أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ - سلامة بن جندل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ - سلامة بن جندل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	الفخر-في-الشعر-الجاهلي.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	72.3 كيلوبايت 
الهوية:	129673
    أَودَى الشَّبابُ ، حَميدا ، ذو التَّعاجِيبِ

    أودى وذلك شأوٌ غيرُ مطلوبِ

    وَلَّى حَثيثا ، وهذا الشَّيبُ يَطلبُهُ

    لو كَانَ يُدرِكُه رَكَضُ اليَعاقِيبِ

    أودَى الشّبابُ الّذِي مَجْدٌ عَواقبُهُ

    فيه نلذ ، ولا لذات للشيب

    يومان : يوم مقامات وأتدية

    ويوم سير إلى الأعداء ، تأويب

    وكرنا خيلتا أدراجها رجعا

    كس السنابك ، من بدء وتعقيب

    والعاداتُ ، أسابيُّ الدماءِ بها

    كأنَّ أعناقَها أَنصابُ تَرجِيبِ

    من كلّ حتٍّ إذا ما ابتلَّ ملبدهُ

    ضافي السَّبِيبِ ، أسِيلِ الخَدِّ يَعبوبِ

    ليس بأقنى ، ولا أسفى ، ولا سغلٍ

    يسقى دواءَ قفيِّ السَّكنِ مربوبِ

    في كلِّ قائمةٍ منه ، إذا اندفعتْ

    مِنهُ ، أساوٍ كفَرغِ الدَّلوِ ، أُثعوبِ

    كأنَّهُ يرفئيٌّ نام عن غنمٍ

    مُستنفَرٌ فِي سَوادِ اللَّيلِ مَذؤوبِ

    تمَّ الدسيعُ إلى هادٍ له بتعٍ

    في جُؤجُؤٍ ، كَمَداكِ الطِّيبِ مَخضُوبِ

    تَظَاهَرَ النَّيُّ فيهِ ، فهُوَ مُحتَفِلٌ

    يعطي أساهيَّ من جريٍ وتقريبِ

    يحاضرُ الجونَ مخضرّاً جحافلها

    ويسبقُ الألفَ عفواً ، غيرَ مضروبِ

    كمِ من فقيرٍ ، باذن الله ، قد جيرتْ

    وذِي غِنًى بَوَّأَتْهُ دَارَ مَحروبِ

    مِمّا يُقدِّمُ في الهَيجا ، إِذا كُرِهَتْ

    عند الطعان ، وينجي كلَّ مكروبِ

    همَّتْ معدٌّ بناهمّاً ، فنهنهها

    عنّا طعانٌ ، وضربٌ غيرُ تذبيبِ

    بالمَشرَفيِّ ، ومَصقولٍ أسِنَّتُها

    صمّ العواملِ ، صدقاتِ الأنابيبِ

    يجلو أسنَّتها فتيانُ عاديةٍ

    لا مُقرِفينَ ، ولا سُودٍ ، جَعابِيبِ

    سوَّى النّقافُ قناها ، فهيَ محكمةٌ

    قَليلةٌ الزَّيغِ ، مِنْ سَنٍّ وتَركيبِ

    كأنَّها ، بأكُفّ القومِ إِذ لَحِقُوا ،

    مَواتحُ البِئرِ ، أو أشطانُ مَطلوبِ

    كِلا الفَرِيقَينِ : أعلاهُم وأسفَلُهْم

    شَجٍ بأرماحِنا غَيرَ التَّكاذِيبِ

    إِنِّي وَجَدتُ بني سعدٍ ، يُفضِّلُهُمْ

    كُلُّ شِهابٍ على الأعداءِ مَصبوبِ

    إِلى تَميمٍ ، حُماةِ الثَّغرِ ، نِسبتُهُمْ

    وكلٍّ ذِي حَسَبٍ في النّاسِ ، مَنسوبِ

    قومٌ ، إذا صرَّحتْ كحلٌ ، بيوتهمُ

    عزُّ الذليل ، ومأوى كلِّ قرضوبِ

    ينجيهمِ من دواهي الشرّ . إنْ أزمتْ

    صَبرٌ عَلَيها ، وقِبْضٌ غَيرُ مَحسوبِ

    كنّا نَحُلُّ ، إذا هَبَّتْ شآمِيَةً

    بكلّ وادٍ ، حطيبِ البطنِ ، مجدوبِ

    شِيبِ المَباركِ ، مَدْروسٍ مَدافعُهُ

    هابي المراغِ . قليلِ الودقِ . موظوبِ

    كنّا ، إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ

    كان الصُّراخُ له قرعَ الظنابيبِ

    وَشَدَّ كُورٍ ، على وَجناءَ ناجِيةٍ

    وشَدَّ لِبْدٍ ، على جَرداءَ سُرحُوبِ

    يقالُ : محبسها أدنى لموتعها

    ولو تَعادَى بِبَكْءٍ كُلُّ مَحلوبِ

    حتّى تُرِكْنا ، وما تُثْنَى ظَعائِنُنا

    يأخُذْنَ بَيْنَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ
يعمل...
X