تعريف الإدماج
تعريف الإدماج لغة
هو اللف، وإدخال شيء في شيء آخر، تقول: أدْمَجْتُ متاعي، إذا أدخلته في ثوب أو حقيبة أو كيس أو نحوها، وأَدْمَجْتُ طَرَفَ الثوب، إذا لَفَفْتَ بعضه على بعض فأخفيتَ مثلاً المهترئ وأظهرت الطرف السليم.[١]
تعريف الإدماج اصطلاحاً
أن يجعل المتكلم الكلامَ الذي جاء لمعنىً متضمناً معنى آخر غير ظاهر،[٢] وعرفه ابن رشيق بأنه تضمين كلام سيق لمعنًى آخر؛[١] أي أن يجعل المتكلم الكلام الذي سيق لمعنى متضمناً لمعنى، فيكون المعنى الآخر ملفوفاً في الكلام داخلاً فيه، لذلك سمي بـ (الإدماج).[٣]
وعرفه أبو هلال العسكري: بأن يتضمن الكلام معنيين؛ أحدهما معنى مصرح به، والآخر معنى كالمشار إليه.[٤]
ما معنى الكلام السابق؟
الإدماج هو أسلوب لغوي يندرج تحت علم البديع في البلاغة، يراد به إدخال فكرة في فكرة، أو غرض لغوي في غرض آخر، بأسلوب من الكلام لا يظهر منه إلا إحدى الفكرتين أو أحد الغرضين، فإذا تأمل المتفكر ظهر له المعنى المدمَج، وسرّه هذا الإدماج، مثل: أن يُوجّه الكلام في القرآن لوعد الرسول -عليه السلام- والمؤمنين بنصر الله وتأييده، ويُدمج وعيد الكافرين بالهزيمة والخذلان.[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ ابن رشيق صنّف الإدماج تحت باب الاستطراد.[٤]
شروط الإدماج
يشترط في الإدماج شرطان، هما:[٥]
ألا يكون مصرحاً به.
ألا يكون في الكلام ما يُشعر بأنه مسوق لأجله.
أمثلة على الإدماج
في الآتي أمثلة على أسلوب الإدماج:[١][٦]
يقول المتنبي:
أقلّب فيه أجفاني كأني ... أعد بها على الدهر ذنوباً.
كان غرض الشاعر الرئيسي في هذا الكلام الحديث عن طول الليل، ولكنه أدمج الشكوى من الدهر في وصف الليل بالطول.
يقول ابن المعتز في وصف نبات أصفر يسمى (الخيْري):
فقد نفض العاشقون ما صنع ... الهجر بألوانهم على ورقِه.
أي نفضوا صفرة وجوههم التي صنعها الهجر على ورق هذا النبات، فقد كان يكفيه أن يصفه بالصفرة، لكنه فعل ذلك ليدمج ما يعانيه من هجر الحبيب، وعليه، فالغرض كان وصف نبات الخيري بصفة لكنه أدمج الغزل في الوصف.
يقول ابن نباتة:
وَلاَ بُدَّ لِي من جَهْلَةٍ فِي وِصَالِهِ ... فَمَنْ لِي بِخِلٍّ أُودِعُ الْحِلْمَ عِنْدَهُ
ضمَّن الشاعر الغَزَلَ الذي يدفعه إلى ارتكاب الجهالة في سبيل وصَالِ مَحْبُوبه، والخروج بها عَنْ حِلْمِهِ، للدلالة إلى فخره بأنه حليم لا يجهل في العادة
، فكان الغرض الرئيسي الغزل، ولكنه أدمج الفخر في الغزل.
قال بعض الأندلسيين:.
أأرضى أن تصاحبني بغيضا
مجاملة وتحملني ثقيلا
وحقّك لا رضيت بذا لأني
جعلت وحقّك القسم الجليلا
في الأبيات الشعرية غرض البيت هو العتاب، ولكنه أدمج الغزل في العتاب.
يقول الشاعر:
أبى دهرنا إسعافنا في نفوسنا
فأسعفنا فيمن نحبّ ونكرم
فقلت له نعماك فيهم أتمّها
ودع أمرنا إنّ المهمّ المقدّم
في الأبيات السابقة؛ أدمج الشاعر شكوى الزمان في التهنئة.