يعقوب بن الليث الصفار
يعقوب ليث صفار
Ya’coub ibn Al-Layth al-Saffar - Ya’coub ibn Al-Laïth al-Saffar
يعقـوب بن الليـث الصـفار
(…ـ 265هـ/… ـ 878م)
أبو يوسف يعقوب بن الليث الصفار، كان منذ صغره يعمل هو وأخوه في حرفة النحاس في سجستان، أي كانا صفارين وكانا يظهران الزهد والتقشف، وظهر في أيامهما رجل من أهل سجستان يقود المتطوعة لقتال الخوارج اسمه صالح بن نصر الكناني ويدعى صالح المتطوعي فانضم إليه يعقوب وقاتل معه، فجعله صالح خليفة له، ولما مات صالح تسلم أمر المتطوعة رجل آخر اسمه درهم بن الحسين وظل يعقوب مع القائد الجديد درهم كما كان مع سلفه.
وعندما نجح والي خراسان في الاحتيال على قائد المتطوعة «درهم بن الحسين» قبض عليه وأرسله إلى الخليفة في بغداد فحبس هناك، ثم أطلقه الخليفة بعد فترة وجعله في خدمته ببغداد.
تولى يعقوب بن الليث أمر المتطوعة بعد حبس درهم بن الحسين فأظهر حسن تدبير وسياسة ومقدرة في قيادتهم، وسار بهم لمحاربة الخوارج «الشراة» فلاحقهم من مكان إلى آخر حتى ظفر بهم وخرب قراهم وأكثر القتل فيهم حتى كاد أن يفنيهم.
ثم قام يعقوب بضبط البلاد وتأمين الطرق ومحاربة اللصوص وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فالتف الناس حوله وكثر أتباعه. وقد أظهر التمسك بطاعة الخليفة في بغداد وكاتبه وبدا بمظهر المدافع عن الخليفة والمنفذ لأوامره في قتال الخوارج.
في سنة 253 هـ توجه يعقوب بن الليث من سجستان إلى هراة التي كانت تابعة لأمير خراسان محمد بن طاهر، وعامله على هراة محمد بن أوس الأنباري، وعندما اقترب يعقوب من هراة خرج إليه محمد بن أوس في جيش كبير فتحاربا، وبعد قتال شديد انهزم ابن أوس فاستولى يعقوب على مدينتي هراة وبوشنج، ولم يتوقف طموح يعقوب عند هذا الحد بل كان يفكر بمد سلطانه على جميع بلاد ماوراء النهر.
في سنة 255هـ كان يعقوب بن الليث الصفار يطمح للاستيلاء على كرمان في حين كان والي فارس آنذاك علي بن الحسين بن شبل قد طلب من الخليفة المعتز أن يمنحه ولاية كرمان وذكره بعجز الدولة الطاهرية، وأن يعقوب الصفار استولى على سجستان. فكتب الخليفة إليه بولاية كرمان، كما كتب إلى يعقوب بن الليث بولايتها أيضاً، بقصد إغراء كل واحد منهما بصاحبه, واختبار طاعة كل منهما له.
توجه يعقوب إلى كرمان وأقام قربها شهرين يترقب خروج طوق بن المغلِّس عامل كرمان من قبل والي فارس علي ابن الحسين إليه، فلم يخرج إليه أحد مما دفع يعقوب أن يظهر العودة إلى سجستان، فاطمأن طوق وظن أن الحرب قد انتهت، وقعد للأكل والشرب واللهو لكن يعقوب عاد بجيشه مسرعاً وباغته بالهجوم، فهزم جيش طوق وتم أسره ودخل يعقوب كرمان.
ولما بلغ علي بن الحسين ما فعله يعقوب بطوق أيقن بمسيره إليه، وكان علي في مدينة شيراز فجهز جيشه للمعركة.
تواجه الجيشان قرب شيراز حيث نشبت معركة انتصر فيها يعقوب الصفار وجيشه، وقُبض على علي بن الحسين وصودر ما معه من أموال ودخل يعقوب شيراز.
وهكذا تم الاستيلاء على فارس، بعدها أرسل يعقوب الصفار إلى الخليفة في بغداد يعلن ولاءه وطاعته له، وقدم له هدايا النصر.
وفي سنة 259هـ سار الصفار إلى نيسابور فاستولى عليها وأسر أميرها محمد بن طاهر ثم حمل على طبرستان حملة لم يكتب له فيها التوفيق، فبقيت له آخر الأمر خراسان وزالت دولة الطاهريين، ولكن الخليفة رفض الاعتراف له بخراسان فاستخدم الصفار قوته العسكرية ودخل المعركة ضد جيش الخليفة فهزم عند دير العاقول، وهرب الصفار، ثم ما لبث أن مات في جنديسابور ولايزال قبره فيها.
محمود فرعون
يعقوب ليث صفار
Ya’coub ibn Al-Layth al-Saffar - Ya’coub ibn Al-Laïth al-Saffar
يعقـوب بن الليـث الصـفار
(…ـ 265هـ/… ـ 878م)
أبو يوسف يعقوب بن الليث الصفار، كان منذ صغره يعمل هو وأخوه في حرفة النحاس في سجستان، أي كانا صفارين وكانا يظهران الزهد والتقشف، وظهر في أيامهما رجل من أهل سجستان يقود المتطوعة لقتال الخوارج اسمه صالح بن نصر الكناني ويدعى صالح المتطوعي فانضم إليه يعقوب وقاتل معه، فجعله صالح خليفة له، ولما مات صالح تسلم أمر المتطوعة رجل آخر اسمه درهم بن الحسين وظل يعقوب مع القائد الجديد درهم كما كان مع سلفه.
وعندما نجح والي خراسان في الاحتيال على قائد المتطوعة «درهم بن الحسين» قبض عليه وأرسله إلى الخليفة في بغداد فحبس هناك، ثم أطلقه الخليفة بعد فترة وجعله في خدمته ببغداد.
تولى يعقوب بن الليث أمر المتطوعة بعد حبس درهم بن الحسين فأظهر حسن تدبير وسياسة ومقدرة في قيادتهم، وسار بهم لمحاربة الخوارج «الشراة» فلاحقهم من مكان إلى آخر حتى ظفر بهم وخرب قراهم وأكثر القتل فيهم حتى كاد أن يفنيهم.
ثم قام يعقوب بضبط البلاد وتأمين الطرق ومحاربة اللصوص وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فالتف الناس حوله وكثر أتباعه. وقد أظهر التمسك بطاعة الخليفة في بغداد وكاتبه وبدا بمظهر المدافع عن الخليفة والمنفذ لأوامره في قتال الخوارج.
في سنة 253 هـ توجه يعقوب بن الليث من سجستان إلى هراة التي كانت تابعة لأمير خراسان محمد بن طاهر، وعامله على هراة محمد بن أوس الأنباري، وعندما اقترب يعقوب من هراة خرج إليه محمد بن أوس في جيش كبير فتحاربا، وبعد قتال شديد انهزم ابن أوس فاستولى يعقوب على مدينتي هراة وبوشنج، ولم يتوقف طموح يعقوب عند هذا الحد بل كان يفكر بمد سلطانه على جميع بلاد ماوراء النهر.
في سنة 255هـ كان يعقوب بن الليث الصفار يطمح للاستيلاء على كرمان في حين كان والي فارس آنذاك علي بن الحسين بن شبل قد طلب من الخليفة المعتز أن يمنحه ولاية كرمان وذكره بعجز الدولة الطاهرية، وأن يعقوب الصفار استولى على سجستان. فكتب الخليفة إليه بولاية كرمان، كما كتب إلى يعقوب بن الليث بولايتها أيضاً، بقصد إغراء كل واحد منهما بصاحبه, واختبار طاعة كل منهما له.
توجه يعقوب إلى كرمان وأقام قربها شهرين يترقب خروج طوق بن المغلِّس عامل كرمان من قبل والي فارس علي ابن الحسين إليه، فلم يخرج إليه أحد مما دفع يعقوب أن يظهر العودة إلى سجستان، فاطمأن طوق وظن أن الحرب قد انتهت، وقعد للأكل والشرب واللهو لكن يعقوب عاد بجيشه مسرعاً وباغته بالهجوم، فهزم جيش طوق وتم أسره ودخل يعقوب كرمان.
ولما بلغ علي بن الحسين ما فعله يعقوب بطوق أيقن بمسيره إليه، وكان علي في مدينة شيراز فجهز جيشه للمعركة.
تواجه الجيشان قرب شيراز حيث نشبت معركة انتصر فيها يعقوب الصفار وجيشه، وقُبض على علي بن الحسين وصودر ما معه من أموال ودخل يعقوب شيراز.
وهكذا تم الاستيلاء على فارس، بعدها أرسل يعقوب الصفار إلى الخليفة في بغداد يعلن ولاءه وطاعته له، وقدم له هدايا النصر.
وفي سنة 259هـ سار الصفار إلى نيسابور فاستولى عليها وأسر أميرها محمد بن طاهر ثم حمل على طبرستان حملة لم يكتب له فيها التوفيق، فبقيت له آخر الأمر خراسان وزالت دولة الطاهريين، ولكن الخليفة رفض الاعتراف له بخراسان فاستخدم الصفار قوته العسكرية ودخل المعركة ضد جيش الخليفة فهزم عند دير العاقول، وهرب الصفار، ثم ما لبث أن مات في جنديسابور ولايزال قبره فيها.
محمود فرعون