لو كُنتُ أَبكي لِلحُمول لشاقَني
لليلى ،بأعلى الوادِ الواديينِ حمولُ
يطالعنا منْ كلِّ حدجٍ مخدَّرٍ
أوانسُ بِيضٌ ، مِثلُهنَّ قَليلُ
يشبّهها الرائي مهاً بصريمةٍ
عَلَيهِنَّ فَينانُ الغُصونِ ظَلِيلُ
عقيلهنَّ الهيجمانةُ ، عندها
لنا لو نحيَّا نعمةٌ ومقبلُ
وفِتيانِ صِدقٍ ، قَد بَنَيتُ عَلَيهمُ
خِباءً بِمَوماةِ الفَلاةِ ، يَجُولُ
كما جَالَ مُهرٌ في الرِّباطِ ، يَشُوقُهُ
على الشَّرفِ الأقصَى المَحَلِّ ، خُيولُ
تلاقتْ بنو كعبٍ وأفناءُ مالكٍ
بأمرٍ ، كصَدرِ السَّيفِ ، وهْوَ جَلِيلُ
تَرَى كلَّ مَشبوحِ الذِّراعَينِ ضَيغَمٍ
يَخُبُّ به عارٍ شَواهُ ، عَسُولُ
أَغَرَّ ، مِنَ الفِتيانِ ، يَهتَزُّ للنَّدَى
كما اهتَزَّ عَضبٌ باليَمينِ ، صَقِيلُ
كأنَّ المذاكيْ ، حينَ جدَّ جميعنا ،
رَعيلُ وُعُولٍ ، خَلفَهُنَّ وُعولُ
عَلَيهِنَّ أولادُ المُقاعِسِ قُرَّحاً
عناجيجُ ، في حوٍّ لهنَّ صهيلُ
كأنَّ على فرسانها تضخَ عندمٍ
نجيعٌ ، ومسكٌ بالنحورِ يسيلُ
إذا خرجتْ من غمرةِ الموتِ ردَّها
إلى المَوتِ ، صَعبُ الحافَتينِ ، ظَلِيلُ
فما تَركُوا في عامرٍ مِن مُنَوِّهٍ
ولا نسوةٍ ، إلاَّ لهنْ عويلُ
تَركْنَ بَحِيرا والذُّهابَ ، عَلَيهما
من الطير غاباتٌ ، لهنَّ حجولُ