فيلم "الكراهية La Haine

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيلم "الكراهية La Haine



    أفلام مختارة
    فيلم "الكراهية La Haine٢"

    لا أحد يريد أن يكون في وضع هؤلاء ولا أحد يريد تحريض أي كان على أن يأتي بأفعال تشبه أفعال هؤلاء.
    ولكن هؤلاء عبارة عن واقع وهم أشخاص حقيقيون موجودون في هذه المناطق أو مناطق تشبهها في أنحاء كثيرة ومدن ضخمة عديدة في العالم.
    مر 28 عاما على إنتاج هذا الفيلم الذي حصل على جائزة أفضل إخراج في مهرجان كان في عام 1995، ومنحه موقع روتن توميتوز 100% وموقع IMDB درجة 8.1. ورغم هذا القدم ما تزال الظروف التي يصفها قائمة يعيشها مئات الآلاف من الأشخاص في محيط باريس أو غيرها وربما يكون أفضل دليل على الاضطرابات التي تشهدها فرنسا حاليا.
    أبطال الفيلم ثلاثة يختلفون في انتماءاتهم الدينية وألوانهم وأصولهم العرقية ولكنهم أصدقاء، وهم مهمشون اجتماعيا مثل جميع سكان هذه الضواحي وفقراء ومعزولون عن مسيرة العالم نحو التطور والرفاهية ويسر العيش. كل شئ في حياتهم عبارة عن أرصفة وجدران اسمنتية وحوارات بلا نفع تدور بين شباب أغلبهم يتعاطون المخدرات ويحلمون بالعيش في عالم آخر.
    اعتمد الفيلم في قصته على حدث حقيقي وقع لشاب من أصول أفريقية في عام 1993 اسمه ماكومي مباولي وكان في السابعة عشرة من العمر عندما اعتقله رجال شرطة واقتادوه إلى المركز حيث قيدوه إلى شبكة التدفئة ثم جاء واحد منهم وأطلق رصاصة على رأسه.
    يقول المخرج ماثيو كاسوفيتز "كنت في سيارتي قريبا من الموقع وعندما سمعت بما حدث عن طريق المذياع أوقفت السيارة وانضممت إلى المحتجين وكنت غاضبا من الوضع كله".
    الأشخاص الذين يظهرون في هذا الفيلم يعانون من تمييز اجتماعي واقتصادي ومن عنف رجال حفظ الأمن وأذكر هنا أن رجال الشرطة الذين كانوا مكلفين بشؤون الحماية في مهرجان "كان"، أداروا ظهورهم للمخرج عند وصوله إلى المهرجان احتجاجا على ما اعتبروه فيلما مناهضا لهم.
    ولكن الفيلم لقي اهتماما بالغا من الحكومة نفسها في ذلك الوقت إذ نظم رئيس الوزراء آلان جوبيه جلسة عرض دعا أعضاء وزارته لحضورها فيما وجه الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت جاك شيراك رسالة إلى كاسوفيتز شكره فيها على نقله واقعا يعيشه جزء من المجتمع الفرنسي لا يعرفه كثيرون.
    لا يعرض الفيلم الفروق الاجتماعية والاقتصادية فحسب بل يعرض أيضا مدى تأثر هؤلاء الشباب بكل ما يصلهم من أمريكا مثل موسيقى الهب هوب والبريك دانس وما شابه.
    من المؤكد أن هذا الفيلم حصل على تقييمات عالية جدا لأسباب عديدة منها أنه حقيقي يعكس الواقع ولأنه مصنوع بشكل جيد حتى أن الحوار يبدو مرتجلا أحيانا. وقد صنفه البعض على أنه بداية نوع قائم لوحده من الأفلام حمل اسم "سينما الضواحي" فيما رآى آخرون أنه يندرج ضمن الموجة الجديدة في السينما الفرنسية. ومن أسباب ذلك أن الموجة الجديدة تميل إلى تذكير المتفرج أنه يتابع فيلما وذلك من خلال جعل الممثلين يوجهون حديثهم إلى الكاميرا بشكل مباشر وهو ما نراه في مشهد يؤديه فينز أمام المرآة يقلد فيه مشهدا في فيلم سائق التكسي. ويرى آخرون أنه يندرج ضمن فئة أفلام الواقعية الجديدة. وأيا كان تصنيفه على أية حال يُعتبر هذا الفيلم واحدا من أهم الأفلام الأجنبية خلال التسعينات، بالنسبة للولايات المتحدة.
    المجتمع الذي نراه في هذا الفيلم يضم ذكورا ويبرز مدى تسيدهم وقد اعتمد في التصوير على لقطات طويلة وأصوات حقيقية مباشرة.
    ورغم كل ما ذكرت حتى الآن كان لكبير المسؤولين عن التصوير جيل فافييه رأي آخر إذ قال في أحدى المقابلات "عندما بدأنا العمل على هذا الفيلم كنت أعجب كيف يمكن أن يلتقي هؤلاء الأصدقاء الثلاثة" وسبب تعجبه هو اختلاف انتماءاتهم. وأضاف "هذا الفيلم جيد ولكنه ليس عظيما أما الشهرة التي حصل عليها فلأن السياسيين ووسائل الإعلام كلهم أغبياء ولو كانوا أذكياء لما تذكر أحد هذا الفيلم بل لاعتبروه مجرد فيلم يمثل عصره ثم انتهى"
    أدى دور فينز، الفرنسي المعروف فنسنت كاسيل ودور سعيد، المغربي سعيد تغماوي ودور هوبير، هوبير كاوندي وأصله من دولة بنين. فينز متهور بعض الشئ وسعيد يسعى إلى تأكيد ثقته بنفسه وهوبير حالم يرغب في تجاوز واقعه.
    يُذكر أن ماثيو كاسوفيتز مخرج وممثل معروف ومن أهم أفلامه إضافة إلى هذا الفيلم، "العنصر الخامس" وقد عمل مع مخرجين كبار مثل ستيفن سبيلبيرغ.
    طول الفيلم ساعة و 37 دقيقة تمر بسرعة إذ يبقى المشاهد في حالة شد.
    أفضل جملة وردت فيه هي "كل شئ على ما يرام، حتى الآن".
    مقدمة الفيلم مهمة لأن المخرج استخدم فيها مشاهد موثقة وحقيقية من مظاهرات ومواجهات سابقة بين شباب ورجال شرطة.
يعمل...
X