يزيدي (يحيي مبارك) Al-Yazidi (Yahya ibn al-Mubarak-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يزيدي (يحيي مبارك) Al-Yazidi (Yahya ibn al-Mubarak-

    اليزيدي (يحيى بن المبارك-)

    يزيدي (يحيي مبارك)

    Al-Yazidi (Yahya ibn al-Mubarak-) - Al-Yazidi (Yahya ibn al-Moubarak-)

    اليزيدي (يحيى بن المبارك ـ)
    (128ـ202هـ/746 ـ 818م)

    أبو محمد، يحيى بن المبارك بن المغيرة، العَدَوي، البِصْريّ، المعروف باليزيدي. نحويٌّ، مقرئٌ، لغويٌّ، ثقةٌ، علاّمةٌ كبير.
    عُرِف باليزيدي لصحبته يزيد بن منصور الحميري خال المهدي، فكان يؤدّب أولاده. وأمّا «العَدَويّ» فنسبةٌ انتهت إليه من جَدّه الذي كان مولىً لامرأة من بني عديّ بن عبد مناة بن تميم.
    لم تُشِر المصادر إلى مكان ولادته ولا إلى نشأته، وغاية ما فيها أنّه سكن بغداد، وأنّه أخذ علوم العربية والقراءات عن طائفة من مشايخ أهل البصرة حتّى عُدَّ منهم، وأشهر شيوخه اثنان، أولهما أبو عمرو بن العلاء الذي كان يميل إليه، ويُدْنيه لذكائه حتى عُرِف بأنه (صاحب أبي عمرو)، وقد أخذ اليزيدي عن أبي عمرو جُلَّ علمه ودوّنه، ونُقِل عن بعضهم أنّه ملأ عشرة آلاف ورقة عنه، وفي مقدمة ما حمله عنه قراءتُه، فقد كان أبو عمرو من أشهر القرّاء، بل إنه خلفه في القيام بها بعده، وقد صرح ابن مجاهد بأنّ اليزيدي أضبط أصحاب أبي عمرو عنه.
    مع أن اليزيدي أخذ قراءة أبي عمرو فإنه خالفه في حروف يسيرة اختارها لنفسه. ولم يكتف اليزيدي بحمل قراءة أبي عمرو، بل حمل عنه علوم العربية وأخبار الناس.
    وثانيهما الخليل بن أحمد، أخذ عنه من اللغة شيئاً كثيراً، وكتب عنه العروض في ابتداء وضعه له، بيد أن اعتماده على أبي عمرو كان أشدّ «لسعة علم أبي عمرو باللغة».
    وتشير المصادر إلى شيوخٍ آخرين أخذ عنهم اليزيدي كعبد الله بن أبي إسحاق المقرئ النحويّ المشهور وعبد الملك بن جريج وحمزة القارئ.
    وقد أجمعت المصادر التي ترجمت لليزيدي على أنّه أحد القرّاء الفصحاء العالِمين بلغات العرب والنحو، ووُصف بأنه كان «ثقة، صدوقاً، لا يُدْفَعُ عن سماع، ولا يُرْغَبُ عنه في شيء، غير ما يُتوَهَّمُ عليه من الميل إلى المعتزلة»، وقد اختار صاحب »الإتحاف« قراءة اليزيدي، وعدّها في الأربعة التي زيدت على العشرة.
    أمضى اليزيدي شطراً من حياته في التدريس، فكان مؤدباً للمأمون، مدرّساً يعلِّم الصبيان، وكان يجلس في أيام الرشيد مع الكسائي في مجلس واحدٍ يقرِئان الناس.
    ولاغرابة بعد ذلك أن يكثر تلامذته والآخذون عنه، فقد روى عنه ابنه محمد وأبو عبيد القاسم بن سلاّم وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبو عمر الدوري وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل وأبو شعيب السوسي وسليمان بن خلاّد وأبو أيوب بن الحكم الخياط البغدادي، وهذا الأخير هو أحد طريقي قراءة اليزيدي.
    ولليزيدي مصنفات ألمحت إليها كتب التراجم لم تصل إلينا، وهي: «النوادر في اللغة»، قيل: إنه صنعه على مثال كتاب «النوادر» للأصمعي وبعدد أوراقه، وكتاب «المقصور والممدود»، و«مختصر في النحو» ألّفه لبعض ولد المأمون، وكتاب «النقط والشكل»، و«الوقف والابتداء».
    وقد حفظت لنا بعض المصادر شيئاً من مناظراته ولاسيما مع الكسائي.
    واليزيدي فوق ذلك أديب شاعرٌ مجيد، وما تبقى من شعره يظهر خفّة روحه، من ذلك قوله في الهجاء:
    استبق ودَّ أبي المقا تِل حين تدنو من طعامِهْ
    سيّان كسرُ رغيفِهِ أو كَسْرُ عظمٍ منْ عظامهِْ
    ويصومُ كُرْهاً ضيفُهُ لم ينوِ أجراً في صيامِهْ
    ومن ذلك قولُه في الكسائي وأصحابه:
    كُنّا نقيسُ النَّحوَ فيما مضَى على لســانِ العربِ الأوَّلِ
    فجاءَنا قومٌ يقيســــونَهُ على لُغى أشـياخِ قُــطرُبّلِ
    فكلُّهم يعملُ في نقضِ مـا بـه يصابُ الحقُّ لا يأتــلي
    إنَّ الكسائيّ وأصحابـَـهُ يَرْقَوْنَ في النَّحوِ إلى أسـفلِ
    توفي اليزيدي بمرو، ودفن بها عن أربع وستين سنة، وكان بصحبة المأمون، وزعم ابن المنادي أنه مات بالبصرة، ودُفن بها وأنّه قارب المئة، وهو قولٌ ضعيف.
    ومما تحسن الإشارة إليه أن أسرة اليزيدي أسرة علم ومعرفة، فأبناؤه الخمسة كلهم علماء أدباء شعراء ورواة لأخبار الناس، ولهم مصنفات مشهورة، وكذا الحال في أبنائهم وأحفادهم، وتكفي الإشارة هنا إلى محمد بن العباس بن محمد بن يحيى اليزيدي (ت 310هـ) صاحب كتاب الأمالي المعروف باسم «أمالي اليزيدي»، وهو مطبوع.
    نبيل أبو عمشة
يعمل...
X