شِلي (ماري وولستنكرافت ـ)
(1797 ـ 1851)
ماري وولستُنكرافت شِلي Mary Wollstonecraft Shelley هي الكاتبة الإنكليزية مبدعة شخصية فرانكنشتاين (فرانكنستين) وزوجة الشاعر شِلي، ولدت في لندن لعائلة مثقفة، إذ كان والدها الكاتب والمفكر وليم غودوين William Godwin ووالدتها الكاتبة ماري وولستنكرافت التي كانت من أولى المدافعات عن حقوق المرأة، وتوفيت إثر ولادة ابنتها التي نشأت في جو من الحرية والثقافة العالية. ومع كون ماري شِلي كاتبة مبدعة فقد عاشت في ظل زوجها الشاعر الكبير، وتوفيت في لندن بعد أن قامت بجمع وتحقيق وتقديم ونشر مؤلفاته مع شروحاتها عليها. عند تعرفها شِلي رأى فيها من يفهمه ويجاريه في الفلسفة والشعر فتحابا، مع كونه متزوجاً هارييت وستبروك التي كانت من طبقة اجتماعية أدنى، وهربا معاً إلى فرنسا ثم إيطاليا حيث أقاما ما تبقى من حياة زوجها، خلا زيارات متقطعة لإنكلترا. تزوجت شِلي بعد انتحار زوجته الأولى عام 1818، وأنجبا عدة أطفال لم يبق منهم على قيد الحياة سوى واحد هو برسي فلورنس.
تعرفت عائلة شِلي الشاعر بايرون Byronعلى ضفاف بحيرة ليمان في سويسرا، ونشأت بينهم صداقة وتفاهم متبادل وحوار أدبي وفلسفي. وبتشجيع من بايرون وزوجها بدأت ماري كتابة أولى رواياتها وأهمها «فرانكنشتاين، أو بروميثيوس الحديث»Frankenstein, or The Modern Prometheusت(1818). ومع أن الرواية تنتمي إلى نوع الرواية الغوطية (القوطية Gothic) التي يعالج الكاتب فيها موضوعات الغرائبية وماوراء الطبيعة في عالم الأحلام والأشباح والأرواح، إلا أنها على علاقة وطيدة أيضاً بأسس الحركة الإبداعية (الرومنسية) التي كانت الكاتبة مخلصة لها، مثلما كان زوجها في مسرحيته «بروميثيوس طليقاً»Prometheus Unbound، وبايرون في قصيدته الدرامية «مانفرِد» Manfred، وكولرِدجColeridge في «قصيدة البحار العجوز» Rime of the Ancient Mariner التي بحثت كلها في الوضع (الشرط) الإنساني.
يرتبط اسم «فرنكنشتاين» خطأً بالوحش ـ المسخ، إلا أن الرواية التي تحمل هذا الاسم تحكي في الواقع قصة العالم السويسري فرانكنشتاين الذي يصنع شخصاً من أشلاء متفرقة ويكون الناتج في منتهى البشاعة، إلا أنه يتمتع بصفات الإنسان كافة، بل ويتجاوزها إلى حد الكراهية لصانعه مما يقودهما إلى التهلكة في النهاية. وحكاية الوحش ـ المسخ هذه ليست قصة رعب للتسلية فحسب بل تتضمن مدلولات رمزية عميقة الجذور؛ إذ يمكن النظر إلى هذا المخلوق الغريب على أنه إبليس وبروميثيوس والمتمرد عموماً؛ إنها نقيض أسطورة بغماليون Pygmalion الذي يعشق تمثال المرأة الذي ينحته، وهي تبحث أيضاً في موضوعات أصل الشر والإرادة الحرة وخروج المخلوق عن طاعة الخالق. ولاتزال هذه الرواية، التي تتميز أيضاً بالعديد من خصائص أدب الخيال العلمي، من أكثر الروايات رواجاً، ونقلت إلى شاشة السينما أكثر من مرة أبرزها تلك التي قام فيها بوريس كارلوف بدور الوحش ـ المسخ.
مع أن شهرة ماري شِلي تقوم على روايتها «فرانكنشتاين» إلا أنها كتبت روايات أخرى لا تقل عنها من حيث قيمتها الأدبية، منها الرواية التاريخية «فالبِرغا، أو حياة ومغامرات كاستروشو أمير لوكّا»Valperga: or,The Life and Adventures of Castruccio, Prince of Lucca ت(1823)، و«الرجل الأخير» The Last Man ت(1826)، واعتمدت في العديد من هذه الروايات على خبرتها ومعرفتها بكتّاب وشعراء عصرها. كتبت أيضاً في أدب الرحلات «تاريخ جولة من ستة أسابيع» History of a Six Weeks’ Tourت(1817) بالتعاون مع زوجها ووصفت هروبهما والتجوال في أوربا قبل الاستقرار في إيطاليا، و«التسكع في ألمانيا وإيطاليا»Rambles in Germany and Italy ت(1844). ونشرت رسائلها الكثيرة عام 1944 ويومياتها عام 1947.
طارق علوش
(1797 ـ 1851)
ماري وولستُنكرافت شِلي Mary Wollstonecraft Shelley هي الكاتبة الإنكليزية مبدعة شخصية فرانكنشتاين (فرانكنستين) وزوجة الشاعر شِلي، ولدت في لندن لعائلة مثقفة، إذ كان والدها الكاتب والمفكر وليم غودوين William Godwin ووالدتها الكاتبة ماري وولستنكرافت التي كانت من أولى المدافعات عن حقوق المرأة، وتوفيت إثر ولادة ابنتها التي نشأت في جو من الحرية والثقافة العالية. ومع كون ماري شِلي كاتبة مبدعة فقد عاشت في ظل زوجها الشاعر الكبير، وتوفيت في لندن بعد أن قامت بجمع وتحقيق وتقديم ونشر مؤلفاته مع شروحاتها عليها. عند تعرفها شِلي رأى فيها من يفهمه ويجاريه في الفلسفة والشعر فتحابا، مع كونه متزوجاً هارييت وستبروك التي كانت من طبقة اجتماعية أدنى، وهربا معاً إلى فرنسا ثم إيطاليا حيث أقاما ما تبقى من حياة زوجها، خلا زيارات متقطعة لإنكلترا. تزوجت شِلي بعد انتحار زوجته الأولى عام 1818، وأنجبا عدة أطفال لم يبق منهم على قيد الحياة سوى واحد هو برسي فلورنس.
تعرفت عائلة شِلي الشاعر بايرون Byronعلى ضفاف بحيرة ليمان في سويسرا، ونشأت بينهم صداقة وتفاهم متبادل وحوار أدبي وفلسفي. وبتشجيع من بايرون وزوجها بدأت ماري كتابة أولى رواياتها وأهمها «فرانكنشتاين، أو بروميثيوس الحديث»Frankenstein, or The Modern Prometheusت(1818). ومع أن الرواية تنتمي إلى نوع الرواية الغوطية (القوطية Gothic) التي يعالج الكاتب فيها موضوعات الغرائبية وماوراء الطبيعة في عالم الأحلام والأشباح والأرواح، إلا أنها على علاقة وطيدة أيضاً بأسس الحركة الإبداعية (الرومنسية) التي كانت الكاتبة مخلصة لها، مثلما كان زوجها في مسرحيته «بروميثيوس طليقاً»Prometheus Unbound، وبايرون في قصيدته الدرامية «مانفرِد» Manfred، وكولرِدجColeridge في «قصيدة البحار العجوز» Rime of the Ancient Mariner التي بحثت كلها في الوضع (الشرط) الإنساني.
يرتبط اسم «فرنكنشتاين» خطأً بالوحش ـ المسخ، إلا أن الرواية التي تحمل هذا الاسم تحكي في الواقع قصة العالم السويسري فرانكنشتاين الذي يصنع شخصاً من أشلاء متفرقة ويكون الناتج في منتهى البشاعة، إلا أنه يتمتع بصفات الإنسان كافة، بل ويتجاوزها إلى حد الكراهية لصانعه مما يقودهما إلى التهلكة في النهاية. وحكاية الوحش ـ المسخ هذه ليست قصة رعب للتسلية فحسب بل تتضمن مدلولات رمزية عميقة الجذور؛ إذ يمكن النظر إلى هذا المخلوق الغريب على أنه إبليس وبروميثيوس والمتمرد عموماً؛ إنها نقيض أسطورة بغماليون Pygmalion الذي يعشق تمثال المرأة الذي ينحته، وهي تبحث أيضاً في موضوعات أصل الشر والإرادة الحرة وخروج المخلوق عن طاعة الخالق. ولاتزال هذه الرواية، التي تتميز أيضاً بالعديد من خصائص أدب الخيال العلمي، من أكثر الروايات رواجاً، ونقلت إلى شاشة السينما أكثر من مرة أبرزها تلك التي قام فيها بوريس كارلوف بدور الوحش ـ المسخ.
مع أن شهرة ماري شِلي تقوم على روايتها «فرانكنشتاين» إلا أنها كتبت روايات أخرى لا تقل عنها من حيث قيمتها الأدبية، منها الرواية التاريخية «فالبِرغا، أو حياة ومغامرات كاستروشو أمير لوكّا»Valperga: or,The Life and Adventures of Castruccio, Prince of Lucca ت(1823)، و«الرجل الأخير» The Last Man ت(1826)، واعتمدت في العديد من هذه الروايات على خبرتها ومعرفتها بكتّاب وشعراء عصرها. كتبت أيضاً في أدب الرحلات «تاريخ جولة من ستة أسابيع» History of a Six Weeks’ Tourت(1817) بالتعاون مع زوجها ووصفت هروبهما والتجوال في أوربا قبل الاستقرار في إيطاليا، و«التسكع في ألمانيا وإيطاليا»Rambles in Germany and Italy ت(1844). ونشرت رسائلها الكثيرة عام 1944 ويومياتها عام 1947.
طارق علوش