السمح بن مالك الخولاني
(… ـ102هـ/… ـ721م)
السمح بن مالك الخولاني أمير عربي من بني خولان أحد بطون قبيلة قضاعة الذين كانوا يعيشون في كنف بني أمية. وحينما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة، جعل تعيين حاكم الأندلس منوطاً بالخليفة نفسه، وكان سابقاً يجري تعيينه من قبل والي إفريقية، وكان آخرهم الحر بن عبد الرحمن الثقفي، الذي أقاله الخليفة عمر بن عبد العزيز بسبب قسوته وجوره.
أوصى الخليفة السمح بالتوجه إلى الأندلس، وأن يعمل على إقامة العدل وإنصاف المظلومين، وأن يحمل الناس على طريق الحق. وأن يكتب له بصفة الأندلس وأنهارها وأن يخمس ما غلب عليه من أرض الأندلس وعقارها، ذلك أن جميع الأراضي التي وقعت في يد الفاتحين عنوة أو الخالية تقاسمه الفاتحون على أساس نزول كل قوم فيما طاب له من الأرض، والأرض العنوة تعامل معاملة الغنيمة وتطبق عليها أحكام الآية ]واعلموا أنّما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل[ (الأنفال 41) وقد صار هذا الخمس من حق الدولة توزعه على من ذُكر في الآية ومع أن عدم أخذ الخمس كان فيه إجحاف بحق بيت المال. إلاّ أن الوقت لم يسمح لموسى بن نصير[ر] بأخذ هذا الخمس من كل الأراضي فبقيت بعض الأراضي دون تخميس.
قدم السمح الأندلس في شهر رمضان عام 100هـ/719م، ومعه خمسمئة من الجند، أخذ يدرس أوضاعها ويعمل على إصلاح أحوالها وكان وافر الخبرة كبير العقل، فبادر إلى قمع المنازعات والخلافات الداخلية، وعمل على إصلاح الإدارة وإعادة تنظيم الجيش، ولكنه لم يستطع أن يطبق أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بتخميس ما غلب عليه الفاتحون، لأن الفاتحين أعلنوا رغبتهم في العودة إلى المشرق، كما أظهروا خوفهم من أن يشاركهم القادمون الجدد في أراضيهم، فأقرَّهم عمر بن عبد العزيز على ما بأيديهم وعلى ما سجله لهم الخليفة الوليد بن عبد الملك وأمر واليه السمح بن مالك أن يُقر القرى بأيدي أصحابها، وأن يقطع الجنود المرافقين له من أراضي الأخماس.
عُرف عن السمح شجاعته وجرأته، وخبرته في الأمور العسكرية إضافة على تمتعه بعقلية إدارية ممتازة، وما أن انتهى من تنفيذ إصلاحاته على المستويين الإداري والعسكري، حتى قرر أن يسـتأنف الغزو لتوطيد سلطة الخلافة في الولايات الشمالية والمناطق الجبلية والتي كان قد غزاها الحر الثقفي من قبل ولكنه اضطر للتراجع بسبب اضطرابات قامت في قرطبة. ولم يستطع إكمال مهمته بسبب عزل الخليفة له وإسناد أمر الأندلس إلى السمح بن مالك الخولاني.
قاد السمح جيشاً كبير العدد واجتاز به جبال البيرنه من الجهة الشرقية مصطحباً معه عدداً من الزعماء والقادة، ثم انحدر ليزحف على مقاطعتي سبتمانيا Septimanieوبروفانس Province، فاستعاد عدة مدن منها أربونة Arbon، وقرقشونة Carcassonne، ومعظم قواعد سبتمانيا وحصونها، وكانت تابعة لمملكة القوط المنحلة، وأنشأ بها حكومة إسلامية، ووزع الأراضي التي فتحها بين السكان الأصليين والعرب. وترك لأولئك السكان حرية الاحتكام إلى شرائعهم.
اتجه السمح بعد أن وطد الأمور في المناطق التي احتلها إلى الإغارة على أكيتانيا وتقع إلى الجنوب من نهر اللوار، وكانت منطقة مستقلة فقاومه البشكنس والغوسقونيون Gascogne وتمكن من هزيمتهم، وزحف على قاعدة أكيتانياAquitaine طلوشة (تولوز) Toulouse التي حشد حاكمها اودو Yodo دوق أكيتانيا قوى كبيرة جداً للدفاع عنها. واستقرت المعركة بين الجيشين، وكاد أن ينعقد النصر للمسلمين لولا استشهاد السمح في هذه المعركة التي جرت بطرشونة Parras يوم عرفة عام 102هـ/721م، وعرفت باسم معركة البلاط.
تسلم قيادة الجيش من بعده عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، الذي انسحب مع ما تبقى من القوات تحت جنح الظلام عائداً إلى قرطبة.
جدد السمح قنطرة قرطبة المنيعة على نهر الوادي الكبير، عملاً بتوجيه أمير المؤمنين، وكانت بالأصل قنطرة رومانية، كما خَمّس قرطبة، فخرج من الخمس البطحاء المعروفة بالربض، فأمره الخليفة أن يتخذ بها مقبرة للمسلمين فتم ذلك.
عبد الرحمن بدر الدين
(… ـ102هـ/… ـ721م)
السمح بن مالك الخولاني أمير عربي من بني خولان أحد بطون قبيلة قضاعة الذين كانوا يعيشون في كنف بني أمية. وحينما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة، جعل تعيين حاكم الأندلس منوطاً بالخليفة نفسه، وكان سابقاً يجري تعيينه من قبل والي إفريقية، وكان آخرهم الحر بن عبد الرحمن الثقفي، الذي أقاله الخليفة عمر بن عبد العزيز بسبب قسوته وجوره.
أوصى الخليفة السمح بالتوجه إلى الأندلس، وأن يعمل على إقامة العدل وإنصاف المظلومين، وأن يحمل الناس على طريق الحق. وأن يكتب له بصفة الأندلس وأنهارها وأن يخمس ما غلب عليه من أرض الأندلس وعقارها، ذلك أن جميع الأراضي التي وقعت في يد الفاتحين عنوة أو الخالية تقاسمه الفاتحون على أساس نزول كل قوم فيما طاب له من الأرض، والأرض العنوة تعامل معاملة الغنيمة وتطبق عليها أحكام الآية ]واعلموا أنّما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل[ (الأنفال 41) وقد صار هذا الخمس من حق الدولة توزعه على من ذُكر في الآية ومع أن عدم أخذ الخمس كان فيه إجحاف بحق بيت المال. إلاّ أن الوقت لم يسمح لموسى بن نصير[ر] بأخذ هذا الخمس من كل الأراضي فبقيت بعض الأراضي دون تخميس.
قدم السمح الأندلس في شهر رمضان عام 100هـ/719م، ومعه خمسمئة من الجند، أخذ يدرس أوضاعها ويعمل على إصلاح أحوالها وكان وافر الخبرة كبير العقل، فبادر إلى قمع المنازعات والخلافات الداخلية، وعمل على إصلاح الإدارة وإعادة تنظيم الجيش، ولكنه لم يستطع أن يطبق أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بتخميس ما غلب عليه الفاتحون، لأن الفاتحين أعلنوا رغبتهم في العودة إلى المشرق، كما أظهروا خوفهم من أن يشاركهم القادمون الجدد في أراضيهم، فأقرَّهم عمر بن عبد العزيز على ما بأيديهم وعلى ما سجله لهم الخليفة الوليد بن عبد الملك وأمر واليه السمح بن مالك أن يُقر القرى بأيدي أصحابها، وأن يقطع الجنود المرافقين له من أراضي الأخماس.
عُرف عن السمح شجاعته وجرأته، وخبرته في الأمور العسكرية إضافة على تمتعه بعقلية إدارية ممتازة، وما أن انتهى من تنفيذ إصلاحاته على المستويين الإداري والعسكري، حتى قرر أن يسـتأنف الغزو لتوطيد سلطة الخلافة في الولايات الشمالية والمناطق الجبلية والتي كان قد غزاها الحر الثقفي من قبل ولكنه اضطر للتراجع بسبب اضطرابات قامت في قرطبة. ولم يستطع إكمال مهمته بسبب عزل الخليفة له وإسناد أمر الأندلس إلى السمح بن مالك الخولاني.
قاد السمح جيشاً كبير العدد واجتاز به جبال البيرنه من الجهة الشرقية مصطحباً معه عدداً من الزعماء والقادة، ثم انحدر ليزحف على مقاطعتي سبتمانيا Septimanieوبروفانس Province، فاستعاد عدة مدن منها أربونة Arbon، وقرقشونة Carcassonne، ومعظم قواعد سبتمانيا وحصونها، وكانت تابعة لمملكة القوط المنحلة، وأنشأ بها حكومة إسلامية، ووزع الأراضي التي فتحها بين السكان الأصليين والعرب. وترك لأولئك السكان حرية الاحتكام إلى شرائعهم.
اتجه السمح بعد أن وطد الأمور في المناطق التي احتلها إلى الإغارة على أكيتانيا وتقع إلى الجنوب من نهر اللوار، وكانت منطقة مستقلة فقاومه البشكنس والغوسقونيون Gascogne وتمكن من هزيمتهم، وزحف على قاعدة أكيتانياAquitaine طلوشة (تولوز) Toulouse التي حشد حاكمها اودو Yodo دوق أكيتانيا قوى كبيرة جداً للدفاع عنها. واستقرت المعركة بين الجيشين، وكاد أن ينعقد النصر للمسلمين لولا استشهاد السمح في هذه المعركة التي جرت بطرشونة Parras يوم عرفة عام 102هـ/721م، وعرفت باسم معركة البلاط.
تسلم قيادة الجيش من بعده عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، الذي انسحب مع ما تبقى من القوات تحت جنح الظلام عائداً إلى قرطبة.
جدد السمح قنطرة قرطبة المنيعة على نهر الوادي الكبير، عملاً بتوجيه أمير المؤمنين، وكانت بالأصل قنطرة رومانية، كما خَمّس قرطبة، فخرج من الخمس البطحاء المعروفة بالربض، فأمره الخليفة أن يتخذ بها مقبرة للمسلمين فتم ذلك.
عبد الرحمن بدر الدين