سلطان النيادي ينقل يوميات رواد الفضاء خارج الجاذبية
رائد الفضاء الإماراتي بدأ في تحويل رحلته إلى دروس علمية يطلع عليها أهل الأرض بلغة مبسطة وبتجارب عملية تنقل صورة متكاملة عن حياة الإنسان في الفضاء.
الأحد 2023/07/02
انشرWhatsAppTwitterFacebook
تضحيات من أجل المعرفة
كيف يعيش الإنسان في الفضاء وكيف يقضي يومه؟ أسئلة عديدة يتم طرحها كل فترة عندما يصعد رواد فضاء جدد للإقامة في محطة الفضاء الدولية، يجيبنا عليها أول رائد فضاء عربي يعيش مدة طويلة خارج الجاذبية.
دبي - نجح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في وضع إجابات عملية للأسئلة المتعلقة بالحياة في الفضاء، وكرس وقتا طويلا ليصور مقاطع فيديو تجيب عن هذه التساؤلات وينشرها عبر الإنترنت، ليستفيد منها المهتمون بعلوم الفضاء والشغوفون بمعرفة تفاصيل حياة رواد الفضاء.
ومنذ وصوله إلى المحطة، بدأ النيادي في تحويل رحلته إلى دروس علمية يطلع عليها أهل الأرض بلغة مبسطة وبتجارب عملية تنقل صورة متكاملة عن حياة الإنسان في الفضاء. وعبر حسابه على تويتر ينشر رائد الفضاء الإماراتي مقاطع الفيديو التي تنقل صورة حية لتفاصيل حياته في المحطة.
ومن بين تلك الفيديوهات، مقطع يتحدث فيه عن كيفية التنفس في المحطة، وفي مقطع آخر نشر مشاهد لكيفية الحفاظ على اللياقة البدنية بالفضاء، واصفا هذا الأمر بأنه “مهمة غير سهلة". وأوضح أن رائد الفضاء يتريّض لمدة ساعتين ونصف الساعة يوميا على أجهزة مصممة بشكل يحاكي قوة الجاذبية على الأرض، وعلق بالقول “الرياضة اليومية التي نجريها تشمل تمارين العضلات والجري وغيرها من التمارين".
◙ محاولة للتعرف على تأثير بيئة الجاذبية الصغرى على النظر في الفضاء خلال المهمات طويلة الأمد
وفي تغريدة أخرى عرض النيادي صورة له وهو يرتدي قميصا مخصصا لرواد الفضاء يحتوي على أجهزة لرصد حالاتهم الصحية، إذ يقيس نبضات القلب، ومستوى ضغط الدم، والتنفس وغيرها من وظائف الجسم. وشرح أن قياس هذه الوظائف يأتي ضمن دراسة لمعرفة آلية عمل وظائف الجسم البشري في بيئة انعدام الجاذبية، مشيرا إلى أن التقنيات المستخدمة في هذا الجهاز لها دور كبير في تطوير مجال الرعاية الطبية عن بعد على الأرض.
ومن بين مقاطع الفيديو التي ينشرها على حسابه، مقطع يوضح طرق المحافظة على النظافة الشخصية لرواد الفضاء، حيث قال إن "الحفاظ على النظافة الشخصية في المحطة يعد سلوكا يوميا ضروريا، يشابه الحال على الأرض في كثير من الأحيان".
وعرض رائد الفضاء الإماراتي مقطعا يشرح كيفية غسل الأسنان والاستحمام، موضحا أن بعض الرواد على متن المحطة الدولية يبتلعون معجون غسل الأسنان، إلا أنه لا يحبذ هذه الطريقة، ويستخدم مناديل ورقية للتخلص من باقي المعجون من فمه، ثم يمارس الرواد التمارين الرياضية اليومية، يليها الاستحمام، لكنه يختلف عما هو متبع على الأرض، حيث يتم بواسطة منشفة، تحتوي على محلول مطهر، يتم تعبئتها بالماء، ثم المسح على الجسم والرأس والوجه بشكل كامل.
وعرض النيادي "شامبو الفضاء" الذي لا يتطلب وجود ماء من أجل غسل الشعر، بل يتم بواسطة تدليك فروة الرأس، ثم مسحه بالمنشفة. وتطرق إلى وجود قسم في محطة الفضاء يسمى “هايجين” يضم الأدوات الشخصية للرواد، مثل أمواس الحلاقة، ومقص الأظافر، وفرشاة لتهذيب الشعر.
وحرص النيادي على توضيح طريقة نوم رواد الفضاء في المحطة الدولية، شارحا أنه يتوافر لكل رائد فضاء كيس نوم يتم ربطه بالحائط، وينام الرائد فيه، وبداخل الكيس توجد حبال يتم ربطها على الجسد، وهناك أيضا فتحات لليدين، وصمام لتهوية الساقين، وغطاء للرأس. وشرح أن نوم الرواد في المحطة هو تجربة عملية في حد ذاتها تتم دراستها، وقال "إن كل أمر نقوم به في الفضاء هو تجربة علمية بحد ذاتها، ومن خلال تجربة 'دريمز'، تتم دراسة أنماط نوم رواد الفضاء، ومدى تأثير انخفاض الجاذبية على صحة أدمغتنا ونشاطها أثناء النوم".
◙ النيادي كرس وقتا طويلا لتصوير مقاطع فيديو تجيب عن مختلف التساؤلات وينشرها عبر الإنترنت ليستفيد منها المهتمون بعلوم الفضاء
وحول تناوله لوجبات الطعام أثناء بقائه في الفضاء، قال إنه يتم تحضير الطعام لرواد الفضاء بوكالة ناسا وتعبئته في مختبر أنظمة الأغذية الفضائية في مركز جونسون للفضاء، وهناك يختار رواد الفضاء الوجبات التي يرغبون في تناولها خلال مهمتهم، وينتج المختبر طعاما مغذيا يضمن أعلى مستويات من الصحة والأداء للطاقم، ويراعي المجهزون للطعام مدة بقاء الرواد في الفضاء، خاصة بالنسبة إلى البعثات طويلة الأمد.
وذكر أن المهمات الطويلة تتطلب أن تتمتع الأطعمة الفضائية بعمر افتراضي طويل، بحيث تكون آمنة للأكل بعد شهور أو حتى سنوات، في درجة حرارة الغرفة، ويأخذ رواد الفضاء طعاما مجمدا يكفيهم خلال مهمتهم، ويخضع هذا الطعام لعملية حفظ تسمى التجفيف بالتجميد، ويتم توفير مزيج من المشروبات المجففة مثل القهوة أو الشاي وعصير الليمون وعصير البرتقال في أكياس محكمة الإغلاق، ثم يضيف رواد الفضاء الماء إلى كيس المشروبات من خلال خرطوم مضغوط ويمتصون المشروب. وسجل رائد الفضاء الإماراتي اسمه في التاريخ بوصفه أول عربي يخوض مهمة سير في الفضاء، وذلك يوم 29 أبريل الماضي.