يذكّرنا في الود أَيّامَ شَعثَمِ
لَياليَ أَسبابُ الهوى لم تُجَذَّمِ
وَما ذِكرهُ عصرَ الصَبا وَقَد اِكتَسَت
مفارِقَه لَوني خَليسٍ وأَسحَم
وأَنّي عداني أَن أَزورَك فاِعلمي
شَبابُ حُروب كالحَريقِ المُضَرَّمِ
الأَهل أَتى عنا حِجازيَّ قومِنا
عَلى النأي أَبناءَ الخَميسِ العَرَمرَمِ
وَمُنذُ لَقينا المُرزُبانَ وقَومَه
بكل فَتىً عاري الأَشاجعِ ضَيغَمِ
عَلى كل محبوكِ السَراة مُصَدَّرٍ
ومن كل مِضخامِ الحرارَة صَلدَم
عليهم من الماذيِّ كلُّ مَفاضَةٍ
كَمَتنن الغَدير سَردُها لم يُخَضرِم
فَلَمّا التَقَينا لم تهنه زيادنا
وَلَم تُلفَ أَنكاساً ولَم تَتَلعثَمِ
إِذا ما بدرنا بَدرةً نَصبوا لنا
فِسيّا كأَعناقِ المطيِّ المُخَدَّمِ
يَصيحونَ في أَدبارِها وورُودها
بِحِلٍّ وتَرجيفِ الوَشيجِ المقوَّمِ