الفرق بين الخل والخمر يعتبر الفرق بين الخل والخمر بسيطاً؛ فالصلة بينهما هو تفاعلٌ كيميائيٌ (تفاعل أكسدة)، وأغلب الناس لا يعرفون هذا الاختلاف، فهم فقط يعرفون أنّ الخمر محرمٌ في الدين الإسلامي، والخل محللٌ، ولكن لا يعرفون سبب التحريم والتحليل، وبالرغم من أنّ الفارق ما هو إلا تفاعلٌ كيميائيٌ، إلا أنّه يفصل الحلال عن الحرام، ولمدى أهميّة هذا الموضوع، سنطرح هنا الفرق بين الخمر والخلّ لتوعية الناس إلى الفارق بين هذين الاثنين، مع تشابه أساسهما، وسنذكر أيضاً رأي الشرع والفتاوى في هذا الموضوع. الأساس في صنع هذين المكونين (الخلّ والخمر) هو السكر البسيط أو المركب، والذي عادةً ما يؤخذ من العنب، والتمر، والشعير وغيرها مما يحتوي نسبةً من السكر، فإذا تعرّض الخمر للهواء (الأكسجين بالأخصّ) يتأكسد الكحول الموجود فيه (يتفاعل مع الأكسجين) بواسطة ما يسمّى الجراثيم الخليّة المختلفة عن النوع الأول الذي سبّب التخمّر، وبالتالي يتحوّل الكحول لحمض الخلّ، وأغلب الكحول المسكر يكون كحولاً إيثيلياً (الإيثانول) الذي يختلف تركيزه من مشروبٍ لآخر، والخلّ تختلف نسب الكحول فيه حسب قوّة وسرعة التأكسد بين الكحول والأكسجين؛ فهناك تجارٌ يتسرعون في أخذ الخلّ دون أن يتأكّدوا أنّ عمليّة التأكسد اكتملت ولم يتبق أي كحولٍ، فمثلاً بعض الأنواع الرخيصة من الخل يكون فيها نسبةً من الكحول تصل إلى 2% وهذا غير مقبول في الدين، أما الأنواع الجيدة مثل الخل البلسمي فنسبة الكحول فيه هي 0.1% وهي مقبولةٌ لأنه حتى لو طال وقت استخدامه فلن تتغير هذه النسبة، والمعادلة الكيميائية التالية توضح تحوّل الكحول إلى خلّ بالتفاعل مع غاز الأكسجين: CH3CH2OH + 2 O2 --- > 2 CH3COOH + 2 H2O Alcohol + Oxygen ----> Acetic Acid + Water غول + أوكسجين -----> حمض الخل + ماء.
رأي الشرع في الخمر والخلّ لقد ورد عن السيدة عائشة (رضي الله عنها) في الصحيحين: "كلّ مسكر خمر وكلّ خمر حرام". وفي البخاري: "الخمر ما خامر العقل". من حديث ابن عمر وهو في مسلم كذلك، وهو ضابط شرعي يشمل أنواع الخمر المختلفة في الأصول أو الأسماء، والكحول مسكرٌ إذن هو خمرٌ ولا فرق، أمّا الخل الذي يتّخذ من الخمر فهو الذي يخلل بنفسه دون تخليل مصانع، وقد جاء في حديث أنس: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) سئل عن الخمر تتخذ خلا، فقال: "لا"، وقد قال صاحب تحفة الأحوذي: وأمّا حديث "نعم الإدام الخل" فالمراد بالخلّ الخلّ الذي لم يتّخذ من الخمر جمعاً بين الأحاديث.