الأعمال التشكيلية العربية تستهوي عشاق الفنون في العالم
الفنان البحريني عادل الذوادي: أعمالي مقتبسة من واقع الإنسان.
كل لوحة رحلة ومغامرة جديدة
يحظى الكثير من الفنانين العرب بنجاح كبير وإقبال واسع على أعمالهم في مختلف دول العالم، ما يوضح وجود تجارب فنية عربية هامة افتكت لها مكانة في عالم الفن، لكن هذا لا يخفي حالة التذبذب التي يعيشها الفن التشكيلي العربي في الداخل. وهذا ما نناقشه في هذا الحوار مع الفنان التشكيلي البحريني عادل الذوادي.
المنامة - يقول الفنان التشكيلي البحريني عادل الذوادي إن الحركة التشكيلية العربية تشهد حراكا نشطا وتقدما وتطورا يوما بعد يوم، معبرا عن أمله في أن يكون حاضر ومستقبل الفنون التشكيلية العربية أفضل.
ويشير الذوادي في مقابلة معه إلى أن التشكيليين العرب قريبون من الحركة التشكيلية العالمية بدليل ما يقيمونه من معارض فنية في بلدان أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، وشتى قارات العالم، وهي المعارض التي لقيت – بحسب قوله – ثناء وإعجابا كبيرا من قبل الجمهور الغربي.
رؤى في الفن
كل من الرجل والمرأة يشق طريق إبداعه في الفن التشكيلي بطريقته الخاصة النابعة من بيئته وثقافته وأسلوبه
يلفت الفنان البحريني إلى أن الكثير من عشاق الفن في بلدان العالم تستهويهم أعمال الفنانين التشكيليين العرب ويقومون باقتنائها، منوها بأن هناك العديد من الفنانين العرب الذين باتوا يلقبون بـ”فنان عالمي”، وذلك بالرغم من أن الفنان التشكيلي العربي يعاني من عدم الاحتواء وقلة الدعم والتحفيز.
وحول رؤيته لقدرة الفنان التشكيلي العربي على العيش من عائد ممارسته للفن، يقول بأنه في كل بقعة من بقاع الأرض يختلف تذوق الناس للفن، وأن هناك مجتمعات تعشق اقتناء اللوحات الفنية وهناك مجتمعات لا تعرف ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، ولكن الفنان اليوم وخاصة مع التطور التكنولوجي وطفرة وسائل التواصل الاجتماعي، يستطيع أن يستغل الفرص ويسوق أعماله التشكيلية، وينتج من فنه ما هو أبعد من اللوحة الفنية حتى يجني المال، مؤكدا أن الوسط الفني العربي لا يخلو من النماذج التي نجحت في أن يكون فنها مصدر رزقها.
الفضفضة والبوح مسار آخر للسعادة
وحول رؤيته لمكانة المرأة في الحركة التشكيلية العربية، يقول الذوادي إن “المرأة العربية لها دور كبير وبصمة جلية في صناعة الفنون التشكيلية بالعالم العربي، وهي منافس قوي للرجل في المجال الفني، بجانب كونها ملكة المشاعر والأحاسيس وهي خير معبر عنها”.
ويعتبر أن المرأة لا تختلف عن الرجل في امتلاكها للمقومات والأدوات الفنية، لافتا إلى أن الفن لم يخلق من أجل المرأة أو الرجل، ولكنه مجال مفتوح لمن يثبت جدارته في إثرائه وتطويره، وبالتالي فإن كلا من الرجل والمرأة يصنع ويشق طريق إبداعه في الفن التشكيلي بطريقته الخاصة النابعة من بيئته وثقافته ومكنوناته وأسلوبه الفني.
وحول موضوعات أعماله التشكيلية، يقول الذوادي إن أعماله الفنية مقتبسة من الواقع اليومي للإنسان وعالمه، تاريخه وماضيه وحاضره ومستقبله، الإنسان في السوق والبحر والشوارع وغيرها، بجانب حضور الرجل والمرأة بقوة في أعماله باعتبار أنه يهتم بترجمة الواقع المعيش في أعماله، ولذلك تشكل المرأة والطفل على وجه التحديد مكانة كبيرة، ويأخذان حيزا واسعا من أعماله التي يتطرق ويتناول فيها القضايا التي تهمه، ولاسيما الرجل وعلاقته بالبحر والغوص والمهن وممارساته الحياتية المختلفة.
مغامرة ممتعة
اللوحة تعكس ما بداخل الفنان
حول تجربته مع الفنون التشكيلية، والمدارس الفنية التي تأثر بها وينتمي إليها، يقول بأنه اكتشف موهبته في الرسم مبكرا، وتحديدا حين كان تلميذا بالصف السادس الابتدائي، حيث تطورت هذه الموهبة من خلال مشاركاته في مهرجانات الفن المدرسية على مستوى مدارس البحرين، وقام بتأصيل تطوير موهبته عبر التسجيل في دورات رسم متعددة مع فنانين أكاديميين، وكذلك زيارة المعارض الفنية المحلية، وفي مرحلة الشباب، التحق بجمعية البحرين للفن المعاصر كعضو وبذلك زادت مشاركاته الفنية داخل وخارج مملكة البحرين، وأضاف بأنه ينتمي إلى المدرسة التجريدية.
وحول عوالمه الفنية وعلاقته بالفرشاة واللوحة والألوان، يقول بأن علاقته باللوحة هي علاقة المحبوب بمحبوبته، ففيها تتجلى كل المشاعر التي بداخله وتترجم أحاسيسه التي يتخذ من اللون والفرشاة أداة للتعبير عنها، موضحا أن الألوان هي منظور الحياة في عينيه والفرشاة وسيلة التعبير التي تترنم من خلالها أحاديث نفسه فتتجسد على هيئة لوحة فنية تعكس ما بداخله دون أن يحكي.
ويبين أن الشعور الذي ينتابه في لحظات ممارسته للرسم، هو ذاته الذي يسيره للرسم، ويرى أن كل فنان يمتلك مزيجا من المشاعر التي تحفزه للنهوض مسرعا إلى لوحته وأدواته الفنية، مشددا على لذة الشعور الذي يعيشه أثناء إبحاره في الرسم، هو الذي يصنع شغفه تجاه الفن والرسم، والذي يكمن في الفضفضة والبوح الذي يصنع مسارا آخر للسعادة.
ويلفت إلى أنه مع بداية كل لوحة، يستعد لخوض رحلة جديدة ومغامرة ممتعة، تكثر فيها الانحناءات والبقع، وتفيض في ثناياها المشاعر، وتكمن فيها الرسائل والحكم، وهي رحلة يجد فيها نفسه مغردا من أعلى غصن، ومبحرا في أعمق الأبحر، ومحلقا في أبعد سماء، وما إن تنتهي هذه الرحلة يرجع إلى أرض الواقع ليجد كل ذكريات تلك الرحلة موثقة ومترجمة على اللوحة والورق، فيتأملها بعز وفخر.
يذكر أن الفنان التشكيلي البحريني عادل الذوادي، من مواليد العاصمة البحرينية المنامة، وعضو بجمعية البحرين للفن المعاصر، والرابطة العربية للفنون، وقد شارك عبر مسيرته الفنية في العشرات من المعارض والملتقيات التشكيلية في وطنه مملكة البحرين، وعدد من بلدان العالم، بينها مصر وبريطانيا وفرنسا وروسيا وبنغلاديش.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
حجاج سلامة
كاتب مصري
الفنان البحريني عادل الذوادي: أعمالي مقتبسة من واقع الإنسان.
كل لوحة رحلة ومغامرة جديدة
يحظى الكثير من الفنانين العرب بنجاح كبير وإقبال واسع على أعمالهم في مختلف دول العالم، ما يوضح وجود تجارب فنية عربية هامة افتكت لها مكانة في عالم الفن، لكن هذا لا يخفي حالة التذبذب التي يعيشها الفن التشكيلي العربي في الداخل. وهذا ما نناقشه في هذا الحوار مع الفنان التشكيلي البحريني عادل الذوادي.
المنامة - يقول الفنان التشكيلي البحريني عادل الذوادي إن الحركة التشكيلية العربية تشهد حراكا نشطا وتقدما وتطورا يوما بعد يوم، معبرا عن أمله في أن يكون حاضر ومستقبل الفنون التشكيلية العربية أفضل.
ويشير الذوادي في مقابلة معه إلى أن التشكيليين العرب قريبون من الحركة التشكيلية العالمية بدليل ما يقيمونه من معارض فنية في بلدان أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، وشتى قارات العالم، وهي المعارض التي لقيت – بحسب قوله – ثناء وإعجابا كبيرا من قبل الجمهور الغربي.
رؤى في الفن
كل من الرجل والمرأة يشق طريق إبداعه في الفن التشكيلي بطريقته الخاصة النابعة من بيئته وثقافته وأسلوبه
يلفت الفنان البحريني إلى أن الكثير من عشاق الفن في بلدان العالم تستهويهم أعمال الفنانين التشكيليين العرب ويقومون باقتنائها، منوها بأن هناك العديد من الفنانين العرب الذين باتوا يلقبون بـ”فنان عالمي”، وذلك بالرغم من أن الفنان التشكيلي العربي يعاني من عدم الاحتواء وقلة الدعم والتحفيز.
وحول رؤيته لقدرة الفنان التشكيلي العربي على العيش من عائد ممارسته للفن، يقول بأنه في كل بقعة من بقاع الأرض يختلف تذوق الناس للفن، وأن هناك مجتمعات تعشق اقتناء اللوحات الفنية وهناك مجتمعات لا تعرف ثقافة اقتناء الأعمال الفنية، ولكن الفنان اليوم وخاصة مع التطور التكنولوجي وطفرة وسائل التواصل الاجتماعي، يستطيع أن يستغل الفرص ويسوق أعماله التشكيلية، وينتج من فنه ما هو أبعد من اللوحة الفنية حتى يجني المال، مؤكدا أن الوسط الفني العربي لا يخلو من النماذج التي نجحت في أن يكون فنها مصدر رزقها.
الفضفضة والبوح مسار آخر للسعادة
وحول رؤيته لمكانة المرأة في الحركة التشكيلية العربية، يقول الذوادي إن “المرأة العربية لها دور كبير وبصمة جلية في صناعة الفنون التشكيلية بالعالم العربي، وهي منافس قوي للرجل في المجال الفني، بجانب كونها ملكة المشاعر والأحاسيس وهي خير معبر عنها”.
ويعتبر أن المرأة لا تختلف عن الرجل في امتلاكها للمقومات والأدوات الفنية، لافتا إلى أن الفن لم يخلق من أجل المرأة أو الرجل، ولكنه مجال مفتوح لمن يثبت جدارته في إثرائه وتطويره، وبالتالي فإن كلا من الرجل والمرأة يصنع ويشق طريق إبداعه في الفن التشكيلي بطريقته الخاصة النابعة من بيئته وثقافته ومكنوناته وأسلوبه الفني.
وحول موضوعات أعماله التشكيلية، يقول الذوادي إن أعماله الفنية مقتبسة من الواقع اليومي للإنسان وعالمه، تاريخه وماضيه وحاضره ومستقبله، الإنسان في السوق والبحر والشوارع وغيرها، بجانب حضور الرجل والمرأة بقوة في أعماله باعتبار أنه يهتم بترجمة الواقع المعيش في أعماله، ولذلك تشكل المرأة والطفل على وجه التحديد مكانة كبيرة، ويأخذان حيزا واسعا من أعماله التي يتطرق ويتناول فيها القضايا التي تهمه، ولاسيما الرجل وعلاقته بالبحر والغوص والمهن وممارساته الحياتية المختلفة.
مغامرة ممتعة
اللوحة تعكس ما بداخل الفنان
حول تجربته مع الفنون التشكيلية، والمدارس الفنية التي تأثر بها وينتمي إليها، يقول بأنه اكتشف موهبته في الرسم مبكرا، وتحديدا حين كان تلميذا بالصف السادس الابتدائي، حيث تطورت هذه الموهبة من خلال مشاركاته في مهرجانات الفن المدرسية على مستوى مدارس البحرين، وقام بتأصيل تطوير موهبته عبر التسجيل في دورات رسم متعددة مع فنانين أكاديميين، وكذلك زيارة المعارض الفنية المحلية، وفي مرحلة الشباب، التحق بجمعية البحرين للفن المعاصر كعضو وبذلك زادت مشاركاته الفنية داخل وخارج مملكة البحرين، وأضاف بأنه ينتمي إلى المدرسة التجريدية.
وحول عوالمه الفنية وعلاقته بالفرشاة واللوحة والألوان، يقول بأن علاقته باللوحة هي علاقة المحبوب بمحبوبته، ففيها تتجلى كل المشاعر التي بداخله وتترجم أحاسيسه التي يتخذ من اللون والفرشاة أداة للتعبير عنها، موضحا أن الألوان هي منظور الحياة في عينيه والفرشاة وسيلة التعبير التي تترنم من خلالها أحاديث نفسه فتتجسد على هيئة لوحة فنية تعكس ما بداخله دون أن يحكي.
ويبين أن الشعور الذي ينتابه في لحظات ممارسته للرسم، هو ذاته الذي يسيره للرسم، ويرى أن كل فنان يمتلك مزيجا من المشاعر التي تحفزه للنهوض مسرعا إلى لوحته وأدواته الفنية، مشددا على لذة الشعور الذي يعيشه أثناء إبحاره في الرسم، هو الذي يصنع شغفه تجاه الفن والرسم، والذي يكمن في الفضفضة والبوح الذي يصنع مسارا آخر للسعادة.
ويلفت إلى أنه مع بداية كل لوحة، يستعد لخوض رحلة جديدة ومغامرة ممتعة، تكثر فيها الانحناءات والبقع، وتفيض في ثناياها المشاعر، وتكمن فيها الرسائل والحكم، وهي رحلة يجد فيها نفسه مغردا من أعلى غصن، ومبحرا في أعمق الأبحر، ومحلقا في أبعد سماء، وما إن تنتهي هذه الرحلة يرجع إلى أرض الواقع ليجد كل ذكريات تلك الرحلة موثقة ومترجمة على اللوحة والورق، فيتأملها بعز وفخر.
يذكر أن الفنان التشكيلي البحريني عادل الذوادي، من مواليد العاصمة البحرينية المنامة، وعضو بجمعية البحرين للفن المعاصر، والرابطة العربية للفنون، وقد شارك عبر مسيرته الفنية في العشرات من المعارض والملتقيات التشكيلية في وطنه مملكة البحرين، وعدد من بلدان العالم، بينها مصر وبريطانيا وفرنسا وروسيا وبنغلاديش.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
حجاج سلامة
كاتب مصري