تويت
سليمان الأول القانوني
(901ـ974هـ/1495ـ1566م)
سليمان بن سليم الأول عاشر سلاطين آل عثمان، تولى العرش إثر وفاة والده سليم الأول عام 926هـ/1520م، وكان عمره آنذاك 26 سنة، وقد امتدت مدة حكمه 46 سنة، والدته يهودية تدعى أولغا Hulga، ولقبها سليم حفصة، زوّجته والدته من الفتاة اليهودية البولونية روكسلانه، وبعدما أنجبت له ولداً سماها «خُرّم».
يعد سليمان من أعظم سلاطين آل عثمان، وقد لقبه علماء الفرنجة بسليمان العظيم le Grand أو سليمان الفاخر le Magnifique.
بدأ ملكه بالحلم والعفو، فأطلق سبيل ستمئة أسير مصري، كان أبوه سليم الأول قد أسرهم عند فتحه لمصر سنة 1517م، وأمر بالعدل والإحسان، وضرب بشدة على أيدي الولاة الظالمين.
من أهم أعماله قضاؤه على الفتن والدسائس، إذ ضرب بشدة على أيدي اللصوص وقطاع الطرق، ومنع الانكشارية من التعدي على الأهالي، وفرض نظاماً صارماً، ألزم الجميع بالخضوع له، وأصدر القوانين وثبتها وألزم الجميع بها، قضى على ثورة جانبردي الغزالي في دمشق وخاير بك في مصر، فتح رودس (929هـ/1522م) لأن فرسانها مارسوا الظلم والاعتداء على المسلمين، وقد ثار أحمد باشا والي مصر محاولاً الاستقلال بولايته، فأرسل جيشاً وكلفه القضاء عليه. بنى القلاع والخانات في مختلف الولايات العثمانية وعلى الطرق الرئيسة في الولايات العربية بغية المحافظة على الأمن وحماية التجار والمسافرين والحجاج المسلمين.
أما أعماله الخارجية فقد خاض ثلاثة عشر حرباً قادها بنفسه، منها حملة على بلغراد سنة 933هـ/1526م، استولى فيها على قلعتها وجعلها قاعدة لحملته على بلاد المجر التي استولى عليها في أعقاب معركة موهاكس Mohács، وبعد أن مكث في اصطنبول لمدة سنتين ونصف، قاد في سنة 936هـ/1529م حملة على فيينا دامت 7 أشهر وسبعة أيام، هزم النمساويين وهدم قلاعهم وحصونهم، إلا أنه لم يحقق انتصاراً كاملاً عليهم، وبعد أربع سنوات، أعد حملة على ألمانيا، وتمكن من السيطرة على معظم القلاع والحصون الألمانية، وكان من نتائج حملته توقيع معاهدة اصطنبول 940هـ/1533م.
وفي سنة 941هـ/1534م أرسل حملة إلى العراق بقيادة الصدر الأعظم إبراهيم باشا، وبعد شهر من انطلاق الحملة لحق بها ودخل مع قواته بغداد، وعامل أهلها معاملة حسنة. وفي سنة 944هـ/1537م قاد حملة بحرية على البندقية لأنها كانت تقدم الدعم سراً إلى الألمان، وفي سنة 948هـ/1541م كرر مهاجمته للمجر، وحقق انتصاراً باهراً، وفي سنة 950هـ/1441م قاد حملة على إيران.
أبرم صلحاً مع الملك الفرنسي فرانسوا الأول سنة 942هـ/1535م، تحدياً للملك الإسباني شارلكان الذي قامت بينهما عداوة قاتلة.
وفي عهده استنجد الليبيون به، فوعدهم بنجدتهم، وأرسل حملة برية وبحرية إلى مياه الشمال الإفريقي، وحرر طرابلس الغرب (ليبيا) من أيدي فرسان القديس يوحنا.
يعد السلطان سليمان القانوني من أعظم ما أنجبه البيت العثماني، فقد كان عالماً محباً للعلم والعلماء، شجع الأدب والأدباء وأغدق عليهم الأموال، كما شجع الفنون. نبغ في عهده عدد من رجال السياسة، من أمثال إبراهيم باشا ورستم باشا وصوقللى باشا، ومن رجال البحر خير الدين بربروس وطرغوت وبيالى ومن قادة الجيش فرهاد باشا وأرسلان باشا وحمزة باشا، ومن الكتاب جلال زاده ومحمد إيفرى عبدي ومن الفقهاء أبو السعود أفندي.
مما يؤخذ على السلطان سليم القانوني انقياده الكامل لزوجته اليهودية، فبتوجيه منها قتل فاتح العراق إبراهيم، وقتل ابنه مصطفى من زوجته الأولى. مال أواخر حياته إلى اللهو والمجون، وشرب المسكرات والأفيون، فوضعته روكسلانه في غرفة خاصة بعدما أصيب بداء المفاصل، وأجبرته على النزول لابنه سليم الثاني، توفي سليمان الأول في اصطنبول ودفن في جامع السليمانية الذي بناه فيها.
محمود عامر
(901ـ974هـ/1495ـ1566م)
 |
يعد سليمان من أعظم سلاطين آل عثمان، وقد لقبه علماء الفرنجة بسليمان العظيم le Grand أو سليمان الفاخر le Magnifique.
بدأ ملكه بالحلم والعفو، فأطلق سبيل ستمئة أسير مصري، كان أبوه سليم الأول قد أسرهم عند فتحه لمصر سنة 1517م، وأمر بالعدل والإحسان، وضرب بشدة على أيدي الولاة الظالمين.
من أهم أعماله قضاؤه على الفتن والدسائس، إذ ضرب بشدة على أيدي اللصوص وقطاع الطرق، ومنع الانكشارية من التعدي على الأهالي، وفرض نظاماً صارماً، ألزم الجميع بالخضوع له، وأصدر القوانين وثبتها وألزم الجميع بها، قضى على ثورة جانبردي الغزالي في دمشق وخاير بك في مصر، فتح رودس (929هـ/1522م) لأن فرسانها مارسوا الظلم والاعتداء على المسلمين، وقد ثار أحمد باشا والي مصر محاولاً الاستقلال بولايته، فأرسل جيشاً وكلفه القضاء عليه. بنى القلاع والخانات في مختلف الولايات العثمانية وعلى الطرق الرئيسة في الولايات العربية بغية المحافظة على الأمن وحماية التجار والمسافرين والحجاج المسلمين.
أما أعماله الخارجية فقد خاض ثلاثة عشر حرباً قادها بنفسه، منها حملة على بلغراد سنة 933هـ/1526م، استولى فيها على قلعتها وجعلها قاعدة لحملته على بلاد المجر التي استولى عليها في أعقاب معركة موهاكس Mohács، وبعد أن مكث في اصطنبول لمدة سنتين ونصف، قاد في سنة 936هـ/1529م حملة على فيينا دامت 7 أشهر وسبعة أيام، هزم النمساويين وهدم قلاعهم وحصونهم، إلا أنه لم يحقق انتصاراً كاملاً عليهم، وبعد أربع سنوات، أعد حملة على ألمانيا، وتمكن من السيطرة على معظم القلاع والحصون الألمانية، وكان من نتائج حملته توقيع معاهدة اصطنبول 940هـ/1533م.
وفي سنة 941هـ/1534م أرسل حملة إلى العراق بقيادة الصدر الأعظم إبراهيم باشا، وبعد شهر من انطلاق الحملة لحق بها ودخل مع قواته بغداد، وعامل أهلها معاملة حسنة. وفي سنة 944هـ/1537م قاد حملة بحرية على البندقية لأنها كانت تقدم الدعم سراً إلى الألمان، وفي سنة 948هـ/1541م كرر مهاجمته للمجر، وحقق انتصاراً باهراً، وفي سنة 950هـ/1441م قاد حملة على إيران.
أبرم صلحاً مع الملك الفرنسي فرانسوا الأول سنة 942هـ/1535م، تحدياً للملك الإسباني شارلكان الذي قامت بينهما عداوة قاتلة.
وفي عهده استنجد الليبيون به، فوعدهم بنجدتهم، وأرسل حملة برية وبحرية إلى مياه الشمال الإفريقي، وحرر طرابلس الغرب (ليبيا) من أيدي فرسان القديس يوحنا.
يعد السلطان سليمان القانوني من أعظم ما أنجبه البيت العثماني، فقد كان عالماً محباً للعلم والعلماء، شجع الأدب والأدباء وأغدق عليهم الأموال، كما شجع الفنون. نبغ في عهده عدد من رجال السياسة، من أمثال إبراهيم باشا ورستم باشا وصوقللى باشا، ومن رجال البحر خير الدين بربروس وطرغوت وبيالى ومن قادة الجيش فرهاد باشا وأرسلان باشا وحمزة باشا، ومن الكتاب جلال زاده ومحمد إيفرى عبدي ومن الفقهاء أبو السعود أفندي.
مما يؤخذ على السلطان سليم القانوني انقياده الكامل لزوجته اليهودية، فبتوجيه منها قتل فاتح العراق إبراهيم، وقتل ابنه مصطفى من زوجته الأولى. مال أواخر حياته إلى اللهو والمجون، وشرب المسكرات والأفيون، فوضعته روكسلانه في غرفة خاصة بعدما أصيب بداء المفاصل، وأجبرته على النزول لابنه سليم الثاني، توفي سليمان الأول في اصطنبول ودفن في جامع السليمانية الذي بناه فيها.
محمود عامر