هاجَ المَنازِلُ رِحلةَ المُشتاقِ سلامة بن جندل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  •  هاجَ المَنازِلُ رِحلةَ المُشتاقِ سلامة بن جندل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تنزيل.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	10.6 كيلوبايت 
الهوية:	129671
    هاجَ المَنازِلُ رِحلةَ المُشتاقِ

    دِمَنٌ وآياتٌ لَبِثْنَ بَواقي

    لَبِسَ الروامسُ والجديدُ بِلاهما

    فتركنَ مثلَ المهرقِ الأخلاقِ

    للحارثيَّةِ ، قَبلَ أن تَنأى النَّوى

    بِهِمِ ، وإِذ هيَ لا تُريدُ فِراقي

    ومَجَرُّ سارِيةٍ تَجُرُّ ذُيولَها

    نوسَ النعامِ ، تناطُ بالأعناقِ

    مِصرِيَّةٍ ، نَكباءَ أعرَضَ شَيمُها

    بأشابةٍ ، فزرودَ ، فالأفلاقِ

    هَتكَتْ على عُوذِ النِّعَاجِ بُيوتَها

    فيقمعنَ للركباتِ ، والأوراقِ

    فتَرَى مَذانِبَ كُلِّ مَدفَعِ تَلْعةٍ

    عجلتْ سواقها من الإتآقِ

    فكأَنَّ مَدفَعَ سَيل كُلِّ دَميثةٍ

    يعطى بذي هدبٍ ، من الأعلاقِ

    منْ نسجِ بصرى والمدائن . نشرتْ

    للبيع يوم تحضُّرِ الأسواقِ

    فوقفتُ فيها ناقتي ، فتحنَّنتْ

    لِهَوَى الرَّواحِ ، تَتُوقُ كُلَّ مَتاقِ

    أَرسَلتُ هَوجاءَ النَّجاءِ ، كأنَّها

    إذْ همَّ أسفلُ حشوها بنفاقِ

    متخرّفٌ ، سلبَ الربيعُ رداءهُ

    صخبُ الظلامِ ، يجيبُ كلَّ نهاقِ

    منْ أخدِ ريَّاتِ الدَّنا ، التفعتْ لهُ

    بُهْمَى النِّقاعِ ، وَلَجَّ في إِحناقِ

    صخبُ الشواربِ والوتينِ ، كأنَّه

    مما يُغَرِّدُ مَوهِنا بِخِناقِ

    في عانةٍ شُسُبٍ ، أَشَدَّ جِحاشَها ،

    شُزُبٍ ، كأَقواسِ السَّراءِ ، دِقاقِ

    وكأنَّ ريقتها ، إذا نبَّتها ،

    كأسٌ ، يُصَفِّقُها لِشُربٍ ساقي

    صِرْفٌ ، تَرَى قَعرَ الإِناءِ وَرَاءَهَا

    تودي بعقلِ المرءِ قبلَ فواقِ

    ينسى للذَّتها أصالةَ حلمهِ

    فيَظَلُّ بَينَ النَّومِ والإِطراقِ

    ٠فتَرَى النِّعاجَ بِها ، تَمشَّى خِلْفةً

    مشي العباديّينَ في الأمواقِ

    يسمرنَ وحفاً ، فوقه ماءُ النَّدى ،

    والنَّبتَ ، كلَّ علاقةٍ ونطاقِ

    ولقد هبطتُ الغيثَ ، حلَّ به النَّدى

    يرففنَ فاضلهُ على الأشداقِ

    أَهدِي بهِ سَلَفا ، يَكونُ حَدِيثُهُمْ

    خَطَرا ، وذِكرَ تَقَامِرٍ وسِباقِ

    حتى إذا جاءَ المثوبُ ، قدْ رأى

    أسداً ، وطالَ نواجذُ المفراقِ

    لَبِسوا ، مِنَ الماذِيِّ ، كُلَّ مُفاضةٍ

    كالنّهِي ، يَومَ رياحِهِ ، الرَّقراقِ

    منْ نسجِ دوادٍ ، وآلِ محرقٍ

    غالٍ غَرائبُهُنَّ في الا فاقِ

    ومنَحتُهُم نَفسي ، وآمِنةَ الشَّظَى

    جَرداءَ ، ذاتَ كَرِيهةٍ ونِزاقِ

    كالصَّعدةِ الجرداءِ ، آمنَ خوفها

    لطفُ الدَّواءِ ، وأكرمُ الأعراقِ

    تشأى الجيادَ ، فيعترينَ لشأوها

    وإِذا شأَوا لحِقَتْ بحُسنِ لَحاقِ

    وأَصَمَّ صَدقا ، مِن رِماحِ رُدَينةٍ

    بيدي غلامِ كريهةٍ ، مخراقِ

    شاكٍ ، يشدُّ على المضافِ ، ويدَّعي

    إذْ لاتوافقُ شعبتا الإيفاقِ

    إني امرؤ ، من عصبةٍ سعديَّةٍ

    ذر بى الأسنَّةِ كلَّ يومِ تلاقي

    لا يَنظُرونَ إِذا الكَتِيبةُ أَحجَمَتْ

    نظرَ الجمالِ ، كربنَ بالأوساقِ

    يكفونَ غاسبهمْ ، ويقضى أمرهمْ

    في غيرِ نقصٍ منهمُ ، وشقاقِ

    والخَيلُ تَعلمُ مَن يَبُلُّ نُحورَها

    بدَمٍ ، كماءِ العَنْدَمِ المُهرَاقِ
يعمل...
X