موريس سيف Maurice Scève شاعر فرنسي، ولد في مدينة ليون Lyon

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موريس سيف Maurice Scève شاعر فرنسي، ولد في مدينة ليون Lyon

    سيف (موريس ـ)
    (1501؟ ـ نحو1560)

    موريس سيف Maurice Scève شاعر فرنسي، ولد في مدينة ليون Lyon من أب محام، وفي عائلة برجوازية مزدهرة الحال لها مكانتها في الحياة العامة. تلقى ثقافة فكرية غنية، مع ترجيح حصوله على دكتوراه في الحقوق. وكانت علاقته بمدينة أفينيونAvignon طويلة فقد درس فيها، وارتبط في عام 1530 بوكيل الأسقف هناك واكتشف تابوت لَوْرا Laura في إحدى كنائسها، وهي الحبيبة التي تغنى بها الشاعر الإيطالي بتراركا Pétrarque.
    كان سيف رساماً وموسيقياً ومهندس عمارة قبل أن يتبع مهنة والده. وقد ارتاد عقب عودته إلى ليون الأوساط المثقفة فيها. وفي عام 1535، تعرّف إتيين دوليه Étienne Dolet، وهو صاحب مطبعة مثقف، فدفع سيف إليه بكتابه الأول «نهاية فلاميت المؤسفة» La Déplorable fin de Flamète، والكتاب ترجمة لرواية إسبانية، ويكشف هذا العمل من حينه عن اهتمام سيف بتجديد اللغة. التقى سيف في عام 1536 الشاعر الفرنسي كليمان مارو Clément Marot الذي كان منفياً في فِرّارا Ferrara، ومُطْلِق المسابقة الشعرية في نظم البلازون blason، وهو نوع شعري يتمثل بصياغة وصف تفصيلي، فتحمس شعراء مدينة ليون للأمر، وشارك سيف معهم وفاز بفضل قصيدته «الشعار المصوّر» أو «بلازون الحاجب» Blason du sourcil.
    يرتبط مجد سيف الأدبي بقصيدته « ديلي» Délie التي أهداها إلى بتراركا، وهي ذات بنية معقدة. تتألف القصيدة من 449 مقطعاً، كل منها من عشرة أبيات، بالبحر العشاري، وهو وزن يتألف فيه البيت الواحد من عشر وحدات صوتية، ويتغنى الشاعر فيها بمحبوبته ديلي. ويسود الاتفاق على أن بيرنيت دي غييه Pernette du Guillet هي ملهمة سيف في قصيدته. وهي شاعرة شابة في حلقة ليون الأدبية التي رئسها سيف وتضم شاعرات، ومنهن شقيقتا الشاعر. ويختلف المحللون حول حقيقة مبادلة الشاعر تلميذته حبها، فالعلاقة بينهما كانت أفلاطونية على ما يبدو، بل مضى آخرون إلى ترجيح الظن بأن اللفظة «ديلي» مجاز أفلاطوني يستر ترميزاً، فهي مقلوب لفظة «ليديه» L’idée التي تعني بالفرنسية الفكرة، لكنها تعني عند أفلاطون الأصل المتعالي.
    وتحفل القصيدة، باللجوء إلى أسلوب المبالغة والالتماعة اللافتة التي تتطلب جهداً للوصول إليها. والشعر فيها إلماحي وإيحائي يستخدم الإضمار بالحذف واللبس، مما جعل القصيدة متفردة بأصالتها، إلا أن ذلك جعل المعاصرين ينتقدونها لشدة غموضها، إلى حد أن إيتيين دوليه المعجب بالشاعر يعترف بأنه عاجز عن فهم تلك القصائد. غير أن النقد في القرن العشرين أوفى الإلهام في هذا المؤلف حقه، وهو من أجمل وأعمق ما قدمه الشعر الفرنسي.
    بدءاً من عام1540 أخذت تتخلل حياة سيف العامة فترات ينسحب فيها إلى الريف، حيث يخلو إلى نفسه لزمن كان يطول. وأصدر عام 1547 «سولسيه» Saulsaye(غيضة الصفصاف)، وهي من النوع الرعوي الريفي، عن حياة العزلة التي تتغذى من وحي الحقول والبراري يقدم فيها مناظرة بين الريف والمدينة، وذلك في قالب الحوارية الريفية églogue.
    يحيط الغموض بالسنوات الأخيرة من حياة سيف، فيما عدا انصرافه إلى كتابة قصيدته «عالم صغير» Microcosmeت(1652) التي نُشرت من دون توقيع، شأنها شأن أعمال سيف الأخرى. وتقع القصيدة في ثلاثة أجزاء، كل واحد منها يتألف من ألف بيت. ويذكِّر هذا التقسيم الثلاثي ببناء «الكوميديا الإلهية» La Divine Comédieلدانتي. ويتناول الجزء الأول حكاية الإنسان منذ خُلق إلى ارتكاب قابيل لجريمته. وفي الجزء الثاني تتراءى لآدم في منامه ولادة الفنون والعمل الحرفي إلى يوم ظهور أورفيوس. وفي الجزء الثالث يحدث آدم زوجته عن التقدم الذي يمكن للإنسان تحقيقه. وتركز القصيدة على الإنسان الذي يضعه الشاعر في المركز، وهو تقليد أثير عند شعراء عصر النهضة، ويندرج أسلوبها فيما دعي في القرن السادس عشر بالأسلوب العلمي، لكن النهضة الفرنسية كانت بلغت باريس حيث أصدر شعراء البلياد (الثريا)Pléiade بيانهم الشهير الذي يستهدف الدفاع عن اللغة الفرنسية وإشهارها، لكن حلقة الوصل بين عصري النهضة الإيطالي والفرنسي كانت أعمال موريس سيف ومدينة ليون التي ولد وعاش وتوفي فيها.
    عبد الله عويشق
يعمل...
X