إبراهيم بن أدهم
ابراهيم ادهم
Ibrahim ibn Adham - Ibrahim ibn Adham
إبراهيم بن أدهم
(000-161هـ/000-778م)
إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر التميمي (ويقال العِجْلي) البلْخي أبو إسحاق. من كبار الزهاد والمتصوفين من كورة بلخ، حج أبوه مع زوجه وهي حبلى فولدت إبراهيم في مكة، فكانت تطوف به على الحلق في المسجد وتدعو لابنها أن يجعله الله صالحاً.
كان أبوه أدهم من أثرياء خراسان فعاش إبراهيم حياة دعة وترف وكان يحب الصيد.
ورد في أخباره أنه سمع في إحدى رحلاته للصيد هاتفاً يقول له: ليس لهذا خلقت ولا بذا أمرت. وتكرر له ذلك فاعتقد أنه إنذار من رب العالمين، فألقى بثيابه إلى أحد الرعاة، وأخذ منه كساءه وسار إلى العراق ومنها إلى الشام وبدأت في حياته صفحة العبادة والزهد والتصوف، وكان يبحث عن الحلال عملاً وطعاماً، ويعد هذا الأمر جوهر العبادة.
ذهب إبراهيم إلى مكة وصحب سفيان الثوري[ر] والفُضَيْل بن عياض [ر] وعاد إلى الشام ينتقل بين مناطق الثغور مجاهداً وبعض المناطق الأخرى عاملاً لا يأكل إلا من أجر عمله، فكان يعمل في الحصاد، وطحن الحبوب، وحراسة البساتين، وكان سخياً كريماً لايحتفظ بشيء من أجره بل ينفقه على أصحابه وذوي الحاجة مكتفياً بأبسط طعام وغالباً ما يكون الخبز والماء. كان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، حريصاً على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه. وكان على زهده وتصوفه يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً. ولذلك أعرض عن ثروة أبيه الواسعة، وعما كان يصيبه من غنائم الحرب وآثر العيش من كسب يده.
ولإبراهيم بن أدهم رأي في محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار فقد ذكروا له أن اللحم غلا ثمنه. فقال: أرخصوه. أي لا تشتروه فترخص أسعاره.
كان إبراهيم شديد الحنين إلى وطنه. فمن أقواله لأصحابه: عالجت العبادة فما وجدت شيئاً أشد عليَّ من نزاع النفس إلى الوطن. كما روي عنه قوله: «ما قاسيت، فيما تركت، شيئاً أشد علي من مفارقة الأوطان».
توفي إبراهيم بن أدهم وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: أوتروا لي قوسي. فأوتروه. فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها يريد الرمي بها، وقيل إنه مات في حملة بحرية على البيزنطيين، ودفن في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزاراً، وجاء في معجم البلدان أنه مات بحصن سوقين ببلاد الروم.
ولاتساع شهرة هذا الزاهد المتصوف في أنحاء العالم الإسلامي نجد أخباراً لسيرته وقصصاً حول هذه الشخصية وبخاصة في الهند والملايو وإندونيسية وغيرها.
وفي المكتبة الظاهرية في دمشق مخطوطة لقصة عامية بعنوان «سيرة السلطان إبراهيم بن أدهم».
هاني المبارك
ابراهيم ادهم
Ibrahim ibn Adham - Ibrahim ibn Adham
إبراهيم بن أدهم
(000-161هـ/000-778م)
إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر التميمي (ويقال العِجْلي) البلْخي أبو إسحاق. من كبار الزهاد والمتصوفين من كورة بلخ، حج أبوه مع زوجه وهي حبلى فولدت إبراهيم في مكة، فكانت تطوف به على الحلق في المسجد وتدعو لابنها أن يجعله الله صالحاً.
كان أبوه أدهم من أثرياء خراسان فعاش إبراهيم حياة دعة وترف وكان يحب الصيد.
ورد في أخباره أنه سمع في إحدى رحلاته للصيد هاتفاً يقول له: ليس لهذا خلقت ولا بذا أمرت. وتكرر له ذلك فاعتقد أنه إنذار من رب العالمين، فألقى بثيابه إلى أحد الرعاة، وأخذ منه كساءه وسار إلى العراق ومنها إلى الشام وبدأت في حياته صفحة العبادة والزهد والتصوف، وكان يبحث عن الحلال عملاً وطعاماً، ويعد هذا الأمر جوهر العبادة.
ذهب إبراهيم إلى مكة وصحب سفيان الثوري[ر] والفُضَيْل بن عياض [ر] وعاد إلى الشام ينتقل بين مناطق الثغور مجاهداً وبعض المناطق الأخرى عاملاً لا يأكل إلا من أجر عمله، فكان يعمل في الحصاد، وطحن الحبوب، وحراسة البساتين، وكان سخياً كريماً لايحتفظ بشيء من أجره بل ينفقه على أصحابه وذوي الحاجة مكتفياً بأبسط طعام وغالباً ما يكون الخبز والماء. كان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، حريصاً على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه. وكان على زهده وتصوفه يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً. ولذلك أعرض عن ثروة أبيه الواسعة، وعما كان يصيبه من غنائم الحرب وآثر العيش من كسب يده.
ولإبراهيم بن أدهم رأي في محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار فقد ذكروا له أن اللحم غلا ثمنه. فقال: أرخصوه. أي لا تشتروه فترخص أسعاره.
كان إبراهيم شديد الحنين إلى وطنه. فمن أقواله لأصحابه: عالجت العبادة فما وجدت شيئاً أشد عليَّ من نزاع النفس إلى الوطن. كما روي عنه قوله: «ما قاسيت، فيما تركت، شيئاً أشد علي من مفارقة الأوطان».
توفي إبراهيم بن أدهم وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: أوتروا لي قوسي. فأوتروه. فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها يريد الرمي بها، وقيل إنه مات في حملة بحرية على البيزنطيين، ودفن في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزاراً، وجاء في معجم البلدان أنه مات بحصن سوقين ببلاد الروم.
ولاتساع شهرة هذا الزاهد المتصوف في أنحاء العالم الإسلامي نجد أخباراً لسيرته وقصصاً حول هذه الشخصية وبخاصة في الهند والملايو وإندونيسية وغيرها.
وفي المكتبة الظاهرية في دمشق مخطوطة لقصة عامية بعنوان «سيرة السلطان إبراهيم بن أدهم».
هاني المبارك