"ألحان بصرية".. معرض يقدم أطيافا من الفن التشكيلي السوري
لوحات واقعية لفنانين يرسمون مشاهد من الطبيعة حول العالم.
المشاهد الطبيعية سيدة المعرض
يشكل الفن منبرا تقدم من خلاله رؤى إنسانية عميقة، يطرح من خلالها مبدعون وجهات نظر متناغمة في ما بينهم، مهما باعدت بينهم أزمان أو أماكن. في دمشق اجتمعت مجموعة من محبي الفن التشكيلي، فدرسوا الفن في حيز زمني موحد وربطت بينهم علاقات شغف واحدة، وجعلهم التوق إلى تحقيق شيء مبتكر وآني يجتمعون مجددا ليقدموا معرضا جماعيا حمل أطيافا من أعمالهم.
دمشق - تجمّع فني شكله فنانون تخرجوا من مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق، وقدموا معرضا فنيا جماعيا في المركز الثقافي العربي أبورمانة بدمشق، حمل عنوان “ألحان بصرية” شارك به اثنا عشرة فنانا وفنانة كما قدمت فنانة مستقلة عنهم مشاركتها كضيفة.
افتتح المعرض مساء الحادي والعشرين من شهر مايو الجاري واستمر حتى الخامس والعشرين منه. وحفل بالعديد من اللوحات التي قدمت رؤى فنية مختلفة تميز بعضها بالجرأة في استخدام تقنيات تشكيلية محددة، فظهرت تقنيات الرسم التقليدي (أكريليك) وكذلك الرسم بالسكين والرسم النافر وغير ذلك من التقنيات.
في تناغم بين عدد من المشاركين والمشاركات، تميز المعرض بتقديمه لوحات في المدرسة الواقعية خاصة في ما يتعلق برسم الطبيعة فظهرت لوحات لأنهار وأشجار وأشياء وأحياء في مدن. وقدم معظم المشاركين لوحات للغابات أو حواري عتيقة لدمشق أو لوحات لمقتنيات بيتية مثل المصابيح والفاكهة والطيور وغير ذلك.
رسم إينال القائد لوحات قديمة عن مدينة دمشق مستوحاة من صور ضوئية حقيقية عمرها يزيد عن المئة عام إضافة إلى تقديمه عددا من اللوحات الزيتية النافرة. وقدمت مانويلا الحكيم لوحات في الطبيعة مستقاة من بعض أشهر الأحياء الدمشقية القديمة وكذلك فعلت ميسون قصار ولمى سالم.
وجود الطبيعة في المعرض أعطاه بعدا تقليديا، لكنه أكسبه وجهات نظر متباينة في التعامل مع الفكرة
وجود صور الطبيعة في المعرض بهذه الكثافة أعطاه بعدا تقليديا من حيث الموضوع، لكنه أكسبه وجهات نظر متباينة في التعامل مع هذه الفكرة.
وفي جانب آخر تميزت أعمال عدنان قاسم بكونها في شكل البورتريه. الفنان شارك بعدد من اللوحات التي قدم فيها لحظات إنسانية عميقة.
يقول عن مشاركته لصحيفة “العرب”، “أحب البورتريه وأفضل الرسم فيه، قدمت في المعرض عدة لوحات تحمل لحظات إنسانية محددة بمكان وزمن معين. إحداها تؤطر لحظات فقد الحبيب فتظهر فتاة وهي تعاني لوعة الألم والثانية علاقة طفل صغير مع بيئته الرعوية البسيطة وكيف يحمل خروفا صغيرا حديث الولادة على كتفيه كما رسمت صورة أم تتلقف مولودها لأول مرة وكذلك لوحة عن رجل كبير مرت عليه أعباء السنين وتركت ندباتها على وجهه فوثقت له ذلك وهو يرتشف مشروبا ما بين يديه. البورتريه مساحة فنية كبيرة أحب العمل عليها لأنها توثق بدقة فكرة ما أريد الوصول إليها”.
تتميز أعمال الفنانة لمى سالم بالأناقة، فهي تعتني بالصورة ليس في فضاءاتها الداخلية فحسب بل حتى في إطارها الخارجي، الذي يكون متناغما مع اللوحة المرسومة حجما ولونا.
شاركت لمى سالم بأربعة لوحات حملت كلها أجواء الطبيعة، تقول عن المشاركة “بعد التخرج من مركز أدهم إسماعيل ومرور سنوات قررت المجموعة تقديم معرض جماعي نصنع فيه شيئا جديدا للجمهور. لبيت الدعوة لتقديم الجديد، لكنني لم أستطع ذلك لضيق الوقت، فشاركت بثلاث لوحات أضعها منذ سنوات في بيتي، كما استعرت من شخص لوحة سبق أن اشتراها. كان هاجسي المشاركة مع زملاء دفعتي في المعرض، وكنت متأكدة بأنه سوف يحدث زخما جيدا لأن مستوى المشاركين فيه عال”.
وعن تصويرها للطبيعة تتابع “أحب تقديم الموضوعات الطبيعية، أشعر أنني أنسجم معها بشكل كبير، رسمت لوحة عن مشهد نهري لمدينة لندن عاصمة إنجلترا، كلفتني اللوحة جهدا كبيرا زاد عن الثلاثة أشهر لكنني سعيدة بالنتيجة التي وصلت إليها وتقبل الجمهور لها”.
الفنانة مانويلا الحكيم التي تشارك في المعرض الجماعي معنية بتقديم الطبيعة في المقام الأول، لكنها في المعرض قدمت نوعا ثانيا بعيدا، تمثل في تقديم تشكيلات متخيلة كما في لوحة “صرخة”، وكذلك قدمت لوحة حروفية في الخط العربي.
تقول في ذلك “تستهويني أعمال الطبيعة، لكنني لا أحصر نفسي فيها، بل أقدم الجديد الذي يحمل طاقة التغيير والدهشة، فكما قدمت مشهدا طبيعيا عن جزء من حي باب توما فإنني قدمت لوحة صرخة ولوحة تحمل فنون الخط العربي وتلويناته الجميلة”.
بدورها قدمت الفنانة ميسون الصيداوي العديد من اللوحات التي حاكت فيها روح الطبيعة وكثيرا من تفاصيلها اللونية الضاجة بالحياة. وتميزت بعض اللوحات التي قدمتها بأنها قاربت إلى حد بعيد الصور الضوئية للطبيعة، تحديدا في لوحة الطيور التي يظن المشاهد للوهلة الأولى أنها صورة ضوئية وليست رسما.
تبين الفنانة خصوصيات مشاركتها فتقول “كانت مغامرة تنفيذ معرض جماعي بعد فترة من التخرج جاذبة، قررنا أن نعود للعمل وقدمنا جهدنا في تنفيذه بأحلى صورة. ما دفعني للمشاركة فيه رغبتي بدعم زملاء وأصدقاء لي وكذلك بتقديم بعض الرؤى الفنية التي توجد بداخلي والتي أريد أن تظهر للعيان”.
وعن تقديمها للوحات الطبيعة تضيف “الطبيعة هي أمنا، وأنا أحب تقديمها دائما بالشكل الموحي الذي تظهر عليه في حياتنا اليومية. الطبيعة فيها الكثير من الجمال وأنا أحاول أن أجسد ذلك بصورة قريبة من الحقيقة، وهذا ما يدفع البعض للاعتقاد بأنني أصور ولا أرسم”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
نضال قوشحة
كاتب سوري
لوحات واقعية لفنانين يرسمون مشاهد من الطبيعة حول العالم.
المشاهد الطبيعية سيدة المعرض
يشكل الفن منبرا تقدم من خلاله رؤى إنسانية عميقة، يطرح من خلالها مبدعون وجهات نظر متناغمة في ما بينهم، مهما باعدت بينهم أزمان أو أماكن. في دمشق اجتمعت مجموعة من محبي الفن التشكيلي، فدرسوا الفن في حيز زمني موحد وربطت بينهم علاقات شغف واحدة، وجعلهم التوق إلى تحقيق شيء مبتكر وآني يجتمعون مجددا ليقدموا معرضا جماعيا حمل أطيافا من أعمالهم.
دمشق - تجمّع فني شكله فنانون تخرجوا من مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية بدمشق، وقدموا معرضا فنيا جماعيا في المركز الثقافي العربي أبورمانة بدمشق، حمل عنوان “ألحان بصرية” شارك به اثنا عشرة فنانا وفنانة كما قدمت فنانة مستقلة عنهم مشاركتها كضيفة.
افتتح المعرض مساء الحادي والعشرين من شهر مايو الجاري واستمر حتى الخامس والعشرين منه. وحفل بالعديد من اللوحات التي قدمت رؤى فنية مختلفة تميز بعضها بالجرأة في استخدام تقنيات تشكيلية محددة، فظهرت تقنيات الرسم التقليدي (أكريليك) وكذلك الرسم بالسكين والرسم النافر وغير ذلك من التقنيات.
في تناغم بين عدد من المشاركين والمشاركات، تميز المعرض بتقديمه لوحات في المدرسة الواقعية خاصة في ما يتعلق برسم الطبيعة فظهرت لوحات لأنهار وأشجار وأشياء وأحياء في مدن. وقدم معظم المشاركين لوحات للغابات أو حواري عتيقة لدمشق أو لوحات لمقتنيات بيتية مثل المصابيح والفاكهة والطيور وغير ذلك.
رسم إينال القائد لوحات قديمة عن مدينة دمشق مستوحاة من صور ضوئية حقيقية عمرها يزيد عن المئة عام إضافة إلى تقديمه عددا من اللوحات الزيتية النافرة. وقدمت مانويلا الحكيم لوحات في الطبيعة مستقاة من بعض أشهر الأحياء الدمشقية القديمة وكذلك فعلت ميسون قصار ولمى سالم.
وجود الطبيعة في المعرض أعطاه بعدا تقليديا، لكنه أكسبه وجهات نظر متباينة في التعامل مع الفكرة
وجود صور الطبيعة في المعرض بهذه الكثافة أعطاه بعدا تقليديا من حيث الموضوع، لكنه أكسبه وجهات نظر متباينة في التعامل مع هذه الفكرة.
وفي جانب آخر تميزت أعمال عدنان قاسم بكونها في شكل البورتريه. الفنان شارك بعدد من اللوحات التي قدم فيها لحظات إنسانية عميقة.
يقول عن مشاركته لصحيفة “العرب”، “أحب البورتريه وأفضل الرسم فيه، قدمت في المعرض عدة لوحات تحمل لحظات إنسانية محددة بمكان وزمن معين. إحداها تؤطر لحظات فقد الحبيب فتظهر فتاة وهي تعاني لوعة الألم والثانية علاقة طفل صغير مع بيئته الرعوية البسيطة وكيف يحمل خروفا صغيرا حديث الولادة على كتفيه كما رسمت صورة أم تتلقف مولودها لأول مرة وكذلك لوحة عن رجل كبير مرت عليه أعباء السنين وتركت ندباتها على وجهه فوثقت له ذلك وهو يرتشف مشروبا ما بين يديه. البورتريه مساحة فنية كبيرة أحب العمل عليها لأنها توثق بدقة فكرة ما أريد الوصول إليها”.
تتميز أعمال الفنانة لمى سالم بالأناقة، فهي تعتني بالصورة ليس في فضاءاتها الداخلية فحسب بل حتى في إطارها الخارجي، الذي يكون متناغما مع اللوحة المرسومة حجما ولونا.
شاركت لمى سالم بأربعة لوحات حملت كلها أجواء الطبيعة، تقول عن المشاركة “بعد التخرج من مركز أدهم إسماعيل ومرور سنوات قررت المجموعة تقديم معرض جماعي نصنع فيه شيئا جديدا للجمهور. لبيت الدعوة لتقديم الجديد، لكنني لم أستطع ذلك لضيق الوقت، فشاركت بثلاث لوحات أضعها منذ سنوات في بيتي، كما استعرت من شخص لوحة سبق أن اشتراها. كان هاجسي المشاركة مع زملاء دفعتي في المعرض، وكنت متأكدة بأنه سوف يحدث زخما جيدا لأن مستوى المشاركين فيه عال”.
وعن تصويرها للطبيعة تتابع “أحب تقديم الموضوعات الطبيعية، أشعر أنني أنسجم معها بشكل كبير، رسمت لوحة عن مشهد نهري لمدينة لندن عاصمة إنجلترا، كلفتني اللوحة جهدا كبيرا زاد عن الثلاثة أشهر لكنني سعيدة بالنتيجة التي وصلت إليها وتقبل الجمهور لها”.
الفنانة مانويلا الحكيم التي تشارك في المعرض الجماعي معنية بتقديم الطبيعة في المقام الأول، لكنها في المعرض قدمت نوعا ثانيا بعيدا، تمثل في تقديم تشكيلات متخيلة كما في لوحة “صرخة”، وكذلك قدمت لوحة حروفية في الخط العربي.
تقول في ذلك “تستهويني أعمال الطبيعة، لكنني لا أحصر نفسي فيها، بل أقدم الجديد الذي يحمل طاقة التغيير والدهشة، فكما قدمت مشهدا طبيعيا عن جزء من حي باب توما فإنني قدمت لوحة صرخة ولوحة تحمل فنون الخط العربي وتلويناته الجميلة”.
بدورها قدمت الفنانة ميسون الصيداوي العديد من اللوحات التي حاكت فيها روح الطبيعة وكثيرا من تفاصيلها اللونية الضاجة بالحياة. وتميزت بعض اللوحات التي قدمتها بأنها قاربت إلى حد بعيد الصور الضوئية للطبيعة، تحديدا في لوحة الطيور التي يظن المشاهد للوهلة الأولى أنها صورة ضوئية وليست رسما.
تبين الفنانة خصوصيات مشاركتها فتقول “كانت مغامرة تنفيذ معرض جماعي بعد فترة من التخرج جاذبة، قررنا أن نعود للعمل وقدمنا جهدنا في تنفيذه بأحلى صورة. ما دفعني للمشاركة فيه رغبتي بدعم زملاء وأصدقاء لي وكذلك بتقديم بعض الرؤى الفنية التي توجد بداخلي والتي أريد أن تظهر للعيان”.
وعن تقديمها للوحات الطبيعة تضيف “الطبيعة هي أمنا، وأنا أحب تقديمها دائما بالشكل الموحي الذي تظهر عليه في حياتنا اليومية. الطبيعة فيها الكثير من الجمال وأنا أحاول أن أجسد ذلك بصورة قريبة من الحقيقة، وهذا ما يدفع البعض للاعتقاد بأنني أصور ولا أرسم”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
نضال قوشحة
كاتب سوري