يونس بن حبيب
يونس حبيب
Younes ibn Habib - Younès ibn Habib
يونس بن حبيب
(80 ـ 182هـ/700ـ 798م)
أبو عبد الرحمن، يونس بن حبيب الضبّي، وقيل: الليثي، بالولاء. من أئمة نحاة البصرة في عصره، ومن العلماء بالشعر واللغة.
لم تذكر المصادر شيئاً عن نشأته، وكل ما ألمحت إليه أن أصله من بليدة على نهر دجلة اسمها جَبُّل، بين بغداد وواسط. والمشهور في زمن ولادته ووفاته ما تقدم، وثمة أقوال أخرى أقل شهرة.
أقام يونس في البصرة وفيها أخذ علومه عن أساتذتها كأبي عمرو بن العلاء[ر] الذي أخذ عنه الأدب، وحماد ابن سلمة (ت 167هـ) الذي تعلم على يديه النحو، ولقي عبد الله بن أبي إسحاق[ر]، وارتحل إلى البادية وسمع عن العرب كثيراً مما جعله راوياً كبيراً من رواة اللغة والغريب، وكان يونس يجل رؤبة بن العجاج الر اجز التميمي المشهور ويحكي عنه كثيراً من غرائب اللغة.
وفي البصرة كانت ليونس حلقة ينتابها الأدباء وفصحاء العرب وأهل البادية، وقد تحلق حوله عدد من تلامذته الذين كان لهم شأن كبير في علوم العربية كأبي عبيدة معمر بن المثنى[ر] الذي صرح أنه لازمه أربعين سنة كان يملأ فيها كل يومٍ ألواحه من حفظه، وكأبي زيد الأنصاري[ر] الذي جلس إليه عشر سنين، وخلف الأحمر[ر] الذي جلس إليه عشرين سنة، والكسائي والفرَّاء[ر] وهما من أئمة أهل الكوفة، وسيبويه النحوي المشهور الذي نقل عنه في كتابه طَرَفاً من آرائه النحوية والصرفية وروى عنه بعض شواهده اللغوية، وكان سيبويه يشير إلى آراء يونس التي خالف بها الخليل، وقد تنبه القدماء على هذه المسألة فذكروا أن ليونس قياساً في النحو ومذاهب ينفرد بها.
صحيحٌ أن النحو كان هو الغالب على يونس، بيد أنه كان مع ذلك عالماً بالشعر، نافذ البصر في تمييز جيده من رديئه، عارفاً بطبقات شعر العرب، حافظاً لأشعارهم، وقد تناقلت كتب الأدب كثيراً من مروياته وآرائه في الشعر والشعراء، وهو صاحب المقولة النقدية المشهورة حين سئل عن أشعر الناس فقال: «لا أومئ إلى رجلٍ بعينهِ، ولكني أقول: امرؤ القيس إذا رَكِب، والنابغة إذا رهِب، وزهير إذا رغِب، والأعشى إذا طِرب».
وذكرت لنا المصادر الأدبية بعض لقاءاته مع الشعراء والموازنة بين أشعارهم.
وقد أثنى المتقدمون على يونس، من ذلك قول أبي زيد: «ما رأيت أبذل لعلمٍ من يونس»، وقول أبي عبيدة: «لم يكن عند يونس علمٌ إلا ما رآه بعينه».
صنف يونس في علوم القرآن واللغة، بيد أن مؤلفاته ضاعت، ولم تصل إلينا إلا أسماؤها، وهي: «معاني القرآن الكبير»، «معاني القرآن الصغير»، كتاب «اللغات»، كتاب «النوادر»، كتاب «الأمثال».
نبيل أبو عمشة
يونس حبيب
Younes ibn Habib - Younès ibn Habib
يونس بن حبيب
(80 ـ 182هـ/700ـ 798م)
أبو عبد الرحمن، يونس بن حبيب الضبّي، وقيل: الليثي، بالولاء. من أئمة نحاة البصرة في عصره، ومن العلماء بالشعر واللغة.
لم تذكر المصادر شيئاً عن نشأته، وكل ما ألمحت إليه أن أصله من بليدة على نهر دجلة اسمها جَبُّل، بين بغداد وواسط. والمشهور في زمن ولادته ووفاته ما تقدم، وثمة أقوال أخرى أقل شهرة.
أقام يونس في البصرة وفيها أخذ علومه عن أساتذتها كأبي عمرو بن العلاء[ر] الذي أخذ عنه الأدب، وحماد ابن سلمة (ت 167هـ) الذي تعلم على يديه النحو، ولقي عبد الله بن أبي إسحاق[ر]، وارتحل إلى البادية وسمع عن العرب كثيراً مما جعله راوياً كبيراً من رواة اللغة والغريب، وكان يونس يجل رؤبة بن العجاج الر اجز التميمي المشهور ويحكي عنه كثيراً من غرائب اللغة.
وفي البصرة كانت ليونس حلقة ينتابها الأدباء وفصحاء العرب وأهل البادية، وقد تحلق حوله عدد من تلامذته الذين كان لهم شأن كبير في علوم العربية كأبي عبيدة معمر بن المثنى[ر] الذي صرح أنه لازمه أربعين سنة كان يملأ فيها كل يومٍ ألواحه من حفظه، وكأبي زيد الأنصاري[ر] الذي جلس إليه عشر سنين، وخلف الأحمر[ر] الذي جلس إليه عشرين سنة، والكسائي والفرَّاء[ر] وهما من أئمة أهل الكوفة، وسيبويه النحوي المشهور الذي نقل عنه في كتابه طَرَفاً من آرائه النحوية والصرفية وروى عنه بعض شواهده اللغوية، وكان سيبويه يشير إلى آراء يونس التي خالف بها الخليل، وقد تنبه القدماء على هذه المسألة فذكروا أن ليونس قياساً في النحو ومذاهب ينفرد بها.
صحيحٌ أن النحو كان هو الغالب على يونس، بيد أنه كان مع ذلك عالماً بالشعر، نافذ البصر في تمييز جيده من رديئه، عارفاً بطبقات شعر العرب، حافظاً لأشعارهم، وقد تناقلت كتب الأدب كثيراً من مروياته وآرائه في الشعر والشعراء، وهو صاحب المقولة النقدية المشهورة حين سئل عن أشعر الناس فقال: «لا أومئ إلى رجلٍ بعينهِ، ولكني أقول: امرؤ القيس إذا رَكِب، والنابغة إذا رهِب، وزهير إذا رغِب، والأعشى إذا طِرب».
وذكرت لنا المصادر الأدبية بعض لقاءاته مع الشعراء والموازنة بين أشعارهم.
وقد أثنى المتقدمون على يونس، من ذلك قول أبي زيد: «ما رأيت أبذل لعلمٍ من يونس»، وقول أبي عبيدة: «لم يكن عند يونس علمٌ إلا ما رآه بعينه».
صنف يونس في علوم القرآن واللغة، بيد أن مؤلفاته ضاعت، ولم تصل إلينا إلا أسماؤها، وهي: «معاني القرآن الكبير»، «معاني القرآن الصغير»، كتاب «اللغات»، كتاب «النوادر»، كتاب «الأمثال».
نبيل أبو عمشة