كومنين (اسره) Komnenos / Comnenus - Comnène
كومنين (أسرة ـ)
سلالة ملكية حكمت الامبراطورية البيزنطية في القرن الحادي عشر 1081- 1185م، واختلف المؤرخون المعاصرون في الحكم عليها، أسسها الامبراطور ألكسيوس كومنينوس Alexios Komnenos الأول وخلفاؤه يوحنا الثاني، مانويل الأول، ألكسيوس الثاني، وأندرونيكوس الأول. تعود الأسرة التي انتسبت إليها هذه السلالة إلى الأسر الأرستقراطية العريقة في التاريخ البيزنطي، امتلكت إقطاعات واسعة في عدد من أقاليم آسيا الصغرى. ويعد القائد ألكسيوس أشهر رجالات هذه الأسرة وباني مجدها الحقيقي، لمع نجمه عندما عهد إليه الامبراطور نِقفور Nicephore (1078-1081) بالدفاع عن العاصمة والقضاء على ثورة مقدونية آنذاك. وقد مهد له نجاحه في ذلك الطريق إلى العرش الذي اعتلاه سنة 1081 ولم يتعد الثالثة والثلاثين من عمره.
نجح ألكسيوس خلال حكمه الذي امتد أربعين سنة بالمحافظة على حياته من المؤامرات الداخلية التي حاكها ضده أعداؤه من العسكريين والمدنيين، كما تعرضت بيزنطة في هذه الفترة لأخطار السلاجقة في آسيا الصغرى، وقبائل النورمان الذين هاجموا ولايات غربي الامبراطورية البيزنطية، إضافة إلى خطر الحرب الصليبية الأولى التي نجحت بتأسيس إمارات مسيحية مستقلة في عدد من مناطق الشرق، وهو أمر لم يؤيده ألكسيوس، إذ كان أباطرة بيزنطة يحلمون دائماً بضم هذه المناطق إلى ممتلكاتهم. وبصورة عامة أعاد ألكسيوس في أثناء حكمه هيبة الامبراطورية وقوتها، ولكنه تركها منهكة اقتصادياً من جراء الحروب المتعددة التي خاضها.
خلف ألكسيوس ابنه يوحنا الثاني (1118 - 1143م) John II الذي يثني المؤرخون المعاصرون على أدائه الحكومي، وخاصة في معالجته النزاع بين بيزنطة والنورمان في إمارة أنطاكية، وكذلك الصرب في البلقان والهنغار غربي الامبراطورية، والسلاجقة في آسيا الصغرى، وإن كان قد أخفق في تحجيم دور مدينة البندقية في شرقي المتوسط واضطراره إلى تجديد اعترافه بامتيازاتها التجارية.
بعد وفاته عام 1143 تولى الحكمَ ابنُه مانويل الأول (1143 - 1180م) Manuel I الذي على الرغم من صفاته الجيدة في الحكم- كما يذكر المؤرخون المعاصرون- إلا أن بيزنطة تعرضت في عهده إلى عدد من المصاعب، إذ تحالف ضده النورمان والصرب والهنغار وحتى الألمان في عهد الملك فريدريك بارباروسا، وذلك إثر قيام الحرب الصليبية الثانية. على أن أقوى ضربة تلقاها كانت هزيمته العسكرية أمام السلاجقة في موقعة ميريوكيفالون Myriokephalon في آسيا الصغرى التي أنهت أحلامه التوسعية في المشرق والمغرب، حين نجحت القوى المعادية المتحالفة ضده في طرد النفوذ البيزنطي من أوربا الوسطى ولم ينقذه من آثار هذه المصيبة إلا موته في سنة 1180م.
خلف مانويل ابنه ألكسيوس الثاني Alexios II، وكان في الثانية عشرة من عمره فتسلمت والدته الوصاية مع بعض المستشارين الذين لم توفق في انتقائهم؛ مما أثار نقمة المواطنين الذين أيدوا أندرونيكوس Andronicos I حاكم مقاطعة بونتوس Pontus (وكان ابن عم الامبراطور) في مسعاه إلى إطاحة أم الامبراطور الطفل وأعوانها تحقيقاً لإرادة الشعب، وتمكن من ذلك ربيع سنة 1182.
ويقسم المؤرخون حكم أندرونيكوس إلى فترتين، قام في الأولى بإصلاح الفساد المتفشي في الامبراطورية واكتسب فيها ولاء العامة ومحبتها مع كراهية الطبقة الثرية، وبالغ في الفترة الثانية في اللجوء إلى العنف من دون مبرر؛ مما أدى إلى كراهية حتى المؤيدين له في الفترة الأولى، وقد تعاظم هذا الشعور بعد الهزائم العسكرية التي تعرضت لها القوات البيزنطية في حربها ضد الصرب والهنغار، وأخيراً ضد نورمان جزيرة صقلية الذين هاجموا الامبراطورية واحتلوا كل ولاياتها الأوربية، بما فيها مدينة تِسالونيكي (شرقي اليونان). وقبل وصول النورمان إلى القسطنطينية قام سكانها في 12/9/1185 بمهاجمة الامبراطور وقتلوه، وكان هذا آخر حدث شهدته أسرة كومنين وبداية تاريخ سلالة أنجيلي (1185-1204).
مفيد رائف العابد
كومنين (أسرة ـ)
سلالة ملكية حكمت الامبراطورية البيزنطية في القرن الحادي عشر 1081- 1185م، واختلف المؤرخون المعاصرون في الحكم عليها، أسسها الامبراطور ألكسيوس كومنينوس Alexios Komnenos الأول وخلفاؤه يوحنا الثاني، مانويل الأول، ألكسيوس الثاني، وأندرونيكوس الأول. تعود الأسرة التي انتسبت إليها هذه السلالة إلى الأسر الأرستقراطية العريقة في التاريخ البيزنطي، امتلكت إقطاعات واسعة في عدد من أقاليم آسيا الصغرى. ويعد القائد ألكسيوس أشهر رجالات هذه الأسرة وباني مجدها الحقيقي، لمع نجمه عندما عهد إليه الامبراطور نِقفور Nicephore (1078-1081) بالدفاع عن العاصمة والقضاء على ثورة مقدونية آنذاك. وقد مهد له نجاحه في ذلك الطريق إلى العرش الذي اعتلاه سنة 1081 ولم يتعد الثالثة والثلاثين من عمره.
نجح ألكسيوس خلال حكمه الذي امتد أربعين سنة بالمحافظة على حياته من المؤامرات الداخلية التي حاكها ضده أعداؤه من العسكريين والمدنيين، كما تعرضت بيزنطة في هذه الفترة لأخطار السلاجقة في آسيا الصغرى، وقبائل النورمان الذين هاجموا ولايات غربي الامبراطورية البيزنطية، إضافة إلى خطر الحرب الصليبية الأولى التي نجحت بتأسيس إمارات مسيحية مستقلة في عدد من مناطق الشرق، وهو أمر لم يؤيده ألكسيوس، إذ كان أباطرة بيزنطة يحلمون دائماً بضم هذه المناطق إلى ممتلكاتهم. وبصورة عامة أعاد ألكسيوس في أثناء حكمه هيبة الامبراطورية وقوتها، ولكنه تركها منهكة اقتصادياً من جراء الحروب المتعددة التي خاضها.
خلف ألكسيوس ابنه يوحنا الثاني (1118 - 1143م) John II الذي يثني المؤرخون المعاصرون على أدائه الحكومي، وخاصة في معالجته النزاع بين بيزنطة والنورمان في إمارة أنطاكية، وكذلك الصرب في البلقان والهنغار غربي الامبراطورية، والسلاجقة في آسيا الصغرى، وإن كان قد أخفق في تحجيم دور مدينة البندقية في شرقي المتوسط واضطراره إلى تجديد اعترافه بامتيازاتها التجارية.
بعد وفاته عام 1143 تولى الحكمَ ابنُه مانويل الأول (1143 - 1180م) Manuel I الذي على الرغم من صفاته الجيدة في الحكم- كما يذكر المؤرخون المعاصرون- إلا أن بيزنطة تعرضت في عهده إلى عدد من المصاعب، إذ تحالف ضده النورمان والصرب والهنغار وحتى الألمان في عهد الملك فريدريك بارباروسا، وذلك إثر قيام الحرب الصليبية الثانية. على أن أقوى ضربة تلقاها كانت هزيمته العسكرية أمام السلاجقة في موقعة ميريوكيفالون Myriokephalon في آسيا الصغرى التي أنهت أحلامه التوسعية في المشرق والمغرب، حين نجحت القوى المعادية المتحالفة ضده في طرد النفوذ البيزنطي من أوربا الوسطى ولم ينقذه من آثار هذه المصيبة إلا موته في سنة 1180م.
خلف مانويل ابنه ألكسيوس الثاني Alexios II، وكان في الثانية عشرة من عمره فتسلمت والدته الوصاية مع بعض المستشارين الذين لم توفق في انتقائهم؛ مما أثار نقمة المواطنين الذين أيدوا أندرونيكوس Andronicos I حاكم مقاطعة بونتوس Pontus (وكان ابن عم الامبراطور) في مسعاه إلى إطاحة أم الامبراطور الطفل وأعوانها تحقيقاً لإرادة الشعب، وتمكن من ذلك ربيع سنة 1182.
ويقسم المؤرخون حكم أندرونيكوس إلى فترتين، قام في الأولى بإصلاح الفساد المتفشي في الامبراطورية واكتسب فيها ولاء العامة ومحبتها مع كراهية الطبقة الثرية، وبالغ في الفترة الثانية في اللجوء إلى العنف من دون مبرر؛ مما أدى إلى كراهية حتى المؤيدين له في الفترة الأولى، وقد تعاظم هذا الشعور بعد الهزائم العسكرية التي تعرضت لها القوات البيزنطية في حربها ضد الصرب والهنغار، وأخيراً ضد نورمان جزيرة صقلية الذين هاجموا الامبراطورية واحتلوا كل ولاياتها الأوربية، بما فيها مدينة تِسالونيكي (شرقي اليونان). وقبل وصول النورمان إلى القسطنطينية قام سكانها في 12/9/1185 بمهاجمة الامبراطور وقتلوه، وكان هذا آخر حدث شهدته أسرة كومنين وبداية تاريخ سلالة أنجيلي (1185-1204).
مفيد رائف العابد