شخصيات مؤثرة
29 يونيو 2022 ·
مهنة الإسكافى
قديماً كانت عملية صناعة الأحذية تتم بطريقة يدوية وكان من يمتهن هذه المهنة يطلق عليه الإسكافي أو الكندرجي وكان يطلق عليه في مصر أحيانا الصراماتي أو الجزمجي كما كان يطلق هذا الإسم أيضا علي من يمتهن حرفة إصلاح الأحذية وكلمة إسكافي يعود أصلها إلي اللغة السومرية القديمة التي تنسب إلي حضارة السومريين التي قامت في جنوب بلاد العراق بداية من عام 3200 ق.م تقريبا حيث إشتقت من كلمة إسكاف وكانت تعني صانع الأحذية وفي اللغة الأكادية حرفت إلي إسكابو ثم دخلت بلاد العرب بإضافة حرف الياء لتصبح إسكافي وهي الكلمة السائدة حتي اليوم وكان الأبناء يتوارثون هذه المهنة التي المختصة بصناعة أو إصلاح الأحذية عن الآباء والأجداد مثلها مثل العديد من المهن اليدوية الأخرى أما الآن فقد أصبحت صناعة الأحذية التقليدية الحرفية بالطريقة اليدوية محدودة للغاية وأصبحت تلك المهنة علي وشك الإنقراض والإندثار بسبب كميات الإنتاج الكبيرة من الأحذية الصناعية والتي قد لا تكون بجودة الصناعة التقليدية اليدوية كما أنها قد لا تهتم بالتفاصيل أو الحرفية وهذه المهنة مهنة شاقة وتعد من المهن التي يعلّمها الأجداد للآباء ويتوارثها أبناؤهم وأحفادهم من بعدهم كما أنها من المهن التي رأسمالها موهبة وشيء من الصبر والإصرار والعزيمة وأدوات بسيطة عبارة عن بكرة خيوط وإبر ذات حجم كبير ومطرقة وسندان وغراء وعلبة مسامير صغيرة بالإضافة إلي قطع قماش نظيفة لزوم تنظيف الحذاء وتلميعه بعد صناعته أو إصلاحه .
وتعد مهنة الإسكافي أو صانع الأحذية من أقدم المهن التي إمتهنها الإنسان فقد عرفت هذه المهنة عند المصريين القدماء في مصر وظهرت أنواع عديدة من الصنادل والتي كانت أشكالها والمواد التي تصنع منها تدل علي المكانة الإجتماعية لصاحبها وكذلك عرفت هذه المهنة عند السومريين والآشوريين في جنوب بلاد العراق وعند العرب في شبه الجزيرة العربية وفي بلاد الشام وأيضا في بلاد الروم والفرس وكان الإسكافي فيما مضي يستطيع صناعة عدد كبير من أنواع الأحذية والصنادل والقباقيب والخف والتي كانت تصنع من الجلد والخشب والمطاط والبلاستيك والجوت أو من مواد ذات مصدر نباتية
يذكر الإسكافي في بعض الأمثال الشعبية كالإسكافي حافي على غرار باب النجار مخلع كما أنه من المألوف في هذه المهنة أن تجد معظم الإسكافيين قد أصبحت لديهم أصابع وكفوف راحة يد صلبة وخشنة وبها العشرات من الثقوب الصغيرة والندوب التي تخلفها الجروح التي يصابون بها أثناء تعاملهم مع الأحذية سواء أثناء صناعتها أو أثناء إصلاحها .وكان بعض الإسكافية وخاصة الذين يعملون في مهنة إصلاح الأحذية لايزاولون أعمالهم من خلال محلات أو ورش خاصة بهم بل كان يجلس الإسكافي داخل ساتر متواضع من القماش القديم أو الخيش في الشارع أمام المارة ويضع أمامه ما يشبه المسند الذي كان يضع عليه الحذاء المراد تفصيله أو إصلاحه ويتناثر حوله بقايا الجلود الناتجة عن تفصيل الأحذية وبعض الخيوط المختلفة الأطوال والألوان وأدواته البدائية البسيطة جدا التي كان يستخدمها في صنع الحذاء أو إصلاحه إن كان مهترئ وبالي ويمر عليه الناس ومن يريد صنع حذاء خاص به فإن الإسكافي يأخذ مقاس قدمه ويصنعها له علي هذا الأساس ويحدد له موعدا لإستلامها ومن يريد إصلاح حذائه فإنه يخلعه ويسلمه للإسكافي ليقوم بإصلاحه علي الفور إن كان الإصلاح بسيطا أو يتركه له ليقوم بإصلاحه إن كان الإصلاح يحتاج إلي وقت ويقوم أيضا بتحديد موعد له لإستلامه بعد الإنتهاء من إصلاحه .وقد تطورت صناعة الأحذية في الوقت الحالي تطورا كبيرا وتعددت أنواع وألوان وأشكال الأحذية
لكن لازالت تُصارع التقدم والتطور التكنولوجي ولا زال لها زبونها الذي يبحث عنها حتى الآن