سيدني (فيليب ـ)
(1554 ـ 1586)
ولد الشاعر الإنكليزي فيليب سيدنيPhilip Sidney في بلدة بنزرست Penshurst، لأسرة أرستقراطية، وتلقى تعليمه في جامعات أكسفورد وكمبردج. عهدت إليه الملكة إليزابيث الأولى بعدة مهام دبلوماسية لكنها نفته من بلاطها عام 1580 لمعارضته الشديدة لفكرة زواجها من دوق آنجو الفرنسي. كتب معظم أعماله فيما بين عامي 1580 و1583 ثم تصالح مع الملكة ومنحته لقب فارس، وذهب إلى هولندا في أثناء حربها مع إسبانيا، وتوفي في آرنهم Arnhemبعد أن جُرح في إحدى المعارك.
كان سيدني من الجيل الأول من أدباء البلاط في عصر النهضة. أتقن حرفته ودافع عن الشعر بوصفه شيئاً يليق بالرجل المهذب ذي المكانة المرموقة. وفي مقالته الشهيرة «الدفاع عن الشعر» (1583) The Defence of Poesie حثّ الشعراء على إبداع أعمال متنوعة تدل على خصب الموهبة في الشعر الغنائي وفي فن الدراما الذي شهد نهضة كبرى على يد شكسبير. وكان وراء نهضة الشعر آنذاك محاولات شارك فيها سيدني بتقليد الأقدمين عن طريق الجمع بين آراء أرسطو حول كون الشعر محاكاة للطبيعة، وميول أفلاطون لعدّ عبقرية الشاعر موهبة شخصية تقرب من الجنون، مع إضافة النزعة الإنسانية التي بدأت في البروز مع كتاب عصر النهضة. وناقش أيضاً المبادئ الواجب مراعاتها في المأساة والملهاة، واختتم بعرض الأوزان العروضية وعلاقتها باللغة الإنكليزية.
كتب سيدني في عام 1580 سلسلة من السونيتات تحت عنوان «آستروفيل وستيلا»Astrophel and Stella، وكان من أوائل الذين استنوا تقليداً آخر في مثل هذه الأشعار هو استخدام الأسماء المستعارة. وفي هذه القصائد تصور روائي لقصص الحب؛ ففيها وصف للأمل واليأس والتوسل والمعاناة والجراح والإغراء والمشاعر الملتهبة. وتمثل «ستيلا» الفكرة الأفلاطونية عن نزعة الخير التي يجب، في رأيه، على كل فن حقيقي أن يمثلها ويجسدها.
رأى سيدني أن في قصص البطولة المليئة بالخرافات والأساطير التي كانت سائدة ومتداولة في العصور الوسطى خاصية إيجابية هي أنها «تحرك قلوب الناس ليتخلّقوا بالفضيلة والفروسية والشجاعة والدفاع عن الحق والحرية»، ولهذا قلدها في قصته النثرية الطويلة «آركاديا» (1590)Arcadia. وكلمة «آركاديا» هي رمز للجمال والبراءة والبساطة والسعادة في حياة الريف المثالية. وقد ضم سيدني إلى فصول هذه القصة أغانيه الإحدى عشرة التي كان قد كتبها مع سلسلة قصائد «آستروفيل وستيلا».
مثّل سيدني الشخصية الأقرب إلى الكمال حسب نظرة عصر النهضة، فقد كان باحثاً وشاعراً وناقداً ودبلوماسياً، ورجل بلاط ينادم الملوك، ومثالياً رافقته شهامة الفرسان حتى وفاته.
محمد توفيق البجيرمي
(1554 ـ 1586)
ولد الشاعر الإنكليزي فيليب سيدنيPhilip Sidney في بلدة بنزرست Penshurst، لأسرة أرستقراطية، وتلقى تعليمه في جامعات أكسفورد وكمبردج. عهدت إليه الملكة إليزابيث الأولى بعدة مهام دبلوماسية لكنها نفته من بلاطها عام 1580 لمعارضته الشديدة لفكرة زواجها من دوق آنجو الفرنسي. كتب معظم أعماله فيما بين عامي 1580 و1583 ثم تصالح مع الملكة ومنحته لقب فارس، وذهب إلى هولندا في أثناء حربها مع إسبانيا، وتوفي في آرنهم Arnhemبعد أن جُرح في إحدى المعارك.
كان سيدني من الجيل الأول من أدباء البلاط في عصر النهضة. أتقن حرفته ودافع عن الشعر بوصفه شيئاً يليق بالرجل المهذب ذي المكانة المرموقة. وفي مقالته الشهيرة «الدفاع عن الشعر» (1583) The Defence of Poesie حثّ الشعراء على إبداع أعمال متنوعة تدل على خصب الموهبة في الشعر الغنائي وفي فن الدراما الذي شهد نهضة كبرى على يد شكسبير. وكان وراء نهضة الشعر آنذاك محاولات شارك فيها سيدني بتقليد الأقدمين عن طريق الجمع بين آراء أرسطو حول كون الشعر محاكاة للطبيعة، وميول أفلاطون لعدّ عبقرية الشاعر موهبة شخصية تقرب من الجنون، مع إضافة النزعة الإنسانية التي بدأت في البروز مع كتاب عصر النهضة. وناقش أيضاً المبادئ الواجب مراعاتها في المأساة والملهاة، واختتم بعرض الأوزان العروضية وعلاقتها باللغة الإنكليزية.
كتب سيدني في عام 1580 سلسلة من السونيتات تحت عنوان «آستروفيل وستيلا»Astrophel and Stella، وكان من أوائل الذين استنوا تقليداً آخر في مثل هذه الأشعار هو استخدام الأسماء المستعارة. وفي هذه القصائد تصور روائي لقصص الحب؛ ففيها وصف للأمل واليأس والتوسل والمعاناة والجراح والإغراء والمشاعر الملتهبة. وتمثل «ستيلا» الفكرة الأفلاطونية عن نزعة الخير التي يجب، في رأيه، على كل فن حقيقي أن يمثلها ويجسدها.
رأى سيدني أن في قصص البطولة المليئة بالخرافات والأساطير التي كانت سائدة ومتداولة في العصور الوسطى خاصية إيجابية هي أنها «تحرك قلوب الناس ليتخلّقوا بالفضيلة والفروسية والشجاعة والدفاع عن الحق والحرية»، ولهذا قلدها في قصته النثرية الطويلة «آركاديا» (1590)Arcadia. وكلمة «آركاديا» هي رمز للجمال والبراءة والبساطة والسعادة في حياة الريف المثالية. وقد ضم سيدني إلى فصول هذه القصة أغانيه الإحدى عشرة التي كان قد كتبها مع سلسلة قصائد «آستروفيل وستيلا».
مثّل سيدني الشخصية الأقرب إلى الكمال حسب نظرة عصر النهضة، فقد كان باحثاً وشاعراً وناقداً ودبلوماسياً، ورجل بلاط ينادم الملوك، ومثالياً رافقته شهامة الفرسان حتى وفاته.
محمد توفيق البجيرمي