المسهمون في هذا المعجم
المقدمة : الأستاذ الدكتور حسن مرعی أستاذ جيل كامل من المهندسين خريجي كليات الهندسة المصرية . وزير الصناعة والتجارة الأسبق . عضو المجلس الاعلى للجامعات . مؤسس ورئيس الجمعية المصرية للملاحة الجوية الفلكية . رئيس لجنة فحص جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية للعلوم الهندسية .
تصنيف المصطلحات ووضع التعاريف
دكتور مهندس يحيى مصطفى العجماوى
أستاذ التكنولوجيا الكيميائية ورئيس قسم الهندسة الكيميائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة . حصل على درجة البكالويورس في الهندسة الكيميائية من جامعة القاهرة عام ١٩٤٧ ، ودرجة الدكتوراه من جامعة شيفيلد عام ١٩٥٣ .
عضو مجلس إدارة المؤسسة المصرية العامة للصناعات الكيميائية وكيل جمعية المهندسين الكيميائيين ، جمعية المهندسين المصرية . عضو اللجنة العامة للمواصفات الكيميائية بالهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي .
مهندس حسن محمود اسماعیل
مراقب عام المقاييس بالهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي . حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة القاهرة عام ١٩٤٩ ، ودبلوم في مراقبة الجودة من روتردام بهولندا عام ١٩٦٧ • عضو ومقررلجنة المصطلحات الفنية بالهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي منذ عام ١٩٥٧ .
اشترك في وضع مجموعة كبيرة من المواصفات القياسية في مجالات الكيمياء والصناعــات الكيميائية .
ترجم وراجع العديد من الكتب الهندسية والتكنولوجية .
الاشراف على التحرير
دكتور مهندس أنور محمود عبد الواحد
مدير مصانع شركة النصر لصناعة المراجل البخارية وأوعية الضغط . مستشار دار النشر في لايبزج ومؤسسة الأهرام في نشر الكتب والمراجع التكنولوجية . حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الاسكندرية عام ١٩٤٨ ، وعلى درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام ١٩٥٣ ، وعلى درجة الدكتوراه في العلوم التطبيقية من جامعة بروكسل ببلجيكا ألف وترجم وراجع عشرات الكتب في مختلف مجالات الهندسة . اشترك في وضع « المعجـــم الفني » الذي أصدرته إدارة التدريب المهني للقوات المسلحة . أشرف على ترجمة وتصنيف وتحرير موسوعة الثقافة العلمية » التي أصدرتها مؤسسة الأهرام .
مقدمة
أتى على اللغة العربية حين كانت لغة لأصول العلم وتفرعاته . ولقد مكن لها أهلوها مركزا قياديا بدأ بهم وكدهم في متابعة واستيعاب كل ما أمكنهم الحصول عليه من مجهودات علمية دونت بلغات دول كانت لها مكانتها العلمية في عصور سابقة ، ثم بتوليهم نشر العلوم والاضافة إليهـا باللغة العربية ، فكانت النهضة العلمية في الدولة الاسلامية مزيجا من الثقافات اليونانية والهندية والفارسية . ولكنها لم تكن مجرد اتصال أو استمرار لتلك الثقافات ، بل نشط البحث والتقصى حتى استحدث من العلوم مالم يكن له وجود من قبل . وهذه النهضة الاسلامية تعد بحق في تاريخ العلم مرحلة من مسرحلاته المزدهرة ، حتى أصبح للعرب القول الفصل في فرض لغتهم على العلم نفسه . ما أشبه موقف الدول الناطقة بالعربية في عصرنا هذا – إلى حد ما – بموقف العرب في صــدر الدولة الاسلامية ، ولكن مع فارق واضح . فالمتقدمون نقلوا علوم الأوائل . ولكن علينا نحن ، بعد أن مرت بنا حقبة طويلة من التخلف ، أن ننقل ونتبع علوم المعاصرين من دول تحمل لواء التقدم والاستحداثات العلمية سريعة التطور والتجدد ، وأن نطـوع لغتناحتي تشمل وتستوعب كل جديد مما يمهد أسامنا طريق التقدم ونفسح لانفسنا مجالا ، إن لم يكن للسبق القريب ، فلا أقل من السعى الحثيث للحاق والمحاذاة .
ولعل المكتبة العربية لاتفتقر إلى شيء قدر افتقارها إلى الكتب الفنية ، في وقت هي أحوج ماتكون فيه إلى هذه الكتب في مختلف فروع وتخصصات العلوم التطبيقية والتكنولوجية . ذلك أن النهضـة الصناعية التي تشمل الأمة العربية إنما تستند إلى مقومات أساسية من الخبرة الأصيلة بأصول الصناعة وأساليب الانتاج وطرائقه . وتؤدى الكلمة التكنولوجية في هذا المجال دورا حتميا إذا أردنا أن يكون الصرح الصناعي قائما على أسس وطيدة من المعرفة الحقة والتخطيط السليم .
وإذا ألقينا نظرة متفحصة على الدعامة البشرية التي تستند إليها النهضة الصناعية ، نجد أن المهندسين يحملون العبء الأكبر في إرساء هذه النهضة والارتفاع بها وفقا لاحتياجاتنا وتطلباتنا المتطورة ، ثم نجد قطاعا عريضا بالغ الأهمية من المشرفين والفنيين والملاحظين يمثلون عصب الانتاج والعمود الفقري لهيكل الصناعة ، وهم في واقع الأمر المنفذون للخطط الانتاجية وأعمـال التركيب والتشغيل والصيانة وغيرها .
ومع وضوح هذه الرؤية ، فان تعريب التعليم الهندسي ، والحاجة إلى تزويد ذلك القطاع من العاملين في الصناعة والانتاج بالمعارف والخبرات اللازمة لهم في مجالات تخصصاتهم ، موضوعان يفتقدان الايجابية والدعم إذا لم يواكبهما اهتمام أصيل بالمراجع والكتب والمنشورات التكنولوجية العربية .
لذلك فقد أسعدني أن أتابع عن كثب هذا التعاون المثمر الهادف بين دارالنشر في لايبزج edition leipzig وبين مؤسسة الأهرام بالقاهرة لاصدار مجموعة من المعاجم التكنولوجية التخصصية ، هي في الواقع الخطوة الأساسية الأولى لقيام المكتبة التكنولوجية على أسس سليمة من حيث اللغة والتعبير والمصطلحات الفنية .
فهذه المعاجم قدرسم لها القائمون عليها خطة واضحة بحيث يشمل كل معجم منها مجموعـــــــــــة متكاملة من مصطلحات العلوم الهندسية والتكنولوجية المترابطة ، وبحيث يتضمن إدراج المقابـلات الانجليزية ، والفرنسية ، والألمانية لكل مصطلح عربی وارد ، مع تعريف هذا المصطلح تعريفا دقيقا يجمع بين الوضوح والايجاز . ثم ترتيب المصطلحات باللغات الأجنبية الثلاث ترتيبا أبجديا يسهـل الرجوع إلى أي مصطلح مدرج بأية لغة من اللغات الأربع . وتساند كل ذلك وتوضحه مجموعة مختارة من الأشكال واللوحات التخطيطية . وهذا في رأيي غاية ما يمكن أن يكون عليه معجـم تکنولوچی تخصصی موجه بصفة أساسية إلى أبنائنا من طلبة كليات الهندسة والمعاهد العليا الفنية ، وإلى الفنيين العاملين في مختلف مجالات الصناعة والانتاج .
ویزیدنی اطمئنانا إلى هذه الخطة السليمة أن المشتركين في هذه المعاجم هم صفوة ممتازة من زملائى أساتذة الجامعات والمهندسين المشتغلين بالصناعة في وطننا العربي ، وكل منهم له نشاطــه الحافل في مجال التعريب الهندسي والكتابة التكنولوجية .
كذلك أود أن أوجه التحية إلى تلميذي وزميلى دكتور أنور محمود عبد الواحد المشرف على تحرير هذه السلسلة من المعاجم ، ونشاطه في خدمة الكلمة التكنولوجية العربية غنى عن التنويه . وإننى لواثق أن المشروع في يدأمينة حريصة كل الحرص على أن يحقق الهدف منه في صدق وأصالة .
دکتور مهندس
حسن مرعی
وزير الصناعة والتجارة السابق ( ج .م .ع )
تمهيد
المعاجم التخصصية سمة مميزة من سمات هذا العصر الحديث . فلقد ولى زمن « المعجم الشامل الذي يحيط بكل شاردة وواردة ، ويرضى كل باحث مدقق . فمع ازدياد العلوم عمقا واتساعا ، ثم تشعبا وتفرعا ، ومع استعمال المصطلح الواحد في أكثر من علم بعينه ، بحيث أصبح له في كل منها معنی خاص به لا يقارب معناه في العلوم الأخرى ، نجد أن تصنيف معجم موسوعي شامل إنما هوضرب من التحدى المعجز .
فمثل هذا المعجم الشامل – إن أمكن تصور صدوره في عصرنا هذا – لابد أن يكون مــــــــــــن الضخامة بحيث تنوء به العصبة أولو القوة من المصنفين والمؤلفين ، علاوة على العنت الذي لابد وأن يرهق مستعمليه من طلاب العلم والمعرفة .
ذلك أن تعدد معاني المصطلح الواحد ، وفقا للعلوم التخصصية المختلفة ، يتطلب سوق تعريف مستقل لكل معنى منها ، على أن يأخذ هذا التعريف في الاعتبار ماللمعنى من متشابهات وظـلال تتفاوت على حسب درجة الدقة وعمق الاستيعاب .
وقد يكون للمصطلح الواحد في لغة من اللغات أكثر من مصطلح يقابله في لغة أخرى . وعلى ذلك فان مستعمل المعجم سيجد نفسه في خضم من المصطلحات المتعددة المتباينة لا يعرف أيهـا الأدق والأصوب ، ولا يدرى أيها يختار من بينها .
***
لذلك فقد استقر الرأى – بعد دراسة متأنية فاحصة – على خطة اصدار هذه السلسلة من المعاجم التخصصية . وتقوم هذه الخطة في جوهرها على الآتى :
١ - أن يحتوى كل معجم منها على حوالى ۱۲۰۰ مصطلح تمثل الكلم الأساسي في مجموعة متكاملة من العلوم التطبيقية والتكنولوجية ، أوفى علم واحد إذا اقتضى الأمر بحسب شمول كل علم منها واتساع نطاقه .
٢ - أن تكون هذه المصطلحات باللغات العربية ، والانجليزية ، والفرنسية ، والألمانية . ولقد وقع الاختيار على اللغات الأجنبية الثلاث بعد استقصاء دقيق لمتطلبات الأمة العربية ، واستعراض شامل لبرامج التعليم والتدريب والتصنيع في دولها .
٣ - تقسيم المعجم أربعة أقسام :
* فالقسم المرجع ، مرتب بالترتيب الأبجدي الانجليزي ، وترقم مصطلحاته ترقيما متسلسلا ، ويرافق كل مصطلح انجليزي مقابلاته باللغات الفرنسية ، والألمانية ، والعربية .
* والقسمان الثاني والثالث مرتبان – على التوالى – بالترتيب الأبجدي الفرنسي والترتيب الأبجدي الألماني ، ويحمل كل مصطلح فيهما نفس الرقم المعطى له في القسم الانجليزي .
* أما القسم الرابع ( وهو الأساسي ) ، فمرتب بالترتيب الأبجدي العربي . وكل مصطلح عربي وارد فيه يحمل نفس الرقم المعطى له في القسم الانجليزي ، ويقابله المصطل المقابل له باللغات الأجنبية الثلاث ، علاوة على تعريفه تعريفا موجزا باللغة العربيـة ، حسب العلم التخصصي الذي يستعمل فيه . ولقد رأينا أن ندرج الأشكال التوضيحية والرسوم التخطيطية في هذا القسم . فهى خيرعون لتفهم معاني المصطلحات ، وخاصة في المجالات التكنولوجية التي قد يغني فيها الرسم الواحد عن الشرح المسهب والتعريف المطول . ولم ندخر وسعا في تزويد المعجم بعدد كاف من هذه الأشكال ، توخينا اختيارها بعناية ، لتجلوا ماقديدق من معنى أويغمض من مدلول .
ونعتقد أن هذا الاسلوب يربط ربطا مرنابين أقسام المعجم بعضها ببعض . فأيا كانت لغة المصطلح الذي تبحث عنه – العربية أو الانجليزية أو الفرنسية أو الالمانية – فستجد مقابلاته باللغات الثلاث الأخرى ، كما ستجد تعريفه باللغة العربية .
***
لمن نسوق هذه المعاجم ؟
ولأى الفئات والقطاعات نهدي هذا المجهود المتواضع ؟
إن العلوم التكنولوجية التي تتضمنها هذه السلسلة من المعاجم يشترك في دراستها أبناؤنـا طلبة كليات الهندسة والمعاهد العليا الفنية . والبعض منهم يدرسها بلغة أجنبية . فهو أجدر أن يعرف معناها ومدلولها بلغته العربية . والبعض الآخر يدرسها باللغة العربية فهو في حاجة لأن يعرف معناها باللغات الأجنبية الحية إذا أراد أن يصل بينه وبين أصول هذه العلوم في أمهات الكتب والمراجع ، وإذا كان صادق الوعد في أن تكون دراساته الجامعية أو المعهدية بدءاً لحيـاة خصبة مثمرة يتزود فيها بسلاح العلم ماتجدد العلم وتطور .
كذلك فان هذه المعاجم يمكن أن تكون بمثابة عون لذاكرة المهندسين المشتغلين في شتـ المجالات الصناعية والانتاجية ، عند استشارتهم للكتب والمراجع ، أو قراءتهم للمنشورات والدوريات الحديثة ، أو دراستهم لتقارير المشروعات والخطط الجديدة .
القطاع العريض من الملاحظين والفنيين ، فهو القطاع الذي أردنا أن نهتم به كذلك اهتماما جذريا أصيلا ، وهذه السلسلة من المعاجم التخصصية ركن أساسي في المكتبة التكنولوجية الموجهة إليهم بصفة خاصة ، لكي يقوم هذه القطاع الحيوي بدوره الايجابي في بناء صرح الصناعة المكين ، على أساس من المعرفة والخبرة المستمدة من الدراسة المتعمقة والفهم الواعي لأصول العلوم المطبقة في الصناعة والانتاج .
***
تختص الهندسة الكيميائية بدراسة العمليات التي تشمل التغيرات التي تطرأ على المادة والتحولات التي تحدث فيها بالنسبة لخواصها الفيزيقية ، أو خواصها الكيميائية ، أو خواصها التكوينية ، أو محتوى الطاقة بها .
كما أنها في الوقت نفسه تختص بتصميم وتصنيع وتركيب وتشغيل الصناعات الكيميائية . وهذا المعجم الذي بين أيدينا ، معجم مصطلحات التكنولوجيا الكيميائية ، يشمل بصفة أساسية المجالات الآتية في الهندسة الكيميائية وأساسياتها :
الصناعات الكيميائية ، العمليات الكيميائية ، المعدات والأجهزة الكيميائية ، الاستخدامـات الصناعية للمنتجات الكيميائية ، الكيمياء غير العضوية ، الكيمياء العضوية ، الكيمياء الفيزيقية ، الكيمياء الكهربائية ، الكيمياء التحليلية .
ولقد اخترنا من كل مجال من تلك المجالات مصطلحاته التي تتردد بصفة غالبة في الكتب والمراجع الدراسية ، حتى يكون المعجم مدخلا ميسرا للهندسة الكيميائية .
ولا يفوتني أن أزجي خالص الشكر وأطيب التحية لكل من أسهم في إخراج هذا المعجـم .
وأخص بالذكر أستاذي الدكتور حسن مرعى لريادته الكريمة لهذه السلسلة ، ولمقدمته الطلية التي تفضل بها في صدر هذا المعجم . كما أوجه الشكر للسادة القائمين على النشر في كل من مؤسسة الاهرام بالقاهــرة ودار النشر بلا يبزج edition leipzig . وليس من شك أنه لـ إيمانهم العميق بالحاجة الملحة إلى هذه المعاجم لما أتيحت لها فرصة الظهور والنشر .
أما زملائـى الذين شاركوا بجهودهم المخلصة في تصنيف هذا المعجم ، فانني أعلم علم اليقين أن الشكر الذي يثلج صدورهم إنما هو نجاح هذه المعاجم في تأدية رسالتها بين أبناء أمتنا العربية .
أنور محمود عبد الواحد
المقدمة : الأستاذ الدكتور حسن مرعی أستاذ جيل كامل من المهندسين خريجي كليات الهندسة المصرية . وزير الصناعة والتجارة الأسبق . عضو المجلس الاعلى للجامعات . مؤسس ورئيس الجمعية المصرية للملاحة الجوية الفلكية . رئيس لجنة فحص جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية للعلوم الهندسية .
تصنيف المصطلحات ووضع التعاريف
دكتور مهندس يحيى مصطفى العجماوى
أستاذ التكنولوجيا الكيميائية ورئيس قسم الهندسة الكيميائية بكلية الهندسة جامعة القاهرة . حصل على درجة البكالويورس في الهندسة الكيميائية من جامعة القاهرة عام ١٩٤٧ ، ودرجة الدكتوراه من جامعة شيفيلد عام ١٩٥٣ .
عضو مجلس إدارة المؤسسة المصرية العامة للصناعات الكيميائية وكيل جمعية المهندسين الكيميائيين ، جمعية المهندسين المصرية . عضو اللجنة العامة للمواصفات الكيميائية بالهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي .
مهندس حسن محمود اسماعیل
مراقب عام المقاييس بالهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي . حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة القاهرة عام ١٩٤٩ ، ودبلوم في مراقبة الجودة من روتردام بهولندا عام ١٩٦٧ • عضو ومقررلجنة المصطلحات الفنية بالهيئة المصرية العامة للتوحيد القياسي منذ عام ١٩٥٧ .
اشترك في وضع مجموعة كبيرة من المواصفات القياسية في مجالات الكيمياء والصناعــات الكيميائية .
ترجم وراجع العديد من الكتب الهندسية والتكنولوجية .
الاشراف على التحرير
دكتور مهندس أنور محمود عبد الواحد
مدير مصانع شركة النصر لصناعة المراجل البخارية وأوعية الضغط . مستشار دار النشر في لايبزج ومؤسسة الأهرام في نشر الكتب والمراجع التكنولوجية . حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الاسكندرية عام ١٩٤٨ ، وعلى درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام ١٩٥٣ ، وعلى درجة الدكتوراه في العلوم التطبيقية من جامعة بروكسل ببلجيكا ألف وترجم وراجع عشرات الكتب في مختلف مجالات الهندسة . اشترك في وضع « المعجـــم الفني » الذي أصدرته إدارة التدريب المهني للقوات المسلحة . أشرف على ترجمة وتصنيف وتحرير موسوعة الثقافة العلمية » التي أصدرتها مؤسسة الأهرام .
مقدمة
أتى على اللغة العربية حين كانت لغة لأصول العلم وتفرعاته . ولقد مكن لها أهلوها مركزا قياديا بدأ بهم وكدهم في متابعة واستيعاب كل ما أمكنهم الحصول عليه من مجهودات علمية دونت بلغات دول كانت لها مكانتها العلمية في عصور سابقة ، ثم بتوليهم نشر العلوم والاضافة إليهـا باللغة العربية ، فكانت النهضة العلمية في الدولة الاسلامية مزيجا من الثقافات اليونانية والهندية والفارسية . ولكنها لم تكن مجرد اتصال أو استمرار لتلك الثقافات ، بل نشط البحث والتقصى حتى استحدث من العلوم مالم يكن له وجود من قبل . وهذه النهضة الاسلامية تعد بحق في تاريخ العلم مرحلة من مسرحلاته المزدهرة ، حتى أصبح للعرب القول الفصل في فرض لغتهم على العلم نفسه . ما أشبه موقف الدول الناطقة بالعربية في عصرنا هذا – إلى حد ما – بموقف العرب في صــدر الدولة الاسلامية ، ولكن مع فارق واضح . فالمتقدمون نقلوا علوم الأوائل . ولكن علينا نحن ، بعد أن مرت بنا حقبة طويلة من التخلف ، أن ننقل ونتبع علوم المعاصرين من دول تحمل لواء التقدم والاستحداثات العلمية سريعة التطور والتجدد ، وأن نطـوع لغتناحتي تشمل وتستوعب كل جديد مما يمهد أسامنا طريق التقدم ونفسح لانفسنا مجالا ، إن لم يكن للسبق القريب ، فلا أقل من السعى الحثيث للحاق والمحاذاة .
ولعل المكتبة العربية لاتفتقر إلى شيء قدر افتقارها إلى الكتب الفنية ، في وقت هي أحوج ماتكون فيه إلى هذه الكتب في مختلف فروع وتخصصات العلوم التطبيقية والتكنولوجية . ذلك أن النهضـة الصناعية التي تشمل الأمة العربية إنما تستند إلى مقومات أساسية من الخبرة الأصيلة بأصول الصناعة وأساليب الانتاج وطرائقه . وتؤدى الكلمة التكنولوجية في هذا المجال دورا حتميا إذا أردنا أن يكون الصرح الصناعي قائما على أسس وطيدة من المعرفة الحقة والتخطيط السليم .
وإذا ألقينا نظرة متفحصة على الدعامة البشرية التي تستند إليها النهضة الصناعية ، نجد أن المهندسين يحملون العبء الأكبر في إرساء هذه النهضة والارتفاع بها وفقا لاحتياجاتنا وتطلباتنا المتطورة ، ثم نجد قطاعا عريضا بالغ الأهمية من المشرفين والفنيين والملاحظين يمثلون عصب الانتاج والعمود الفقري لهيكل الصناعة ، وهم في واقع الأمر المنفذون للخطط الانتاجية وأعمـال التركيب والتشغيل والصيانة وغيرها .
ومع وضوح هذه الرؤية ، فان تعريب التعليم الهندسي ، والحاجة إلى تزويد ذلك القطاع من العاملين في الصناعة والانتاج بالمعارف والخبرات اللازمة لهم في مجالات تخصصاتهم ، موضوعان يفتقدان الايجابية والدعم إذا لم يواكبهما اهتمام أصيل بالمراجع والكتب والمنشورات التكنولوجية العربية .
لذلك فقد أسعدني أن أتابع عن كثب هذا التعاون المثمر الهادف بين دارالنشر في لايبزج edition leipzig وبين مؤسسة الأهرام بالقاهرة لاصدار مجموعة من المعاجم التكنولوجية التخصصية ، هي في الواقع الخطوة الأساسية الأولى لقيام المكتبة التكنولوجية على أسس سليمة من حيث اللغة والتعبير والمصطلحات الفنية .
فهذه المعاجم قدرسم لها القائمون عليها خطة واضحة بحيث يشمل كل معجم منها مجموعـــــــــــة متكاملة من مصطلحات العلوم الهندسية والتكنولوجية المترابطة ، وبحيث يتضمن إدراج المقابـلات الانجليزية ، والفرنسية ، والألمانية لكل مصطلح عربی وارد ، مع تعريف هذا المصطلح تعريفا دقيقا يجمع بين الوضوح والايجاز . ثم ترتيب المصطلحات باللغات الأجنبية الثلاث ترتيبا أبجديا يسهـل الرجوع إلى أي مصطلح مدرج بأية لغة من اللغات الأربع . وتساند كل ذلك وتوضحه مجموعة مختارة من الأشكال واللوحات التخطيطية . وهذا في رأيي غاية ما يمكن أن يكون عليه معجـم تکنولوچی تخصصی موجه بصفة أساسية إلى أبنائنا من طلبة كليات الهندسة والمعاهد العليا الفنية ، وإلى الفنيين العاملين في مختلف مجالات الصناعة والانتاج .
ویزیدنی اطمئنانا إلى هذه الخطة السليمة أن المشتركين في هذه المعاجم هم صفوة ممتازة من زملائى أساتذة الجامعات والمهندسين المشتغلين بالصناعة في وطننا العربي ، وكل منهم له نشاطــه الحافل في مجال التعريب الهندسي والكتابة التكنولوجية .
كذلك أود أن أوجه التحية إلى تلميذي وزميلى دكتور أنور محمود عبد الواحد المشرف على تحرير هذه السلسلة من المعاجم ، ونشاطه في خدمة الكلمة التكنولوجية العربية غنى عن التنويه . وإننى لواثق أن المشروع في يدأمينة حريصة كل الحرص على أن يحقق الهدف منه في صدق وأصالة .
دکتور مهندس
حسن مرعی
وزير الصناعة والتجارة السابق ( ج .م .ع )
تمهيد
المعاجم التخصصية سمة مميزة من سمات هذا العصر الحديث . فلقد ولى زمن « المعجم الشامل الذي يحيط بكل شاردة وواردة ، ويرضى كل باحث مدقق . فمع ازدياد العلوم عمقا واتساعا ، ثم تشعبا وتفرعا ، ومع استعمال المصطلح الواحد في أكثر من علم بعينه ، بحيث أصبح له في كل منها معنی خاص به لا يقارب معناه في العلوم الأخرى ، نجد أن تصنيف معجم موسوعي شامل إنما هوضرب من التحدى المعجز .
فمثل هذا المعجم الشامل – إن أمكن تصور صدوره في عصرنا هذا – لابد أن يكون مــــــــــــن الضخامة بحيث تنوء به العصبة أولو القوة من المصنفين والمؤلفين ، علاوة على العنت الذي لابد وأن يرهق مستعمليه من طلاب العلم والمعرفة .
ذلك أن تعدد معاني المصطلح الواحد ، وفقا للعلوم التخصصية المختلفة ، يتطلب سوق تعريف مستقل لكل معنى منها ، على أن يأخذ هذا التعريف في الاعتبار ماللمعنى من متشابهات وظـلال تتفاوت على حسب درجة الدقة وعمق الاستيعاب .
وقد يكون للمصطلح الواحد في لغة من اللغات أكثر من مصطلح يقابله في لغة أخرى . وعلى ذلك فان مستعمل المعجم سيجد نفسه في خضم من المصطلحات المتعددة المتباينة لا يعرف أيهـا الأدق والأصوب ، ولا يدرى أيها يختار من بينها .
***
لذلك فقد استقر الرأى – بعد دراسة متأنية فاحصة – على خطة اصدار هذه السلسلة من المعاجم التخصصية . وتقوم هذه الخطة في جوهرها على الآتى :
١ - أن يحتوى كل معجم منها على حوالى ۱۲۰۰ مصطلح تمثل الكلم الأساسي في مجموعة متكاملة من العلوم التطبيقية والتكنولوجية ، أوفى علم واحد إذا اقتضى الأمر بحسب شمول كل علم منها واتساع نطاقه .
٢ - أن تكون هذه المصطلحات باللغات العربية ، والانجليزية ، والفرنسية ، والألمانية . ولقد وقع الاختيار على اللغات الأجنبية الثلاث بعد استقصاء دقيق لمتطلبات الأمة العربية ، واستعراض شامل لبرامج التعليم والتدريب والتصنيع في دولها .
٣ - تقسيم المعجم أربعة أقسام :
* فالقسم المرجع ، مرتب بالترتيب الأبجدي الانجليزي ، وترقم مصطلحاته ترقيما متسلسلا ، ويرافق كل مصطلح انجليزي مقابلاته باللغات الفرنسية ، والألمانية ، والعربية .
* والقسمان الثاني والثالث مرتبان – على التوالى – بالترتيب الأبجدي الفرنسي والترتيب الأبجدي الألماني ، ويحمل كل مصطلح فيهما نفس الرقم المعطى له في القسم الانجليزي .
* أما القسم الرابع ( وهو الأساسي ) ، فمرتب بالترتيب الأبجدي العربي . وكل مصطلح عربي وارد فيه يحمل نفس الرقم المعطى له في القسم الانجليزي ، ويقابله المصطل المقابل له باللغات الأجنبية الثلاث ، علاوة على تعريفه تعريفا موجزا باللغة العربيـة ، حسب العلم التخصصي الذي يستعمل فيه . ولقد رأينا أن ندرج الأشكال التوضيحية والرسوم التخطيطية في هذا القسم . فهى خيرعون لتفهم معاني المصطلحات ، وخاصة في المجالات التكنولوجية التي قد يغني فيها الرسم الواحد عن الشرح المسهب والتعريف المطول . ولم ندخر وسعا في تزويد المعجم بعدد كاف من هذه الأشكال ، توخينا اختيارها بعناية ، لتجلوا ماقديدق من معنى أويغمض من مدلول .
ونعتقد أن هذا الاسلوب يربط ربطا مرنابين أقسام المعجم بعضها ببعض . فأيا كانت لغة المصطلح الذي تبحث عنه – العربية أو الانجليزية أو الفرنسية أو الالمانية – فستجد مقابلاته باللغات الثلاث الأخرى ، كما ستجد تعريفه باللغة العربية .
***
لمن نسوق هذه المعاجم ؟
ولأى الفئات والقطاعات نهدي هذا المجهود المتواضع ؟
إن العلوم التكنولوجية التي تتضمنها هذه السلسلة من المعاجم يشترك في دراستها أبناؤنـا طلبة كليات الهندسة والمعاهد العليا الفنية . والبعض منهم يدرسها بلغة أجنبية . فهو أجدر أن يعرف معناها ومدلولها بلغته العربية . والبعض الآخر يدرسها باللغة العربية فهو في حاجة لأن يعرف معناها باللغات الأجنبية الحية إذا أراد أن يصل بينه وبين أصول هذه العلوم في أمهات الكتب والمراجع ، وإذا كان صادق الوعد في أن تكون دراساته الجامعية أو المعهدية بدءاً لحيـاة خصبة مثمرة يتزود فيها بسلاح العلم ماتجدد العلم وتطور .
كذلك فان هذه المعاجم يمكن أن تكون بمثابة عون لذاكرة المهندسين المشتغلين في شتـ المجالات الصناعية والانتاجية ، عند استشارتهم للكتب والمراجع ، أو قراءتهم للمنشورات والدوريات الحديثة ، أو دراستهم لتقارير المشروعات والخطط الجديدة .
القطاع العريض من الملاحظين والفنيين ، فهو القطاع الذي أردنا أن نهتم به كذلك اهتماما جذريا أصيلا ، وهذه السلسلة من المعاجم التخصصية ركن أساسي في المكتبة التكنولوجية الموجهة إليهم بصفة خاصة ، لكي يقوم هذه القطاع الحيوي بدوره الايجابي في بناء صرح الصناعة المكين ، على أساس من المعرفة والخبرة المستمدة من الدراسة المتعمقة والفهم الواعي لأصول العلوم المطبقة في الصناعة والانتاج .
***
تختص الهندسة الكيميائية بدراسة العمليات التي تشمل التغيرات التي تطرأ على المادة والتحولات التي تحدث فيها بالنسبة لخواصها الفيزيقية ، أو خواصها الكيميائية ، أو خواصها التكوينية ، أو محتوى الطاقة بها .
كما أنها في الوقت نفسه تختص بتصميم وتصنيع وتركيب وتشغيل الصناعات الكيميائية . وهذا المعجم الذي بين أيدينا ، معجم مصطلحات التكنولوجيا الكيميائية ، يشمل بصفة أساسية المجالات الآتية في الهندسة الكيميائية وأساسياتها :
الصناعات الكيميائية ، العمليات الكيميائية ، المعدات والأجهزة الكيميائية ، الاستخدامـات الصناعية للمنتجات الكيميائية ، الكيمياء غير العضوية ، الكيمياء العضوية ، الكيمياء الفيزيقية ، الكيمياء الكهربائية ، الكيمياء التحليلية .
ولقد اخترنا من كل مجال من تلك المجالات مصطلحاته التي تتردد بصفة غالبة في الكتب والمراجع الدراسية ، حتى يكون المعجم مدخلا ميسرا للهندسة الكيميائية .
ولا يفوتني أن أزجي خالص الشكر وأطيب التحية لكل من أسهم في إخراج هذا المعجـم .
وأخص بالذكر أستاذي الدكتور حسن مرعى لريادته الكريمة لهذه السلسلة ، ولمقدمته الطلية التي تفضل بها في صدر هذا المعجم . كما أوجه الشكر للسادة القائمين على النشر في كل من مؤسسة الاهرام بالقاهــرة ودار النشر بلا يبزج edition leipzig . وليس من شك أنه لـ إيمانهم العميق بالحاجة الملحة إلى هذه المعاجم لما أتيحت لها فرصة الظهور والنشر .
أما زملائـى الذين شاركوا بجهودهم المخلصة في تصنيف هذا المعجم ، فانني أعلم علم اليقين أن الشكر الذي يثلج صدورهم إنما هو نجاح هذه المعاجم في تأدية رسالتها بين أبناء أمتنا العربية .
أنور محمود عبد الواحد
تعليق