شخصيات مؤثرة
23 يونيو 2022 ·
قصة بوابة عشتار أجمل آثار بابل العراقية التي نهبتها ألمانيا بنى الملك البابلي نبوخذنصّر الثاني بوابة عشتار في بابل (العراق) قرابة سنة 575 ق.م، فكانت بوابة المدينة الثامنة ومدخلها الرئيسي وكان بناؤها جزءًا من خطة نبوخذنصر لتجميل عاصمة إمبراطوريته وهو الذي كان قد أعاد بناء معبد مردوخ وأنشأ عجيبة الدنيا الشهيرة «الجنائن المعلقة»، في النصف الأول من القرن السادس ق.م
عشتار والآلهة
نُسِبت البوابة إلى الإلهة البابلية عشتار لأنها كانت مكرّسة لها، مع أن نبوخذنصر أظهر ولاءه لباقي الآلهة البابلية أيضًا بنقشه مختلف منحوتات الحيوانات على البوابة، ومنها: الثيران الصغيرة (أو ما يُدعى: الأُرخُص) والأسود والتنانين (السيروش أو الموشوشو)، وهي رموز لآلهة العراق القديم؛ فالأسد يرمز لعشتار؛ إلهة الخصوبة والحب والحرب والجنس، والثور لأدد (أداد)؛ إله الطقس، والتنين لمردوخ (مردوك)؛ إله بابل القومي وكبير الآلهة.
ظلت بوابة عشتار غائبة عن الأنظار، حتى عُثر عليها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عندما وصل إليها علماء الآثار الألمان، بقيادة العالم الأثري روبرت كولدواي، عام 1902، والذي قال عنها إنها تشكل الأثر الأكبر، والأكثر لفتا للانتباه من بين آثار بابل.وبعد اكتشاف البوابة، أعيد تجميع أجزائها على يد علماء الآثار الألمان، حتى اندلعت الحرب العالمية الأولى، عام 1914، فتوقف الألمان عن العمل على البوابة التاريخية، ولكن وبعد أربع سنوات، عندما انتهت الحرب وانهارت الدولة العثمانية، اندفع الألمان للتفاوض مع القوات البريطانية المحتلة للعراق، لشحن بعض ما عثروا عليه من آثار إلى برلين، بما في ذلك بوابة عشتار.
وسرعان ما استولت ألمانيا على بوابة عشتار الأصلية، ونقلتها من بلاد الرافدين، ففُكك التحفة الأثرية الضخمة إلى قطعها المكونة لها الصغيرة الحجم، وتحت أشراف فني أثري نُقلت عبر نهر دجلة إلى ميناء البصرة ومن ثم نُقلت بالسفن إلى برلين على عدة دفعات.وعُرضت البوابة للعامة اعتبارا منذ عشرينيات القرن الماضي، لتعيد روعة بابل القديمة إلى الحياة على نحو لم يحدث من قبل منذ آلاف السنين، فما زالت بوابة عشتار بمتحف برجامون في برلين الألمانية تعد أحد أهم الآثار الرئيسية بالمتحف، وما يوجد في بابل، اليوم، من البوابة ما هو إلا رمز صغير للبوابة الأصلية المنهوبة، التي تزهو في متاحف برلين.
لاوة