"ابنه الوحيد": استئجارُ السينما لِعيون البروباغاندا
محمد جميل خضر
سينما
لقطة من فيلم "ابنه الوحيد"
شارك هذا المقال
حجم الخط
منذ دقائقه الأولى، يفرض عليك الفيلم الأميركي "ابنه الوحيد"، أو، بالطبع، "ولده الوحيد/ His Only Son"، تأليف وإخراج الأميركي (اليهودي) ديفيد هيلينغ، في تجربته السينمائية الأولى، أن تحاكم سرديته لا فنيّته، أو لغته السينمائية، فَالثانية تكاد تكون معدومة في فيلم لم يكلّف مُنتجيه سوى ربع مليون دولار أميركي.
يريدنا أن نغرق في متاهات المعنى، وننسى، باختيارنا، أو رغمًا عنّا، مختلف متعلّقات المبنى.
يعود بنا الشريط إلى آماد التاريخ السحيقة (إلى ما قبل زهاء أربعة آلاف عام)، ويعيد علينا قصة النبي إبراهيم بحسب السردية اليهودية فقط لا غير، وتحديدًا كما وردت في سفر التكوين، بلا زيادة، أو نقصان، متبرعًا بِحرية الفن، ومشروعية طرقِهِ باب أسئلة كبرى، لِمن يؤمنون أن الفنون جميعها، والسينما ليست استثناء من بينها، هي حقولُ تمرّدٍ إبداعيٍ خلّاق، وفضاءُ حيرةٍ يحرّك السّاكن، ويفتح أبواب التأويل على مصاريعِها، ويحرّر النصوص من جمودِها، ومن خضوعها لسلطةٍ ما؛ دينية كانت، أو سياسية، أو اجتماعية، أو غيرها. ويترك جماليات الفن لِمن يرون في السينما إيقاعًا وإضاءةً وحركةً وكوادرَ ومرئياتٍ وحبكةً ذكيةً وأرضَ دهشةٍ وشغفٍ لا ينتهي.
الفيلم مصنوع على مقاس النص التوراتيّ، أو التلموديّ، سيّان، ونحن لا يعنينا هنا الخوض في التّفريق بين التوراة والتلمود، ولا في محاكمة النص نفسه، رغم أن الفيلم يصرّ على أن يجرّنا نحو تلك المنطقة، فذلك سيأخذنا إلى نقاشات محتدمةٍ من مئات السنين بين سرديات دينية لا يستند معظمها (وعند أبناء الديانات جميعها) إلى مرجعيات صلبة فوق أرض تلك الصراعات من لُقى، أو آثار، أو حفريات، أو نقوش.
أقول الفيلم مصنوعٌ على مقاس النص من دون زيادة، أو نقصان، ما يجعلنا نتوجّه مباشرة نحو سيرة مخرجِه، الذي هو نفسه كاتب نصّه والسّيناريو الخاص به وحواراته، لنكتشف بحسب موقع (IMDb)، المرجع الأهم على مستوى السينما العالمية، أن الرجل معنيٌ بشكلٍ كاملٍ بالكتاب المقدّس ولا تعنيه السينما لا من قريب ولا من بعيد، وإليكم سيرته كما وردت، حرفيًا، في الموقع: "ولد ديفيد هيلينغ وترعرع في جنوب لويزيانا. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في تكساس، خدم ديفيد خمس سنوات في سلاح مشاة البحرية الأميركية، وتم نشره في النهاية لدعم عملية حرية العراق. في العراق، بدأ يقضي ساعات في قراءة الكتاب المقدس، مما أثار لديه إيمانًا صادقًا وحبًّا للكتاب المقدّس. منذ ذلك الحين، كانت رغبة حياة ديفيد ومهمتها هي توضيح روايات الكتاب المقدس من خلال وسائل الإعلام المرئية، ثم جلب، بعد ذلك، حقيقة الكتاب المقدس من الصفحة إلى الشاشة"!
من الواضح أنه هو من أعطى سيرته هذه لنشرها كما هي، ومن الواضح أنه مؤمن تمامًا أن احتلال العراق هو "عملية حريّة العراق"، وأن كل إساءة للأديان والأقوام الأخرى أوردها في فيلمه اليتيم هي صحيحة (مئة في المئة)!
في الحقيقة، لا يعود بعد هذه الحقائق أي داعٍ لمناقشة الفيلم، ولا الخوض في عالمه الملْجوم لصالح النص، المحكوم بمطلقيّة صوابيّته، وخطأ كلّ ما سواه.
إساءة رخيصة
بأقلّ كلف الإنتاج، لا يتورّع الفيلم عن الإساءة للفلسطينيين الكنعانيين، فهم، كما في واحد من مشاهده بائعو هوى، رجالهم (قوادون) Procurers، ونساؤهم غانيات Harlots، أو هم، كما في مشاهد أخرى، قطّاع طرق، يحرقون البيوت والخيام، ويقطعون الزرع، ويلوّثون الأنسال، ويسرقون النساء، ينتزعوهنّ من أسرهِن.
مشاركةٌ مؤسفة
لعل اللوم الجوهريّ حول الفيلم لا يقع على ديفيد هيلينغ، فقد تبيّن لنا من يكون، وإلى ماذا يسعى، ولكنّ اللوم والعتب والأسف يقع على المشاركة العربية المُستهجنةَ، فبطل الفيلم ومؤدي دور النبي إبراهيم فيه هو الممثل اللبنانيّ نيقولا معوّض. وبطلته هي الممثلة والمغنية الأميركية من أصول عربية (كما هو واضح من اسمها) سارة سيد، التي تؤدي فيه دور سارة زوجة النبي إبراهيم. إضافة إلى مشاركة عربية بمشهد واحد لممثلة شابة تدعى فريدة عبد العزيز، أدّت في الفيلم دور القابلة التي تبشّر إبراهيم بولادة ابنه إسحق.
مفارقات وعلامات سؤال
من مفارقات الفيلم المضحكة الغريبة أن مخرجه (المؤمن) لا يتورّع عن جعل أحد الممثلين (دانييل دا سيلفا) يؤدي دور الله (صوتًا وصورة)!
ومن مفارقاته أن نيقولا معوّض ظل يبشّر بمشاركته في الفيلم منذ عام 2020 (عام الجائحة) التي تسببت بتأجيل الفيلم للعام الذي يليه، ثم، ولأسباب أخرى غير الجائحة، ظل التأجيل يتواصل إلى أن انطلقت أولى عروضه في شهر آذار/ مارس 2023. ولأن إعلامنا العربي أصبح ركيك التفاصيل، سطحيّ التناول، لم يفكّر كلُّ من نشر له خبرًا حول الفيلم (المغوار)، بسؤاله عن طبيعة الفيلم، وكيف يجري فيه تناول قصة النبي إبراهيم.
ومن علامات السؤال الملحّة إصرار المخرج/ الكاتب على توريط الوعي المسيحي بمختلف ما حمله الفيلم من مغالطات، ففي مستهل الفيلم يورد فوق الشاشة بعض آيات العهد الجديد، مثل هذه الآية من سفر يوحنا: "قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ"". (يوحنا 8: 58). ولم يكتفِ بآيات الاستهلال، بل وضع عددًا من الآيات في نهاية الفيلم، وبعد، حتى، شارة النهاية كاملة: "لأن أجرة الخطيئة هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بيسوع المسيح سيدنا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، 23:6)، وآيات أخرى تجاوزت السبع آيات.
ومن مفارقاته التي تطرح أكثر من علامة سؤال هو إصراره على أن إسحق هو الابن الوحيد للنبي إبراهيم (ترد هذه المعلومة في الفيلم أزيد من 16 مرّة، على ما يبدو تحت شعار التكرار يعلّم الشطّار)، رغم إقراره في عدد من المشاهد والحوارات على أن إبراهيم (أو إبرام كما في تنويع على الاسم في الفيلم) تزوّج هاجر خادمة سارة، وأنجبت له إسماعيل، لكن تباهي الأم (هاجر) وابنها (إسماعيل)، وَمُقاهرة الخادمة لسيدتها بنجاحها في الحمل، ثم إنجابها، وعدم تحلّي الابن بالصفات الحميدة التي يريدها إبراهيم، كل هذا (اضطره) إلى طردهما ونفيهما! إسحق، بالتالي، ليس ابنه الوحيد، إلا إن كان المقصود أنه ابنه البار الصالح الوحيد، الذي سيأتي من نسله الملوك وورثة الأرض الشرعيون!!
ومن مفارقاته أنه كلّف 250 ألف دولار فقط لا غير، وبلغت، بالمقابل، إيراداته، حتى الآن، بقدرة قادر 25 مليون دولار، 12 مليون منها في كندا وحدها؟!
يبدو أن يهود الأرض، ومِن بعدهم الصهاينة، ومَن أصبحوا يحملون الجنسية الإسرائيلية في بلادنا فلسطين، لن يملّوا من العودة إلى الخرافة كلّما عنّ لهم ذلك، ولن يعدموا وسائل النّهل من تجديفِها، وليّ عنقِ التاريخ عبرَها، واستئجار السينما، على سبيل المثال، لِعيون (بُروباغانداتها)، طالما بَقينا مُكتفين بِدور المتفرّج السلبيّ الذي يتلقّى الضربات والصّفعات، وَينسى، حتّى، أن يتّقيها بِيديه.
محمد جميل خضر
سينما
لقطة من فيلم "ابنه الوحيد"
شارك هذا المقال
حجم الخط
منذ دقائقه الأولى، يفرض عليك الفيلم الأميركي "ابنه الوحيد"، أو، بالطبع، "ولده الوحيد/ His Only Son"، تأليف وإخراج الأميركي (اليهودي) ديفيد هيلينغ، في تجربته السينمائية الأولى، أن تحاكم سرديته لا فنيّته، أو لغته السينمائية، فَالثانية تكاد تكون معدومة في فيلم لم يكلّف مُنتجيه سوى ربع مليون دولار أميركي.
يريدنا أن نغرق في متاهات المعنى، وننسى، باختيارنا، أو رغمًا عنّا، مختلف متعلّقات المبنى.
يعود بنا الشريط إلى آماد التاريخ السحيقة (إلى ما قبل زهاء أربعة آلاف عام)، ويعيد علينا قصة النبي إبراهيم بحسب السردية اليهودية فقط لا غير، وتحديدًا كما وردت في سفر التكوين، بلا زيادة، أو نقصان، متبرعًا بِحرية الفن، ومشروعية طرقِهِ باب أسئلة كبرى، لِمن يؤمنون أن الفنون جميعها، والسينما ليست استثناء من بينها، هي حقولُ تمرّدٍ إبداعيٍ خلّاق، وفضاءُ حيرةٍ يحرّك السّاكن، ويفتح أبواب التأويل على مصاريعِها، ويحرّر النصوص من جمودِها، ومن خضوعها لسلطةٍ ما؛ دينية كانت، أو سياسية، أو اجتماعية، أو غيرها. ويترك جماليات الفن لِمن يرون في السينما إيقاعًا وإضاءةً وحركةً وكوادرَ ومرئياتٍ وحبكةً ذكيةً وأرضَ دهشةٍ وشغفٍ لا ينتهي.
الفيلم مصنوع على مقاس النص التوراتيّ، أو التلموديّ، سيّان، ونحن لا يعنينا هنا الخوض في التّفريق بين التوراة والتلمود، ولا في محاكمة النص نفسه، رغم أن الفيلم يصرّ على أن يجرّنا نحو تلك المنطقة، فذلك سيأخذنا إلى نقاشات محتدمةٍ من مئات السنين بين سرديات دينية لا يستند معظمها (وعند أبناء الديانات جميعها) إلى مرجعيات صلبة فوق أرض تلك الصراعات من لُقى، أو آثار، أو حفريات، أو نقوش.
أقول الفيلم مصنوعٌ على مقاس النص من دون زيادة، أو نقصان، ما يجعلنا نتوجّه مباشرة نحو سيرة مخرجِه، الذي هو نفسه كاتب نصّه والسّيناريو الخاص به وحواراته، لنكتشف بحسب موقع (IMDb)، المرجع الأهم على مستوى السينما العالمية، أن الرجل معنيٌ بشكلٍ كاملٍ بالكتاب المقدّس ولا تعنيه السينما لا من قريب ولا من بعيد، وإليكم سيرته كما وردت، حرفيًا، في الموقع: "ولد ديفيد هيلينغ وترعرع في جنوب لويزيانا. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية في تكساس، خدم ديفيد خمس سنوات في سلاح مشاة البحرية الأميركية، وتم نشره في النهاية لدعم عملية حرية العراق. في العراق، بدأ يقضي ساعات في قراءة الكتاب المقدس، مما أثار لديه إيمانًا صادقًا وحبًّا للكتاب المقدّس. منذ ذلك الحين، كانت رغبة حياة ديفيد ومهمتها هي توضيح روايات الكتاب المقدس من خلال وسائل الإعلام المرئية، ثم جلب، بعد ذلك، حقيقة الكتاب المقدس من الصفحة إلى الشاشة"!
من الواضح أنه هو من أعطى سيرته هذه لنشرها كما هي، ومن الواضح أنه مؤمن تمامًا أن احتلال العراق هو "عملية حريّة العراق"، وأن كل إساءة للأديان والأقوام الأخرى أوردها في فيلمه اليتيم هي صحيحة (مئة في المئة)!
"الفيلم مصنوع على مقاس النص التوراتيّ، أو التلموديّ، سيّان، ونحن لا يعنينا هنا الخوض في التّفريق بين التوراة والتلمود، ولا في محاكمة النص نفسه، رغم أن الفيلم يصرّ على أن يجرّنا نحو تلك المنطقة" |
في الحقيقة، لا يعود بعد هذه الحقائق أي داعٍ لمناقشة الفيلم، ولا الخوض في عالمه الملْجوم لصالح النص، المحكوم بمطلقيّة صوابيّته، وخطأ كلّ ما سواه.
إساءة رخيصة
بأقلّ كلف الإنتاج، لا يتورّع الفيلم عن الإساءة للفلسطينيين الكنعانيين، فهم، كما في واحد من مشاهده بائعو هوى، رجالهم (قوادون) Procurers، ونساؤهم غانيات Harlots، أو هم، كما في مشاهد أخرى، قطّاع طرق، يحرقون البيوت والخيام، ويقطعون الزرع، ويلوّثون الأنسال، ويسرقون النساء، ينتزعوهنّ من أسرهِن.
مشاركةٌ مؤسفة
لعل اللوم الجوهريّ حول الفيلم لا يقع على ديفيد هيلينغ، فقد تبيّن لنا من يكون، وإلى ماذا يسعى، ولكنّ اللوم والعتب والأسف يقع على المشاركة العربية المُستهجنةَ، فبطل الفيلم ومؤدي دور النبي إبراهيم فيه هو الممثل اللبنانيّ نيقولا معوّض. وبطلته هي الممثلة والمغنية الأميركية من أصول عربية (كما هو واضح من اسمها) سارة سيد، التي تؤدي فيه دور سارة زوجة النبي إبراهيم. إضافة إلى مشاركة عربية بمشهد واحد لممثلة شابة تدعى فريدة عبد العزيز، أدّت في الفيلم دور القابلة التي تبشّر إبراهيم بولادة ابنه إسحق.
مفارقات وعلامات سؤال
من مفارقات الفيلم المضحكة الغريبة أن مخرجه (المؤمن) لا يتورّع عن جعل أحد الممثلين (دانييل دا سيلفا) يؤدي دور الله (صوتًا وصورة)!
ومن مفارقاته أن نيقولا معوّض ظل يبشّر بمشاركته في الفيلم منذ عام 2020 (عام الجائحة) التي تسببت بتأجيل الفيلم للعام الذي يليه، ثم، ولأسباب أخرى غير الجائحة، ظل التأجيل يتواصل إلى أن انطلقت أولى عروضه في شهر آذار/ مارس 2023. ولأن إعلامنا العربي أصبح ركيك التفاصيل، سطحيّ التناول، لم يفكّر كلُّ من نشر له خبرًا حول الفيلم (المغوار)، بسؤاله عن طبيعة الفيلم، وكيف يجري فيه تناول قصة النبي إبراهيم.
"الفيلم يصر على أن إسحق هو الابن الوحيد للنبي إبراهيم، رغم إقراره في عدد من المشاهد والحوارات على أن إبراهيم (إبرام) تزوّج هاجر خادمة سارة، وأنجبت له إسماعيل" |
ومن علامات السؤال الملحّة إصرار المخرج/ الكاتب على توريط الوعي المسيحي بمختلف ما حمله الفيلم من مغالطات، ففي مستهل الفيلم يورد فوق الشاشة بعض آيات العهد الجديد، مثل هذه الآية من سفر يوحنا: "قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ"". (يوحنا 8: 58). ولم يكتفِ بآيات الاستهلال، بل وضع عددًا من الآيات في نهاية الفيلم، وبعد، حتى، شارة النهاية كاملة: "لأن أجرة الخطيئة هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بيسوع المسيح سيدنا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، 23:6)، وآيات أخرى تجاوزت السبع آيات.
ومن مفارقاته التي تطرح أكثر من علامة سؤال هو إصراره على أن إسحق هو الابن الوحيد للنبي إبراهيم (ترد هذه المعلومة في الفيلم أزيد من 16 مرّة، على ما يبدو تحت شعار التكرار يعلّم الشطّار)، رغم إقراره في عدد من المشاهد والحوارات على أن إبراهيم (أو إبرام كما في تنويع على الاسم في الفيلم) تزوّج هاجر خادمة سارة، وأنجبت له إسماعيل، لكن تباهي الأم (هاجر) وابنها (إسماعيل)، وَمُقاهرة الخادمة لسيدتها بنجاحها في الحمل، ثم إنجابها، وعدم تحلّي الابن بالصفات الحميدة التي يريدها إبراهيم، كل هذا (اضطره) إلى طردهما ونفيهما! إسحق، بالتالي، ليس ابنه الوحيد، إلا إن كان المقصود أنه ابنه البار الصالح الوحيد، الذي سيأتي من نسله الملوك وورثة الأرض الشرعيون!!
ومن مفارقاته أنه كلّف 250 ألف دولار فقط لا غير، وبلغت، بالمقابل، إيراداته، حتى الآن، بقدرة قادر 25 مليون دولار، 12 مليون منها في كندا وحدها؟!
يبدو أن يهود الأرض، ومِن بعدهم الصهاينة، ومَن أصبحوا يحملون الجنسية الإسرائيلية في بلادنا فلسطين، لن يملّوا من العودة إلى الخرافة كلّما عنّ لهم ذلك، ولن يعدموا وسائل النّهل من تجديفِها، وليّ عنقِ التاريخ عبرَها، واستئجار السينما، على سبيل المثال، لِعيون (بُروباغانداتها)، طالما بَقينا مُكتفين بِدور المتفرّج السلبيّ الذي يتلقّى الضربات والصّفعات، وَينسى، حتّى، أن يتّقيها بِيديه.