كرد علي (محمد عبد رزاق)رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق،وصاحب مجلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كرد علي (محمد عبد رزاق)رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق،وصاحب مجلة

    كرد علي (محمد عبد رزاق) Kurd Ali (Mohammad ibn Abdul Razzaq-) - Kurd Ali (Mohammad ibn Abdul Razzaq-)
    كرد علي (محمد بن عبد الرزاق ـ)

    (1293 ـ 1372هـ/1876 ـ 1953م)




    الأستاذ الرئيس محمد فريد بن عبد الرزاق بن محمد كرد علي رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق ومؤسسه وصاحب مجلة «المقتبس» والمؤلفات الكثيرة، جده تاجر كردي من الأيوبية، قدم الشام من السليمانية شمالي العراق قبل ولادته بنحو قرن.

    تعلم في المكتب الرشدي العسكري ثلاث سنوات مبادئ التركية، وأحرز شهادته، وتعلم في أثنائها الفرنسية على يد معلم في الدار، ثم أتمها سنة 1889م في (مدرسة الآباء العازاريين) حولين كاملين، فاضطلع من الفرنسية إذ درس بها الطبيعيات والكيمياء.

    وأخذ عن عدد من علماء عصره ـ وأجلهم: طاهر الجزائري ومحمد بن محمد المبارك (والد الشيخ عبد القادر المبارك) وسليم البخاري ـ ما وسعه من كتب اللغة والأدب والبيان والاجتماع والتاريخ والفقه والتفسير والفلسفة، وحفظ أكثر شعر المتنبي ومقامات الحريري.

    أتيح لـه منذ سنة 1892م حتى 1898م أن يُعين موظفاً في قلم الأمور الأجنبية، فأتقن التركية وآدابها، وترجم حينها رواية «قبعة اليهودي ليفمان» عن الفرنسية، ودخل «جمعية الاتحاد والترقي»، وتركها لما بدت له نواياها، وألف من العرب والترك «حزب الحرية والائتلاف» ثم حُلَّ.

    حرر سنة 1897م إلى 1900م أول جريدة عربية بدمشق هي «الشام»، فترجم لها عن التركية والفرنسية تحت كابوس الرقابة، وبدأت شهرته مع ذلك إذ كتب في «المقتطف» خمس سنوات، وكانت أول مقالة له فيها: «أصل الوهابية»، وذهب سنة 1901م إلى مصر، فرأس تحرير «الرائد المصري» عشرة أشهر متكارهاً، صحب في أثنائها علماء مصر، وحضر دروس الشيخ محمد عبده العامة والخاصة.

    لما حلّ الوباء بمصر سنة 1902م عاد إلى دمشق فاتهمه الوالي بالسلفية، فتوارى في قرى الغوطة إلى أن هبط مصر ثانية سنة 1905م، فأصدر منذ سنة 1906م حتى 1908م ثلاثة مجلدات من مجلة «المقتبس» الشهرية، وحرر في جريدة «الظاهر» اليومية لمحمد بك أبو شادي قسم المترجمات، ثم رأس تحريرها، وعندما أُغلقت ترجم في «مسامرات الشعب» لخليل صادق، ثم رأس تحرير «المؤيد»، وحرر في مجلة «العالم الإسلامي» الباريسية؛ فطارت شهرته في الآفاق.

    عاد إلى دمشق بعد إعلان الدستور العثماني، فأنشأ مطبعة، وأصدر في 17/1/1908م مع أخيه أحمد جريدة «المقتبس» اليومية، ووالى إصدار مجلة «المقتبس» الشهرية، وناوأ فيهما «جمعية الاتحاد والترقي» و«حزب تركيا الفتاة»، فأصدر من المجلة سنة 1909م إلى 1913م خمسة مجلدات، ثم بعد انقطاع حولين سنة 1917م أصدر الجزأين الأول والثاني من المجلد التاسع، ثم توقفت.

    اتهمه الوالي بعيد عودته بالتعرض في مقالاته للعائلة السلطانية، وضيق عليه، ففر إلى باريس من بيروت، ومكث ثلاثة أشهر يدرس مدنيتها، ويطالع أمهات الكتب، وزار المجمع العلمي الفرنسي، وكتب في ذلك (35) مقالة أودعها كتابه «غرائب الغرب»، ثم ذهب إلى فيينا، فالأستانة، وعاد إلى دمشق سنة 1910م وقد بُُرئ مما نسب إليه.

    في سنة 1913م عطل الوالي جريدة «المقتبس»، ولاحقه بتهمة جديدة كاد يشنق بها، وكان يعد كتابه «خطط الشام»، ففر إلى روما قاصداً مكتبة (كايتاني Caetani) من بيروت ماراً بالقاهرة، وعكف عليها شهراً، ثم زار عدداً من المدن الأوربية، وعاد بعدها إلى دمشق.

    ولما قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م كلّفه جمال باشا بالوفود إلى الأستانة وثلاثة من رؤساء تحرير الصحف، وأمرهم بإصدار «كتاب البعثة العلمية إلى دار الخلافة الإسلامية»، وأمره أنور باشا بتأليف كتاب «الرحلة الأنورية إلى الأصقاع الحجازية»، وألزم في سنة 1916م حتى 1918م رئاسة تحرير جريدة «الشرق» الداعية للدولة العثمانية، واطلع في أثناء إقامته في الأستانة على خزائن دار السلطنة ومخطوطاتها النفيسة.

    ولما وضعت الحرب أوزارها، وقامت الحكومة العربية الفيصلية في 5/10/1918م عاد بعد ثلاثة أشهر وقد واجهت الحكومة مشكلات التعريب، فأنشأت «شعبة الترجمة والتأليف» التابعة للجيش، وأراد صديقه الحاكم العسكري لسورية رضا باشا الركابي توسيع الشعبة، فجعلها «مجلس المعارف» وأسند إليه رئاسته، ثم اعتزل وظيفته لتصرفات الحكومة، فراجعه الركابي، فطلب أن ينقلب المجلس مجمعاً علمياً مرتبطاً بالحاكم العام -وكان رأى فصل المعارف عن اللغة والمكتبات والآثار- فوافقت الحكومة، وصدر الأمر بتأسيس المجمع العلمي العربي في 8/6/1919م من ثمانية أعضاء انتخبوه من بينهم رئيساً في أول اجتماع لهم في مقر المجمع بالمدرسة العادلية في 30/7/1919م، واتخذ المجمع المدرسة الظاهرية مقراً للمكتبة العامة، وما كاد يبدأ العمل حتى صدر آخر تشرين الثاني 1919م أمر بصرف الرئيس والأعضاء عدا اثنين بدعوى الضائقة المالية.

    اختير في 7/9/1920م حتى 10/3/1922م وزيراً للمعارف في ظل الاحتلال الفرنسي لسورية، فقبل على الرغم من الانتقادات إحياءً للمجمع، وأعاد المجمع إلى نشاطه بعد أن نأى به عن السياسة، وأكسبه جلال العلم، وجنبه تدخلات المستعمر.

    وذهب في رحلة ثالثة إلى أوربا، فزار بلجيكا وهولندا وإنكلترا وإسبانيا وألمانيا وسويسرا، وكتب في ذلك (51) مقالة في الطبعة الثانية من «غرائب الغرب»، ودرس سنة 1924م الأدب العربي والنحو والصرف في معهد الحقوق بدمشق، واختير وزيراً للمعارف ثانية في 15/2/1928م حتى 11/6/1932م، فأنشأ مدرسة الآداب العليا، وهيّأ الأسباب لافتتاح كلية الإلهيات، وقام برحلة رابعة إلى أوربا زار فيها إنكلترا وفرنسا وبلجيكا، وشارك المجمع في عهده (35سنة) مشاركة جادة في التعريب، ووثق صلاته بالشرق والغرب، وأقام المحاضرات، وحقق الكتب، وأصدر مجلته مطلع سنة 1921م وبلغت اليوم ثمانين مجلداً.

    ترك كرد علي من الأعمال المطبوعة نحو (20) كتاباً بين تأليف وتحقيق ومقالة ومحاضرة، أنبهها: «خطط الشام» في ثلاثة مجلدات، «المذكرات» في أربعة مجلدات، وكان يهيئ للخامس، «غرائب الغرب» في مجلدين، «الإسلام والحضارة العربية»، «مجلة المقتبس» في تسعة مجلدات، وهي من أنفس ما تذخر به المكتبة العربية الحديثة.

    كان الأستاذ الرئيس علاّمة طُلَعَة، قرأ لكتابه «خطط الشام» ألفاً ومئتي مجلد باللغات العربية والفرنسية والتركية، وكان أديباً مطبوعاً ذا ترسل، يعد من كبار الأدباء العرب في العصر الحديث كالعقاد والمازني وطه حسين والرافعي، وهو من مؤسسي مجمع القاهرة.

    توفي في دمشق يوم الخميس 2/4/1953م، ودفن في «الباب الصغير»، جوار قبر معاوية بن أبي سفيان، وأعقب ولدين هما: طريف، ومأمون.

    خير الله الشريف
يعمل...
X