تويت
اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين أمام استحقاق جديد .
...
" صالة الرواق "
" نتاج الفنان النبيل، و المسؤول الحضاري "
.
إننا لا نغالي لو قلنا إن اتحاد الفنانين التشكيليين هو أهم حدث في حياة الحركة الفنية السورية المعاصرة إنها بيتهم الكبير و مؤسستهم التخصصية والنضالية ..
و لكن يا ويلهم لأنهم تركوا مؤسستهم التشكيلية ، و صالات عرض نتاجهم الإبداعي تسقط في أيدي كبار الموظفين و الحاشية ممن يبحثون عن موقع جديد يمارسون منه نفوذهم و استغلالهم بعد أن يشرعنوا أنتهازيتهم الفجة .
.
فالفنانون السوريون يكاد يجمعون على أن السبب الرئيسي في تدهور أوضاعهم في السنوات العشر الأخيرة ، على كافة المستويات ، يرجع إلى تحكم فئة قليلة من موظفي هيئة الفنون في مقاديرهم ، و إجهاضها لأغلب المشروعات الإيجابية التي كسبتها الحركة الفنية منذ عقود من الزمن ، و وقوفها ضد أي دم جديد يحاول أن يحقن الجسد المريض الهامد لهذه الحركة إلا لمن يحمل جيناتهم في دمه و عقلة ، حتى تنفرد تلك الفئة و وارثيها بالنفوذ و المكاسب ، دون أن تجدي معها ارتفاع أصوات بعض الفنانين و أن كانوا قلة – ضد كل الانتهاكات التي حدثت في حقهم ، مثل تخفيض مستوى رعاية مناسباتهم و معارضهم ، وتخفيض حجم الميزانية المخصة لأقتناء اعمالهم في المعرض السنوي، و الجمعية السكنية ، و صندوق الفنانين ، و التمثيل في المحافل الدولية ... الخ ..
والأن جاء دور (صالة الرواق) لتضع محافظة دمشق اليد عليها وتختمها بالشمع الأحمر تمهيداً للأستيلاء عليها نهائياً.
هنا أذكر محافظ دمشق، وكل من رتب هذه الخطوة المخجلة ( وبغض النظر عن الأسباب) أذكرهم بأن صالة الرواق تم تقديمها (هبة) للفنانين التشكيليين، من قبل رئيس الجمهورية الراحل حافظ الأسد .
..
إن تلك المكاسب التي تنهار واحدة إثر أخرى .. هذه المكاسب لم تقدم للفنانين على طبق من فضة ، بل كانت نتيجة نضال دؤوب من عدد من طلائع الفنانين النبلاء ، نضال التقى مع درجة متقدمة من الرقي الحضاري لدى بعض الأشخاص المسؤولين عن الثقافة في ذلك الوقت ، فأسفر اللقاء عن تلك المنجزات .
.
كم نحن بحاجة الآن لأمثال أولئك الفنانين الطليعيين النبلاء .. ليدافعوا عن مكاسب الفنانين التشكيليين.
و لأمثال أولئك الأشخاص المسؤولين الراقيين الحضاريين .. لينصفوا الفنانين التشكيليين.
فأين نجدهم في هذا الزمن الأسود .؟
..
ملاحظة : جميع الفنانين مطالبين بشكل او بأخر في تغيير ملامح هذا المشهد الكئيب .