بو يزيد البسطامي (طيفور بن عيسى)
يزيد بسطامي (طيفور عيسي)
Abu Yazid al-Bastami (Tayfour ibn Issa) - Abou Yazid al-Bastami (Tayfour ibn Issa)
أبو يزيد البسطامي (طيفور بن عيسى)
(188 ـ 261هـ/ 804 ـ 874م)
أبو يزيد طيفور بن عيسى بن علي ابن آدم بن شروسان البسطامي، مجوسي الأصل، ولد في بسطام من أعمال قومس بطبرستان.
لم يعرف عنه أنه صنَّف، ولكن أثرت عنه أقوال كثيرة يرى بعضهم أنَّ بعضها منسوبٌ إليه، إلى جانب ما اشتهر عنه من مقامات وكرامات ومجاهدات وشطحات صوفيَّة لم تخل من الغرابة التي أثارت عليه معاصريه. حَتَّى قال الإمام الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: «نعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية، وتصوف الاتحادية، فواحزناه على غربة الإسلام والسنة». وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: «حُكي عنه شطحاتٌ ناقصاتٌ، وقد تأوَّلها كثيرٌ من الفقهاء والصُّوفية، وحملوها على محاملَ بعيدةٍ، وقد قال بعضُهم إنَّه قال ذلك في حال الاصطلام، (والاصطلام: القطع عن الوجود أو الفناء والغيبة). ومن العلماء مَن بدّعه وخطّأه وجعل ذلك من أكبر البدع، وأنَّها تدلُّ على اعتقادٍ فاسدٍ كامِنٍ في القلب ظهر في أوقاته».
من مشهور أقواله قوله في التفاخر على علماء الشريعة ناعياً عليهم، مقللاً من قيمة علومهم بالمقارنة مع علمه، علم المتصوفة: «أخذتم علمكم ميتاً عن ميتٍ، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت. حدثني قلبي عن ربي، وأنتم تقولون: حدثني فلان، وأين هو؟ قالوا: مات، عن فلان، وأين هو؟ قالوا: مات». وذكر الغزالي عنه في «الإحياء» قائلاً: «كان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنَّما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيَّ وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ». وله الكثير جدًّا من قبيل هذه الأقوال وأشد منها غرابة. إلاَّ أنَّ ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أنَّ ثمة ثلاثة مذاهب في التعامل مع أقوال البسطامي قد تزيد ولكِنَّها لا تنقص عن ذلك، وهذه المذاهب هي: المذهب الصوفي والمذهب الفلسفي والمذهب التكفيري، ورُبَّما يمكن إضافة مذهب آخر إذا تعذر إدراجه ضمن أحد هذه المذاهب وهو مذهب التبرئة.
يتفق المذهب الفلسفي والصوفي في قراءة فكر البسطامي قراءة فكرية تجد له ما يسوغ أقواله بتأويلها إما تأويلاً صوفيًّا وإما تأويلاً فلسفياً فيكون فيلسوفاً مثل أيِّ فيلسوف وفق من يقرأه قراءة فلسفية، ويكون صوفيًّا صاحب طريقة، بل هو في عرف المتصوفة سلطان العارفين، وكثيرون وصفوه هذا الوصف.
وثمة في هذين الفريقين من يسعى إلى تبرئته من بعض الأقوال بزعم نسبها إليه من دون أن يكون قد قالها. أما الفريق الثالث فهو الذي لم يجد له عذراً في التطاول والشطح على الذات الإلهيَّة حَتَّى مع إسقاط ما قيل إنَّهُ منسوب إليه. هي على أيِّ حال مذاهب في قراءة فكره. لن يكون أيٌّ منها على تمام الصواب كما لن يكون أيٌّ منها على تمام الخطأ.
لم يكن البسطامي ذا صنعة في التأليف، وإنَّما صاحب أقوال اشتهرت عنه، جمعت في كتاب «المجموعة الصوفية الكاملة ويليها كتاب تأويل الشطح» تحقيق قاسم محمد عباس وتقديمه، إلى جانب عدد كبير من الكتب التي تناولت فكره.
عزت السيد أحمد
يزيد بسطامي (طيفور عيسي)
Abu Yazid al-Bastami (Tayfour ibn Issa) - Abou Yazid al-Bastami (Tayfour ibn Issa)
أبو يزيد البسطامي (طيفور بن عيسى)
(188 ـ 261هـ/ 804 ـ 874م)
أبو يزيد طيفور بن عيسى بن علي ابن آدم بن شروسان البسطامي، مجوسي الأصل، ولد في بسطام من أعمال قومس بطبرستان.
لم يعرف عنه أنه صنَّف، ولكن أثرت عنه أقوال كثيرة يرى بعضهم أنَّ بعضها منسوبٌ إليه، إلى جانب ما اشتهر عنه من مقامات وكرامات ومجاهدات وشطحات صوفيَّة لم تخل من الغرابة التي أثارت عليه معاصريه. حَتَّى قال الإمام الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: «نعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية، وتصوف الاتحادية، فواحزناه على غربة الإسلام والسنة». وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: «حُكي عنه شطحاتٌ ناقصاتٌ، وقد تأوَّلها كثيرٌ من الفقهاء والصُّوفية، وحملوها على محاملَ بعيدةٍ، وقد قال بعضُهم إنَّه قال ذلك في حال الاصطلام، (والاصطلام: القطع عن الوجود أو الفناء والغيبة). ومن العلماء مَن بدّعه وخطّأه وجعل ذلك من أكبر البدع، وأنَّها تدلُّ على اعتقادٍ فاسدٍ كامِنٍ في القلب ظهر في أوقاته».
من مشهور أقواله قوله في التفاخر على علماء الشريعة ناعياً عليهم، مقللاً من قيمة علومهم بالمقارنة مع علمه، علم المتصوفة: «أخذتم علمكم ميتاً عن ميتٍ، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت. حدثني قلبي عن ربي، وأنتم تقولون: حدثني فلان، وأين هو؟ قالوا: مات، عن فلان، وأين هو؟ قالوا: مات». وذكر الغزالي عنه في «الإحياء» قائلاً: «كان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنَّما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيَّ وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ». وله الكثير جدًّا من قبيل هذه الأقوال وأشد منها غرابة. إلاَّ أنَّ ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أنَّ ثمة ثلاثة مذاهب في التعامل مع أقوال البسطامي قد تزيد ولكِنَّها لا تنقص عن ذلك، وهذه المذاهب هي: المذهب الصوفي والمذهب الفلسفي والمذهب التكفيري، ورُبَّما يمكن إضافة مذهب آخر إذا تعذر إدراجه ضمن أحد هذه المذاهب وهو مذهب التبرئة.
يتفق المذهب الفلسفي والصوفي في قراءة فكر البسطامي قراءة فكرية تجد له ما يسوغ أقواله بتأويلها إما تأويلاً صوفيًّا وإما تأويلاً فلسفياً فيكون فيلسوفاً مثل أيِّ فيلسوف وفق من يقرأه قراءة فلسفية، ويكون صوفيًّا صاحب طريقة، بل هو في عرف المتصوفة سلطان العارفين، وكثيرون وصفوه هذا الوصف.
وثمة في هذين الفريقين من يسعى إلى تبرئته من بعض الأقوال بزعم نسبها إليه من دون أن يكون قد قالها. أما الفريق الثالث فهو الذي لم يجد له عذراً في التطاول والشطح على الذات الإلهيَّة حَتَّى مع إسقاط ما قيل إنَّهُ منسوب إليه. هي على أيِّ حال مذاهب في قراءة فكره. لن يكون أيٌّ منها على تمام الصواب كما لن يكون أيٌّ منها على تمام الخطأ.
لم يكن البسطامي ذا صنعة في التأليف، وإنَّما صاحب أقوال اشتهرت عنه، جمعت في كتاب «المجموعة الصوفية الكاملة ويليها كتاب تأويل الشطح» تحقيق قاسم محمد عباس وتقديمه، إلى جانب عدد كبير من الكتب التي تناولت فكره.
عزت السيد أحمد