شارل الأولCharles I ملك إنكلترا واسكتلندا وأيرلندا (1625ـ 1649) ولد في قصر دانفرملاين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شارل الأولCharles I ملك إنكلترا واسكتلندا وأيرلندا (1625ـ 1649) ولد في قصر دانفرملاين

    شارل الأول
    (1600ـ 1649)
    شارل الأول Charles I ملك إنكلترا واسكتلندا وأيرلندا (1625ـ 1649). ولد في قصر دانفرملاين Dunfermline في اسكتلندا. وهو ثاني أبناء ملك اسكتلندا جيمس السادس وملكتها آن الدنمركية. تربى في كنف مربين اسكتلنديين وإنكليز. عانى في شبابه مرض المفاصل والفأفأة إبان حياته.
    بعد وفاة أخيه البكر هنري، أصبح شارل وريث والديه على العرش، وفي عام 1625 تولَّى عرش إنكلترا باسم شارل الأول.
    وكانت إنكلترا عند توليه العرش في حرب مع أسبانيا، فعقد شارل تحالفاً مع فرنسا بزواجه من هنرييت ماري أخت ملك فرنسا لويس الثالث عشر. لكنه سرعان ما اكتسب كراهية الرأي العام له بسبب رعونته واستبداده السياسي الذي شجعته عليه زوجته.
    وبسبب حاجته إلى موافقة البرلمان على الأموال اللازمة لتمويل هذه الحرب، فقد أصبحت البرلمانات الأولى في عهده في وضع قوي يسمح لها بفرض رغباتها على السلطة التنفيذية، فكان العديد من أعضاء مجلس العموم ينتقدون سياسة الملك الدينية، ويغتاظون من السلطات الواسعة التي أصبح الأساقفة يتمتعون بها، ويريدون كنيسة «مطهّرة » من الطقوس الكاثوليكية.
    وإثر النزاع الذي نشب بين الملك شارل وبين ثالث برلمان يعقده بسبب بعض الأمور المالية، والأوامر الرسمية الجائرة بإيواء الجنود في بيوت المواطنين، وسجن الملك لرعاياه من دون إيضاح الأسباب، قام أعضاء البرلمان بتسجيل شكاواهم المختلفة في وثيقة دستورية عرفت باسم «عريضة الحقوق»، واضطر الملك إلى التصديق عليها. لكن سرعان ما تفاقم نزاعه مع البرلمان إثر قيام أعضاء البرلمان في شتاء عام 1629 باحتجاز رئيسه والتصويت على ثلاثة قرارات تدين تصرفات الملك غير الشرعية، فرد شارل بحل البرلمان، والحكم إبان السنوات الثلاث عشرة التالية من دونه، وقد وصفت «بالسنوات الثلاث عشرة الاستبدادية»، والواقع أن الملك شارل لم يعد مضطراً إلى دعوة البرلمان، إذ لم يكن يرغب بذلك لما أصبحت تتمتع به المملكة من هدوء وازدهار، وبفضل ما قام به من إصلاحات، وما فرضه من زيادة في الرسوم الجمركية، وما صاحب ذلك من تبني سياسة خارجية سلمية، أصبح الملك شارل قادراً على الحكم من دون صكوك برلمانية.
    لكن الحرب التي نشبت في اسكتلندا بسبب سياسة شارل الدينية الرامية إلى التوفيق بين الكنيستين الاسكتلندية والإنكليزية، وهزيمة الجيش الملكي في عام 1640، وحاجته إلى المال والقوات العسكرية، اضطرته إلى دعوة البرلمان من جديد. وبما أنه عقد العزم على عدم تقديم أي تنازل، فقد حلّه بعد أقل من شهر واحد من انعقاده. إلا أنه إثر الهزائم اللاحقة التي مني بها الجيش الملكي، ونفاذ ما لديه من أموال، اضطر ثانية إلى دعوة ما عرف باسم «البرلمان الطويل الأمد».
    وباستغلال المصاعب التي كان يعانيها الملك، نجح قادة البرلمان في دفعه إلى التخلي عن ضريبة السفن، والرسوم الجمركية غير المشروعة، وحصلوا منه على وعد بدعوة البرلمان بانتظام، إضافة إلى إعدام رئيس وزرائه توماس وينتورث.
    وإثر محاولة الملك شارل اعتقال خمسة من قادة البرلمان بتهمة الخيانة العظمى (مطلع عام 1642)، وإثارة المعارضة ضده وانسحابه إلى شمالي إنكلترا بهدف الإعداد للحرب على البرلمان واستعادة سلطته، نشبت الحرب الأهلية الأولى، وانتهت باستسلام مدينة أكسفورد مقر قيادة الملك بعد تطويق القوات البرلمانية لها وهرب شارل منها متنكراً، وسلَّم نفسه للجيش الاسكتلندي. وفي عامين ونصف حاول شارل التفاوض عبثاً مع البرلمان لاستعادة عرشه. وكانت المعاهدة السرية التي وقعتها زوجته هنرييت بعد هربها إلى فرنسا مع مجموعة من الاسكتلنديين وراء نشوب الحرب الأهلية الثانية التي انتهت بهزيمة الملكيين ومحاكمة الملك وإعدامه بتهمة الخيانة في كانون الثاني 1649. وأعقب ذلك إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في إنكلترا (1649 ـ 1660).
    لم يكن الملك شارل الأول دموياً ولا حاكماً فظاً؛ فلطف معشره ودماثة أخلاقه وبعده عن الرذائل كانت من الأمور التي أثَّرت في كل من سياسته وأمور عائلته، وكان متيَّماً بزوجته التي كان لها الأثر الأقوى في حياته، وكان محبَّاً للفنون، إلا أن ضعف شخصيته وسهولة انقياده لرغبات المقربين منه واعتماده عليهم، أمور قادته إلى مصيره المأساوي.
    صباح كعدان

يعمل...
X