شهداء السادس من أيار
منذ أن عطل السلطان عبد الحميد الثاني العمل بالدستور سنة 1876، بدأت العناصر التركية والعربية المطالبة بإعادة العمل به، وكان لجمعية الاتحاد والترقي[ر] دور كبير في رضوخ السلطان لهذا المطلب، وذلك سنة 1908م مما أدى إلى ازدياد نفوذ هذه الجمعية وشعبيتها.
وظن العرب خيراً بهذا الانقلاب، إلا أن خيبة الأمل وقعت عندما جرت الانتخابات، وعملت جمعية «الاتحاد والترقي» على إنجاح مرشحيها، كما سعت إلى إقصاء العرب عن وظائفهم.
وكان لعزل السلطان عبد الحميد وتعيين السلطان رشاد مكانه عام 1909 فرصة للجمعية لتحكم البلاد حكماً استبدادياً، فقامت بحلّ الجمعيات غير التركية، عندئذ كان لا بد للعرب من المجاهرة بمطالبهم، فعقدوا مؤتمر باريس، المنبثق عن «الجمعية اللامركزية» المكونة في مصر، للمطالبة بالإصلاح.
وكان إعلان الحرب العالمية الأولى، ودخول تركيا الحرب مع ألمانيا، واتهام بعض القادة العرب بالاتصال بإنكلترا وفرنسا المناوئتين لتركيا، فرصةً للاتحاديين لفرض سياسة الإرهاب على الأصعدة كافة، وذلك عن طريق جمال باشا السفاح[ر] الذي عُيّن والياً على بلاد الشام وقائداً للقوات العثمانية فيها، وقد تظاهر جمال باشا بالتقرب من الاستقلاليين، وكان في الوقت نفسه يسعى للإطلاع على أسرارهم تمهيداً للبطش بهم.
وظهرت نوايا السفاح على حقيقتها يوم أن عقد «الديوان العرفي» في عاليه (لبنان)، وحاكم من خلاله عدداً من القادة العرب، وقضى بإعدامهم شنقاً، وذلك في يوم واحد هو الرابع من رجب 1334هـ الموافق للسادس من أيار 1916م. فأعدم ثلاثة عشر منهم في ساحة البرج في بيروت، وأعدم سبعة منهم في ساحة المرجة في دمشق.
شهداء دمشق
ـ شفيق بن أحمد المؤيد العظم (1857ـ 1916): ولد بدمشق، وتلقى دراسته في عينتورا (لبنان) عُيّن مترجماً في الباب العالي. ألف جمعية «الإخاء العربي»، كما انتخب نائباً في البرلمان التركي عن دمشق. اتهم بالاتصال بالفرنسيين.
ـ عبد الحميد بن محمد شاكر الزهراوي (1855ـ 1916): ولد في مدينة حمص، وأصدر فيها جريدة (المنبر). انتخب عن حمص نائباً في مجلس «المبعوثان»، أصدر في الآستانة جريدة (الحضارة). انتخب رئيساً للمؤتمر الذي انعقد في باريس لمطالبة الحكومة التركية بالإصلاحات. اتهم بمعارضته لحزب (الاتحاد والترقي) وبتأسيسه حزب (الحرية والائتلاف) ودوره في رئاسة جمعية (اللامركزية).
ـ عمر بن عبد القادر الجزائري (1871ـ 1916): ولد بدمشق، وكان من المتمسكين بالقومية العربية. اتهم بالمطالبة بالإصلاح واللامركزية، وبالاتصال مع قنصل فرنسا.
ـ شكري بن علي العسلي (1868ـ 1916): ولد بدمشق، تخرج في المكتب الملكي الشاهاني في الآستانة. انتخب نائباً عن دمشق، كان من أوائل المعارضين للاتحاديين ببيع أراضٍ فلسطينية لليهود. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية، والسعي إلى الانفصال عن الدولة العثمانية.
ـ عبد الوهاب بن أحمد الإنكليزي المليحي (1878ـ 1916): ولد في قرية المليحة من غوطة دمشق، تابع دراسته في المدرسة الملكية الشاهانية في اصطنبول، استقال من خدمة الدولة ليبدأ حياته السياسية. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية.
ـ رفيق بن موسى رزق سلوم (1891ـ 1916) ولد في مدينة حمص، دخل المدرسة الأكليركية ونال شهادتها ليكون راهباً في المطرانية الأرثوذكسية، لكنه خلع ثوب الرهبانية، وسافر إلى الآستانة لدراسة الحقوق، وهناك بدأ يكتب المقالات الداعية إلى الإصلاح، وكان من المساهمين في إنشاء النادي العربي في الآستانة. اتهم بكتابة الأشعار التي تحث على الاستقلال، وأنه من أعضاء اللامركزية.
ـ رشدي بن أحمد الشمعة (1865ـ 1916): ولد بدمشق، تلقى دراسته العالية في استانبول، انتخب نائباً عن دمشق. اتهم بإلقائه المحاضرات التي تحض على الاستقلال واشتراكه في تشكيلات الجمعية اللامركزية.
شهداء بيروت
ـ بترو بن بترو باولي (1886ـ 1916): يوناني الأصل، ولد في بيروت. عمل في الصحافة، وأصدر مع رفاقه جريدة (الوطن). قضى زهاء سنتين متنقلاً من سجن لآخر بسبب مقالاته الجريئة، واتهم بأنه كان يدعو إلى استقلال مملكة عربية.
ـ جرجي بن موسى حداد (1880ـ 1916): ولد في لبنان. امتهن الصحافة. أقام بدمشق وبدأ بنشر مقالات في جريدة «العصر الجديد» يؤيد فيها أهداف وطنه باستقلال لبنان.
ـ سعيد بن فاضل بشارة عقل (1888ـ 1916): ولد في الدامور (لبنان)، سافر إلى المكسيك وأصدر جريدة «صدى المكسيك». عاد إلى بيروت وأصدر جريدة «البيرق» ولكن السلطات التركية أوقفتها. اتهم بأنه على اتصال مع القنصلية الفرنسية، وأنه من أعضاء جمعية النهضة اللبنانية.
ـ عمر بن مصطفى حمد (1893ـ 1916): ولد في مدينة بيروت، شارك في تحرير العديد من الصحف. وعندما انكشفت النوايا السيئة لجمال باشا اتفق مع رفاقه (العريسي والشهابي والبساط) على الفرار إلى البادية، ولكن قبض عليهم بتهمة الانتماء إلى اللامركزية.
ـ عبد الغني بن محمد العُرَيِّسي (1891ـ 1916): ولد في بيروت. أصدر جريدة «المفيد»، فأوقفتها الحكومة التركية عدة مرات، فنقل الجريدة إلى دمشق. دفعه طموحه للسفر إلى باريس حيث نال شهادة «المدرسة الحرة للعلوم السياسية». شارك في المؤتمر العربي الذي عقد في باريس. حاول الفرار إلى البادية مع رفاقه، وتم إلقاء القبض عليهم في محطة «مدائن صالح». اتهم بالانتساب إلى اللامركزية، وتحريض العربان على الثورة.
ـ عارف بن محمد سعيد الشهابي (1889ـ 1916): ولد في (حاصبيا ـ لبنان)، تلقى دراسته الإعدادية في دمشق. سافر إلى الآستانة للدراسة العالية، وهناك أسس مع زميليه شكري الجندي وعبد الكريم الخليل جمعية «النهضة العربية». كتب في الصحافة مقالات وطنية كانت سبباً لنقمة والي دمشق عليه. فرَّ مع رفاقه إلى «الجوف» فقبض عليهم في محطة «مدائن صالح». اتهم بالانتماء إلى اللامركزية وتحريض العربان على الثورة.
ـ أحمد بن حسن طبّارة (1871ـ 1916): ولد في بيروت. وكان خطيباً بجامع «النوفرة» بدمشق. أصدر جريدة «الاتحاد العثماني» ثم جريدة «الإصلاح». كان عضواً في المؤتمر العربي اللامركزي في باريس وأمين سره. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية واشتراكه في مؤتمر باريس.
ـ توفيق بن أحمد البساط (1888ـ 1916): ولد في مدينة صيدا، وتلقى تحصيله في المدرسة الملكية في اصطنبول. وخلال خدمته العسكرية ألقى قصيدة وطنية ما إن ترجمت لجمال السفاح حتى أمر بنفيه مع بعض رفاقه إلى جبهة «جناق قلعة». حاول الفرار مع رفاقه، ولكن قبض عليهم في محطة «مدائن صالح». اتهم بالفرار من الخدمة وتوزيع المنشورات السرية والانتماء إلى تشكيلات اللامركزية.
ـ سيف الدين بن أبي النصر الخطيب (1888ـ 1916): ولد في دمشق. تخرج في جامعة الحقوق في الآستانة، عمل في سلك القضاء. اتهم بأنه كان يدير شؤون «المنتدى الأدبي» السرية واتصاله مع أعضاء اللجنة اللامركزية.
ـ علي بن عمر النشاشيبي: ولد في مدينة القدس، وكان طبيباً بيطرياً. انتسب إلى الجمعيات العربية، وكان له نشاط ظاهر حيث أمر جمال باشا بالقبض عليه متهماً بأنه من أعضاء الجمعية القحطانية، وشارك في تنظيمات اللامركزية.
ـ محمود جلال بن سليم الآمدي البخاري (1882ـ 1916): ولد بدمشق. انتسب إلى الملكية الشاهانية في اصطنبول. كان من أعضاء (المنتدى الأدبي)، كما أصدر جريدة (الحضارة). عمل في سلك القضاء وكانت له مواقف مشهودة أثارت عليه غضب جمال باشا. اتفق مع بعض رفاقه على الفرار إلى البادية، ولكن قبض عليهم في محطة (مدائن صالح). اتهم بالفرار من الخدمة، وسعيه إلى الاستقلال.
ـ سليم بن محمد سعيد الجزائري الحسني(1879ـ 1916): ولد في دمشق. تخرج في الكلية العسكرية في الآستانة. تولى قيادة عدد من الألوية في الحرب العالمية الأولى. كان من مؤسسي جمعيات (العهد ـ القحطانية ـ فتيان العرب). قبض عليه متهماً بأنه من الرؤساء الوحيدين الذين ولَّدوا فكرة الاستقلال العربي.
ـ أمين لطفي بن محمد عيد قسومة الحافظ (1880ـ 1916): ولد بدمشق، غلب عليه لقب الحافظ نسبة إلى أبيه الذي كان حافظاً للقرآن. انتسب إلى المدرسة الحربية العليا في اصطنبول. عُيّن ضابطاً في المشيرية العسكرية بدمشق. كان يؤلف المسرحيات التي تبث روح القومية العربية فنقل إلى جبهة القوقاز، ومن هناك سيق مخفوراً ليحاكم بتهمة تحريض الضباط العرب على الاستقلال، وأنه كان رئيساً لفرع «جمعية العهد» في حلب.
أثر الأحكام الجائرة على التعجيل بالثورة العربية
كان تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بشهداء دمشق وبيروت تأكيداً للحكم الاستبدادي الذي مارسه جمال السفاح وأعوانه. وأيقن القادة العرب أن الوعود التي كانوا يتلقونها إنما كانت سراباً. وتفاقمت الأمور باستمرار سياسة البطش والإرهاب والتتريك، مما سارع في إعلان الثورة الكبرى. فقد اجتمع الشريف حسين وأبناؤه في الطائف، وعقدوا مؤتمراً انضم إليه كثير من قادة العرب، كان من نتائجه أن قام الشريف حسين في العاشر من حزيران 1916م بإطلاق الرصاصة الأولى على الثكنة التركية ليعلن بدء الثورة العربية.
فؤاد الدعاس
منذ أن عطل السلطان عبد الحميد الثاني العمل بالدستور سنة 1876، بدأت العناصر التركية والعربية المطالبة بإعادة العمل به، وكان لجمعية الاتحاد والترقي[ر] دور كبير في رضوخ السلطان لهذا المطلب، وذلك سنة 1908م مما أدى إلى ازدياد نفوذ هذه الجمعية وشعبيتها.
وظن العرب خيراً بهذا الانقلاب، إلا أن خيبة الأمل وقعت عندما جرت الانتخابات، وعملت جمعية «الاتحاد والترقي» على إنجاح مرشحيها، كما سعت إلى إقصاء العرب عن وظائفهم.
وكان لعزل السلطان عبد الحميد وتعيين السلطان رشاد مكانه عام 1909 فرصة للجمعية لتحكم البلاد حكماً استبدادياً، فقامت بحلّ الجمعيات غير التركية، عندئذ كان لا بد للعرب من المجاهرة بمطالبهم، فعقدوا مؤتمر باريس، المنبثق عن «الجمعية اللامركزية» المكونة في مصر، للمطالبة بالإصلاح.
وكان إعلان الحرب العالمية الأولى، ودخول تركيا الحرب مع ألمانيا، واتهام بعض القادة العرب بالاتصال بإنكلترا وفرنسا المناوئتين لتركيا، فرصةً للاتحاديين لفرض سياسة الإرهاب على الأصعدة كافة، وذلك عن طريق جمال باشا السفاح[ر] الذي عُيّن والياً على بلاد الشام وقائداً للقوات العثمانية فيها، وقد تظاهر جمال باشا بالتقرب من الاستقلاليين، وكان في الوقت نفسه يسعى للإطلاع على أسرارهم تمهيداً للبطش بهم.
وظهرت نوايا السفاح على حقيقتها يوم أن عقد «الديوان العرفي» في عاليه (لبنان)، وحاكم من خلاله عدداً من القادة العرب، وقضى بإعدامهم شنقاً، وذلك في يوم واحد هو الرابع من رجب 1334هـ الموافق للسادس من أيار 1916م. فأعدم ثلاثة عشر منهم في ساحة البرج في بيروت، وأعدم سبعة منهم في ساحة المرجة في دمشق.
شهداء دمشق
ـ شفيق بن أحمد المؤيد العظم (1857ـ 1916): ولد بدمشق، وتلقى دراسته في عينتورا (لبنان) عُيّن مترجماً في الباب العالي. ألف جمعية «الإخاء العربي»، كما انتخب نائباً في البرلمان التركي عن دمشق. اتهم بالاتصال بالفرنسيين.
ـ عبد الحميد بن محمد شاكر الزهراوي (1855ـ 1916): ولد في مدينة حمص، وأصدر فيها جريدة (المنبر). انتخب عن حمص نائباً في مجلس «المبعوثان»، أصدر في الآستانة جريدة (الحضارة). انتخب رئيساً للمؤتمر الذي انعقد في باريس لمطالبة الحكومة التركية بالإصلاحات. اتهم بمعارضته لحزب (الاتحاد والترقي) وبتأسيسه حزب (الحرية والائتلاف) ودوره في رئاسة جمعية (اللامركزية).
ـ عمر بن عبد القادر الجزائري (1871ـ 1916): ولد بدمشق، وكان من المتمسكين بالقومية العربية. اتهم بالمطالبة بالإصلاح واللامركزية، وبالاتصال مع قنصل فرنسا.
ـ شكري بن علي العسلي (1868ـ 1916): ولد بدمشق، تخرج في المكتب الملكي الشاهاني في الآستانة. انتخب نائباً عن دمشق، كان من أوائل المعارضين للاتحاديين ببيع أراضٍ فلسطينية لليهود. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية، والسعي إلى الانفصال عن الدولة العثمانية.
ـ عبد الوهاب بن أحمد الإنكليزي المليحي (1878ـ 1916): ولد في قرية المليحة من غوطة دمشق، تابع دراسته في المدرسة الملكية الشاهانية في اصطنبول، استقال من خدمة الدولة ليبدأ حياته السياسية. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية.
ـ رفيق بن موسى رزق سلوم (1891ـ 1916) ولد في مدينة حمص، دخل المدرسة الأكليركية ونال شهادتها ليكون راهباً في المطرانية الأرثوذكسية، لكنه خلع ثوب الرهبانية، وسافر إلى الآستانة لدراسة الحقوق، وهناك بدأ يكتب المقالات الداعية إلى الإصلاح، وكان من المساهمين في إنشاء النادي العربي في الآستانة. اتهم بكتابة الأشعار التي تحث على الاستقلال، وأنه من أعضاء اللامركزية.
ـ رشدي بن أحمد الشمعة (1865ـ 1916): ولد بدمشق، تلقى دراسته العالية في استانبول، انتخب نائباً عن دمشق. اتهم بإلقائه المحاضرات التي تحض على الاستقلال واشتراكه في تشكيلات الجمعية اللامركزية.
شهداء بيروت
ـ بترو بن بترو باولي (1886ـ 1916): يوناني الأصل، ولد في بيروت. عمل في الصحافة، وأصدر مع رفاقه جريدة (الوطن). قضى زهاء سنتين متنقلاً من سجن لآخر بسبب مقالاته الجريئة، واتهم بأنه كان يدعو إلى استقلال مملكة عربية.
ـ جرجي بن موسى حداد (1880ـ 1916): ولد في لبنان. امتهن الصحافة. أقام بدمشق وبدأ بنشر مقالات في جريدة «العصر الجديد» يؤيد فيها أهداف وطنه باستقلال لبنان.
ـ سعيد بن فاضل بشارة عقل (1888ـ 1916): ولد في الدامور (لبنان)، سافر إلى المكسيك وأصدر جريدة «صدى المكسيك». عاد إلى بيروت وأصدر جريدة «البيرق» ولكن السلطات التركية أوقفتها. اتهم بأنه على اتصال مع القنصلية الفرنسية، وأنه من أعضاء جمعية النهضة اللبنانية.
ـ عمر بن مصطفى حمد (1893ـ 1916): ولد في مدينة بيروت، شارك في تحرير العديد من الصحف. وعندما انكشفت النوايا السيئة لجمال باشا اتفق مع رفاقه (العريسي والشهابي والبساط) على الفرار إلى البادية، ولكن قبض عليهم بتهمة الانتماء إلى اللامركزية.
ـ عبد الغني بن محمد العُرَيِّسي (1891ـ 1916): ولد في بيروت. أصدر جريدة «المفيد»، فأوقفتها الحكومة التركية عدة مرات، فنقل الجريدة إلى دمشق. دفعه طموحه للسفر إلى باريس حيث نال شهادة «المدرسة الحرة للعلوم السياسية». شارك في المؤتمر العربي الذي عقد في باريس. حاول الفرار إلى البادية مع رفاقه، وتم إلقاء القبض عليهم في محطة «مدائن صالح». اتهم بالانتساب إلى اللامركزية، وتحريض العربان على الثورة.
ـ عارف بن محمد سعيد الشهابي (1889ـ 1916): ولد في (حاصبيا ـ لبنان)، تلقى دراسته الإعدادية في دمشق. سافر إلى الآستانة للدراسة العالية، وهناك أسس مع زميليه شكري الجندي وعبد الكريم الخليل جمعية «النهضة العربية». كتب في الصحافة مقالات وطنية كانت سبباً لنقمة والي دمشق عليه. فرَّ مع رفاقه إلى «الجوف» فقبض عليهم في محطة «مدائن صالح». اتهم بالانتماء إلى اللامركزية وتحريض العربان على الثورة.
ـ أحمد بن حسن طبّارة (1871ـ 1916): ولد في بيروت. وكان خطيباً بجامع «النوفرة» بدمشق. أصدر جريدة «الاتحاد العثماني» ثم جريدة «الإصلاح». كان عضواً في المؤتمر العربي اللامركزي في باريس وأمين سره. اتهم بالانتماء إلى اللامركزية واشتراكه في مؤتمر باريس.
ـ توفيق بن أحمد البساط (1888ـ 1916): ولد في مدينة صيدا، وتلقى تحصيله في المدرسة الملكية في اصطنبول. وخلال خدمته العسكرية ألقى قصيدة وطنية ما إن ترجمت لجمال السفاح حتى أمر بنفيه مع بعض رفاقه إلى جبهة «جناق قلعة». حاول الفرار مع رفاقه، ولكن قبض عليهم في محطة «مدائن صالح». اتهم بالفرار من الخدمة وتوزيع المنشورات السرية والانتماء إلى تشكيلات اللامركزية.
ـ سيف الدين بن أبي النصر الخطيب (1888ـ 1916): ولد في دمشق. تخرج في جامعة الحقوق في الآستانة، عمل في سلك القضاء. اتهم بأنه كان يدير شؤون «المنتدى الأدبي» السرية واتصاله مع أعضاء اللجنة اللامركزية.
ـ علي بن عمر النشاشيبي: ولد في مدينة القدس، وكان طبيباً بيطرياً. انتسب إلى الجمعيات العربية، وكان له نشاط ظاهر حيث أمر جمال باشا بالقبض عليه متهماً بأنه من أعضاء الجمعية القحطانية، وشارك في تنظيمات اللامركزية.
ـ محمود جلال بن سليم الآمدي البخاري (1882ـ 1916): ولد بدمشق. انتسب إلى الملكية الشاهانية في اصطنبول. كان من أعضاء (المنتدى الأدبي)، كما أصدر جريدة (الحضارة). عمل في سلك القضاء وكانت له مواقف مشهودة أثارت عليه غضب جمال باشا. اتفق مع بعض رفاقه على الفرار إلى البادية، ولكن قبض عليهم في محطة (مدائن صالح). اتهم بالفرار من الخدمة، وسعيه إلى الاستقلال.
ـ سليم بن محمد سعيد الجزائري الحسني(1879ـ 1916): ولد في دمشق. تخرج في الكلية العسكرية في الآستانة. تولى قيادة عدد من الألوية في الحرب العالمية الأولى. كان من مؤسسي جمعيات (العهد ـ القحطانية ـ فتيان العرب). قبض عليه متهماً بأنه من الرؤساء الوحيدين الذين ولَّدوا فكرة الاستقلال العربي.
ـ أمين لطفي بن محمد عيد قسومة الحافظ (1880ـ 1916): ولد بدمشق، غلب عليه لقب الحافظ نسبة إلى أبيه الذي كان حافظاً للقرآن. انتسب إلى المدرسة الحربية العليا في اصطنبول. عُيّن ضابطاً في المشيرية العسكرية بدمشق. كان يؤلف المسرحيات التي تبث روح القومية العربية فنقل إلى جبهة القوقاز، ومن هناك سيق مخفوراً ليحاكم بتهمة تحريض الضباط العرب على الاستقلال، وأنه كان رئيساً لفرع «جمعية العهد» في حلب.
أثر الأحكام الجائرة على التعجيل بالثورة العربية
كان تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بشهداء دمشق وبيروت تأكيداً للحكم الاستبدادي الذي مارسه جمال السفاح وأعوانه. وأيقن القادة العرب أن الوعود التي كانوا يتلقونها إنما كانت سراباً. وتفاقمت الأمور باستمرار سياسة البطش والإرهاب والتتريك، مما سارع في إعلان الثورة الكبرى. فقد اجتمع الشريف حسين وأبناؤه في الطائف، وعقدوا مؤتمراً انضم إليه كثير من قادة العرب، كان من نتائجه أن قام الشريف حسين في العاشر من حزيران 1916م بإطلاق الرصاصة الأولى على الثكنة التركية ليعلن بدء الثورة العربية.
فؤاد الدعاس