ابيوردي Al-Abiwardi

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابيوردي Al-Abiwardi

    الأبيوردي

    ابيوردي

    Al-Abiwardi - Al-Abiwardi

    الأبيوَرْدي
    (نحو 460- 507هـ/1068 - 1113م)

    أبو المظفر، محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد، شاعر ومؤرخ ونسّابة، ينتهي نسبه إلى صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أمّا لقبه الأبيوَرْدي فيعود إلى أبيوَرْد مدينة بخراسان، وبها ولد، كما عرف بالكُوفني نسبة على كُوفن القريبة من أبيورد، وكانت موطن أهله وأقاربه.
    قدم بغداد في صباه وأقام بها مدّة لاتقل عن عشرين سنة، واتصل بالخليفتين العباسيين: المقتدى بأمر الله (467 - 487هـ) وولده المستظهر بالله (487 - 512هـ) فمدحهما ونال حظوةً لديهما. كما اتصل بكبار رجال الدولة في عصره ومدحهم، كنظام الملك السلجوقي (408 - 485هـ) وابنه مؤيد الملك والسلطان السلجوقي ملكشاه وابنه السلطان محمد، كما مدح عدداً من أمراء العرب.
    خدم مؤيد الملك في بغداد ونال عنده منزلة رفيعة، وفي هذه الأثناء توجه إلى أمير الحلة «عميد الدولة» الذي تلقاه بالإكرام وأحاطه برعايته، فمدحه، فلمّا وقعت العداوة بين مؤيد الملك وعميد الدولة، ألزمه مؤيد الملك أن يهجو «عميد الدولة» ففعل، فشكاه «عميد الدولة» إلى الخليفة متهماً إياه بهجاء الخليفة أيضاً ومدح صاحب مصر، فأبيح دمه إلا أنه هرب إلى همذان، وهناك بعث برسالة إلى الخليفة، اعتذر فيها وشفعها بقصيدة مديح، فعفا عنه الخليفة، فعاد إلى بغداد، وتولى خزانة دار الكتب النظامية.
    انتقل الأبيوردي إلى أصفهان في أواخر عمره، فأقام فيها يدرّس ويصنّف، وكان بين تلامذته أولاد زين الملك برسُق، ويقال إن السلطان محمد بن ملكشاه أعطاه الولاية على أشراف المملكة، فدسّوا له السمّ في الشراب وهو واقف عند سرير السلطان، فسقط، وحمل إلى منزله حيث مات.
    أخذ الأبيوردي عن عدد من الشيوخ، منهم: إسماعيل بن مسعدة الجرجاني (ت 474هـ) وعبد الوهاب بن محمد الشهيد، وأحمد بن خلف الشيرازي (ت 487هـ) وعبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ) وسمع ابن خَيْرون (ت 488هـ)، وجاء أنه سمع الحديث ورواه.
    وروى عنه جماعة، كما نقل عنه الحفّاظ الثقات كالشهرزوري بالموصل (ت 538هـ) وأبي علي الأومي بأصبهان وأبي الفضل الأديب بهمذان، وعمرو بن عثمان المرّي بمرو كما روى عنه السلفي (ت 576هـ) وابن سعدون العبدري (ت 524 هـ) والحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتابه الذي وضعه في علم الأنساب.
    ترك عدداً من الكتب والمصنفات منها تاريخ «أبيورد ونسا» و«قبسة العجلان في نسب آل سفيان» و«كتاب طبقات العلم في كل فن» و«تعلّة المشتاق إلى ساكني العراق» و«صهلة القارح» وفيه يرد على «سقط الزند» للمعري، إلا أن الأيام لم تبق من كتبه سوى كتابيه: «المختلف والمؤتلف» و«زاد الرفاق» وديوان شعره.
    وقد قسم ديوان شعره قسمين: العراقيات والنجديات وفي نهاية الديوان مقطعات دعيت بالوجديات. أما العراقيات فهي القسم الرئيسي من ديوانه وهي قصائد شبابه وأكثرها في مدح الخليفتين: المقتدي والمستظهر، أما النجديات فهي مقطعات غزلية قالها بعد أن جاوز الأربعين، أما الوجديات فأكثرها في الفخر وشكوى الزمان. وقد رتَّب الشاعر ديوانه وصنفه بنفسه وقدّم له.
    أجمع النقاد على جودة شعر الأبيوردي، إذ راعى في قصائده إحكام المباني وتكافؤ الألفاظ والمعاني وابتعد عن حوشي الكلام وجمع بين عذوبة الألفاظ وجزالتها وبين رقة الحضري وقوة البدوي وغلظته.
    وللديوان شروح عدة أقدمها شرح علي بن القاسم الأستراباذي.
    تُظهر أخلاق الأبيوردي التي اتَّصف بها، مذهبه الشعري المترفع، البعيد عن المديح الرخيص، فقد وصف بأنه كان كبير النفس عظيم الهمّة جميل المنظر من الرجال، لم يسأل أحداً شيئاً، وكان عفيفاً كريماً من أهل الدين والصلاح مع بعض تيه وصلف يبدوان فيما يطلقه على نفسه من صفات، وكان يفتخر بأمويته ويطلق على نفسه «العبشمي المعاوي»، وكان ترفعه واعتزازه بأمويته يبعدانه عن الخوض في الفتن والتقلبات التي أثارتها خصومات عصره، فلم يفضّل خليفة على آخر، ولم يميّز صحابياً.
    ومع ما في شعره من شكوى الزمان فقد نال من مدحه الخلفاء والأمراء ما لم يحصل عليه شاعر في عصره.
    ج.ت

يعمل...
X