كوريا جنوبيه South Korea - Corée du sud
كـوريـا
كوريا الجنوبية
كوريا الجنوبية South Korea واسمها المحلي تيهان مينغوك Taehan Min’guk ومعناه «أرض الصباح المنعش».
تقع في وسط أقصى شرقي آسـيا، وتشغل نحو ثلثي شبه الجزيرة الكورية (الأوسط والجنوبي). مساحتها 99106 كم2 بما فيها جزرها كثيرة العدد، التي تقدر مسـاحتها بنحو 2186 كم2. تشغل حدودها المتعرجة في الشمال - نحو خط العرض 38 ْ شمالاً- منطقة منزوعة السلاح بعرض 3 كم، تفصلها عن شقيقتها كوريا الشمالية، مساحتها 1262 كم2. تمتد بعدها جنوباً حتى خط العرض 6 َ،33 ْ شمالي خط الاستواء، لتحيط بها من بقية الجهات مياه البحار المتفرعة عن المحيط الهادئ، كبحر اليابان من الشرق والبحر الأصفر من الغرب والمضيق الكوري الياباني من الجنوب. طول سواحلها 1318 كم. يبلغ أكبر امتداد لها من الشمال إلى الجنوب نحو 480 كم، ومن الشرق إلى الغرب نحو 298 كم. ترجع معظم تكويناتها الصخرية إلى ما قبل الكامبري. تليها بالأهمية تكوينات الحقب الأوسط شمالي وغربي ميناء بوسان Pusan. معظم بنائها التضاريسي فالقي صدعي يأخذ اتجاه شرق شمال شرق وغرب جنوب غرب. يتعرض جنوبها وشرقها القريب من اليابان للأنشطة الزلزالية الخفيفة نسبياً. أسهمت الأمطار الشديدة في حت سطوح أراضيها القديمة الظهور، وتقطيع أوصال سلاسلها الجبلية إلى جبال متباعدة وتلال في الشمال الشرقي والوسط الجنوبي، وكشف مكنونات ثرواتها الباطنية، أعلاها جبل هلا سان Halla-san في الجنوب الذي يرتفع نحو1950م. تتسع سهولها الساحلية في الغرب والجنوب.
جبل هلا سان في كوريا الجنوبية
تأخذ سواحلها الجنوبية والغربية شكلاً مشرشراً يتداخل فيها البحر بصورة كبيرة، تتقدمها أعداد كبيرة جداً من الجزر المتناثرة الصغيرة نسبياً، يتقدمها في الغرب والجنوب رصيف قاري واسع جداً يقل عمقه عن -200م. أما ساحلها الشرقي فيأخذ شكلاً محدباً نحو الشرق تسايره المرتفعات الجبلية.
سهولها الساحلية واسعة في الغرب والجنوب؛ وبذا تميل معظم أراضيها بالاتجاه ذاته. تساير ميولها خطوط الشبكة المائية الرئيسة المتمثلة بنهر نام هان Namhan الذي يمر بالعاصمة سيؤول Seoul ومن ثم يتجه غرباً ليصب في البحر الأصفر في المنطقة الحدودية مع كوريا الشمالية، يليه بالأهمية نهر كوم Kum الذي يصب جنوباً في المضيق الكوري.
أراضيها غنية بالثروات الباطنية من الفحم الحجري الأنتراسيت والغرافيت والبتيوميني (الدهني) في مناجم بوزان والرصاص والنحاس في كواغدشو والتنغستن (ولفرام) المركّز في سانغ دانغ Sang dang والحديد في سامشوك Samch’ôk والذهب في تدشاو Tedschau والرصاص والتوتياء والفضة في داجان Dagan والمنغنيز والبزموت في كونزان Kunsan حيث تنتشر معامل الصلب، والنحاس في مازان Masan جنوباً، كما تستخرج المغنيزيوم والموليبدنيوم.
نهر نام هان يمر في عاصمة كوريا الجنوبية
منـاخها معتدل يتشابه مع مناخ الجزر اليابـانية الرئيسة وقسـم من الصـين، يتصف بالبرودة شتاء في كانون الثاني/يناير ما بين -4 ْم شمالاً و+8 ْم جنوباً، وارتفاع الحرارة صيفا في تموز/يوليو مابين +24 ْم و+26 ْم، تصل الحرارات القصوى المطلقة حتى +40 ْم. يراوح وسطي الهطل على أراضيها كافة مابين 800 وأكثر من 1400مم/سنة، يزداد الهطل في موسم الصيف بسبب الموسميات المحيطية، ويتناقص شتاء بسبب الموسميات القارية السيبرية. تتعرض أحياناً للتيفونات الخطيرة المتميزة برياحها الشديدة وما يتبعها من فيضانات.
تربها خصبة، يعلوها غطاء طبيعي غني بالنبات والحيوان كماً ونوعاً، كما أن رصيفها القاري غني بالثروة السمكية.
قُدر عدد سكانها في بدايات عام 2005 بنحو 48422644 نسمة، تقارب الكثافة السكانية بنحو5000 نسمة/كم2، وبذا تعد من أكثف دول العالم سكاناً، كما في اليابان وبنغلادش. القومية كورية متجانسة، باستثناء نحو20000 صيني. يشكل الصغار دون الـ 14 عاماً نحو 19.4٪ من السكان، وما فوق سن التقاعد (65 سنة) 6.8٪، أما توقعات الحياة العمرية المقبلة فتراوح مابين 72.2 سنه عند الرجال و76.8 سنة عند النساء. تقدر نسبة سكانها الذين يعيشون دون خط الفقر بنحو 4٪.
تتسـاوى نسبة المسجلين في الديـانة البوذية بالمسيحيين وهي 26٪، وتقل عند الكونفوشيين إلى 1٪. والديانات الأخرى 1٪ أما الباقون (46٪) فلا ينتسبون إلى أي دين محدد. يشكل الحضر نسبة 72٪، وأكبر مدنها العاصمة سيؤول، تضم نحو 10 ملايين نسمة. التعليم الأساسي فيها مجاني وإلزامي، واللغة كورية، والاهتمام باللغة الإنكليزية كبير جداً على المستويات كافة. يرجع عيد تأسيسها الوطني إلى 15/8/1945، كما يحتفل شعبها بعيد الشكر (مهرجان القمر= تشوسوك) مع بداية موسم الحصاد في الخريف. فنونها التقليدية في اللباس والموسيقى والمسرح والرسم والنحت متقدمة ومتميزة. يسيطر على برلمانها وحكومتها حالياً الحزب الليبرالي الديمقراطي ويعارضه حزب السلام والديموقراطية.
اقتصادها
حققت كوريا الجنوبية منذ أوائل الستينات من القرن العشرين أرقاماً قياسية بالنمو والتكامل الاقتصادي بفضل التقانة والحداثة العاليتين في التصنيع والزراعة وتربية الحيوان، وقد قدر دخل الفرد الكوري منذ أربعة عقود بدخل الدول الآسيوية والإفريقية الأفقر في العالم. وفي عام 2004 دخلت نادي دول الألف مليار في الاقتصاد العالمي، كما أصبح دخل الفرد فيها أضعاف أضعاف دخل الفرد الكوري الشمالي. وقد تحقق كل هذا بفضل الترابط الوثيق العملي بين الحكومة ورجال الأعمال منذ أواخر الثمانينات من القرن العشرين، على ضوء الحسابات الجارية وتقييد الاستيراد، وضمان الصناعات المتخصصة ورفع قوة العمل الضخمة، وزيادة الاستثمار لفائض الاستهلاك، وتشجيع استيراد المواد الخام والتقانات. تتركز صناعات المواد الغذائية في المدن الكبرى كافة، والصناعات النسيجية في سيؤول وبوزان وتيغو Taegu، والكيمياويات والصيدلانية والتجميلية والمطاطية والورق والأسمدة وبناء السفن في موكغبو Mokgbu وإنشون Inchon وبوزان والآلات في سيؤول. وينقص إنتاج مواد البناء من الإسمنت عن كفايتها الذاتية.
معظم أراضيها غابية 67٪. تزرع نحو 18.17٪ من أراضيها بالأرز (طعام السكان الأساسي) فالبطاطا العادية والحلوة ثم القمح والشعير والبصل وفول الصويا. تربى فيها قطعان الأبقار والخنازير والدواجن، يضاف إليها نحو 2٪ مزروعات أو أشجار مثمرة دائمة، وخاصة التفاح.
عانت فيما بين عام 1997 و1999 الأزمة المالية التي أصابت القارة الآسيوية، فارتفعت المديونية الأجنبية، وتراجع النمو سلباً إلى 9.6٪ ليرتفع عام 1999 إلى 5.9٪. وفي عام 2001 تراجع من جديد إلى 3.3٪ بسب تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع التصدير. وبدءاً من عام 2004 حتى اليوم عاد الاقتصاد إلى التحسن بفضل دعم الدولة وتحسن البنية التحتية، وتراجع التضخم والبطالة وفائض التصدير وتوزع الدخل بصورة موائمة. ووصل الدخل القومي عام 2004 إلى 928 مليار دولار تقريباً. وارتفع دخل الفرد بنسبة 6.4٪.
تستورد كوريا الجنوبية الآلات والمواد نصف المصنعَّة والغاز بنحو 21 مليار م3/سنة، والنفط بمعدل 2263000 برميل/يوم، تستهلك منه في الطاقة نحو 653000 برميل/يوم وتستعمل الباقي مواد أولية في صناعاتها الكيمياوية، كما تصدَّر أشباه الموصلات والهواتف الخليوية والتجهيزات المنزلية الكهربائية المختلفة والإلكترونية والحواسيب والتلفزيونات، والآلات والسيارات والسفن، والكيمياويات والبلاستيك والإطارات المطاطية، والملبوسات الجاهزة والمواد الغذائية، والحديد والفولاذ والفحم الحجري والتنغستن والأخشاب.
تمتد شبكات مواصلات كوريا الجنوبية الحديدية بطول 3125كم والمعبدة المزفتة بطول 66721كم، والنهرية الصالحة للملاحة 1600كم. تستخدم مواصلاتها الجوية 189 مطاراً مع مدارج مزفتة و91 مطاراً ذات مدارج مدارية ترابية. ونحو1500كم من أنابيب نقل الوقود و1000كم لنقل المواد المقطرة. يضاف إلى ذلك نحو180 ميناءً بحرياً. يجوب أحواضَها أسطولٌ كبير من الناقلات البحرية للنفط والمواد الخام وغيرها... تتقدمها أكثر من 600 سفينة كبيرة لنقل الركاب والبضائع. تنتج أيضاً من الطاقة الكهربائية نحو 322 مليار كيلواط ساعي.
تتركز أهم مبادلاتها التجارية مع اليابان 21٪، ثم مع الولايات المتحدة 12٪، ومثل ذلك مع الصين، تليها السعودية بنحو 5٪. ولبعض شركاتها المنتجة معامل تجميع في المشرق العربي، تؤمن قسماً كبيراً من احتياجات سوق الشرق الأوسط.
تعاني أجواء مدنها الصناعية من التلوث الغازي والأمطار الحامضية، كما تعاني مياهها الجارية التلوث بمياه المجارير وفضلات المصانع. وتعاني بحارها الصيد الجائر.
لمحة تاريخية
ترجع الحضارة الكورية إلى ما قبل التاريخ؛ حين مارس السكان في العصر الحجري المصقول الصيد البري والبحري والرعي وزراعة الأرز. وبدءاً من القرن الثاني عشر ق.م تبعت كوريا السيادة الصينية. وقد تأخر ظهور عصر البرونز الثاني فيها إلى القرن الثالث ق.م. وفي أواخر القرن الثاني ق.م سيطر عليها الامبراطور الصيني هان فو Han Wu. وقد شكلت قومياتها السابقة ثلاث ممالك في الجنوب؛ وهي إنهان Inhan وبيين هان Byenhan وماهان Mahan، تصارعت فيما بينها على السلطة، وعدّت الأسرى أرقاء. تأثرت بالحضارة الصينية، وأخذت تنتج السلاح والحرير والبورسلان (الخزف) والأقمشة والورق. كما انتشرت فيها تعاليم الكونفوشية والعقيدة البوذية. وأدت دور همزة الوصل مابين الصين واليابان. سيطرت بعدها أسرة تانغ، ملكية وراثية فيما بين القرن الخامس ومنتصف السابع. ترسخت بعدها الإقطاعية فيما بين القرن السابع والقرن التاسع عشر بمساعدة التعاليم البوذية والقوة العسكرية، وبقيت كوريا مملكة مستقلة تحت السلطة الصينية لنحو ألف سنة أي حتى عام 1905، إذ بدأ النفوذ الياباني يغزو شبه الجزيرة ليسيطر فيما بعد على أرجائها كافة. وفي الحرب العالمية الثانية توسعت السيطرة اليابانية لتشمل أراضي الدول المجاورة في الصين ومنشوريا؛ بغية الاستفادة من خاماتها، ورفع وتيرة قدرة اليابان الإنتاجية في الصناعة ككل والتسلح العسكري خاصة. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية قرر الحلفاء المنتصرون تقسيم شبه الجزيرة الكورية وشعبها إلى قسمين محتلين يفصل فيما بينهما خط العرض 38. وكانت كوريا الجنوبية من حصة المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الشمالية من حصة المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوڤييتي، وبقيتا إحدى نقاط تأجيج صراع الحرب الباردة وتحويلها إلى حرب ساخنة بين الشقيقتين الكوريتين إذ بدأت عام 1950 بهجوم كاسح من قبل كوريا الشمالية، وصلت خلاله القوات الكورية الشمالية إلى عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول واحتلتها، وتابعت تقدمها حتى وصلت إلى أقصى كوريا الجنوبية بوزان Pusan جنوباً؛ مما اضطر الدول الغربية إلى التدخل تحت راية الأمم المتحدة بإنزالٍ على سواحلها الجنوبية بوزان والغربية إنشون، انتهى بتخطي قوات المعسكر الغربي حدود كوريا الشمالية واقترابها من حدود الصين؛ مما استدعى تدخل الصين بمئات الآلاف من المتطوعين، وانكفاء الغربيين إلى الحدود السابقة بين البلدين الكوريين، أي خط العرض 38 ْ شمالاً، وكان ذلك عام 1953. وعادت الكوريتان إلى ما كانتا عليه قبل اشتعال الحرب مع فارق الخسارة بالتدمير الشديد لكليهما. وترسخت المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين. تحمي كل منهما إحدى الترسانتين الحربيتين للقوتين العظميين.
تعرضت عام 1961 لانقلاب عسكري، تسلم إثره جنرالات الجيش السلطة. وبقي الوضع كذلك حتى عام 1987، حينما أعيد للشعب حق انتخاب رئيسه في ظل نظام ديمقراطي حديث. أنجزت كوريا الجنوبية في أثناء ذلك تقدماً اقتصادياً كبيراً، وتطور رأسمالها بسرعة أكبر. وفي حزيران/يونيو من عام 2000 حصل أول لقاء قمة بين رئيسي الكوريتين الشقيقتين. ومازال السعي حثيثاً لتخفيف التوتر بين حكومتي الكوريتين وتمتين أواصر التعاون بين أبناء الشعب الواحد.
عماد الدين الموصلي
كـوريـا
كوريا الجنوبية
كوريا الجنوبية South Korea واسمها المحلي تيهان مينغوك Taehan Min’guk ومعناه «أرض الصباح المنعش».
تقع في وسط أقصى شرقي آسـيا، وتشغل نحو ثلثي شبه الجزيرة الكورية (الأوسط والجنوبي). مساحتها 99106 كم2 بما فيها جزرها كثيرة العدد، التي تقدر مسـاحتها بنحو 2186 كم2. تشغل حدودها المتعرجة في الشمال - نحو خط العرض 38 ْ شمالاً- منطقة منزوعة السلاح بعرض 3 كم، تفصلها عن شقيقتها كوريا الشمالية، مساحتها 1262 كم2. تمتد بعدها جنوباً حتى خط العرض 6 َ،33 ْ شمالي خط الاستواء، لتحيط بها من بقية الجهات مياه البحار المتفرعة عن المحيط الهادئ، كبحر اليابان من الشرق والبحر الأصفر من الغرب والمضيق الكوري الياباني من الجنوب. طول سواحلها 1318 كم. يبلغ أكبر امتداد لها من الشمال إلى الجنوب نحو 480 كم، ومن الشرق إلى الغرب نحو 298 كم. ترجع معظم تكويناتها الصخرية إلى ما قبل الكامبري. تليها بالأهمية تكوينات الحقب الأوسط شمالي وغربي ميناء بوسان Pusan. معظم بنائها التضاريسي فالقي صدعي يأخذ اتجاه شرق شمال شرق وغرب جنوب غرب. يتعرض جنوبها وشرقها القريب من اليابان للأنشطة الزلزالية الخفيفة نسبياً. أسهمت الأمطار الشديدة في حت سطوح أراضيها القديمة الظهور، وتقطيع أوصال سلاسلها الجبلية إلى جبال متباعدة وتلال في الشمال الشرقي والوسط الجنوبي، وكشف مكنونات ثرواتها الباطنية، أعلاها جبل هلا سان Halla-san في الجنوب الذي يرتفع نحو1950م. تتسع سهولها الساحلية في الغرب والجنوب.
جبل هلا سان في كوريا الجنوبية
تأخذ سواحلها الجنوبية والغربية شكلاً مشرشراً يتداخل فيها البحر بصورة كبيرة، تتقدمها أعداد كبيرة جداً من الجزر المتناثرة الصغيرة نسبياً، يتقدمها في الغرب والجنوب رصيف قاري واسع جداً يقل عمقه عن -200م. أما ساحلها الشرقي فيأخذ شكلاً محدباً نحو الشرق تسايره المرتفعات الجبلية.
سهولها الساحلية واسعة في الغرب والجنوب؛ وبذا تميل معظم أراضيها بالاتجاه ذاته. تساير ميولها خطوط الشبكة المائية الرئيسة المتمثلة بنهر نام هان Namhan الذي يمر بالعاصمة سيؤول Seoul ومن ثم يتجه غرباً ليصب في البحر الأصفر في المنطقة الحدودية مع كوريا الشمالية، يليه بالأهمية نهر كوم Kum الذي يصب جنوباً في المضيق الكوري.
أراضيها غنية بالثروات الباطنية من الفحم الحجري الأنتراسيت والغرافيت والبتيوميني (الدهني) في مناجم بوزان والرصاص والنحاس في كواغدشو والتنغستن (ولفرام) المركّز في سانغ دانغ Sang dang والحديد في سامشوك Samch’ôk والذهب في تدشاو Tedschau والرصاص والتوتياء والفضة في داجان Dagan والمنغنيز والبزموت في كونزان Kunsan حيث تنتشر معامل الصلب، والنحاس في مازان Masan جنوباً، كما تستخرج المغنيزيوم والموليبدنيوم.
نهر نام هان يمر في عاصمة كوريا الجنوبية
منـاخها معتدل يتشابه مع مناخ الجزر اليابـانية الرئيسة وقسـم من الصـين، يتصف بالبرودة شتاء في كانون الثاني/يناير ما بين -4 ْم شمالاً و+8 ْم جنوباً، وارتفاع الحرارة صيفا في تموز/يوليو مابين +24 ْم و+26 ْم، تصل الحرارات القصوى المطلقة حتى +40 ْم. يراوح وسطي الهطل على أراضيها كافة مابين 800 وأكثر من 1400مم/سنة، يزداد الهطل في موسم الصيف بسبب الموسميات المحيطية، ويتناقص شتاء بسبب الموسميات القارية السيبرية. تتعرض أحياناً للتيفونات الخطيرة المتميزة برياحها الشديدة وما يتبعها من فيضانات.
تربها خصبة، يعلوها غطاء طبيعي غني بالنبات والحيوان كماً ونوعاً، كما أن رصيفها القاري غني بالثروة السمكية.
قُدر عدد سكانها في بدايات عام 2005 بنحو 48422644 نسمة، تقارب الكثافة السكانية بنحو5000 نسمة/كم2، وبذا تعد من أكثف دول العالم سكاناً، كما في اليابان وبنغلادش. القومية كورية متجانسة، باستثناء نحو20000 صيني. يشكل الصغار دون الـ 14 عاماً نحو 19.4٪ من السكان، وما فوق سن التقاعد (65 سنة) 6.8٪، أما توقعات الحياة العمرية المقبلة فتراوح مابين 72.2 سنه عند الرجال و76.8 سنة عند النساء. تقدر نسبة سكانها الذين يعيشون دون خط الفقر بنحو 4٪.
تتسـاوى نسبة المسجلين في الديـانة البوذية بالمسيحيين وهي 26٪، وتقل عند الكونفوشيين إلى 1٪. والديانات الأخرى 1٪ أما الباقون (46٪) فلا ينتسبون إلى أي دين محدد. يشكل الحضر نسبة 72٪، وأكبر مدنها العاصمة سيؤول، تضم نحو 10 ملايين نسمة. التعليم الأساسي فيها مجاني وإلزامي، واللغة كورية، والاهتمام باللغة الإنكليزية كبير جداً على المستويات كافة. يرجع عيد تأسيسها الوطني إلى 15/8/1945، كما يحتفل شعبها بعيد الشكر (مهرجان القمر= تشوسوك) مع بداية موسم الحصاد في الخريف. فنونها التقليدية في اللباس والموسيقى والمسرح والرسم والنحت متقدمة ومتميزة. يسيطر على برلمانها وحكومتها حالياً الحزب الليبرالي الديمقراطي ويعارضه حزب السلام والديموقراطية.
اقتصادها
حققت كوريا الجنوبية منذ أوائل الستينات من القرن العشرين أرقاماً قياسية بالنمو والتكامل الاقتصادي بفضل التقانة والحداثة العاليتين في التصنيع والزراعة وتربية الحيوان، وقد قدر دخل الفرد الكوري منذ أربعة عقود بدخل الدول الآسيوية والإفريقية الأفقر في العالم. وفي عام 2004 دخلت نادي دول الألف مليار في الاقتصاد العالمي، كما أصبح دخل الفرد فيها أضعاف أضعاف دخل الفرد الكوري الشمالي. وقد تحقق كل هذا بفضل الترابط الوثيق العملي بين الحكومة ورجال الأعمال منذ أواخر الثمانينات من القرن العشرين، على ضوء الحسابات الجارية وتقييد الاستيراد، وضمان الصناعات المتخصصة ورفع قوة العمل الضخمة، وزيادة الاستثمار لفائض الاستهلاك، وتشجيع استيراد المواد الخام والتقانات. تتركز صناعات المواد الغذائية في المدن الكبرى كافة، والصناعات النسيجية في سيؤول وبوزان وتيغو Taegu، والكيمياويات والصيدلانية والتجميلية والمطاطية والورق والأسمدة وبناء السفن في موكغبو Mokgbu وإنشون Inchon وبوزان والآلات في سيؤول. وينقص إنتاج مواد البناء من الإسمنت عن كفايتها الذاتية.
معظم أراضيها غابية 67٪. تزرع نحو 18.17٪ من أراضيها بالأرز (طعام السكان الأساسي) فالبطاطا العادية والحلوة ثم القمح والشعير والبصل وفول الصويا. تربى فيها قطعان الأبقار والخنازير والدواجن، يضاف إليها نحو 2٪ مزروعات أو أشجار مثمرة دائمة، وخاصة التفاح.
عانت فيما بين عام 1997 و1999 الأزمة المالية التي أصابت القارة الآسيوية، فارتفعت المديونية الأجنبية، وتراجع النمو سلباً إلى 9.6٪ ليرتفع عام 1999 إلى 5.9٪. وفي عام 2001 تراجع من جديد إلى 3.3٪ بسب تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع التصدير. وبدءاً من عام 2004 حتى اليوم عاد الاقتصاد إلى التحسن بفضل دعم الدولة وتحسن البنية التحتية، وتراجع التضخم والبطالة وفائض التصدير وتوزع الدخل بصورة موائمة. ووصل الدخل القومي عام 2004 إلى 928 مليار دولار تقريباً. وارتفع دخل الفرد بنسبة 6.4٪.
تستورد كوريا الجنوبية الآلات والمواد نصف المصنعَّة والغاز بنحو 21 مليار م3/سنة، والنفط بمعدل 2263000 برميل/يوم، تستهلك منه في الطاقة نحو 653000 برميل/يوم وتستعمل الباقي مواد أولية في صناعاتها الكيمياوية، كما تصدَّر أشباه الموصلات والهواتف الخليوية والتجهيزات المنزلية الكهربائية المختلفة والإلكترونية والحواسيب والتلفزيونات، والآلات والسيارات والسفن، والكيمياويات والبلاستيك والإطارات المطاطية، والملبوسات الجاهزة والمواد الغذائية، والحديد والفولاذ والفحم الحجري والتنغستن والأخشاب.
تمتد شبكات مواصلات كوريا الجنوبية الحديدية بطول 3125كم والمعبدة المزفتة بطول 66721كم، والنهرية الصالحة للملاحة 1600كم. تستخدم مواصلاتها الجوية 189 مطاراً مع مدارج مزفتة و91 مطاراً ذات مدارج مدارية ترابية. ونحو1500كم من أنابيب نقل الوقود و1000كم لنقل المواد المقطرة. يضاف إلى ذلك نحو180 ميناءً بحرياً. يجوب أحواضَها أسطولٌ كبير من الناقلات البحرية للنفط والمواد الخام وغيرها... تتقدمها أكثر من 600 سفينة كبيرة لنقل الركاب والبضائع. تنتج أيضاً من الطاقة الكهربائية نحو 322 مليار كيلواط ساعي.
تتركز أهم مبادلاتها التجارية مع اليابان 21٪، ثم مع الولايات المتحدة 12٪، ومثل ذلك مع الصين، تليها السعودية بنحو 5٪. ولبعض شركاتها المنتجة معامل تجميع في المشرق العربي، تؤمن قسماً كبيراً من احتياجات سوق الشرق الأوسط.
تعاني أجواء مدنها الصناعية من التلوث الغازي والأمطار الحامضية، كما تعاني مياهها الجارية التلوث بمياه المجارير وفضلات المصانع. وتعاني بحارها الصيد الجائر.
لمحة تاريخية
ترجع الحضارة الكورية إلى ما قبل التاريخ؛ حين مارس السكان في العصر الحجري المصقول الصيد البري والبحري والرعي وزراعة الأرز. وبدءاً من القرن الثاني عشر ق.م تبعت كوريا السيادة الصينية. وقد تأخر ظهور عصر البرونز الثاني فيها إلى القرن الثالث ق.م. وفي أواخر القرن الثاني ق.م سيطر عليها الامبراطور الصيني هان فو Han Wu. وقد شكلت قومياتها السابقة ثلاث ممالك في الجنوب؛ وهي إنهان Inhan وبيين هان Byenhan وماهان Mahan، تصارعت فيما بينها على السلطة، وعدّت الأسرى أرقاء. تأثرت بالحضارة الصينية، وأخذت تنتج السلاح والحرير والبورسلان (الخزف) والأقمشة والورق. كما انتشرت فيها تعاليم الكونفوشية والعقيدة البوذية. وأدت دور همزة الوصل مابين الصين واليابان. سيطرت بعدها أسرة تانغ، ملكية وراثية فيما بين القرن الخامس ومنتصف السابع. ترسخت بعدها الإقطاعية فيما بين القرن السابع والقرن التاسع عشر بمساعدة التعاليم البوذية والقوة العسكرية، وبقيت كوريا مملكة مستقلة تحت السلطة الصينية لنحو ألف سنة أي حتى عام 1905، إذ بدأ النفوذ الياباني يغزو شبه الجزيرة ليسيطر فيما بعد على أرجائها كافة. وفي الحرب العالمية الثانية توسعت السيطرة اليابانية لتشمل أراضي الدول المجاورة في الصين ومنشوريا؛ بغية الاستفادة من خاماتها، ورفع وتيرة قدرة اليابان الإنتاجية في الصناعة ككل والتسلح العسكري خاصة. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية قرر الحلفاء المنتصرون تقسيم شبه الجزيرة الكورية وشعبها إلى قسمين محتلين يفصل فيما بينهما خط العرض 38. وكانت كوريا الجنوبية من حصة المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الشمالية من حصة المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوڤييتي، وبقيتا إحدى نقاط تأجيج صراع الحرب الباردة وتحويلها إلى حرب ساخنة بين الشقيقتين الكوريتين إذ بدأت عام 1950 بهجوم كاسح من قبل كوريا الشمالية، وصلت خلاله القوات الكورية الشمالية إلى عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول واحتلتها، وتابعت تقدمها حتى وصلت إلى أقصى كوريا الجنوبية بوزان Pusan جنوباً؛ مما اضطر الدول الغربية إلى التدخل تحت راية الأمم المتحدة بإنزالٍ على سواحلها الجنوبية بوزان والغربية إنشون، انتهى بتخطي قوات المعسكر الغربي حدود كوريا الشمالية واقترابها من حدود الصين؛ مما استدعى تدخل الصين بمئات الآلاف من المتطوعين، وانكفاء الغربيين إلى الحدود السابقة بين البلدين الكوريين، أي خط العرض 38 ْ شمالاً، وكان ذلك عام 1953. وعادت الكوريتان إلى ما كانتا عليه قبل اشتعال الحرب مع فارق الخسارة بالتدمير الشديد لكليهما. وترسخت المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين. تحمي كل منهما إحدى الترسانتين الحربيتين للقوتين العظميين.
تعرضت عام 1961 لانقلاب عسكري، تسلم إثره جنرالات الجيش السلطة. وبقي الوضع كذلك حتى عام 1987، حينما أعيد للشعب حق انتخاب رئيسه في ظل نظام ديمقراطي حديث. أنجزت كوريا الجنوبية في أثناء ذلك تقدماً اقتصادياً كبيراً، وتطور رأسمالها بسرعة أكبر. وفي حزيران/يونيو من عام 2000 حصل أول لقاء قمة بين رئيسي الكوريتين الشقيقتين. ومازال السعي حثيثاً لتخفيف التوتر بين حكومتي الكوريتين وتمتين أواصر التعاون بين أبناء الشعب الواحد.
عماد الدين الموصلي