أبو الشَّمَقْمَق
(نحو 112ـ200هـ/730 ـ815م)
مروان بن محمد، أبو محمد، يُعرَف بأبي الشمقمق (والشمقمق: الطويل). ولا تذكر المصادر سوى ذلك من نسبه، وهو خراساني الأصل، بصري النشأة، من موالي بني أمية.
شاعر ساخر هجّاء، من فقراء شعراء العصر العباسي، لم يبلغ منزلة الشعراء الفحول الكبار؛ إلا أنه كان قريباً منهم، وله سطوة على بعضهم، وأخباره كثيرة مع عدد من شعراء عصره كبشار بن برد، وأبي نواس، وأبي العتاهية، ومروان بن أبي حفصة، وبكر ابن النطاح، وغيرهم.
ارتحل إلى عدد من مدن الخلافة العباسية، كالأهواز، وخراسان، وسجستان، وسابور، إضافة إلى الموصل وغيرها، وخصّ بعض الولاة بشيء من مديحه فنال عطاءهم، كالذي لقيه عندما مدح خالد بن يزيد بن مزيد حين ولاّه المأمون على الموصل. ولم يسلم عدد منهم من هجائه، كما فعل مع يحيى بن خالد البرمكي، وغيره .
لم يكن تكوين أبي الشمقمق الجسدي مستحباً، فقد كان قبيح المنظر، عظيم الأنف، واسع الشدقين. أما أخلاقه فقد كان فيها غلظة، مع خبث في لسانه، على أنه كثير الهزل والفكاهة؛ قليل الِجد، إذا هَزل كثُر خطأه، وإذا جَدَّ كثُر صوابه. قال ابن المعتز: «وشعر أبي الشمقمق نوادر كله». وقال ابن عبد ربه: «وكان أديباً ظريفاً مُحارَفاً، وكان صعلوكاً متبرّماً بالناس، وقد لزم بيته في أطمار مسحوقة».
وكان فقيراً معوزاً، ليس له منزلة رفيعة أو نسب عظيم يتقرّب بهما إلى أولي الأمر، فاستغلّ سلاطة لسانه لابتزاز بعض الناس، كما كان يفعل مع بشار بن بُرد، وسلم الخاسر، وغيرهما. وفي شعره ما يدل على فقره وحرمانه فقد وصف حياته في بيته المتواضع بقوله:
في مبيت من الغَضارة قفر
ليس فيه إلا النوى والنخاله
عطّلته الجرذان من قلة الخيـــــ
ــــر وطار الذباب نحو زبالـه
وقال أيضاً:
برزت من المنازل والقبـاب
فلم يعسر على أحد حجابي
فمنزليَ الفضاء وسقف بيتي
سماء الله أو قطع السحاب
فأنت إذا أردت دخلت بيتي
عليّ مسلّماً من غـير باب
لأني لم أجد مصـراع باب
يكون من السحاب إلى التراب
وقد طغى على أشعار أبي الشمقمق الهزل والتندر والهجاء المقذع، والشكوى من سوء حاله، أما الشعر الرزين والموضوعات المشهورة في الشعر العربي؛ كالفخر والحماسة والمدح والغزل والرثاء، فكانت قليلة نادرة عنده، باستثناء بعض المدائح التي تكسّب بها. وغلب على شعره المقطّعات والأوزان الخفيفة.
لم يُجمَع شعره قديماً، فلم يصل إلينا ديوانه، وما تبقى من شعره هو تلك النصوص التي احتفظت بها المصادر القديمة. وقد جمع المستشرق غوستاف غرنباوم ما تبقى من شعره في كتابه ( شعراء عباسيون ).
ليس في المصادر ما يدل على تاريخ ولادته، ولا على زمن وفاته، والراجح أنه وُلد نحو (112هـ ـ730م)، وتوفي نحو (200هـ ـ 815م).
علي أبو زيد
(نحو 112ـ200هـ/730 ـ815م)
مروان بن محمد، أبو محمد، يُعرَف بأبي الشمقمق (والشمقمق: الطويل). ولا تذكر المصادر سوى ذلك من نسبه، وهو خراساني الأصل، بصري النشأة، من موالي بني أمية.
شاعر ساخر هجّاء، من فقراء شعراء العصر العباسي، لم يبلغ منزلة الشعراء الفحول الكبار؛ إلا أنه كان قريباً منهم، وله سطوة على بعضهم، وأخباره كثيرة مع عدد من شعراء عصره كبشار بن برد، وأبي نواس، وأبي العتاهية، ومروان بن أبي حفصة، وبكر ابن النطاح، وغيرهم.
ارتحل إلى عدد من مدن الخلافة العباسية، كالأهواز، وخراسان، وسجستان، وسابور، إضافة إلى الموصل وغيرها، وخصّ بعض الولاة بشيء من مديحه فنال عطاءهم، كالذي لقيه عندما مدح خالد بن يزيد بن مزيد حين ولاّه المأمون على الموصل. ولم يسلم عدد منهم من هجائه، كما فعل مع يحيى بن خالد البرمكي، وغيره .
لم يكن تكوين أبي الشمقمق الجسدي مستحباً، فقد كان قبيح المنظر، عظيم الأنف، واسع الشدقين. أما أخلاقه فقد كان فيها غلظة، مع خبث في لسانه، على أنه كثير الهزل والفكاهة؛ قليل الِجد، إذا هَزل كثُر خطأه، وإذا جَدَّ كثُر صوابه. قال ابن المعتز: «وشعر أبي الشمقمق نوادر كله». وقال ابن عبد ربه: «وكان أديباً ظريفاً مُحارَفاً، وكان صعلوكاً متبرّماً بالناس، وقد لزم بيته في أطمار مسحوقة».
وكان فقيراً معوزاً، ليس له منزلة رفيعة أو نسب عظيم يتقرّب بهما إلى أولي الأمر، فاستغلّ سلاطة لسانه لابتزاز بعض الناس، كما كان يفعل مع بشار بن بُرد، وسلم الخاسر، وغيرهما. وفي شعره ما يدل على فقره وحرمانه فقد وصف حياته في بيته المتواضع بقوله:
في مبيت من الغَضارة قفر
ليس فيه إلا النوى والنخاله
عطّلته الجرذان من قلة الخيـــــ
ــــر وطار الذباب نحو زبالـه
وقال أيضاً:
برزت من المنازل والقبـاب
فلم يعسر على أحد حجابي
فمنزليَ الفضاء وسقف بيتي
سماء الله أو قطع السحاب
فأنت إذا أردت دخلت بيتي
عليّ مسلّماً من غـير باب
لأني لم أجد مصـراع باب
يكون من السحاب إلى التراب
وقد طغى على أشعار أبي الشمقمق الهزل والتندر والهجاء المقذع، والشكوى من سوء حاله، أما الشعر الرزين والموضوعات المشهورة في الشعر العربي؛ كالفخر والحماسة والمدح والغزل والرثاء، فكانت قليلة نادرة عنده، باستثناء بعض المدائح التي تكسّب بها. وغلب على شعره المقطّعات والأوزان الخفيفة.
لم يُجمَع شعره قديماً، فلم يصل إلينا ديوانه، وما تبقى من شعره هو تلك النصوص التي احتفظت بها المصادر القديمة. وقد جمع المستشرق غوستاف غرنباوم ما تبقى من شعره في كتابه ( شعراء عباسيون ).
ليس في المصادر ما يدل على تاريخ ولادته، ولا على زمن وفاته، والراجح أنه وُلد نحو (112هـ ـ730م)، وتوفي نحو (200هـ ـ 815م).
علي أبو زيد