شارل مارتل
(688 ـ 741م)
ولد شارل مارتل Charles Martel عام 688 تقريباً، وهو ابن غير شرعي لوالده بيبان دي إيرستال Pépin de Herstal. وشارل مارتل تعني بالفرنسية شارل المطرقة. وهو جدّ شارلمان. ومع أنه فرض نفسه ملكاً على مملكة الفرنجة منذ عام 725، فإنه لم يصبح ملكها رسمياً إلا فيما بين عامي737 و741.
فمنذ أواسط القرن السابع فصاعداً، غدا ملوك الفرنجة من الأسرة الميروفنجية ملوكاً صوريين، بسبب كسلهم وخمولهم وميلهم للدعة والترف، وأصبح رؤساء البلاط هم الذين يمسكون بزمام السلطة. وغالباً ما كان هؤلاء، بمن فيهم والد شارل مارتل، ينتمون إلى أسرة أرنول Arnoul (لاحقاً الأسرة الكارولنجية)، ويورثون مناصبهم.
بعد وفاة «بيبان دي اريستال» في عام 714، تقاسم ابناه الشرعيان بلاط اوستراسية Austrasie وبلاط نوستريةNeustrie بعد أن كانا متحدين. وأهمل بيبان في الوصيَّة شارل بوصفه ابنه غير الشرعي. وإلى أن بلغ ابنه البكر سن الرشد، تسلَّمت أرملة بيبان، بليكترود Plectrude، مقاليد السلطة، وقامت بسجن شارل بهدف كبح طموحاته. لكن عند اندلاع العصيان في نوستريه، فر شارل من السجن، وجند جيشاً من الاوستراسيين، وهزم النوستريين في معركتين (717 و719)، وأعاد توحيد البلاطين، وفرض نفسه رئيس بلاط وأمير الفرنجة ودوقهم إلى جانب الملك الميروفنجي تييري الرابع Thierry IV ت(721-737).
ثم ما لبث أن أخذ يوسع حدود مملكة الفرنجة شرقاً، فقام بشن سلسلة من الحملات العسكرية على الشعوب القاطنة على طول حدود المملكة الشرقية، وتشكل خطراً عليها، بدءاً من الفريزيين les Frisonsوالساكسونيين les Saxons ت(719-738)، ومروراً بالبافاريين Bavarois ت(725-728)، وانتهاء بالسوابيين (730). ولكي يعزز مكاسبه العسكرية، شجع المبشرين على نشر المسيحية بين القبائل التي كانت لا تزال على الوثنية، وكان أعظم هؤلاء المبشرين قديس الألمان بونيفاس Boniface الذي كان يحظى بحماية شارل مارتل. وفي الوقت نفسه كان عليه أن يواجه الخطر القادم من الجنوب الغربي، وإن قضى على جزء من هذا الخطر بإخضاع دوق أكيتانية Aquitaine، فإن الخطر الحقيقي كان الخطر العربي الإسلامي القادم من إسبانيا، فبعد أن فتح العرب المسلمون الأندلس في عام 710 -711، أصبح خطر الفتح الإسلامي لبلاد الغال وشيكاً بحلول العام 720، في عام 725 تورط شارل في معركة مع قوة عربية إسلامية في «اوتان». وفي عام 732، نجح في صد الهجوم العربي الإسلامي على بلاد الغال في معركة بلاط الشهداء الشهيرة بالقرب من بواتييه Poitiers. وبذلك انتهى المد الإسلامي في الغرب.
وفي عام 739 رفض شارل مارتل عرض البابا غريغوري الثالث Gregory III منحه لقب قنصل روماني، مقابل التحالف معه ضد أعدائه اللومبارديين وتقديم الدعم له. وإن دل عرض البابا هذا على شيء، فإنما يدل بوضوح على أن شارل أصبح هو نفسه حاكم الفرنجة أكثر من الميروفنجيين.
والواقع أنه على أثر وفاة الملك الميروفنجي تييري الثالث، الذي حكم مملكة الفرنجة تحت «وصاية» شارل مارتل، تخلى هذا الأخير عن لقب رئيس البلاط ليحمل لقب ملك الفرنجة (737).
لكن سرعان ما تدهورت صحته، وآثر الاعتزال في قصره في كيرزي - سور- وازQuierzy-sur-Oise ت(741)، حيث توفي بعد مدة وجيزة. وقبل وفاته قسم المملكة الميروفنجية بين ابنيه الشرعيين بيبان القصير Pépin le Bref وكارلومان Carloman.
كان شارل مارتل قائداً فرنجياً قوياً، ورجلاً صلب العزيمة، طموحاً وموهوباً، كافح باستمرار من أجل تعزيز سلطته. وقد لقب بشارل «المطرقة» بسبب صلابة العزم الذي أظهره من أجل فرض سياسته.
صباح كعدان
(688 ـ 741م)
ولد شارل مارتل Charles Martel عام 688 تقريباً، وهو ابن غير شرعي لوالده بيبان دي إيرستال Pépin de Herstal. وشارل مارتل تعني بالفرنسية شارل المطرقة. وهو جدّ شارلمان. ومع أنه فرض نفسه ملكاً على مملكة الفرنجة منذ عام 725، فإنه لم يصبح ملكها رسمياً إلا فيما بين عامي737 و741.
فمنذ أواسط القرن السابع فصاعداً، غدا ملوك الفرنجة من الأسرة الميروفنجية ملوكاً صوريين، بسبب كسلهم وخمولهم وميلهم للدعة والترف، وأصبح رؤساء البلاط هم الذين يمسكون بزمام السلطة. وغالباً ما كان هؤلاء، بمن فيهم والد شارل مارتل، ينتمون إلى أسرة أرنول Arnoul (لاحقاً الأسرة الكارولنجية)، ويورثون مناصبهم.
بعد وفاة «بيبان دي اريستال» في عام 714، تقاسم ابناه الشرعيان بلاط اوستراسية Austrasie وبلاط نوستريةNeustrie بعد أن كانا متحدين. وأهمل بيبان في الوصيَّة شارل بوصفه ابنه غير الشرعي. وإلى أن بلغ ابنه البكر سن الرشد، تسلَّمت أرملة بيبان، بليكترود Plectrude، مقاليد السلطة، وقامت بسجن شارل بهدف كبح طموحاته. لكن عند اندلاع العصيان في نوستريه، فر شارل من السجن، وجند جيشاً من الاوستراسيين، وهزم النوستريين في معركتين (717 و719)، وأعاد توحيد البلاطين، وفرض نفسه رئيس بلاط وأمير الفرنجة ودوقهم إلى جانب الملك الميروفنجي تييري الرابع Thierry IV ت(721-737).
ثم ما لبث أن أخذ يوسع حدود مملكة الفرنجة شرقاً، فقام بشن سلسلة من الحملات العسكرية على الشعوب القاطنة على طول حدود المملكة الشرقية، وتشكل خطراً عليها، بدءاً من الفريزيين les Frisonsوالساكسونيين les Saxons ت(719-738)، ومروراً بالبافاريين Bavarois ت(725-728)، وانتهاء بالسوابيين (730). ولكي يعزز مكاسبه العسكرية، شجع المبشرين على نشر المسيحية بين القبائل التي كانت لا تزال على الوثنية، وكان أعظم هؤلاء المبشرين قديس الألمان بونيفاس Boniface الذي كان يحظى بحماية شارل مارتل. وفي الوقت نفسه كان عليه أن يواجه الخطر القادم من الجنوب الغربي، وإن قضى على جزء من هذا الخطر بإخضاع دوق أكيتانية Aquitaine، فإن الخطر الحقيقي كان الخطر العربي الإسلامي القادم من إسبانيا، فبعد أن فتح العرب المسلمون الأندلس في عام 710 -711، أصبح خطر الفتح الإسلامي لبلاد الغال وشيكاً بحلول العام 720، في عام 725 تورط شارل في معركة مع قوة عربية إسلامية في «اوتان». وفي عام 732، نجح في صد الهجوم العربي الإسلامي على بلاد الغال في معركة بلاط الشهداء الشهيرة بالقرب من بواتييه Poitiers. وبذلك انتهى المد الإسلامي في الغرب.
وفي عام 739 رفض شارل مارتل عرض البابا غريغوري الثالث Gregory III منحه لقب قنصل روماني، مقابل التحالف معه ضد أعدائه اللومبارديين وتقديم الدعم له. وإن دل عرض البابا هذا على شيء، فإنما يدل بوضوح على أن شارل أصبح هو نفسه حاكم الفرنجة أكثر من الميروفنجيين.
والواقع أنه على أثر وفاة الملك الميروفنجي تييري الثالث، الذي حكم مملكة الفرنجة تحت «وصاية» شارل مارتل، تخلى هذا الأخير عن لقب رئيس البلاط ليحمل لقب ملك الفرنجة (737).
لكن سرعان ما تدهورت صحته، وآثر الاعتزال في قصره في كيرزي - سور- وازQuierzy-sur-Oise ت(741)، حيث توفي بعد مدة وجيزة. وقبل وفاته قسم المملكة الميروفنجية بين ابنيه الشرعيين بيبان القصير Pépin le Bref وكارلومان Carloman.
كان شارل مارتل قائداً فرنجياً قوياً، ورجلاً صلب العزيمة، طموحاً وموهوباً، كافح باستمرار من أجل تعزيز سلطته. وقد لقب بشارل «المطرقة» بسبب صلابة العزم الذي أظهره من أجل فرض سياسته.
صباح كعدان