الشخصيات الافتراضية تطمس الخط بين الحقيقة والخيال
الشخصيات المؤثرة الافتراضية لا تعبر عن المشاعر فقط، ولكن يمكنها أيضا اتخاذ مواقف إزاء القضايا التي تشغل بال الناس.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
شخصيات تم اختلاقها من خلال برنامج كمبيوتر
يقضّي الناس أوقاتا كثيرة في الفضاءات الرقمية إلى درجة أن الحدود مع الواقع تتعرض للطمس بشكل مستمر، حتى أنهم أصبحوا يتابعون يوميات شخصيات افتراضية من صنع الكمبيوتر وليس لها وجود حقيقي.
برلين - ظهرت الفنانة التي اجتذبت جمهورا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بشعر وردي اللون يلفت الأنظار، لتقول إنها لم يغمض لها جفن طوال الليل لانشغالها بعمل مكثف في المكتب، وبذلك جذبت هذه الفنانة التي تعد من الشخصيات المؤثرة الشهيرة تعاطف المشاهدين.
وتضيف وهي مرتدية ملابس رياضية وتنظر باهتمام إلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها، وممسكة قلما بيدها بينما تحيط بها مجموعة من المجلات من كل جانب “رسمت بعض الأشياء اللطيفة، لكن لا تخبروا أحدا بأنني لم أستحم بعد هذا العمل الشاق حتى الآن”.
ما لم تكشفه صورة الفنانة إيما هو أنها ليست في الحقيقة امرأة يابانية كما يبدو من مظهرها، بل إنها ليست في الواقع إنسانا على الإطلاق. عليك أن تشاهد مقاطع الفيديو الخاصة بها، وسيتضح لك بعد قليل أن هذه الشخصية تم اختلاقها من خلال برنامج كمبيوتر.
وتقول شركة “أو.إنك” التي طورت إيما، إن هذه الشخصية هي أول عارضة أزياء افتراضية في اليابان. غير أنها ليست العارضة الوحيدة الافتراضية المتواجدة على الإنترنت، فقد ظهر العديد مثلها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في آسيا، ومثل العارضات الحقيقيات تماما، يمكن العثور عليهن على أغلفة مجلات الأزياء، وفي الإعلانات الخاصة بالمنتجات، بينما يمكن مشاهدة البعض في الحفلات الغنائية، وبذلك يجذبن الآلاف من المشاهدين.
ولتحسين الوهم البصري المحيط بإيما، تشارك متابعيها بشكل منتظم صورا على منصات التواصل تظهر تفاعلها مع أشخاص حقيقيين. وبالإضافة إلى التنقل بالطائرة من عاصمة للأزياء إلى مجموعة أخرى من نجوم المجتمع، تشارك إيما أيضا مشاعرها مع متابعيها البالغ عددهم 400 ألف.
هذا النموذج من الإعجاب العاطفي النابع من التفاعل مع كائنات اصطناعية مختلفة عن البشر، يثير مشكلات جمة
وكتبت ذات مرة تحت صورة لها، وهي ترتدي قلنسوة واسعة، وتحمل مظلة سوداء ويبدو على ملامحها الحزن “منذ أن ولدت وأنا أكره أن أكون وحيدة، فماذا تفعلون عندما تشعرون بالوحدة ؟”. وفي تدوينة أخرى تتحدث عن جدال دار بينها وبين أخيها. وهذه التعبيرات العاطفية تبين أن صانعي إيما يوسعون حدود ما نتوقعه من العالم الافتراضي، ويخلقون ارتباطا شخصيا بإيما عن طريق التصوير العمدي لشخصيتهم المبتكرة على أنها تتعرض لحالات من الضعف الإنساني، مثلها في ذلك مثل البشر.
ويبدو أن هذا الاتجاه حقق نجاحا، هذا في حالة إذا ما اتخذنا من مئات الآلاف من متابعيها على منصة إنستغرام مؤشرا على شعبيتها.
وعند سؤال مبتكري شخصية إيما عن اصطناع عالم عاطفي لها بشكل مصطنع، قالوا إنه حتى الشخصيات المؤثرة الحقيقية تتعرض من آن إلى آخر لاتهامات باختلاق مواقف حياتية مثيرة للتعاطف. وتابعت الشركة “كل شيء نراه على الإنترنت وفي وسائل الإعلام هو نوع من السرد، وكل فرد له الخيار في أن يصدقه أو يكذبه”. غير أن هذا النموذج من الإعجاب العاطفي النابع من التفاعل مع كائنات اصطناعية مختلفة عن البشر، يثير مشكلات جمة، وفقا لما يقوله المحلل لوسائل الإعلام أوليفر زولنر بمعهد شتوتغارت للأخلاقيات الرقمية.
وهو يود أن يرى مزيدا من الشفافية بشأن البرامج التي يتم استخدامها، وقال إنه ليس بإمكان كل شخص أن يدرك على الفور أن الشخصيات المؤثرة الافتراضية ليست أناسا حقيقيين.
وعادة ما تقوم فرق من الأشخاص، بالتحكم في الشخصيات الافتراضية. وعلى سبيل المثال تم بث الحياة في إيما داخل أستوديو مع ممثلين من بين أشياء أخرى من خلال التقاط الحركة.
ولا تعبر الشخصيات المؤثرة الافتراضية عن المشاعر فقط، ولكن يمكنها أيضا اتخاذ مواقف إزاء القضايا التي تشغل بال الناس، فمثلا نجد أن ليل ميكويلا وهي إحدى الشخصيات المؤثرة الافتراضية التي لها جمهور واسع من المتابعين، لم تحقق فقط نجاحا كعازفة موسيقى، وكواجهة إعلانية لشركات أزياء كبرى، ولكن أيضا كناشطة بارزة، وصفحتها على إنستغرام تتضمن الهاشتاغ الشهير “حياة السود مهمة”.
وفي أحد مقاطع الفيديو على إنستغرام تبث الفتاة الافتراضية ليل التي تقدم على أنها تبلغ من العمر 19 عاما – وليس من المفترض أن يتغير هذا العمر مطلقا – صورة لها لمتابعيها البالغ عددهم 2.8 مليون، وهي تذرف الدموع الملطخة بالكحل ثم تنهمر على وجهها، مصحوبة بالعبارة “فلنجعل البكاء القبيح أمام الناس أمرا طبيعيا”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
الشخصيات المؤثرة الافتراضية لا تعبر عن المشاعر فقط، ولكن يمكنها أيضا اتخاذ مواقف إزاء القضايا التي تشغل بال الناس.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
شخصيات تم اختلاقها من خلال برنامج كمبيوتر
يقضّي الناس أوقاتا كثيرة في الفضاءات الرقمية إلى درجة أن الحدود مع الواقع تتعرض للطمس بشكل مستمر، حتى أنهم أصبحوا يتابعون يوميات شخصيات افتراضية من صنع الكمبيوتر وليس لها وجود حقيقي.
برلين - ظهرت الفنانة التي اجتذبت جمهورا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بشعر وردي اللون يلفت الأنظار، لتقول إنها لم يغمض لها جفن طوال الليل لانشغالها بعمل مكثف في المكتب، وبذلك جذبت هذه الفنانة التي تعد من الشخصيات المؤثرة الشهيرة تعاطف المشاهدين.
وتضيف وهي مرتدية ملابس رياضية وتنظر باهتمام إلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها، وممسكة قلما بيدها بينما تحيط بها مجموعة من المجلات من كل جانب “رسمت بعض الأشياء اللطيفة، لكن لا تخبروا أحدا بأنني لم أستحم بعد هذا العمل الشاق حتى الآن”.
ما لم تكشفه صورة الفنانة إيما هو أنها ليست في الحقيقة امرأة يابانية كما يبدو من مظهرها، بل إنها ليست في الواقع إنسانا على الإطلاق. عليك أن تشاهد مقاطع الفيديو الخاصة بها، وسيتضح لك بعد قليل أن هذه الشخصية تم اختلاقها من خلال برنامج كمبيوتر.
وتقول شركة “أو.إنك” التي طورت إيما، إن هذه الشخصية هي أول عارضة أزياء افتراضية في اليابان. غير أنها ليست العارضة الوحيدة الافتراضية المتواجدة على الإنترنت، فقد ظهر العديد مثلها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في آسيا، ومثل العارضات الحقيقيات تماما، يمكن العثور عليهن على أغلفة مجلات الأزياء، وفي الإعلانات الخاصة بالمنتجات، بينما يمكن مشاهدة البعض في الحفلات الغنائية، وبذلك يجذبن الآلاف من المشاهدين.
ولتحسين الوهم البصري المحيط بإيما، تشارك متابعيها بشكل منتظم صورا على منصات التواصل تظهر تفاعلها مع أشخاص حقيقيين. وبالإضافة إلى التنقل بالطائرة من عاصمة للأزياء إلى مجموعة أخرى من نجوم المجتمع، تشارك إيما أيضا مشاعرها مع متابعيها البالغ عددهم 400 ألف.
هذا النموذج من الإعجاب العاطفي النابع من التفاعل مع كائنات اصطناعية مختلفة عن البشر، يثير مشكلات جمة
وكتبت ذات مرة تحت صورة لها، وهي ترتدي قلنسوة واسعة، وتحمل مظلة سوداء ويبدو على ملامحها الحزن “منذ أن ولدت وأنا أكره أن أكون وحيدة، فماذا تفعلون عندما تشعرون بالوحدة ؟”. وفي تدوينة أخرى تتحدث عن جدال دار بينها وبين أخيها. وهذه التعبيرات العاطفية تبين أن صانعي إيما يوسعون حدود ما نتوقعه من العالم الافتراضي، ويخلقون ارتباطا شخصيا بإيما عن طريق التصوير العمدي لشخصيتهم المبتكرة على أنها تتعرض لحالات من الضعف الإنساني، مثلها في ذلك مثل البشر.
ويبدو أن هذا الاتجاه حقق نجاحا، هذا في حالة إذا ما اتخذنا من مئات الآلاف من متابعيها على منصة إنستغرام مؤشرا على شعبيتها.
وعند سؤال مبتكري شخصية إيما عن اصطناع عالم عاطفي لها بشكل مصطنع، قالوا إنه حتى الشخصيات المؤثرة الحقيقية تتعرض من آن إلى آخر لاتهامات باختلاق مواقف حياتية مثيرة للتعاطف. وتابعت الشركة “كل شيء نراه على الإنترنت وفي وسائل الإعلام هو نوع من السرد، وكل فرد له الخيار في أن يصدقه أو يكذبه”. غير أن هذا النموذج من الإعجاب العاطفي النابع من التفاعل مع كائنات اصطناعية مختلفة عن البشر، يثير مشكلات جمة، وفقا لما يقوله المحلل لوسائل الإعلام أوليفر زولنر بمعهد شتوتغارت للأخلاقيات الرقمية.
وهو يود أن يرى مزيدا من الشفافية بشأن البرامج التي يتم استخدامها، وقال إنه ليس بإمكان كل شخص أن يدرك على الفور أن الشخصيات المؤثرة الافتراضية ليست أناسا حقيقيين.
وعادة ما تقوم فرق من الأشخاص، بالتحكم في الشخصيات الافتراضية. وعلى سبيل المثال تم بث الحياة في إيما داخل أستوديو مع ممثلين من بين أشياء أخرى من خلال التقاط الحركة.
ولا تعبر الشخصيات المؤثرة الافتراضية عن المشاعر فقط، ولكن يمكنها أيضا اتخاذ مواقف إزاء القضايا التي تشغل بال الناس، فمثلا نجد أن ليل ميكويلا وهي إحدى الشخصيات المؤثرة الافتراضية التي لها جمهور واسع من المتابعين، لم تحقق فقط نجاحا كعازفة موسيقى، وكواجهة إعلانية لشركات أزياء كبرى، ولكن أيضا كناشطة بارزة، وصفحتها على إنستغرام تتضمن الهاشتاغ الشهير “حياة السود مهمة”.
وفي أحد مقاطع الفيديو على إنستغرام تبث الفتاة الافتراضية ليل التي تقدم على أنها تبلغ من العمر 19 عاما – وليس من المفترض أن يتغير هذا العمر مطلقا – صورة لها لمتابعيها البالغ عددهم 2.8 مليون، وهي تذرف الدموع الملطخة بالكحل ثم تنهمر على وجهها، مصحوبة بالعبارة “فلنجعل البكاء القبيح أمام الناس أمرا طبيعيا”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook