شكري (رفيق ـ)
(1923ـ 1969)
رفيق شكري ملحن ومطرب سوري، ولد في دمشق، وظهرت ميوله للغناء ولمّا يزال طفلاً، وفي سن الثانية عشرة، تتلمذ على يد الموسيقي صبحي سعيد، فتعلم العزف على العود، ودرس المقامات الموسيقية [ر.الموسيقى العربية].
وفي عام 1936، وقف أول مرة على أحد مسارح دمشق، يؤدي بصوته أغنيات محمد عبد الوهاب[ر]. وفي تلك المدة، لحن له أستاذه صبحي سعيد أغنية وحيدة «لمـّا هويتك ماكانش ذنبي».
أما الانطلاقة الفنية الحقيقية لرفيق شكري، فكانت عام 1942، حين تعرَّف الشاعر الغنائي عمر الحلبي الذي كتب له كلمات أغنية «بالفلا جمـّال ساري»، فلحنها وغناها رفيق شكري في ذاك العام، لتكون من أشهر أغنياته.
وفي الحقيقة فإن رفيق شكري الذي تتلمذ على ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، استطاع من اللحن الأول أن يتحرر من تأثير عبد الوهاب واستطاع في ألحانه وأدائه أن يطبع أغنياته بالطابع المحلي بعيداً عن سيطرة اللهجة المصرية التي كانت مسيطرة آنذاك على الغناء العربي، وساعده في ذلك عمر حلبي الذي كتب له كلمات الأغنيات باللهجة المحلية. فبعد «بالفـلا جمـّال ساري» لحن رفيق شكري وغنى من كلمات عمر حلبي نحو مئتي أغنية في خلال مسيرته الفنية، وكلها حققت نجاحاً كبيراً، منها «غيبي يا شمس غيبي» و«خلـّي الحبايب يسلمو»، و«خدوا معاهم مها».
قدّم رفيق شكري أغنياته عبر أثير إذاعة دمشق المحلية، التي تأسست في 11 شباط عام 1942. وفي عام 1944 سافر إلى القدس، وغنى عبر أثير إذاعتها، كما قـّدم غناءه في إذاعة الشرق الأدنى التي كان مقرها مدينة يافا. وعند افتتاح الإذاعة السورية عام 1947 بعد الجلاء، كان رفيق شكري من أوائل المطربين الذين قدموا غناءهم عبر أثيرها.
لحن رفيق شكري في مسيرته الفنية التي استمرت ثلاثين سنة نحو خمسمئة أغنية، شملت معظم قوالب الغناء العربي «الموشح والقصيدة والمونولوغ والطقطوقة»، وألحانه الشعبية كانت الأكثر انتشاراً، لأنه استمدها من البيئة الشعبية التي عاش فيها، سواءً حي الميدان الشعبي بدمشق إبان نشأته، أو سوق ساروجة بعدما صار شاباً. ومن القصائد التي لحنها وغناها «عذاب» لمدحة عكاش و«ياصوتها» للدكتور صباح قباني و«دمشق» شعر سليم الزركلي. وفي قالب المونولوغ قـّدم العديد مثل «فكرت أنساك». وفي قالب «الاسكتش» لحن عدة اسكتشات جميلة غناها مع مجموعة من المطربين أو قُدمت بصوت المجموعة منها «الذهب الأبيض» و«الزحف العربي»...
تناول رفيق شكري في أغنياته الكثير من الموضوعات، ففي الموضوع الوطني لحن وغنى الكثير مثل «حبيبتي يا مهد الحرية» و«بلادي يامحلا بلادي» واسكتش «فلسطين»، وشاركه الغناء فيه المطربة مها صبري والمطرب سيد اسماعيل من مصر، واسكتش «قصة الجلاء» وغنــاه مع ســحر والمجمـوعـة. وفي الغنــاء الديني قـّدم عـدة أغنيات جميلة منها «يا زائرين النبي» و«وداع الحجاج» و«أهلاً يا رمضان»، وقـّدم الأغنيات الاجتماعية عن العمل والعامل والفلاح والأم والابن.
غنى رفيق شكري عدداً قليلاً من الأغنيات من ألحان غيره. فمن تلحين شاكر بريخان شارك في غناء اسكتش «للعالي» مع سحر، وسمير حلمي. ومن تلحين عدنان منيني غنى موشح «أيها الساقي» والأغنية الوطنية «المشاة». وقـّدم من تلحين رياض البندك قصيدة «أحلام الجزيرة» شعر عبد الرحمن الخميسي.
وإضافة إلى الأغنيات التي لحنها رفيق شكري وغناها بصوته، لحن للعديد من المطربين من سورية والوطن العربي، فقد لحن لفايزة أحمد[ر] قبل انتقالها إلى القاهرة عدة أغنيات، مثل «ماببدلك» و«هاتي الدموع ياعين» و«ح افضل وفي». ولحن للمغنية المصرية سعاد مكاوي «كيف بدي جموحك داوي» ولسعاد محمد «يا اختي حبيبي راح». وكانت كروان أكثر من غنى من ألحانه، إذ يزيد ما غنته من ألحانه على عشرين أغنية، منها «الحب الطاهر» و«آخر مرة» و«أنت وأنا». ومن الذين غنوا من ألحانه أيضاً: ياسين محمود وفتى دمشق وتغريد محمد ونور الصباح وفتى فلسطين.
وفي مجال السينما خاض رفيق شكري تجربة وحيدة، تمثلت في فيلم «نور وظلام» عام 1948، وهو أول فيلم سوري ناطق، وشاركته التمثيل فيه الممثلة اللبنانية «إيفيت فغالي»، وكان الإنتاج والإخراج لنزيه الشهبندر، وقدم فيه رفيق عدة أغنيات، منها «معي الجمال كله» و«خلّيني وحداني».
زار رفيق شكري عدداً من البلدان العربية، وقدم غناءه فيها، فزار مصر عدة مرات، وشارك في الكثير من الحفلات، وسجل لإذاعتي القاهرة وصوت العرب مجموعة من أغنياته. وفي خلال إحدى زياراته شارك بدور صغير في فيلم «بنت البادية» مع المطرب محمد كحلاوي[ر]، وزار لبنان والأردن والعراق...
واستمر عطاؤه بلا توقف حتى رحيله في الثالث من آذار عام 1969.
أحمد بوبس
(1923ـ 1969)
رفيق شكري ملحن ومطرب سوري، ولد في دمشق، وظهرت ميوله للغناء ولمّا يزال طفلاً، وفي سن الثانية عشرة، تتلمذ على يد الموسيقي صبحي سعيد، فتعلم العزف على العود، ودرس المقامات الموسيقية [ر.الموسيقى العربية].
وفي عام 1936، وقف أول مرة على أحد مسارح دمشق، يؤدي بصوته أغنيات محمد عبد الوهاب[ر]. وفي تلك المدة، لحن له أستاذه صبحي سعيد أغنية وحيدة «لمـّا هويتك ماكانش ذنبي».
أما الانطلاقة الفنية الحقيقية لرفيق شكري، فكانت عام 1942، حين تعرَّف الشاعر الغنائي عمر الحلبي الذي كتب له كلمات أغنية «بالفلا جمـّال ساري»، فلحنها وغناها رفيق شكري في ذاك العام، لتكون من أشهر أغنياته.
وفي الحقيقة فإن رفيق شكري الذي تتلمذ على ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، استطاع من اللحن الأول أن يتحرر من تأثير عبد الوهاب واستطاع في ألحانه وأدائه أن يطبع أغنياته بالطابع المحلي بعيداً عن سيطرة اللهجة المصرية التي كانت مسيطرة آنذاك على الغناء العربي، وساعده في ذلك عمر حلبي الذي كتب له كلمات الأغنيات باللهجة المحلية. فبعد «بالفـلا جمـّال ساري» لحن رفيق شكري وغنى من كلمات عمر حلبي نحو مئتي أغنية في خلال مسيرته الفنية، وكلها حققت نجاحاً كبيراً، منها «غيبي يا شمس غيبي» و«خلـّي الحبايب يسلمو»، و«خدوا معاهم مها».
قدّم رفيق شكري أغنياته عبر أثير إذاعة دمشق المحلية، التي تأسست في 11 شباط عام 1942. وفي عام 1944 سافر إلى القدس، وغنى عبر أثير إذاعتها، كما قـّدم غناءه في إذاعة الشرق الأدنى التي كان مقرها مدينة يافا. وعند افتتاح الإذاعة السورية عام 1947 بعد الجلاء، كان رفيق شكري من أوائل المطربين الذين قدموا غناءهم عبر أثيرها.
لحن رفيق شكري في مسيرته الفنية التي استمرت ثلاثين سنة نحو خمسمئة أغنية، شملت معظم قوالب الغناء العربي «الموشح والقصيدة والمونولوغ والطقطوقة»، وألحانه الشعبية كانت الأكثر انتشاراً، لأنه استمدها من البيئة الشعبية التي عاش فيها، سواءً حي الميدان الشعبي بدمشق إبان نشأته، أو سوق ساروجة بعدما صار شاباً. ومن القصائد التي لحنها وغناها «عذاب» لمدحة عكاش و«ياصوتها» للدكتور صباح قباني و«دمشق» شعر سليم الزركلي. وفي قالب المونولوغ قـّدم العديد مثل «فكرت أنساك». وفي قالب «الاسكتش» لحن عدة اسكتشات جميلة غناها مع مجموعة من المطربين أو قُدمت بصوت المجموعة منها «الذهب الأبيض» و«الزحف العربي»...
تناول رفيق شكري في أغنياته الكثير من الموضوعات، ففي الموضوع الوطني لحن وغنى الكثير مثل «حبيبتي يا مهد الحرية» و«بلادي يامحلا بلادي» واسكتش «فلسطين»، وشاركه الغناء فيه المطربة مها صبري والمطرب سيد اسماعيل من مصر، واسكتش «قصة الجلاء» وغنــاه مع ســحر والمجمـوعـة. وفي الغنــاء الديني قـّدم عـدة أغنيات جميلة منها «يا زائرين النبي» و«وداع الحجاج» و«أهلاً يا رمضان»، وقـّدم الأغنيات الاجتماعية عن العمل والعامل والفلاح والأم والابن.
غنى رفيق شكري عدداً قليلاً من الأغنيات من ألحان غيره. فمن تلحين شاكر بريخان شارك في غناء اسكتش «للعالي» مع سحر، وسمير حلمي. ومن تلحين عدنان منيني غنى موشح «أيها الساقي» والأغنية الوطنية «المشاة». وقـّدم من تلحين رياض البندك قصيدة «أحلام الجزيرة» شعر عبد الرحمن الخميسي.
وإضافة إلى الأغنيات التي لحنها رفيق شكري وغناها بصوته، لحن للعديد من المطربين من سورية والوطن العربي، فقد لحن لفايزة أحمد[ر] قبل انتقالها إلى القاهرة عدة أغنيات، مثل «ماببدلك» و«هاتي الدموع ياعين» و«ح افضل وفي». ولحن للمغنية المصرية سعاد مكاوي «كيف بدي جموحك داوي» ولسعاد محمد «يا اختي حبيبي راح». وكانت كروان أكثر من غنى من ألحانه، إذ يزيد ما غنته من ألحانه على عشرين أغنية، منها «الحب الطاهر» و«آخر مرة» و«أنت وأنا». ومن الذين غنوا من ألحانه أيضاً: ياسين محمود وفتى دمشق وتغريد محمد ونور الصباح وفتى فلسطين.
وفي مجال السينما خاض رفيق شكري تجربة وحيدة، تمثلت في فيلم «نور وظلام» عام 1948، وهو أول فيلم سوري ناطق، وشاركته التمثيل فيه الممثلة اللبنانية «إيفيت فغالي»، وكان الإنتاج والإخراج لنزيه الشهبندر، وقدم فيه رفيق عدة أغنيات، منها «معي الجمال كله» و«خلّيني وحداني».
زار رفيق شكري عدداً من البلدان العربية، وقدم غناءه فيها، فزار مصر عدة مرات، وشارك في الكثير من الحفلات، وسجل لإذاعتي القاهرة وصوت العرب مجموعة من أغنياته. وفي خلال إحدى زياراته شارك بدور صغير في فيلم «بنت البادية» مع المطرب محمد كحلاوي[ر]، وزار لبنان والأردن والعراق...
واستمر عطاؤه بلا توقف حتى رحيله في الثالث من آذار عام 1969.
أحمد بوبس