شريح القاضيShurayh al-Qaddi الإمام القاضي أبو أمية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شريح القاضيShurayh al-Qaddi الإمام القاضي أبو أمية

    شريح القاضي
    (…ـ 81هـ /… ـ 700م)

    الإمام القاضي أبو أمية شريح بن الحارث الكوفي، ينسب إلى قبيلة كِِنْدة العربية، وقيل هو فارسي الأصل. قال محمد بن سيرين: «قلت لشريح: ممن أنت؟ قال: ممن أنعم الله عليه بالإسلام، وعِدادي في كندة». ولد في اليمن في حياة النبيr إلا أنه لم يره، فهو تابعي، وأسلم في حياة النبيr(وانتقل من اليمن إلى المدينة المنورة زمن أبي بكر الصديق وأخطأ من عدَّه من الصحابة).
    ويقال إن سبب خروجه من اليمن إلى المدينة أن أمه تزوجت بعد أبيه، فاستحيا من ذلك فخرج.
    كان رحمه الله - إضافة إلى علمه بالقضاء، شاعراً، عالماً بالقيافة والأثر، وتاجراً. وكان ديِّناً ورعاً إذا أحرم في صلاته لا يتحرك أبداً، وكان له خلوة يوم الجمعة يذكر الله فيها.
    أخذ شريح القاضي علمه عن الصحابي الجليل معاذ بن جبل لما أرسله النبيr قاضياً إلى اليمن، وبرع في القضاء في سن مبكرة، إلى درجة أنه قضى بين الناس ولم تكتمل لحيته بعد.
    وبعد رحلته إلى المدينة أخذ العلم عن كبار الصحابة، ولما أرسله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (قاضياً إلى العراق جالس الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، فأفاد منه كثيراً، ثم لازم أمير المؤمنين علياً بن أبي طالب حتى شهد له بالعلم).
    وقد شهد له بذلك من أدركه من التابعين، قال محمد بن سيرين: «قدمت الكوفة وبها أربعة آلاف يطلبون الحديث، وسُرُج أهل الكوفة أربعة، عَبِيدة السَّلْماني، والحارث الأعور، وعلقمة بن قيس، وشريح». اشتهر شريح بالقضاء حتى صار مثلاً على الألسنة في قضائه وفي ذكائه، قال مجالد بن سعيد: يقال في المثل: إن شريحاً أدهى من الثعلب.
    يحكي شريح عن نفسه أنه ولي القضاء أول أمره لعمر بن الخطاب، ثم لعثمان، فعلي، فمعاوية، فيزيد بن معاوية، فعبد الملك، إلى أيام الحجّاج، فاستعفاه فقبل منه الحجّاج ذلك. وعاش بعد استعفائه الحجاج سنة ثم مات، وكان من وصيته: ألا تتبع جنازته صائحة، وأن لا يجعل على قبره ثوب، وأن يسرع به السير ليدفن، وأن يصنع له في قبره لحدٌ.
    وكان يقال له قاضي المِصْرَيْن، أي البصرة والكوفة. ويذكر المؤرخون أنه قضى أكثر من ستين سنة، وما تعطل فيها إلا ثلاث سنين في فتنة ابن الزبير.
    ومن الشهادات التي يحق لشريح أن يعتزَّ بها ما ذكره هُبَيْرة بن بريم، من أن علياً جمع الناس في رحبة المسجد فقال: إني مفارقكم، فجعلوا يسألونه حتى نفد ما عندهم ولم يبق إلا شريح، فجثا على ركبتيه وجعل يسأله فقال له علي: اذهب فأنت أقضى العرب.
    وقال جابر بن زيد: أتانا زياد، يعني ابن أبيه، بشريح فقضى فينا سنة لم يقض فينا مثله قبله، ولا بعده.
    ومن كلام شريح في القضاء: «الخصم داؤك، والشهود شفاؤك»، وروى الأعمش عن شريح قال: «زعموا، كنية الكذب» وأن الرسولr قد ذم من الحديث ما كان سبيله الظن، فأمر بالتثبت في الإخبار فلا يروى الخبر حتى يكون معزواً إلى ثبت ومروياً عن ثقة.
    وله شعر على عادة كثير من العلماء، ومن شعره:
    رأيت رجالاً يضربون نساءهم
    فشُلَّت يميني حين أضرب زينبا
    وزينب شمس والنساء كواكب
    إذا طلعت لم تُبقِ منهن كوكـبا
    عماد الدين رشيد

يعمل...
X