وذوو الدخل المحدود لرخص ثمنه مقارنة بالخمور الأخرى ولذلك كان المالطيون واليهود يغشونه بالماء والخمائر ، والذين يتعاطون مثل هذه المسكرات بعد الكأس الثانية والثالثة لايفرقون بين السليم منه من المغشوش .
                        كان المستعمر القديم منه والحديث يشجع على فتح الخمارات فانتشرت في جميع أركان البلاد . حتى التجمعات السكنية الصغيرة النائية أقيمت فيها الخمارات كما أنشأ المستعمرون نوادي ليلية لتعاطي القمار والفسق والفجور وشجعوا على إنشائّا فبادرت بعض النفوس الضعيفة من الليبيين على إدارتها وامتلاكها ، وبالمقابل ضيق المستعمر على الشباب الليبي العفيف الشريف الحر باستفزازهم وتلفيق التهمة لهم ليصدوهم عما هم سائرون عليه من نصح وإرشاد في النوادي الأدبية الفنية التي كونوها في البلاد .
                        كانت النوادي الأدبية والرياضية والفرق المسرحية التابعة لها والصحافة أيضاً هي المنابر التي يتحرك الشعب من خلالها لتوعية الجماهير وصد المظاهر الشريرة التي بثها المستعمر وأعوانه في البلاد . فقدمت هذه النوادي العديد من اللقاءات الأدبية والفنية للرفع من معنويات الجماهير ولتهديهم سواء السبيل وكان نادي الاتحاد واحداً من هذه التجمعات الشبابية التي قدمت القضية الوطنية والقومية .
                        فها هي فرقة نادي الاتحاد المسرحية تقدم من تأليف الأستاذ الشيخ محمود عمر المسلاتي مسرحية ( مضار القمار ) وكانت من إخراج عمر الباروني وهي مسرحية اجتماعية أخلاقية تظهر مساوئ القمار ومضاره على الفرد والأسرة والمجتمع .. فالقمار سلوك محرم شرعاً لأنه يهدف إلى تدمير اقتصاد الأسرة والمجتمع ويغلب طبقة على أخرى وبالقمار تحدث الفتن وتحاك الدسائس والمكائد ، وتدمر الأنفس ، وبالتالي تقضي على مقومات المجتمع دينياً واجتماعياً واقتصادياً . ولما كانت ( مضار القمار ) كذلك فقد برهن نادي الاتحاد وفرقته عملاً لا قولاً على حدها في مضمار الرفع من معنويات الشعب وشد أزره في المحن والشدائد .. فقد خصص دخل المسرحية لصالح منكوبي وادي المجينين . كما فعل نادي العمال وفرقته المسرحية . كان عرض مسرحية (مضار القمار) بتاريخ 6- 2 - 1945 .
                        وكما أعلم ويعلم الجميع أن شباب النوادي والفرق المسرحية ليس لها دخل غير دخل الشباك وهو غير كاف لاستمرار العمل الفني . فالعاملون في النوادي والمجال الفني بالذات يقومون بأعمال غير ما يقدمونه للجماهير ولذلك نجد الأعمال الفنية خاصة لاتقدم بانتظام وعلى فترات متباعدة . فبعد أكثر من سنة قدمت فرقة نادي الاتحاد للمسرح في 28 . 6 . 1946 مسرحيتها ( خليفة الصياد وهارون الرشيد ) والجدير ذكره أن هذا العنوان قد قدم تحته الفنان محمد عبدالهادي أيضاً مسرحية نالت شهرة واسعة من شرق ليبيا وحتى غربها وهي مسرحية اجتماعية أخلاقية فكاهية . ولم يذكر أحد عن هوية مسرحية نادي الاتحاد التي جاءت متأخرة عن مسرحية محمد عبدالهادي .
                        وقد نقد الأستاذ الهادي عرفة مسرحية نادي الاتحاد ( خليفة الصياد وهارون الرشيد ) على صفحات جريدة طرابلس الغرب وشكر نادي الاتحاد وفرقته المسرحية على الجهود المبذولة في هذا المجال مشجعاً إياهم على تناول مثل هذه الموضوعات .
                        كما أثنى الناقد على الجمهور المشجع للمسرح .. هذا التشجيع من النقاد والجمهود أوقد شعلة الحماس في نفوس أعضاء الفرقة فتقدمت بخطوات ثابتة إلى الأمام باختيارها نصوصاً من المسرح العالمي .

                        تعليق


                        • #13
                          المسرح الليبي في مائة عام ..
                          " بشير عريبي ونادي العمال "
                          بقلم/ المهدي أبو قرين ..


                          أثناء تحضير نادي العمال مسرحية (غرام وانتقام )عام 1944م للعرض من قراءة للنص واختيار الممثلين تم تجهيز الملابس والمناظر والمهمات الأخرى تقابل الفنان الأستاذ بشير عريبي مع شاب وسيم تعلو وجهه حمرة الخجل كلما أراد التحدث يقول الأستاذ بشير عريبي في مذكراته عن (الفن والمسرح في ليبيا ص166( .
                          "أخذ الشاب يحدثني ورأسه مطرق إلى الأرض قال: أنا من مواليد مصراته عمري 20 سنة، كنت أدرس بالقاهرة، وعندما كنت عائداً عن طريق البر إلى مصراته ألقى البوليس الحربي البريطاني القبض عليّ في بنغازي بتهمة التجسس لصالح الجيش الألماني وجيئ بي إلى طرابلس، وأدخلت سجن باب بن غشير، بعد تحقيقات دامت مدة طويلة أفرج عني. ليس لي أهل بطرابلس ولا أعرف أحداً، ولقد علمت بأن أغلب نزلاء فندق الحصائري من تجار مصراته وهم يخزنون في حجراته الحصران، فجئت لهذا الفندق لعلي أجد من بين التجار من أعرفه فيقرضني بعض النقود لأسافر إلى مصراته.. وسكت.
                          يصف الأستاذ بشير عريبي حال صاحبه المصراتي بأن مظهره الخارجي يرثى له مما دفعه إلى أن يعطيه معطفه ليستر به ملابسه الممزقة ثم أخذه إلى النادي ليستريح ولم يصرح الأستاذ عريبي في مذكراته باسم صاحبه هذا؟!
                          ويردف بشير عريبي: في النادي تعرف المصراتي على.. حسن (حسن يوسف) وحمدي (محمد حمدي) والدكتور (د. مصطفى العجيلي) وقنابة (الشاعر أحمد قنابة) وبقية أعضاء النادي... وطلب (بشير عريبي) من الأصدقاء مساعدته.. فانهالت عليه التبرعات وأصبح من يومها يتردد على النادي وأصبح صديقاً لهم وكسب بلباقته ثقة الجميع واتضح أنه يحسن الغناء وخاصة الجديد منه، وقد كلف المصراتي بأن يقوم بدور القائد في تمثيلية (غرام وانتقام ) ..
                          وهكذا دخل المصراتي المسرح من أوسع أبوابه"
                          يقصد الأستاذ المرحوم بشير عريبي بأن بعض الممثلين يتدرجون في مجال التمثيل المسرحي بخطوات وئيدة أدوار صامتة ثم أدوار ثانوية ثم أدوار دون البطولة ثم بعدها أدوار البطولة في المسرحية ولكن المصراتي تخطى هذه الأدوار وقفز إلى أن يكون البطل بامتياز في أول عمل مسرحي يشارك فيه.
                          لم تكن أعمال فرقة نادي العمال وهي سهرات فيها المسرح والغناء والأناشيد.. لم تكن حكراً على جمهورها الذي ألفها وألفته داخل مقر النادي ولا حتى على جمهورها من أهل الوطن فقد تعدته إلى أبعد من ذلك فها هي تقدم فنها الرفيع إلى قوة الدفاع السودانية التي استقدمت من السودان من قبل الإنجليز إلى مدينة طرابلس.
                          فبمناسبة عيد الفطر المبارك خصصت فرقة نادي العمال إحدى حفلاتها بالمناسبة للبعثة السودانية فقدمت الفرقة مسرحية (ناكر الجميل) وهي مسرحية اجتماعية أخلاقية ومسرحية فكاهية بعنوان (الدكتور) على مسرح المعرض.
                          عندما كانت فرقة تمثيل نادي العمال تعمل تحت اسم فرقة مكتب الفنون والصنائع قدمت عرضاً فنياً (مسرح وموسيقى وطرب) لنزلاء مستشفى طرابلس المركزي.
                          كان ضمن حضور هذا العرض شاب يعمل في صيدلية المستشفى اسمه مصطفى الأمير.
                          اشترك مصطفى الأمير في فرقة نادي العمال والتي كانت في الأصل (فرقة مكتب الفنون) وكان العمل الجديد لفرقة نادي العمال مسرحية (العودة إلى المدرسة) وهي من تأليف وإخراج الدكتور مصطفى العجيلي وهي مسرحية أدبية تربوية تدعو الناشئة إلى الدرس والتحصيل لأن العلم يحيي كل شعب ميت.
                          فأضافت فرقة النادي بعملها الجديد هذا رصيداً إلى رصيدها المسرحي وفناناً إلى الفنانين السابقين هذا الفنان هو مصطفى محمد الأمير.
                          جاء في كتاب الأستاذ بشير عريبي (الفن والمسرح في ليبيا) ص173
                          اشترك في هذه التمثيلية يعني (مسرحية العودة إلى المدرسة) إلى جانب الممثلين القدامى ممثل جديد يهوى التمثيل من كل قلبه عشق التمثيل منذ أن رأى فرقة مدرسة الفنون تقدم المسرحيات الترفيهية على مرضى مستشفى طرابلس المركزي أيام كان يعمل بصيدلية المستشفى اسمه مصطفى محمد الأمير.
                          شاب عصامي شق طريقه فيما بعد بجهوده وأسهم في تأسيس الفرقة القومية، بعد مسرحية (العودة إلى المدرسة) قدمت فرقة نادي العمال مسرحية اجتماعية أخلاقية من ثلاثة فصول هي مسرحية (خيانة الأصحاب) تأليف الفنان حسن يوسف وإخراج الدكتور مصطفى العجيلي.
                          لم ينس أعضاء فرقة نادي العمال كيف نشأوا ثم كيف صاروا ولا من أين أتوا فهم تلاميذ مكتب الفنون والصنائع الإسلامية.. لذلك قرروا أن يقدموا لأطفال هذا المكتب حفلاً شيقاً، فاستقبلوهم بمسرح النادي وعرضوا لهم مسرحية (خيانة الأصحاب) ولما كان جمهور هذا العرض من الأطفال فقد غيّر الفنان محمد حمدي في أدائه للدور الذي يقوم به بحيث يتلاءم ورؤيتهم وفهمهم. فاستعاض عن الجمل الطويلة بالحركة والإشارة فضحك الأطفال واستطاع الفنان محمد حمدي بأسلوبه أن يوصل مفهوم المسرحية لأطفال صغار .

                          تعليق


                          • #14
                            بواكير النقد المسرحي في ليبيا ...
                            " مولود قابلته الصحافة "
                            بقلم / البوصيرى عبد الله " 1 "

                            المسرح والصحافة فى ليبيا شقيقان جميلان شقيان تمخض عنهما العهد العثماني الثاني بعدما برأ من عقمه وشفى من سقمه ، ولد الأول تلو الثانية وعاشا معا ومات .. بل قتلا معا ، عاشا وترعرعا، واشتد عودهما بجرعة قوية من ترياق الحرية وقتلا برصاص من رصاصات الغدر الامبريالي، وليس هذا من قبيل تنميق الحديث ولا من باب تزويق الكلام وإنما هو واقع موثق وماض مكتوب على جبين ثقافة هذا الوطن.
                            ولد المسرح الليبي ، كما اسلفنا ، سنة 1908م. والصحافة كذلك (1) كتوأمين بصدور قانون الحريات ( المشروطية ) ولكنهما ما عتما ان قتلا تحت انقاض مباني الطموحات التى دمرتها البوارج الايطالية عند بداية رحلة الموت سنة 1911م. التى قررت روما ان تعيد بها أمجادها الغابرة . وبين لحظة الميلاد، وارتعاشة الموت زمن قصير ، قد لا يمكّن الوليد من تعلم كيفية المسير ، ناهيك عن تعلم لغة الحضارة .
                            حدثان ، كما يقول الأستاذ المصراتي ، الأول فيه فرح وبهجة ورنة ، والأخر فيه زلزلة ورجة وبين هذين العهدين كانت نقلة هامة وتطور سريع نحو الرقي والنهوض.(2)
                            ان ما نرمي إليه من وراء هذا الاستهلاك المثير للشجون هو تبيان المؤثرات السياسية والمعطيات الحرفية لتجربة الصحافة الليبية والمسرح معا خلال العهد العثماني الثاني ، ومن ثم اثر هذه العوامل والمؤثرات على علاقة بعضها ببعض أملا فى الوصول الى تقويم هذه العلاقة تقويما يتسم بقليل من الموضوعية . ان لم ندرك الكمال مع علمنا ان الكمال خاصية ربانية وليست إنسية .
                            عندما ظهرت أولى تجارب المسرح الليبي فى أكتوبر 1908 م. كانت تصدر فى طرابلس ، آنذاك .خمس صحف هى : السلنامة ، طرابلس الغرب ، الترقي ، الفنون ، ابو قشة ، ولكننا لم نجد صدى هذه التجربة الفنية المحلية غير المسبوقة إلا فى صحيفتين اثنتين ونعنى بهما جريدة ( الترقي) التى أحسنت الاستقبال ، وتابعت جمعية التشخيص متابعة دقيقة بواسطة الخبر والإعلان والنقد والمقالة . وجريدة (طرابلس الغرب) التى خصت هذه الجمعية بأحد أعدادها فأوردت فيه خبرين يكتنفهما الكثير من الغموض، احدهما بعنوان ( مقاطعة ) والأخر بعنوان ( خبر ) ..
                            ثم تواصلت الحركة المسرحية فى البلاد واشتد أوار الإبداع فيها خلال الثلاث السنوات اللاحقة فتوزعت فاعليتها على ثلاثة محاور: تمثل المحور الاول فى الفرق الأجنبية ، وتمثل المحور الثاني فى الفرق العربية الزائرة ، وتمثل المحور الثالث فى جمعية التشخيص الليبية . ورغم ذلك فلم نر متابعة الصحافة الوطنية لهذه الحركة المسرحية الوليدة إلا من ست صحف هى : طرابلس الغرب ، الترقي ، المرصاد ، الرقيب ، ابو قشة ، واستنادا الى بشير عريبي يمكننا إضافة جريدة ( تعميم حريت) من أصل عشرة صحف عربية كانت تصدر خلال هذه الفترة يقدر ما حصلنا عليه فى هذه الصحف بسبعة عشر نصا ، اى بواقع ستة نصوص تقريبا فى السنة الواحدة ، تختلف هذه النصوص الصحفية من حيث الطول والقصر ، وتتباين من حيث جنسها الأدبي بين خبر ومقالة او نقد موزعة على النحو التالي:
                            أ – الترقي : تسع نصوص :
                            1- التشخيص .
                            2- حب الوطن.
                            3- فن التشخيص .
                            4- استفدنا.
                            5- جوقة التمثيل الادبى
                            6- جوق التمثيل.
                            7- لمنفعة مكتب الفنون.
                            8- هل التمثيل مهان.؟
                            9- خبر ( نقلا عن كتاب : تاريخ المسرح فى الجماهيرية (
                            ب- طرابلس الغرب : ثلاث نصوص
                            10- المقاطعة .
                            11- الخبر.
                            12- رسالة التشكر.
                            ج- المرصاد : نص واحد
                            13- الى ذوى الغيرة والمروءة.
                            د- الرقيب : نصان
                            14 – جوق التشخيص .
                            15- الجوق المصرى .
                            هـ ابو قشة : نص واحد
                            16- التمثيل ( نقلا عن كتاب : ابي قشة (
                            و- تعميم حريت : نص واحد
                            17- خبر ( نقلا عن كتاب : الفن والمسرح فى ليبيا(.
                            اما جنس هذه النصوص الصحفية ، وحظ كل جريدة منها فنقترح تبيانه فى هذا
                            :

                            تعليق


                            • #15
                              جدول:
                              الجريدة خبر اعلان مقالة نقد المجموع
                              طرابلس الغرب 3 - - - 3
                              الترقي 3 3 2 1 9
                              الرقيب - 1 - 1 2
                              المرصاد - 1 - - 1
                              ابو قشة - - 1 - 1
                              تعميم حريت 1 - - - 1
                              المجموع 7 5 3 2 17

                              ان هذا الرصد الببليوغرافي لا يوضح لنا حميمية العلاقة بين المسرح والصحافة كالتي نلمسها فى الصحف العربية الأخرى مثل جريدة (الأهرام) القاهرية ، او (التقدم) التونسية او حتى الصحف الليبية فى الأربعينيات بل انه يكشف عن تقصيرها وسلبيتها تجاه نظيرها وشقيقها فى الطموح برقي البلاد ، وتنوير العباد ، فهذا الكم المبتسر لا يعكس حقيقة النشاط المسرحي على ارض الواقع خاصة فى السنة الأخيرة التى سبقت الاحتلال الايطالي حيث شهدت طرابلس زخما من العروض .. بل شهدت صراعا فنيا، ولا مبالغة ، وتنافسا فى لغة الإبداع المسرحي بين جوقين عربيين هما جوق (الياس فرح ) وجوق ( محمد ابو العلا) المنشق عنه . كما شهدت البلاد فرقا عربية أخرى ، مثل الجوق المصري ، وجوق إبراهيم حجازى،وجوق التمثيل الأدبي حملت معها أفضل المسرحيات المستعارة . أصلا. من برامج كبريات الاجواق العربية .
                              إذا كان هذا هو موقف الصحافة من المسرح على الصعيد الكمي ، فما هو موقفها ، إذن على الصعيد الفكرى ؟ ما هى نظرة الصحافة الليبية الى المسرح فى ما نشرته من إعلانات وأخبار ومقالات ؟. ثم هل قالت صحافة ذلك العهد ، من خلال هذا الكم المبتسر شيئا ذا بال؟. ربما ان الكم فى مجال الفكر ليس فى كل الحالات . نقيصة .. ومن يدرى فقد يبرز الكثير من القليل، ورب عي جاء بما لم يأت به مفوه.
                              ان هذه الأسئلة تهيئ لنا الدخول فى روح النصوص على نحو يقظ غير متحمسين ولا مبتسرين . غير متحمسين لها بحيث نعطيها أكثر من حقها ، وغير مبتسرين لجهدها فنجحد فضلها . لكن قبل ذلك كله نود ان ننوه بملاحظة هامة نشير فيها الى عدم التزام هذه النصوص بحدود جنسها الأدبي ، او الصحفى وهذا أول انطباع نخرج به من قراءة هذه النصوص. فالخبر - هنا - لا يلتزم بحدوده كخبر بل نراه يتوسع . ويتمطى حتى يصير مقالة كما هو الحال فى مقالة ( التمثيل) المنشورة فى جريدة ( ابو قشة ) والنقد .. أحيانا هو عبارة عن إعلان . مجرد إعلان اقتضت صياغته الدخول فى تفاصيل العرض فصار نقدا .. او شيئا شبيها بذلك ، كما هو الحال فى الإعلان المنشور بجريدة ( الرقيب) الذى يحمل عنوان ( جوق التشخيص ) وغير ذلك مما سنراه فى السطور اللاحقة .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X